<%@ Language=JavaScript %> محمد مجيد الدليمي  حكاية عبد الكريم قاسم وبياع الكبة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حكاية عبد الكريم قاسم وبياع الكبة

 

درس من تاريخ العراق المعاصر في الإنسانية

 

 

 محمد مجيد الدليمي 

 

كثر الحديث اليوم بين الناس عن ملوك ورؤساء العراق خلال القرن الماضي، كيف كانوا وما هي مواقفهم الإنسانية تجاه أبناء الشعب. وذاكرة البغداديين تختزن الكثير من الحكايات ذاتالمضمون الإنساني عنهم، بعيدا عن مواقفهم السياسية التي تجلب وجع الراس.
وبهذا الصدد نذكر حكاية بغدادية واقعية عن الزعيم عبد الكريم قاسم (رحمه الله) رئيس وزراء العراق قائد ثورة 14 تموز 1958، رواها لنا صديق بغدادي من جيل الأربعينيات عن والده الذي كان يعمل بائع كبة برغل في شارع الكفاح بالقرب من محلة فضوة عرب، هذا الرجل المكنى بالحجي أبو الكبة يقف بعربانته يبيع كبة البرغل على الرصيف، وكان الزعيم عبد الكريم قاسم يخرج كعادته صباح كل يوم في شارع الكفاح متجهاً الى مقر عمله في الميدان، حيث يمر في شارع الكفاح قادماً من منطقة الباب الشرقي، فيشاهد في طريقه الحاج ابو الكبة يقف بجانب عربته، ايام الشتاء وايام الصيف، فيخرج الزعيم يده من نافذة سيارته ويلوح بالسلام للحجي ابو الكبة الذي يرد عليه بالسلام. وذات يوم مر الزعيم قاسم ولم يشاهد ألحجي ابو الكبة في مكانه، فقال لمرافقه( اليوم ألحجي ماكو).وفي اليوم التالي لم يحضر ألحجي الى عمله، على اثر ذلك قال الزعيم لمرافقه: إذا لم يحضر ألحجي غدا عليك ان تسال عنه وعن سبب غيابه، لانه قد يحتاج الى مساعدتنا له. وفي اليوم الثالث لم يحضر ألحجي، حيث أمر الزعيم عبد الكريم قاسم بعد أن أوقف سيارته مرافقه بالذهاب إلى المقهى الشعبية في فضوة عرب، والسؤال عن سبب غياب ألحجي أبو الكبة، فأخبره صاحب المقهى بان ألحجي مريض ونائم في الفراش، وبعد ان عرف الزعيم بذلك، تأسف على ذلك وشعر بالحزن على ذلك الرجل المكافح الطيب الذي يستقبله صباح كل يوم بابتسامته البغدادية وبكلماته اللطيفة، وقال لمرافقه: اذا تجاوز غيابه فترة أسبوع، عليك معرفة عنوان دار الحجي ابو الكبة حتى نقوم بزيارته ونؤدي واجبنا، وقبل ان ينتهي الاسبوع، حضر الحجي ابو الكبة واستأنف عمله على الرصيف، وعندما مر الزعيم وشاهده امر سائقه بالتوقف امام الحجي ابو الكبة، واخرج الزعيم وجهه من نافذةالسيارة وقال: حمد لله على السلامة، حجي بعدك شباب، وبدأ يتلاطف معه بكلماته البغدادية الجميلة، وأجابه الحجي: سيادة الزعيم، اني عندما سمعت من ابناء المحلة بان جنابكم سأل عني، ذهب المرض مني وشفيت واليوم أراك أمامي، أدعو لك من الله تعالى ان يحفظك ويرعاك، اخرج الزعيم عبد الكريم من جيبه مبلغا قدره عشرة دنانير وأعطاه إلى ألحجي وقال له هذه هديتنا لك(حك السلامة) لاننا كنا ننوي زيارتك في بيتك.. تبقى المواقف الإنسانية لرجالات الدولة، خالدة في الذاكرة العراقية ابد الدهر، يتداولها الناس للاستئناس بها ونسيان الحاضر الصعب.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا