<%@ Language=JavaScript %> ياسر قبيلات دنيا الجزيرة والعربية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

دنيا الجزيرة العربية

 

 

ياسر قبيلات

 

المتابعة اليقظة لنشرات الأخبار في "الجزيرة" و"العربية" حول الحدث السوري تفتح في عقل المشاهد أسئلة مقلقة، وتوقعه في الحيرة، ليس لأنهما تتفقان لأول مرة بالموقف والحماسة "العربية الأصيلة" للتغطية "المدعومة" فقط؛ بل لأنهما بنفس وذات الأساليب تجتهدان في "دعم" المانشيت السوري، الذي يبدو أنه يحتاج إلى خبر، بالأساس!

القناتان الفضائيتان "الفاضلتان"، كانتا دوماً مؤشراً دقيقاً وصادقاً على مستوى العلاقات القطرية – السعودية، دخلتا فجأة وعلى غير توقع في وفاق "مهني"، أدى إلى تطابقهما في الرسالة والأسلوب، في المبنى والمعنى، وفي الوسيلة والغاية. وينتابني شعور أنني سأسمع قريباً تقريرا تلفزيونياً عن الوضع في سوريا من عمان على قناة "الجزيرة" يختتم كالتالي: "من سعد السيلاوي. العربية. عمان"، أو على "العربية" ينتهي بـ: "ياسر أبو هلالة. الجزيرة. عمان"!

الشقيقتان العدوتان اتفقتا، وبتنا نعيش في عصر "الجزيرة العربية". أليس هذا مريباً..!؟

لا أريد أن أصل إلى فكرة أن "لا شيء يحدث في سوريا"؛ ولكني أقصد الوصول إلى فكرة أن ثمة شيء ما كبير يحدث.. أو حدث فعلاً، في معسكر الاعتدال العربي المؤود، بشقيه: التقليدي واللعوب..!

عموماً، لا داعي لإدعاء الجهل في هذا الموضوع: لقد بادر قادة دول "التعاون الخليجي" من تلقاء أنفسهم إلى دعوة المملكة المغربية للانضمام إلى المجلس، والقبول بطلب مستحيل طالما أعادوه رمياً في الوجه إلى المملكة الأردنية الهاشمية. ولم يكن أحد يلومهم، فحتى مساجلات الكتاب الأردنيين قبل أسابيع حول احتمالية الانضمام إلى المجلس قد تضمنت أسباباً وجيهة تعكس استحالة ذلك. ومقالة رئيس تحرير "العرب اليوم" فهد خيطان حول ذلك لا تنسى.

وهي مقالة لا تنسى لأنها بما حملته من وجهة نظر وجيهة ونبيهة، كفيلة بثني السياسي الأردني عن المحاولة في طرق باب "المجلس"، ولكن نكتشف أنه فات "فهد" وفاتنا أن ندرك مدى الرعب الذي خلفته الثورات العربية وعودة مصر، واليأس من هزّ النظام السوري، في وقت يتقلقل فيه اليمن.. لا ليستنجد بعبد الناصر جديد في مصر، ولكن لينفض عنه حرب الإغراق بالقات وتسليح القبائل واختراق مجتمعه بالأصولية المتطرفة، التي أُرادوا له أن يغرق وينشغل بها، ليكون جمهورية وسط أنظمة حكم ملكية رفضت أن يكون في مجلسها، رغم أنه الأحق!

وعودة إلى القناتين الفضائيتين اللتين اتفقتا على غير موعد؛ كأنما هما اتفقتا في إطار تسوية غير معلنة بين البلدين "الشقيقين" اللدودين. وحينما يتفق أي لدودان دون إعلان، فإن ذلك يثير الريبة. وهو ما يعيدنا إلى وضعهما كلاهما في معسكر الاعتدال المؤود، وإعادة تقييم صراعهما بواقعية، وهو هنا لا يزيد عن مشاكسة "الرشاقة" لـ"السمنة" المفرطة، والحركة للجمود، ومشاكسة المزاج اللعوب للترهل والكسل!

لا أكثر..

ونعود من جديد، لنرى "الجزيرة" و"العربية" على حقيقتهما، كوسائل إعلامية رسمية، تتبع أكثر الأنظمة العربية تقليدية ومحافظة؛ وإذا أردنا استدعاء مصطلحات الماضي الذي عاد ليمثل أمامنا فسنقول: أشد الأنظمة العربية رجعية!

وهما، بما اتبعاه من أساليب، وبكل ما وقعا فيه من سقطات مهنية لا تنبئ عن احترام لعقل المشاهد (ناهيك عن الحقيقة)، لا تستطيعان أن تدعيا التفوق المهني والأخلاقي على الإعلام السوري "الشمولي" "الجامد". فمشاهدتهما لا تشبع جوع المشاهد إلى التغطية الموضوعية إلا بحال أن اللجوء إلى إضافة قناة "دنيا" السورية إليهما؛ ففي هذه الحالة يكتمل المشهد الموضوعي، ويتضح عالم "دنيا الجزيرة العربية"، الذي يتصارع فيه الإعلام الرسمي العربي على جثة الحقيقة..

وأهم ما في الأمر، أن هذا المشهد رغم كاريكاتوريته، إلا أنه حقيقي وغير مزيف!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا