<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الاغنية العراقية الخجولة .... وهمجية وأمية التلحين ...

 بين الامس واليوم


أغنية -- لاشط لامرفأ-- للفنان المبدع طه حسين رهك إنموذجا فنيا في الغناء العراقي
 

نعمة السوداني

استمعت الى الاغنية وقد شغلتني بشكل حقيقي وقادتني بشكل مباشر الى شيء كنت ابحث عنه ربما فقدته يوما ما , في لحظة كنت ابحث عن حياة جديدة عن منجى من الموت احيا فيه , مع محاولاتي في الابتعاد عن الفحوى المتلاصق للكلمة واللحن والموسيقا ..كي اعيش في موسيقا حالمة تاخذني الى اعماق البحر مع ذلك التوزيع الموسيقي الجميل ...
استمعت وانا اتامل كثيرا في جنبات الاغنية بشكلها الكامل ,, ومن زاوية ناقد و مستمع للفن الاصيل اقولها وانا محايد تماما ... وجدت بك ان الاغنية تولد الاغنية واللحن يولد اللحن والموسيقا تولد موسيقا حتى لو تبقى لفترة طويلة نائمة في رحم الفنان او دواخله كيما تتصارع متعسرة بكمالها , ثم تاتي لحظة انجازها عبر ولادة ميسرة .
ووجدت ايضا فيك الابداع الواضح الذي يعصف بك ويشحن الطاقات التي تجعل انجازاتك متقدمة , خاصة وانت تقدم موسيقا عالمية ولمستمعين اوربيين في صالات كبيرة صممت لهذا الغرض من الفن الرفيع , ايضا هؤلاء النوعية من البشر يتمتعون بملكة الاستماع لكل ما هوجيد ويشنف الاذان ويصفقون له .
هذه الاغنية تلامس بشكل خاص وشفاف مشاعرنا لما فيها من اختيار للكلام ولعذوبة الصوت تجعلنا ان نتخيل المرفا او الشط بشكل اخر عبر موسيقا هادئة تشعل فينا الحنين الى المكان عبر ازمنة مختلفه ....
هناك ملامح جميلة مميزة في هذه الاغنية من حيث( الثالوث المتنوع ) الكلمة واللحن والصوت وحيثما تنشر ستكون هويتها عربية وليست محلية بسبب النص الشعري المختار والمناسب والمفهوم والواضح بالاضافة الى الصوت المعبر مع اللحن الرشيق المحكم والمليء بالمشاعر والاحاسيس التي تعبر عن حالات انسانية معبرة متعددة ,, هي احاسيس ملحن مازالت المرافيء والشطوط تشكل له بوصلة مهمة في حياته .وقد انتقلت في منظومتك الحسية والفنية لانتاج هذه الاغنية الجميلة .
انك استخدمت نصا شعريا للشاعر التونسي محجوب العياري ... وليس نصا غنائيا ,,, وقد عملت على تطويعه حينما تحول الى نص غنائي مع النغم واللحن والموسيقا والايقاع متجها نحو المعنى بالتوزيع الموسيقي الاخاذ الذي حلق بالاغنية الى فضاءات بعيدة .. بمعنى اخر انك لحنت روح المعنى في -- لاشط لامرفا -- الذي يختبئء خلف المعنى ..
وقدمته بصوت شذي يحمل تعبيرا شجيا في نبرته اثناء الغناء -- للفنان سمير منصور حقا صوت يستند على ثقافة موسيقية جعلته يفهم ما هو المطلوب و ما يجب ان يقدم, لانه تعايش بشكل واضح مع الموضوع الذي جاء بالنص -- مصاحبا لموسيقا تتناسب تناسبا طرديا مع محتوى النص مع الصفاء في التسجيل والنقاوة في العمل , حتى لوكان عمر الاغنية يمتد الى ثلاث دقائق وثوان معدودات . اسعدتني بحق . دقائق جميلة اراك نسجت من خلالها عوالم جميله .. عوالم تتعايش مع بعضها في منظومة فنية وبشكل متناسق .
كم نحن بحاجة الى مثل هذه الاغاني التي تضيف ذائقة جمالية فنية للمستمع العراقي والعربي وتربي على سماعها الاذن والنفس كي يعم الذوق الفني الرفيع في الاختيار بعملية الاستماع بعدما داهمتنا امية التلحين والجهل التي ابتلت فيها الاغنية العراقية اليوم بما يسمى من موسيقا وشخبطات كلام واصوات تتشابه مع بعضها البعض ليس لها اي نكهة خاصة مميزة عن بعضها حتى نكاد لانميز الخميس من الطرطبيس ...
بعد استماعي لهذه الاغنية -- لاشط لامرفأ -- المعبرة عن الحب والمشاعر...
لابد من قول كلمة في هذا المقال تعتمد على توجيه دعوة للشرفاء ممن يعملون في مجال الموسيقا والغناء حول اهمية الاهتمام بالثقافة الموسيقية من اجل القضاء على هذه الامية القادمة من اوساط الجهل والتخلف التي تحاول ان تعرقل مسيرة الملحن العراقي الحقيقي و الغناء العراقي الجميل بحجة الحداثة الحداثة الكارثية !!! هذا الزعيق الاخير ليس له طعم ولا ذوق ولارائحة ما , فالبعض من هؤلاء يحاول ان يرسم له لون خاص , فلا كلام يستند للشعر ولا لحن ينتمي لؤروحية الوطن ولا صوت فيه حنين للعشاق وكل ما قدم متشابهه في اللحن والايقاع وبمستوى من الضحالة في المعنى العام .
اقولها خجلا . كم كانت الاغنية ترفد نفوسنا بالحب والعطاء والامل والسكينة , كم كنا نحلم بها , كم كنا نتغنى بها , نعم كانت تسمى الاغنية العراقية الاغنية الخجولة !!!! تصور عزيزي القاريء اين نحن الان من هذا المصطلح الانساني الراقي في حق الاغنية العراقية ؟؟؟
دعوة للمهتمين ان تكون الاغنية العراقية في موقعها الطبيعي في عالم الطرب ...
لابد من ازالة كل المعوقات عن طريق الاغنية عبر تقديم الجميل من احترام المجتمع وعدم خدش ذائقة المستمع بالخزعبلات و لان المشكله كبيرة بسبب اننا نراها على الفضائيات وتدعي بانها (اغنية ) وهي خالية من مقومات الاغنية اصلا !!!
هي ليست اغنية , انما هي فوضى كبيرة وعارمة تعبر عن حال الوطن وما يجري فيه .
ان الموسيقا هي الروح , الروح التي تقدم الينا كل اشكال النغم والموسيقا الروح المليئة بالمشاعر والاحاسيس والعاطفة الجياشة .
ان الذاكرة الجمعية العراقية لم تقبل , ولن تستقبل مايسمى بهذه الترهات في نسيجها العقلاني والفني .. لان هذه الذاكرة تحتفظ بخزين حيوي تاريخي سيخلد لمئات السنين لاننا نمتلك غناء حديث يمتد الى 500 سنه منذ الاندلس .
لايسعني الا ان اقول اليك مبروك ايها المبدع الفنان طه حسين رهك وشكرا لك على ذوقك الفني الذي اتحفنا في هذه الاغنية ...


الناقد
نعمة السوداني

 

رابط أغنية -- لاشط لامرفأ

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا