<%@ Language=JavaScript %> اسكندر حبش هل قُتل بابلو نيرودا؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 



 

هل قُتل بابلو نيرودا؟

 

 

اسكندر حبش

 

قد يكون خبر الموسم، إذا جاز القول، وهو مرشح للتفاعل، في قادم الأيام، على الأقل لأنه يتعلق بواحد من كبار شعراء القرن العشرين. الخبر الذي تناقلته وكالات الإعلام في الأيام الماضية، يثير الكثير من الحيرة والتساؤل، فيما لو ثبت الكلام، الذي مفاده أن الشاعر الشيلي بابلو نيرودا، لم يمت من جراء سرطان البروستات (مثلما هو معروف، أو على الأقل وفق الرواية الرسمية) بعد حوالي أسبوعين من انقلاب الجنرال بينوشيه على الليندي، بل أنه قُتل بأمر من بينوشيه نفسه (حين كان لا يزال في مستشفى سانتا ماريا في سانتياغو)، إذ كان يخشى فيما لو غادر نيرودا شيلي أن يقوم بتأليب الرأي العام، عبر مناداته بالديموقراطية.
هذا الكلام الذي يعيد فتح صفحة جديدة من صفحات الدكتاتورية في شيلي جاء على لسان سائق الشاعر وسكرتيره مانويل ارايا، الذي فجر مؤخرا هذه القنبلة (عبر حديث مع إحدى الصحف في شيلي)، التي سرعان ما انتشر دخانها ليصيب عددا كبيرا من المهتمين. فقد رأى أرايا أن الرئيس المكسيكي يومها سمح لنيرودا باختيار المنفى وقد أرسل له طائرة خاصة لتنقله إلى المكسيك، لكن بينوشيه لم يستسغ الفكرة «لأن نيرودا كان يتمتع بتأثير كبير في العالم. كان يريد أن يطلب من مثقفي العالم وحكامه أن يساعدوا شيلي في إعادة الديموقراطية».
وعلى الرغم من نفي مؤسسة بابلو نيرودا لهذا الخبر، وتأكيدها أن الشاعر توفي من جراء مرضه، كما أن ليس هناك أيّ دليل على صحة هذه الإشاعات، إلا أن كلام أرايا لا بدّ أن يثير الكثير من الالتباسات حول التاريخ وحول الشاعر كما حول هذه الأنظمة التي حكمت و«تحكم»، بالدرجة الأولى، ضد ثقافتها الخاصة وضد مبدعيها.
بالتأكيد لن تغير معرفة النتيجة، أكانت حقيقية أم لا، بواقع نيرودا، كما بواقعه الشعري بكونه واحدا من أولئك الذين وسموا مسار التاريخ الأدبي في العالم، أيّ أن شعره هو الذي انتصر في النهاية على كلّ أشكال القمع والخيانة، وسيبقى حاضرا في الذاكرة أكثر من أي شخص آخر. لكن السؤال، الذي لا نتوقف عن استعادته: متى يفهم الحاكم فعلا أنه لا يستطيع أن يغير مجرى التاريخ حتى وإن قتل أدباءه ومثقفيه؟
أقول ذلك وأتذكر ما يجري حاليا في عدد من الحواضر العربية التي تعرف ثوراتها الخاصة، والتي تعرف، بخاصة، هذه العمليات من التكميم التي تجري بحق مبدعيها الذين تكال لهم الاتهامات بالخيانة والعمالة، لأن كل ما رغبوا فيه هذه المسحة من الحرية، أو لنقل هذه المسحة من الإنسانية.
مرعب فعلا، حين يكون ثمن الكلمة القتل والتنكيل وما إلى هناك من «أساليب». لكن هل يعني ذلك الصمت؟ بالتأكيد لا، لأننا، ببساطة، لا زلنا نؤمن بالكلمة.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا