<%@ Language=JavaScript %> سعيد هدروس  شبكة التواصل الإجتماعي بين الوسيلة والهدف
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

شبكة التواصل الإجتماعي بين الوسيلة والهدف

 

 

 

سعيد هدروس 

 

مما لا شك فيه أن إقبال الشباب على شبكة التواصل الإجتماعي قد مكنهم من إيجاد وسيلة مهمة للتواصل فيما بينهم وبالتالي تبادل المعلومات وإلى حد ما وجهات النظر فيما يخص عديد القضايا ذات الشأن.وإذا كان الشباب العربي قد نجح في إستخدام هذه الوسيلة المهمة والتي تعد بحق طفرة في عالم التطور التكنولوجي والمعلوماتي فإنه أكد بما لا يقبل الشك أن الشباب العربي قادر على مضاهاة تطور العصر وهو بالتالي إذا ما أتيحت له الفرصة وتوفرت له الإمكانات فإنه لا يقل إبداعا عن عالم الشباب في البلدان المتطورة.

إستفاد الشباب العربي من شبكة التواصل الإجتماعي,ووظفوها في عملية التحضير لثورتهم وإستخدموها كوسيلة إعلامية للوصول إلى أكبر قطاع من الشباب وكذلك غيرهم من فئات الشعب وطبقاته,وذلك إحتجاجا منهم على ظلم وقهر أنظمتهم ورغبة منهم في إلحاق شعوبهم ودولهم بمصاف الدول والشعوب المتطورة.

نجح الشباب التونسي في إختراق جدار التعتيم الأمني وتمكن من فك الحصار المعلوماتي وأوصل صوت الإنتفاضة التونسية إلى العالم من خلال بث المواد المصورة التي تفضح زيف وإدعاء السلطة الأمنية التونسية وتكشف الكثير من مشاهد القمع والقتل بالرصاص الحي.

في مصر إعتمد الشباب على هذه الوسيلة وتعاملوا معها بمهنية عالية المستوى وأبرزوا قدرتهم وأحيانا تفوقهم على الإعلام الرسمي وإستطاع وائل غنيم إفادة الشباب من خبرته في هذا المجال وهو المتخصص المشرف على الكوكل في منطقتنا.بهذا الإستخدام الجيد والأداء المتميز لشبكة التواصل الإجتماعي تمكن الشباب العربي في البلدان التي شهدت وتشهد حركات إحتجاجية وإنتفاضات شعبية من تفويت الفرصة على رقابة الأنظمة والتواصل بالتالي مع العالم الخارجي.

إذا كنّا نعطي شبكة التواصل الإجتماعي حقها ولا نقلل إطلاقا من دورها في مجريات الأحداث التي هزت العالم العربي ووصل صداها إلى العالم أجمع,علينا هنا أن لا نضع نقطة وراء السطر ونتجاهل الحقيقة التاريخية وهي أن الثورات ما كان لها أن ترى النور لولا تضافر كل الجهود ومن كل ألوان الطيف في كل مجتمع عربي وكذلك لولا تكاملها مع العوامل الأخرى المختلفة التي ساعدت على تهيئة المناخ لتلك الثورات والتي ساهمت الأنظمة إلى حد ما في توفيرها من خلال تماديها في قمع شعوبها وسرقة خيرات بلدانها والإفراط في تجاهل مطالب الناس وحرمانهم من حقوقهم المدنية والسياسية وعدم إحترام آدمية المواطن في وطننا العربي وتفشي الفساد في الدولة والمجتمع.

نعم وحده إستخدام الشباب لشبكة التواصل الإجتماعي إستخداما جيدا لم يشكل العامل الحاسم في إنتصار بعض الثورات في الوطن العربي,لأن الحسم والفصل في معارك الصراع بين الجماهير الغفيرة والأنظمة الديكتاتورية كانت وما زالت في الميدان وذلك عملا بقانون الصراع بأن أي نظام مهما تجبّر لا يستطيع أن يهزم إرادة شعب قرر السير في معركة التغيير حتى النهاية دفاعا عن قضاياه.

إن الإستخدام الجيّد للوسيلة الجيدة حين يتزاوج مع الإصرار والعزم يولدان نصرا, أما أن نجعل من شبكة التواصل الإجتماعي الوسيلة التي سوف توصلنا إلى الهدف فهذا إستسهال وخروج عن النص وهو محاولة لإفقاد هذه الوسيلة من أهميتها وبالتالي تشجيع على ما أصبح يوصف بالإدمان على سهر الليالي أمام شاشة الحاسوب وأحيانا على حساب مدارس الشباب وعملهم.      

 

سعيد هدروس 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا