<%@ Language=JavaScript %> د.هاشم عبود الموسوي ايها الاعلاميون..رفقاً بطير متعب عاد اليكم
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

ايها الاعلاميون..رفقاً بطير متعب عاد اليكم

 

 

 د.هاشم عبود الموسوي

 

مظفر النواب...المُحرض على التمرد..والثورة..والذي عرفه العراقيون أولاً..شاعراً مبدعاً بالعامية..وعرفه العرب بعد رحيله من العراق شاعراً ثورياً من طراز اخر، يستلهم شعره من الحب والثورة، وعشقه البغدادي للاهوار والحارات الشعبية والمواقف الثورية الجارحة حد السكين في مفرداتها العارية..

لمظفر صفحات من تاريخ نضالي وسياسي عبر سنوات السجون والمنفى والتشرد..وقد تجاهلته وسائل الاعلام الرسمية ومجالس علية الشعراء ردحاً من الزمن، وكان اسمه يخيف حتى راكبي موجة اليسار..أتذكر عندما زارني في نهايات الستينات في برلين وسكن في بيتي، كيف اني تعرضت للمساءلة من قبل السفارة العراقية وازلامها انذاك، ومن قبل اليساريين انفسهم والذين اعتبروه متطرفاً في انضمامه الى الحركة الثورية المنشقة عن الحزب الشيوعي العراقي ولكن الزمن تغيّر وهذا هو مظفر النواب يطفو اسمه مرة اخرى على ألسنة كل الناس الطيبين لانه كرس حياته بكل أصالة لتجربته الشعرية وتعميقها والتصدي للاحداث السياسية التي لامست وجدانه الذاتي، وضميره الوطني.. وبمواقفه التي هزت عروش ومضاجع الحكام، في الكثير من قصائده بدأ بما لطم به اسماع المُتكنين في البيت الشهير

( القدس عروس عروبتكم..ابناء ال...) وهذا مالم يكن يجرأ على ذكره الشعراء، ولم يألفه الهجاؤون من الشعر العربي قديمه وجديده، وقال لي مظفر مرة:(المستمعون يريدون ان أردد هذه المفردة الجارحة او تلك ويُشبهها بالالوان، تلك التي يسميها كما ردده الاخرون بالبذاءة) فهي كاللون الصارخ بين الوان اخرى هادئة ومنسقة وساكنة ومن المعروف بان مظفر وبروحه المرهفة والعاشقة للفن فقد مارس الرسم ايضاً واجاد فيه. انا لم استطع الاتصال به حالياً، ولم استطع التعرف على مكان اقامته في بغداد، ولا التحدث اليه لاتعرف على الهدف من هذه الزيارة الميمونة فهل أتانا مظفر رافعاً قميصه راية، بعد ان غامت بعينيه المنافي.. التي لم يبق في عينيه منها سوى الغبار.. ربما كسرّ ظله فوق ظله واتى، الى وطنه العراق..لاغياً ذلك الزمن الطويل من الأغتراب.

الشيء الوحيد الذي اخشاه، هو ان ينشط الاعلاميون في هذه الايام للحصول على ريبورتاج او مقابلة ويحاصروا هذا الطير الجريح والعائد الى بلده امتثالاً لنزوات السبق الصحفي، والمشاركة بتغطية حدث عودته.

الرجل الذي شرف الوطن، وشرفنا بقدومه وهو غالي علينا، وقد ملّت حقيبته السفر، بعدما كان في كل منفى له أثر..نعم انه متعب بعد رحلة طويلة من التشرد بين عواصم ومدن عربية وغربية.. فدعوه ينام تحت سماء بلاده ويتنفس عبق ذكريات سنين تجذرت مُعطياتها في اعماق تاريخ النضال والسياسة،  وامتدت اغصانها في فضاء الروح العراقية الوثّابة.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا