<%@ Language=JavaScript %> سالم قبيلات خيوط  المؤامرة والبديل الظلامي
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

خيوط  المؤامرة والبديل الظلامي

 

 

سالم قبيلات

 

    لم يكن متوقعا من الكيان الصهيوني ولا الولايات المتحدة الامريكية ولا المعسكر الغربي التسليم بنتائج التغيرات الشعبية في المنطقة العربية، وتركها تمر بسلام دون احتوائها، ومنعها من ان تفعل فعلتها وتخل بحالة توازن القوى مع الكيان الصهيوني. فلدى هذه القوى الاستعمارية والصهيونية عديد الحلفاء والاصدقاء القدامى والجدد من منطقتنا، ما يكفي ويضمن لهم معالجة نتائج اية حالة اثرت سلبا في مصالحهم . فلقد كان متوقعا جدا بعد نجاح الثورة المصرية، واتضاح حجم التأثير السلبي لها على مستقبل الصراع العربي الصهيوني، من ناحية الاخلال بالتوازن، لصالح دول وحركات الممانعة،ان يبدأوا ردة فعل وقائية، تكون بمثابة بداية لانطلاق الثورة المضادة، لتعويض الكيان الصهيوني عن خسارته الكبيرة بذهاب نظام مبارك.

 

   وكون المستفيد الاول من هذه التغييرات هي دولة الممانعة سوريا، فقد كانت المرشحة لتكون الهدف المباشر لعملية الثأر والانتقام الصهيونية ،فهي لطالما كانت مستهدفة، فمن الطبيعي ان تكون تداعيات هذه الاشكالية الاستراتيجية قد عجلت في اطلاق المؤامرة الخبيثة عليها، التي باتت  تنكشف فصولها يوما بعد يوم. فمشهد التحركات الذي ظهر في اللحظات الاولى في هيئة حركة احتجاجية على الفساد والرشوة وضد الفقر والبطالة وانتهاك الحريات السياسية لم يستمر في مساره السلمي لاكثر من ساعات، منتقلا على وجه السرعة الى حالة صدام مسلح واحراق وتدمير للمؤسسات الوطنية، ما يؤكد أن التحركات ليست محلية التحضير والترتيب، بل نتاج مخطط محكم الاعداد لأيد عابثة خارجية مستندة الى وسائل اعلام مدربة ومعدة بشكل متقن لتكون بمثابة محراث الشر لتدمير سوريا.

 

   ان المتتبع لترتيبات واساليب الولايات المتحدة المتبعة حاليا للضغط على سوريا، يجد فيها بوضوح تكرارا وتشابها الى حد كبير مع ترتيبات وادوات مؤامرات سابقة، استخدمت لتحطيم منجزات الشعوب الحرة ، نذكر في هذا الصدد مؤامرة تدمير الجمهورية الافغانية في بداية الثمانينات، وحرمان الشعب لافغاني من فرصة التطور والتقدم، واعادته الى الخلف مئات السنين عبر خلق الغرب الاستعماري لظاهرة ما سمي بالمجاهدين المسلمين من اجل تحرير افغانستان.

 

   وباستعراض فصول تلك المؤامرة الخبيثة ومقارنتها مع ما يحدث اليوم في سوريا، نجد ان الممولين للمؤامرة السابقة هم انفسهم ممولو مؤامرة اليوم، دول الخليج العربي ، الذين باتوا يتقدمون صفوف البكائين على الحرية والاصلاحات في سوريا. وقد استكملوا ترتيب المشهد الاجرامي مع عودتهم الى احياء التحالف القديم مع الحركات الاسلامية اياها التي لعبت الدور الشرير في تنفيذ المؤامرة على الجمهورية الافغانية،والتي تتحضر اليوم للعب دور اخر مشابه في المنطقة العربية.

 

  ان عودة هذا التحالف الخطر على الانسانية الى العمل ببرنامج مؤامرات الثمانينات باتت مسألة وقت،لا يلزمها سوى استكمال بعض الترتيبات والاجراءات اللوجستية. حيث يأتي الاعلان عن تصفية بن لادن القيادي البارز في التحالف السابق كخطوة في هذا الاتجاه، بعد ان استنفذت الامكانات الاجرامية لديه في خدمة الاهداف الشريرة  للمخابرات الغربية ، والتي ختمها بتبنيه لعملية الحادي عشر من ايلول 2001 التي افضت الى تدمير العراق العربي، وهيأت الظروف المواتية لفصول مسرحية ما يسمى الحرب على الارهاب، التي لم يقتنع الرأي العام العالمي بمصداقيتها ،ولا بتحالفاتها واجراءاتها التي مست سيادة كثير من الدول ، وادت الى سقوط آلاف الضحايا الابرياء جراء هذه الخدعة غير الاخلاقية.

 

  واليوم لضرورات عملية تدمير سوريا عادوا الى احياء التحالف السابق لانه الانسب لتنفيذ هذه المهمة القذرة، وليس صدفة  في السنوات الماضية انهم حافظوا على استمرار العلاقة مع اسلاميي العراق وسوريا ، في الوقت الذي قاموا فيه بالتخلص من الحمولة الزائدة في التحالف باخراج الجماعات الاسلامية الاخرى منه، واعتبارها عدوا. ولكن لغاية اسدال الستار على تلك المرحلة والانطلاق نحو مرحلة جديدة، وجب عليهم ليس الاعلان عن موت اسامة بن لادن فحسب، وانما رمي جثته الوهمية في البحر، لتغرق معها اسرار مرحلة الاسلام المتطرف، وتزيح احد اكبر العوائق التي تمنع عودة التحالف السابق الى الحياة من جديد, ليبدأ العمل بمخطط  ضرب سوريا دولة الممانعة والعروبة.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا