<%@ Language=JavaScript %> محمد نور الدين «الأسطة» أردوغان وأسئلة المرحلة المقبلة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

)الأسطة) أردوغان وأسئلة المرحلة المقبلة

 

محمد نور الدين

أبرزت الصحف التركية أمس نتائج الانتخابات النيابية بوصفها سابقة في تاريخ الانتخابات التركية، ولا سيما لجهة ازدياد نسبة التصويت لحزب العدالة والتنمية مع التركيز على زعامة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووصفه بـ«الأسطة» أو المعلم.
وجاءت عناوين الصحف على النحو التالي:
اردوغان من جديد (حرييت)، أسطة الصناديق (راديكال)، الثورة البرتقالية (اقشام)، تركيا تحبه (خبر تورك)، الشعب يريد اردوغان (طرف)، الحقبة الثالثة للعدالة والتنمية (جمهورييت)، انتصار الأسطة (يني شفق)، ليكن خيرا يا أسطة (تركيا)، اردوغان لم يعثر على الـ330 (غونيش)، سأطرق باب كمال كيلتشدار اوغلو (ميللييت)، النصر (ستار)، الحقبة الثالثة للباديشاه طيب (سوزجي)، نعم للأسطة (أقيت)، دعم قوي للاستقرار بخمسين في المئة (زمان)، حزب العدالة والتنمية اكتسح ومرّ (طرف).
وكان هناك اجماع على ان الشعب منح تفويضا لولاية ثالثة لاردوغان الذي كرر سابقة الحزب الديموقراطي بالفوز بثلاث دورات انتخابية متتالية، مع فارق ان الحزب الديموقراطي تراجعت اصواته في الدورة الثالثة عام 1957 وبقي منفردا في السلطة فيما ازدادت نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية واستمر ايضا منفردا بالسلطة.
وفي نظرة الى الخريطة الجغرافية للانتخابات، فإن حزب العدالة والتنمية قد سيطر على كل تركيا باستثناء المناطق الكردية والأوروبية وساحل ايجه.
ونجح الحزب في النزول الى «المياه الدافئة»، وعدم اقتصار انتصاراته على المناطق الريفية والمدن الكبرى، وهذا بالطبع يعكس تحولات اجتماعية واقتصادية، ويجعل الحزب ممثلا للفئات التي تنظر اليه على انه مصدر للخدمات والمشاريع وليس للإيديولوجيا.
وبدت الخريطة التركية برتقالية لون حزب العدالة والتنمية مع فكي كماشة في الجنوب الشرقي حيث الغلبة الكردية وفي سواحل بحر ايجه والقسم الأوروبي من تركيا حيث الغلبة لحزب الشعب الجمهوري.
وحقق «العدالة والتنمية» سيطرة هي الأولى من نوعها على محافظات تشاناق قلعة وباليق اسير عند بحر ايجه وفي انتاليا ومرسين والاسكندرون واضنة على الساحل الجنوبي على البحر المتوسط، ووضع يده على جميع محافظات ساحل البحر الأسود.
ولكن يسجل أن عدد نواب الحزب قد تراجع من 341 في العام 2007 إلى 326 في انتخابات الأحد الماضي. وهذا ناتج بشكل أساسي من تناقص عدد نواب بعض المحافظات الداخلية حيث النفوذ الكامل للحزب وازدياد العدد المقرر للنواب في المدن الكبرى حيث يتقاسم النفوذ. كذلك تراجع شعبية العدالة والتنمية في المناطق الكردية.
كما تراجع تمثيل حزب العدالة والتنمية لكل المحافظات التي كان اردوغان يفتخر بأن له نوابا فيها، إذ لم يتمكن الحزب من إيصال أي نائب عن ثلاث محافظات.
كما تراجعت سيطرة الحزب الكاسحة على مدينتي أنقرة واسطنبول حيث حققت المعارضة نتائج لا بأس بها. وكذلك فــشل الحزب في كسب المزيد من أصوات القوميــين الاتراك الذين واصلوا التصويت لحزب الحركة القــومية، ولم يبلغ اردوغــان مراده من تصعيد خطــابه القــومي قبل الانتخابات، ومن اهمــها منع الحركة القوميــة من دخول البرلمان.
ولا شك انه اذا كان اردوغان هو المنتصر الأول في الانتخابات فإنه الخاسر الأول في المناطق الكردية، حيث كان المنتصر الأول هو حزب السلام والديموقراطية الذي نجح معظم مرشحيه المستقلين في الجنوب الشرقي وفي اسطنبول. وارتفع عدد نوابه من 20 الى 36 وهو رقم قياسي. ولو انه لا يوجد حاجز العشرة في المئة لدخول البرلمان لكان حزب السلام والديموقراطية حصد بنسبة الأصوات التي قاربها حوالي الستين مقعدا على الأقل.
وقد تراجعت أصوات «العدالة والتنمية» بنسبة تتراوح من 15 إلى 20 في المئة في محافظات ديار بكر وماردين، مسقط رأس زوجة اردوغان، وشيرناك وفان وباتمان وحقّاري وموش.
وسيصطبغ البرلمان الجديد بالتأكيد بصبغة كردية، وسيكون مسرحا لأكثر السجالات والمجادلات الحادة، خصوصا مع عودة ليلى زانا إلى الندوة البرلمانية، وهي التي نجحت في العام 1991 لكنها حرمت من النيابة في 1994 وسجنت 10 سنوات.
ولا شك ان عدم حصول اردوغان على الـ330 مقعدا الضرورية لإحالة اي تعديل دستوري الى استفتاء شعبي سيكبل حركة اردوغان ومنعه من التفرد بأي خطوة تتعلق بالتعديلات الدستورية فكيف بإعداد دستور جديد. وقد اعترف اردوغان بإخفاقه هذا عندما قال انه سيتواصل مع المعارضة من أجل الدستور وغيره.
وكان لافتا إشارة اردوغان في «خطاب الشرفة» أمس الأول إلى انه يهدي الانتصار إلى بيروت ودمشق والقاهرة وعمان ورام الله وغزة وصولا إلى البوسنة ومقدونيا. وفي هذا إشارة إلى أن تركيا ستواصل تحركاتها من اجل زيادة نفوذها في هذه المناطق، ومن باب أنها نموذج للديموقراطية لمحيطها البلقاني والعربي.
وفي الواقع إن هذا سيثير سجالات بين تركيا ومحيطها المذكور نظرا الى ان هناك، من جهة، تحفظا وأحيانا امتعاضا وانتقادات لاذعة لطبيعة التحرك التركي في المنطقة، ولا سيما تجاه الأزمة في سوريا، ولحاجة الأتراك أنفسهم، من جهة ثانية، لنموذج معاصر يقتدون به لحل مشكلاتهم الداخلية وفي مقدمها المشكلة الكردية والمشكلة العلوية ومشكلة ارتداء الحجاب في الجامعات والمؤسسات الرسمية أيضا، فضلا عن أن اردوغان بدأت تظهر عليه عوارض الضيق بالحريات الإعلامية.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا