<%@ Language=JavaScript %> خميس التوبي مجلس التعاون إلى أين؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 


مجلس التعاون إلى أين؟

 

 

خميس التوبي

 

كثر الحديث عن خطوة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدعوة مملكتي الأردن والمغرب للانضمام إلى المجلس.. فأصبح على لسان الشارع في المقاهي وسيارات النقل وحتى محل العمل، وذلك ليس لمفاجأة الدعوة الجميع فحسب، وإنما ما سيتبع وسيترتب على هذه الخطوة من نتائج وانعكاسات في حال موافقة المملكتين على الانضمام على مستقبل المجلس برمته ومدى استمراره.
من الطبيعي أن يكثر الحديث وتتباين وجهات النظر والآراء، ومنشأ ذلك الآتي:
أولًا: إن دول الخليج ساعدها على الانضواء تحت قبة مجلس التعاون عوامل عدة تفرض نشوء هذه الوحدة، منها الوحدة الجغرافية والاشتراك في الحدود، والتقارب الاجتماعي والأسري والثقافي والعادات والتقاليد، والنمط القبلي السائد، والهاجس الأمني والتحدي الإقليمي.
الثاني: إن نظام الحكم في دول الخليج قائم على القبيلة، أي حكم قبلي وراثي، يختلف عن نظام الحكم في المملكتين الأردنية والمغربية، فالأولى بها نظام ملكي دستوري ونقابات وأحزاب وبرلمان منتخب، وكذلك الحال بالنسبة للمغرب الذي يريد أن يجمع بين الهواء المغربي والهواء الأوروبي ـ الفرنسي. وفي خضم ما تشهده المنطقة من ثورات واحتجاجات تدرس كلتا المملكتين تعديلات دستورية وتشريعية لتلبية مطالب شعبيهما، ويعد مطلب مملكات دستورية أمرًا مرفوضًا خليجيًّا. ومن الناحية الاقتصادية فإن اقتصادَي البلدين بالمقارنة مع اقتصادات دول الخليج يعدان ضعيفين، ولذلك من الناحية العملية فإن الوضعين السياسي والاقتصادي يختلفان تمامًا عن ما هو قائم ومتعارف عليه في دول مجلس التعاون.
الثالث: إن الأردن يرتبط مع الكيان الصهيوني باتفاقية سلام (وادي عربة)، ومن شأن ذلك أن يقود إلى أمرين؛ الأول: أن تهندس عمَّان اتفاقات سلام مماثلة مع دول المجلس، أو على الأقل أن تكون عضويتها في المنظومة الخليجية حافزًا على ذلك. الثاني: أن يستغل الكيان الصهيوني وحلفاؤه الوضع الخليجي الجديد في الداخل الفلسطيني، بممارسة عمليات الاقتلاع والتهجير القسري والتغيير الديموجرافي في الأراضي المحتلة وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن ومن ثم إلى دول مجلس التعاون لإذابتهم داخل المجتمعات الخليجية إما بالعمل أو المصاهرة.
الرابع: إن دول الخليج غير قادرة على استيعاب مخرجاتها في وظائف، فكيف حالها حين تبدأ باستقبال عشرات الآلاف من الباحثين عن عمل من الأردن والمغرب، وتمتعهم بحق التنقل بالبطاقة والمواطنة وحق التملك؟ وحتى لو اتجهت دول المجلس إلى عمليات إحلال الأيدي العاملة الأردنية والمغربية مكان الآسيوية، فمعناه ارتفاع الأسعار تبعًا لارتفاع تكلفة القوى العربية من حيث ارتفاع قيمة إنتاجاتها وعدم رضائها بمستحقاتها الشهرية مقارنة بمستحقات القوى الآسيوية (هذا لا يعني أنني أشجع قوى عاملة على أخرى في ظل باحثين عن عمل كثر داخل الدولة الواحدة). ولا ننس أن إحدى هاتين المملكتين وصل بها الأمر إلى إحداث أزمة دبلوماسية مع دول من المجلس، لرفضها معاملة رعاياها في أماكن عمل غير لائقة، فما هو الحال بعد الانضمام وحرية التنقل بالبطاقة؟
يذهب كثير من المحللين إلى أن الهدف من دعوة الأردن والمغرب إلى الانضمام إلى مجلس التعاون هو تعزيز النواحي الأمنية، وتدفع إليه الثورات التي تشهدها دول المنطقة والاحتجاجات وانهيار نظام حسني مبارك في مصر، والنفوذ الإيراني وتدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول المجلس وارتفاع نبرة المواجهة، واتجاه طهران إلى توسيع قدراتها العسكرية وسعيها إلى امتلاك الأسلحة النووية وتطوير قوتها الصاروخية وكذلك البحرية حيث تعتزم إلى بناء أسطول بحري مكون من سفن حربية عملاقة تجوب المحيطات، فضلًا عن نفوذها المتعلق بارتباطها الديني مع مكونات للمجتمعات الخليجية.
حتمًا ما ذهب إليه المحللون فيه شيء من الصحة، لكن العتب يبقى على أولئك الذين وافقوا على ركوب البارجة الأميركية لمواجهة إيران، ثم ترمي بهم في عرض البحر ليلاقوا مصيرهم، وهذه نتيجة طبيعية، وذلك بسبب تفضيل كل دولة توقيع اتفاقيات حماية ورفض تشكيل قوة عسكرية على غرار الأحلاف، بينما في الوقت الذي كرست فيه إيران ـ ولا تزال ـ قدراتها ومواردها في البناء والتحديث في جميع المجالات، تذهب الأموال الخليجية إلى أوروبا لشراء الأندية، وحفلات السمر ، ودفع المليارات على اتفاقيات الحماية والتنافس على إقامة أطول الأبراج وجلب الشهرة والدخول في موسوعة جينيس، والسماح بتدفق الأيدي العاملة الآسيوية وتفضيلها في كثير من مواقع العمل المهمة وذات الأجر الكبير على المواطن.
أليس كل ما سبق ذكره يرسم صورة أخرى مغايرة لمستقبل مجلس التعاون الخليجي عما نراه الآن؟

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا