<%@ Language=JavaScript %> إسراء كاظم طعمة هجرة الأدمغة العراقية بين الترهيب والترغيب
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

هجرة الأدمغة العراقية بين الترهيب والترغيب

 

 

بقلم: إسراء كاظم طعمة

 

الكفاءات العلمية والإنسانية هي ثروة لا تقل أهمية عن غيرها من الثروات الطبيعية، كونها الركيزة الأساس في البناء والتنمية. وما تعرض له علماء ومفكرو العراق عبر سنوات طويلة من عمليات الاغتيال والتهجير القسري والطوعي، يدرج  في خانة التصفية الجسدية والفكرية في محاولة لإخلاء العراق من ثروته المتجددة، رغم حاجته اليها خاصة في مرحلة بناء اقتصاد عصري ودولة عصرية.

ولنتلمس خيوط قصة اختفاء وهجرة الكفاءات العراقية في أقرب بداياتها، ففي الفترة الواقعة بين 1991-1998 هاجر 7350 عالماً عراقياً الى دول عربية وأجنبية نتيجة الوضع السياسي والأمني والحصار الدولي الذي كان مفروضاً على العراق وقتذاك، منهم 67 بالمئة أساتذة جامعات و23 بالمئة يعملون في مراكز أبحاث علمية، هذا ما وثقه مختصون و حقائق ذكرها تقرير منظمة العمل العربية في الـ2007.

لكن الخطوة الأشد خطورة هو ما قدمته فقرة من فقرات القرار1441 لمجلس الأمن الدولي في 8 تشرين الثاني/نوفمبر2002، اذ نصت تلك الفقرة على التالي:- تتمتع لجنة الامم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالحق في ان يزودهما العراق باسماء جميع الاشخاص الذي لهم علاقة حالياً وسابقاً ببرامج العراق الكيميائية والبيولوجية والنووية ....

وهذا معناه ان سيرة العلماء العراقيين قدمت على طبق من ذهب لجهات خارجية واصبحت إسماؤهم وعناوينهم وكيفية الوصول اليهم عملية متاحة وخاصة بعد اندلاع حرب الـ2003 والتي جرت بعد شهرين فقط من صدور هذا القرار، ما سهل عملية التصفية الجسدية للعلماء .

فبعد غزو العراق عام ـ 2003، تعرض عدد كبير من المفكرين في شتى الاختصاصات وخاصة العلمية الى القتل، في حين إضطر آلاف منهم الى الهجرة تحت التهديد مرات والرغبة في حياة أفضل مرات آخر، حيث أشار تقرير شبكة رصد حقوق الانسان في العراق الذي نشر في 2005 الى ان عدد الذين قضوا برصاص الاغتيال في العراق حتى نهاية أذار 2004  اكثر من 1000 عالم عراقي. ومع توالي تفاقم الأزمة أشتدت الهجمة ضراوة وتنوعت اختصاصات الضحايا، إذ بين تحليل الإحصائيات الذي اعدته رابطة التدريسيين الجامعيين في بغداد للفترة من نيسان 2003 حتى تشرين الاول 2008، الى أن 80 بالمئة من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، ويحمل أكثر من نصف القتلى لقب أستاذ وأستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها البصرة، ثم الموصل، والجامعة المستنصرية، و62 بالمئة من العلماء المغتالين يحملون شهادات دكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب، و17 بالمئة، منهم أطباء ممارسون، وقد قُتل ثلاثة أرباع العلماء الذين تعرضوا لمحاولات الاغتيال.

والى جانب الترويع والقتل دفعت إسباب أخرى باعداد كبيرة منهم الى الهجرة لدول عربية واجنبية من اجل العمل والتعاقد، بسبب عدم توفر فرص لحملة الشهادات العليا إذ ان معدل فرص التعيين لم تزد على 20 بالمئة من الخريجين. ، كما ان تمادي بعض الطلاب على الاساتذة وعدم وجود قانون لردع مثل هذه الحالات، وقلة توفر الاجهزة والامكانات العلمية للبحث العلمي، وعدم تحفيز وتشجيع الباحث على التطوير، وضعف الميزانية المصروفة على الابحاث العلمية فاقم من المشكلة. 

وبقيت كل الاجراءات مجرد خطوات بطيئة عاجزة عن تقديم الحل الواقعي وإيقاف نزيف العقول عن الاغتيال والهجرة، حيث استمر  مسلسل التصفية الجسدية مع ظهور حالات اغتيال جديدة بحق عدد كبير من الاطباء وإساتذة الجامعات والمفكرين حتى فترة قريبة من كتابة هذا التقرير، كما وأصدر المركز العراقي لحقوق الانسان في شباط 2011، قائمة بالعلماء العراقيين منهم معتقلون ومنهم من تمت تصفيته تحت الاحتلال، ونشرت من على موقعها الالكتروني أسماء 87 عالماً عراقياً منهم من قتل ومنهم من اختطف واعتقل لدى قوات الاحتلال الأمريكي، واغلب الاختصاصات كانت  جراحة، فيزياء، جغرافية، هندسة كيميائية، علوم احيائية.

ومع هكذا واقع حال، نتساءل هل سيأتي يوم وينضب منجم الخبرات والكفاءات والعقول المفكرة؟؟..

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا