<%@ Language=JavaScript %> د. فايز رشيد أوباما وأسطول الحرية"2"
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 


أوباما وأسطول الحرية"2"

 


د. فايز رشيد

 

أكد رئيس منظمة"IHH" التركية بولنت يلدريم, أن سفينة مرمرة التي تعرضت لهجوم صهيوني في عرض البحر الأبيض والتي شاركت في رحلة أسطول الحرية الأول، وقد كانت تحمل أغذية وأدوية لإغاثة غزة المحاصرة، مما أدى إلى استشهاد وجرح العديدين من الأتراك على متنها، أكد أنها ستشارك في الأسطول الذي سيتجه إلى قطاع غزة نهاية مايو الحالي، الأمر الذي دفع إسرائيل للتحرك والطلب من تركيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكذلك الأمم المتحدة, بالعمل على منع انطلاق هذا الأسطول. فبحسب ما نشر في موقع صحيفة"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: فإن وزير الخارجية التركي وفي مقابلة صحفية معه لصحيفة"سيدني مورننغ" الاسترالية" حذّر من تعرض إسرائيل لسفن الأسطول المنوي تسييره إلى غزة، فوفقاً لتصريحات الوزير التركي " فإن الحصار على قطاع غزة مسؤولية إسرائيل، وأنه وبعد البحث التركي في الأمم المتحدة تبين: أن هذا الحصار ينافي القوانين الدولية، مذكراً إن إسرائيل هاجمت قبل عام سفينة مرمرة في المياه الدولية التي لا تعود ملكيتها لأحد".
ووفقاً لما أوردته صحف إسرائيلية عديدة، فإن الدولة الصهيونية تحاول منع انطلاق هذه السفن من الموانئ التركية، من خلال الطلب من حلفائها ممارسة الضغوطات في هذا الاتجاه , على تركيا.
من جهة أخرى أجرى الرئيس أوباما اتصالاً هاتفياً(الاثنين 25 إبريل) مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان, بحث معه التطورات في منطقة الشرق الأوسط وطلب منه ضرورة كسر الجمود في العلاقات والبحث عن الطرق الكفيلة بكسر الجمود في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية, وأهمية استعادة العلاقات بين الجانبين, لما له من مصلحة تهم كامل دول منطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقاً للبيان الذي صدر عن البيت الأبيض في أعقاب الاتصال الهاتفي. ما لم يقله بيان البيت الأبيض وأكدته بعض الصحف التركية والإسرائيلية أن مناسبة الاتصال الهاتفي، وإضافة إلى حث تركيا على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فإن أوباما طلب من أردوغان التروي قبل إرسال السفن في أسطول الحرية"2" إلى غزة!.
ليس غريباً بالطبع على رئيس الدولة الحليفة الاستراتيجية للكيان الصهيوني, الطلب من أردوغان إعادة العلاقات التركية ـ الإسرائيلية إلى سابق عهدها، لكن الغريب أن يصنع الرئيس أوباما من نفسه ( وهو رئيس الدولة الأعظم على الصعيد العالمي) مراسلاً للدولة الصهيونية, بالطلب من إردوغان منع ابحار سفن أسطول الحرية"2" إلى قطاع غزة!.
الرئيس أوباما بهذه الخطوة يستصغر حجم بلاده وقوتها، وهو يدرك تماماً أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يمتد للعام الرابع على التوالي في مخالفة واضحة للاعراف الدولية ولميثاق الأمم المتحدة ولكافة الاتفاقيات حول حقوق الإنسان، ورغم ذلك تفهمت الولايات المتحدة الهجوم الصهيوني على سفن أسطول الحرية"1" قبل عام في عرض البحر, واعتبرته إحدى مستلزمات الأمن الإسرائيلي!.
المتتبع لسيرة الرئيس أوباما منذ مجئيه إلى السلطة، يلاحظ وبلا أدنى شك تراجعه عن وعوده ( وفقاً لوجهة نظر إسرائيل من هذه الوعود!) فهو في حملته الرئاسية وفي بداية عهده, اعتبر أن وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يعتبر شرطاً ضرورياً لعودة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية, وردد هذه المقولة في خطابه(العرمرمي) في جامعة القاهرة، ووعد مراراً بإنشاء الدولة الفلسطينية العتيدة، لم تمض سوى سنة واحدة فقط وبفعل الضغط الصهيوني والاتجاه الصقوري في إدراته: حتى تراجع عن هذا الشرط, وبدأ المسؤولون الأميركيون يرددون تصريحات منافية لوعود الرئيس, باعتبار أن الاستيطان لا يعتبر شرطاً ضرورياً لعودة مفاوضات إسرائيل مع الفلسطينيين وأيضاً تصريحات من نمط " ضرورة وجوب توافق الإسرائيليين والفلسطينيين على الحلول بينهما" في الوقت الذي تدرك فيه الولايات المتحدة, الرفض الإسرائيلي المطلق للحقوق الوطنية الفلسطينية.
الولايات المتحدة تتعامل مع نفس الظاهرة بمقياسين مختلفين وفقاً لمصالحها ومصالح إسرائيل: فهي ضد القرصنة في المياه الدولية, وهي وقفت ولا تزال ضد القراصنة الصوماليين في عرض البحر، بينما تفهمت القرصنة الصهيونية في عرض البحر، رغم أنها تسببت بقتلى وجرحى, في الوقت الذي لم يمت فيه أحد في عمليات اختطاف السفن من قبل القراصنة الصوماليين، أي أن من المفترض أن تكون الإدانة الأميركية لإسرائيل أقوى وأشد.
الغريب أن بعض الفلسطينيين والعرب ما زالوا يراهنون على الرئيس أوباما فيما يتعلق بإيجاد حلول عادلة للصراع الفلسطيني العربي ـ الصهيوني، فالرئيس عباس وضع إقامة الدولة الفلسطينية (ديناً في عنق أوباما)! يراهن هؤلاء رغم الإثباتات اليومية التي تؤكد أن أي إدارة أميركية لن تغادر حدود المواقف الإسرائيلية.
على ما يبدو أن معركة سياسية كبيرة وضغوطات هائلة ستُمارس على تركيا من أجل منع تسيير أسطول الحرية"2". من جهة ثانية لا يبدو في الأفق ما يشي بتراجع تركي وبخاصة أن تركيا ما زالت تسعى لرد اعتبارها في قضية السفينة مرمرة،غير أن من المشكوك فيه أن تسمح حكومة اليمين الفاشي في الكيان الصهيوني بوصول السفن الجديدة إلى غزة، قد تتجنب إسرائيل توجيه ضربة عسكرية للسفن, غير أنها ستحتجزها بالتأكيد.

 

د. فايز رشيد
كاتب فلسطيني





 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا