<%@ Language=JavaScript %> فايز سارة العرب وثوراتهم وموقع فيسبوك!

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            


العرب وثوراتهم وموقع فيسبوك !

 

 

فايز سارة *

 

كثيرا ما تم الربط بين ثورات "الربيع العربي" ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع فيسبوك الذي يعتبر أبرز تلك المواقع وأكثرها أهمية وانتشارًا. وأساس الربط بين ثورات "الربيع" وفيسبوك، يعود إلى استخدام الثوار العرب وخاصة الشباب لهذا الموقع من أجل التواصل فيما بينهم، للقيام بنقاشات حول القضايا وتحديد الخطوات الإجرائية اللازمة، والتوافق على الأدوار التنفيذية، وتحشيد الجمهور ودفعه للانخراط في الثورة وفعالياتها، وكلها أمور لا شك أنها ساعدت في إطلاق الثورات، وأدت إلى انتصار من انتصر منها، وهي تساعد في توفير فرص انتصار الثورات التالية، والتي ما زالت تواصل تفاعلاتها على نحو ما هو وضع الثورة في سوريا واليمن.
غير أن هذه النظرة الإيجابية لدور مواقع التواصل الاجتماعي ولفيسبوك في ثورات "الربيع العربي"، لا تمثل إلا رؤية لوجه واحد من وجوه تلك المواقع. والتي يمكن القول إن بينها وجها آخر سلبيا في تأثيره على ثورات "الربيع العربي"، بما يمكن أن يقوم به من إطلاق لادعاءات وأكاذيب وتلفيقات ومعلومات مغلوطة تشوش الرأي العام، بحيث إنها لا تفشل ثورات الربيع فقط، بل وتؤدي إلى مشاكل جدية في الواقع العربي يمكن أن تعيق تقدمه وتطوره الطبيعي، وإلى ما هو أخطر من ذلك.
والأساس في الاحتمالات السابقة، أن هذه المواقع، ليست حكرًا للداعين إلى الثورات ومنظميها وللنشطاء فيها فقط، بل إنها مساحة متاحة لأعداء الثورات العربية والمناهضين لها ممن ينضوون في نسق أعداء الثورة من أنصار الأنظمة الدكتاتورية المستبدة والأقلوية، وهي ميدان لأعداء العرب وخصومهم، ولا يقتصر دور من سبق تعدادهم على مناهضة الثورة ومنع اندلاعها فقط، بل يمتد أيضا في اتجاه حصار الثورات القائمة والحد من فرص نجاحها، وهم لا يتورعون في سبيل أهدافهم عن نشر الأنباء الكاذبة، والتحليلات المغرضة والقيام بحملة تضليل شاملة، ضد الجمهور رغم أن الأخير، لا تخفى عليه سياسات وممارسات الأنظمة وأدواتها وأنصارها إضافة إلى أعداء العرب وخصومهم.
وبطبيعة الحال، فإن نسقًا ثالثًا بين أنصار الثورة وخصومها، يتخذ لها مكاناَ وسيطًا في فيسبوك، وهذا النسق مؤلف من أشخاص ينتمون إلى مواقع ومصالح متناقضة. إذا هم خليط من أعداء الثورة الذين يتسترون تحت راية الثورة وشعاراتها، ومن أنصار للثورة الذين ينقدون الثورة من مواقع مختلفة، ويضعون ملاحظات على مواقفها وسياساتها وأشخاصها، ورغم أحقية هؤلاء بالتعبير عن آرائهم ومواقفهم النقدية، فإن أعداء الثورة وخاصة الذين يتسترون بشعارات الثورة، يحولون تلك الانتقادات والاعتراضات إلى حيثيات في مواجهة الثورة، وفي إطار الحرب عليها بأهدافها وأشخاصها، الأمر الذي يعزز فرصهم في مواجهة الثورة.
ولعله لا يحتاج إلى تأكيد، أن مواجهة هذا الواقع، لا يعني وقف سياسة النقد حيال الثورة في سياساتها ومواقفها وممارسة بعض شخصياتها. بل المواجهة تبدأ من فهم طبيعة الثورة والمرحلة التي تعيشها والقوى التي تواجهها، إضافة إلى إدراك ماهية مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك خصوصًا باعتباره منبرًا شعبيًّا سهل الاستخدام، يعطي الخصوم فرصة التستر على شخصياتهم ومواقفهم، الأمر الذي يتطلب وعيًا عاليًا من جانب أنصار الثورة في التعامل مع ما يرد في محتويات صفحاته والتدقيق فيها، قبل اعتمادها واعتبارها تمثل حقائق أو بعض الحقائق، حتى لا يتحول موقع فيسبوك إلى أداة سلبية في تأثيرها على ثورات الربيع اللاحقة بل وعلى الواقع العربي كله.



*كاتب سوري
f.dib50@gmail.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا