<%@ Language=JavaScript %> ياسر قبيلات للتذكير: مظلومية أهل البحرين
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

للتذكير: مظلومية أهل البحرين

 

 

ياسر قبيلات

 

لم تعد مظلومية أهل البحرين تذكر إلا في معرض الجدل الاحتجاجي على الازدواجية في التعاطي مع الثورات العربية؛ وأضحت مجرد مثال يسوقه طرفان يحاول كل منهما إثبات وجهة نظره، لا أكثر ولا أقل. أما ذكر مظلومية الشعب المظلوم، فلا وقت ولا مكان لها في غير هذا المقام.

ومظلومية أهل البحرين ليست واحدة، فتنسى:

أول مظلمة: أنهم حوربوا بمذهبهم؛ وقيل أنهم ينشدون حقوقاً لأنفسهم حصراً، وليس لكل شعب البحرين، الذي يشكلون فيه أغلبية ساحقة منذ مئات السنين.

ثاني مظلمة: حوربوا بتشيعهم؛ وتم اتهامهم بتنفيذ أجندة فارسية، وكأنما هم ليسوا عرباً. أو كأنما هم عائلات فارسية وافدة حديثاً إلى الجزيرة الصغيرة واستوطنت فيها.

وثالث مظلمة: حوربوا بضعفهم؛ وانصرف عرب الإعلام والنخبة المثقفة عنهم، وغفلوا عن رصد بقية مظلومياتهم، والتضامن معهم.

أهل البحرين، للتذكير، عرب من بدو البحر (سواحل الجزيرة العربية وجزرها)؛ عاشوا تاريخاً طويلاً من الجوار مع إيران، التي لم تكن في كل الأوقات واسعة النفوذ، فامتد سلطان هؤلاء العرب إلى السواحل الإيرانية، حيث بقيت منهم هناك عائلات ومجموعات، ومنهم من كان سيداً وصاحب صولة وجولة في الدولة الإيرانية بمختلف مراحلها، حتى بعد زوال هيمنة عرب البحر على بعض البقاع الساحلية الإيرانية.

ويروي التاريخ أن الفرس الصفويون احتلوا البحرين 1602 وحكموها بشكل مباشر أو غير مباشر بولاة عرب حتى العام 1783م، وكان من أشهر هؤلاء ناصر بن مذكور آل مذكور، حاكم البحرين قبل قدوم آل خليفة، والذي كان قبل ذلك حاكماً لمقاطعة "بوشهر" الإيرانية الساحلية المحاذية للبحرين ولأجزاء من السعودية والكويت.

ويقول التاريخ (على الأقل الذي يدرسه آل خليفة) أن أهل البحرين رحبوا بعرب العتوب (آل خليفة) حينما نزلوا البحرين وساعدوهم على هزيمة ناصر بن مذكور آل مذكور باعتباره حاكماً تابعاً للفرس. وهي رواية نحب أن نأخذ بها، هنا. لنسأل:

ما الذي جرى، إذن، لينقلب أهل البحرين على آل خليفة طالما كانوا رحبوا بهم؟

ثمة أمر خطأ، هنا؛ إما أن الرواية التي يسوقها آل خليفة غير صحيحة وملفقة، وإما أن ثمة علّة وسقماً ما أعيا أهل البحرين، من العائلة التي تم احتضنوها في جزيرتهم الصغيرة، وأيدوا لها ملكاً فيها طوال الوقت!

لم ينقلب أهل البحرين، ولم يرفعوا راية إسقاط النظام، ولكنهم طالبوا بحقوقهم البديهية بوطنهم كمواطنين، وهي مطالب ترفعها كل الشعوب العربية من المحيط على الخليج، وليس فيها استئثار؛ فهي للسني كما للشيعي، كما للمتجنس. ولكن النظام هناك ولأسباب معروفة، بات يميل للاستئثار بالحكم (التحول من إمارة إلى مملكة) وتغليب الأقليات والتضييق على الأغلبية، وتهديد النسيج الاجتماعي بتجنيس المزيد من الوافدين الطارئين على الجزيرة الصغيرة وأهلها.

هذا، وهم أهل البلاد الأصلاء..

قدم آل خليفة من نجد وأقاموا لوقت عند بني خالد في شرق الجزيرة العربية، ثم في الكويت مع أبناء عمومتهم من الجلاهمة وآل الصباح، حيث احتكر هؤلاء الحكم، وتولى الجلاهمة الحرب في البر والبحر، وهم التجارة، وحينما طلبت التجارة ملكاً نزلوا البحرين عبر "الزبارة" في قطر..

لم يكن أهل البحرين (شيعتهم بالذات) ضيوفاً طارئين على آل خليفة..

بل آل خليفة ضيوف عليهم!

أهل البحرين، للتذكير مجدداً، عرب. ومنهم عرب عادوا من مغتربهم الإيراني. وهؤلاء تدل عليهم كثير من أسماء العائلات. وتشيعهم لا يجعل منهم فرساً؛ لأن فكرة التشيع أصلاً ومنشأ هي عربية، وتشيع العرب قبل أن يكون هناك شيعي فارسي واحد.

مظلومية أهل البحرين أنهم حوربوا بضعفهم، وانصراف عرب الإعلام والنخبة المثقفة عنهم؛ وخذلان الشارع العربي لهم، فجابههم بالرفض وعدم الاعتراف بهم وبمظلوميتهم، وبالتشكيك بعروبتهم، وبحقهم في حياة حرة كريمة يحكمها الدستور والقانون، ورفع الاستبداد والفساد، وتركوا لجهالة موجهة ومبرمجة تأخذ عليهم تشيعهم، وتشكك بولائهم، وتصفهم بالفرس والمجوس والرافضة..

وتركوا لبطش السلطة والجيوش، ولمحاكم الجور التي لا تعرف من العقوبات بحقهم إلا الإعدام!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا