<%@ Language=JavaScript %> قاسم الجليدي التونسيون يتساءلون عما حدث لثورتهم
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 


التونسيون يتساءلون عما حدث لثورتهم

 

 

قاسم الجليدي

 

كان الشباب هم الذين قادوا الثورة، بالرغم من استخدامهم أدوات الإعلام والتواصل الاجتماعي التي ما كاد يفهمها كثيرون من شيوخهم.. واليوم، يقود البلد عواجيز.
فكيف يمكن أن يحدث هذا؟ فرئيس الوزراء التونسي يبلغ من العمر 85 عاما. صحيح أن باجي قائد السبسي سياسي محترم ـ فقد جرؤ على تحدي الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.. ولكن هناك إحساسا بأن القليل قد تغير فعليا منذ الثورة.
وحتى الآن، يستاء كثير من الناس من الحكومة الانتقالية. ويتعجب ويتساءل كثيرون لماذا لم يواجه أولئك الذين خدموا في حكم زين العابدين بن علي، لماذا لم يواجهوا اتهامات حتى الآن. وبينما من المُتفق عليه عموما أن زين العابدين بن علي، وعائلته ومحاسيبه، نهبوا مليارات الدولات من البلد، إلا أنه ليس هناك جهد جاد حتى الآن لتقديمهم إلى العدالة.
صحيح أن الشرطة السرية قد تم حلها.. ولكن لماذا لم تُوجه اتهامات ضد أولئك الذين عذبوا السجناء في الماضي أو فتحوا النار على المتظاهرين خلال الانتفاضة الأخيرة؟ ولكن بدلا من ذلك، اعتقلت الحكومة مؤخرا أشخاصا دعوا إلى ثورة أخرى على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". وتم اتهامهم بالترويج للعنف والفوضى في البلد قبل أن يتم إطلاق سراحهم.
فهل الحكومة الانتقالية مهتمة حقا بما يقوله الناس على موقع "الفيسبوك" أكثر من اهتمامها بمقاضاة ومحاكمة المسؤولين السابقين الذين ارتكبوا الفظائع بحق البلد؟ إن كل هذه التفاصيل الصغيرة ـ إذا ما تم أخذها وجمعها معا ـ تزيد إحساسا متناميا بالاستياء وعدم الرضا.
وعند جمعها وإقرانها باقتصاد البلد المنهار، لا ينبغي أن يكون مُدهشا أن عشرات الآلاف من التونسيين قد اختاروا الفرار من بلادهم، أساسا إلى إيطاليا وفرنسا.
من مصلحة أوروبا أن تساعد تونس في الوقوف على أقدامها اقتصاديا. والاتحاد الأوروبي منطلق في بداية جيدة بتقديم تمويل لبعض مشاريع إعادة الإعمار. ويدفع آخرون بأن الاتحاد الأوروبي يدرس إما إلغاء أو ترحيل الديون التونسية.
وما زال هناك مسألة الثروة التي راكمها وخزنها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والتي يُعتقد أنها مخبأة بعيدا في بنوك أوروبا.
ولذا، فبينما تحاكي شعوب مجاورة الانتفاضة التونسية، سيكون من الحكمة أيضا أن تراقب وتشاهد بعناية ما يحدث في تونس بعد الثورة.

ناشط في تونس

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا