<%@ Language=JavaScript %> كمال خلف الطويل منير العكش قبل فوات الأوان
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

قبل فوات الأوان

 

 

كمال خلف الطويل

منير العكش


 
في حياة الشعوب محطات فارقة تحتاج فيها الى كل مافي ثناياها من حكمة ووضوح

رؤية وتبصر ومقدرة عمل متفانية , إذ منها تنطلق الى اّفاق نهوض عرضها السماء

أو تنزلق الى مهاوٍ بلا قاع

والقاطع أن سوريا الاّن عند محطة  كهذه : حالٌ في الداخل تواصل بقوة الدفع , لما
 
ينوف عن عقود ثلاث , .... معتلٍ بكل أسباب ثم أعراض التصلب الشرياني , وغلبة

دولتي الفساد والأمن على دولة القانون والعدل , وجفاف حوض السياسة , و

 فقر الحريات , و مركنتيلية الاقتصاد  ... وبالمقابل يناظره حالٌ تجاه الاقليم وماحوله

يُحسن فهم قدْر وقدَر دور الوطن السوري الجيوستراتيجي , سواء لجهة ادارة الصراع
العربي - الصهيوني , أم سواه من قضاياً حيوية

كان اتكال النظام على رصيده المستمد من سياساته نحو الخارج موطّأ التقاعس عن

فهم حقيقةٍ مؤداها أن النظام قد بلي , وأن عقداً جديداً تتراضى عليه وترضاه قوى

المجتمع أضحى فعل ضرورة حال عليها الحول منذ أمد ... وهو الان  يدق

الأبواب والنوافذ ويتدلى من الأسطحة والجدران هاتفاً بمطالب لاتقبل الهجوع بعد , ولا
الخوف من خوف الجهر بها

وبقدرما  كانت ادارة النظام لدور سوريا في مسائل الاقليم منذ احتلال العراق ولحينه

مميّزة ... كانت ادارته لوضع الداخل , وبالأخص منذ بداية الحراك الشعبي العربي

مطلع العام ولحينه , قاصرة .... دعك عن خاطئة في البداية , ثم مرتبكة بعدها

والشاهد أن فجوة التصديق بين النظام والشعب كانت من الاتساع حدّ أن حراك

الشارع , معطوفاً على سواد المواطنين الأعظم , لم يبتع مقولة " الطرف الثالث " رغم
أن ما يتكشف عن وقائع جارية يشي بتراكب عمل مسلح , انخرطت فيه قوىً

 داخلية لها صلات وصل - سواء بالتحالف أم التخادم - مع خصوم الاقليم , فوق هذا

الحراك الشعبي التواق للتغيير ...بالإصلاح لا بالاحتراب

ولعل الفجوة والوقائع معاً تقول شيئاً واحداً : أن الأمن وحده لم يقِ ولن يحمي , وأن

وعي الشعب له شرط شارط : ثقته بدولته و نيله حرياته

والحال أن مايردده المتكلسون والاوليغاركيون من أهل النظام من أن الاصلاح وصفة

دمار له مردود عليه بواقع أنه - الاصلاح - هو المنفذ الأوحد ليس لبقائه - وفق ارادة

شعبية مقرِّرة - فحسب , بل لإحياء كل من الدولة والمجتمع وفق مسار ينظم ممارسة

الحرية , ويصل حرية الوطن بحرية المواطن  

لقد جاء تهيب الرئيس بشار الأسد من المضي قدماً ليقود بنفسه ذلك المسار في خطاب
30 اّذار , ثم المعالجات الجزئية والفئوية بعده , ليزيد اتساع الشارع المحتج من

جهة , وليوفر امكانية أن تنمو على جوانبه بيئة حاضنة - أقلّه محايدة - نحو أية

أعمال مسلحة
 
  ان الأكثرية الصامتة تجلس الان على الحائط ... تنتهبها نوازع شتى : الأمل

بالرئيس ... السخط على سوء المعاش - وبالأخص منذ 2005 - ... الضجر من جثوم

الأمن على الأنفاس ... التوق الى الحرية وتكافؤ الفرص وسيادة القانون , و
 
أيضاً :غوايات التعبئة المذهبية , و رياح الجنوب التكفيرية , وبعض عدوىً لبنانية

, كيف تتحرك هذه الأكثرية الى شاطىء الأمان الأهلي ؟ عندما يذهب الرئيس اليها  

ويمشي بها الى معبر الاصلاح الشامل .. الجاد والعميق , والذي أريق الكثير من المداد
مؤخراً في توصيف معالمه , عنوانها - باختصار - عقد مجتمعي جديد ... برمّته

والأهم أن تأتي تلك الخطوة اليوم لا غداً ... فلقد أُهدِر من الوقت ماغدا تهديداً
 
 , - وأهم الأهم أن تكون الهمّة على قدر أمل وقلق الأمة - لا الشعب السوري بمفرده 

وأن تكون واحدة أي واثقة , لا فِترية ووجلة : فالأولى خط مستقيم على سكة

السلامة , وأما الثانية فهي تذكرة بلاعودة الى سكة الندامة 

 

 

كمال خلف الطويل

منير العكش             


 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا