<%@ Language=JavaScript %>  أنور بيجو الطريق .... إلى الجمهورية الثانية.. إلى سوريا الحلم الجميل
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الطريق .... إلى الجمهورية الثانية.. إلى سوريا الحلم الجميل

 

 

 أنور بيجو

 

في الأوقات السهلة ، يمكن أن نطلق على فترة محددة من تاريخ أمة أو شعب أو وطن ، اسم ( مرحلة ) . ويكون لهذه الفترة من الزمن ، سمة بارزة ، وعلامة فارقة ، فتسمى تلك ( المرحلة ) باسم تلك السمة أو العلامة البارزة والفارقة .

لكن في الأوقات الصعبة العصيبة ، حين تعصف بالأمة أو الشعب أو الوطن ، أحداث خطيرة تمس بقوة حياة ووجود هذا الشعب والوطن من أساسه ، أو على الأقل بعضاً من مكوناته ، وخاصة - أيضاً - إذا فاجأت تلك الأحداث الغالب الساحق من الدولة ، سلطة وشعباً ، فربما يجب تسمية تلك الفترة التي وقعت فيها تلك الأحداث ، مفصلاً ، أو مفترق طرق ، وربما أيضاً جولة أو .... ربما خاتمة ، وكل ذلك حسب النتيجة النهائية التي تفضي إليها تلك الأحداث .

فإلى أية نتيجة ، ستنتهي إليها هذه الأحداث التي تعصف بسوريا ؟؟

  • 1) هل نحن أمام أحداث لن تغير شيئاً مما كان ؟ إلا بحجم الخسائر الإضافية ؟ وهل من نتائج مستقبلية لمجمل تلك الخسائر ؟ وما قيمة ( فاتورة ) هذه الخسائر ؟ وفي النهاية من سيسدّد هذه ( الفاتورة ) ؟؟

  • 2) هل نحن أمام مفصل أو مفترق طرق ؟ وإلى أين يتجه هذا الطريق الجديد ؟ إلى حالة أسوأ مما كنّا عليه ؟ أم إلى حالة أفضل مما كنّا عليه ، لكنها ليست على أحسن ما يرام ، أي ليست كما يشتهي أي شعب في العالم ؟؟

  • 3) هل نحن أمام جولة في مباراة ملاكمة ، وسيقرع أحد ما ، الجرس ليذهب كل طرف إلى ركنه ، يلتقط أنفاسه ، ويداوي جراحه ببعض ( المراهم ) الملطفة ، وينتظر الجميع أن يقرع الجرس إعلاناً ببدء الجولة التالية ؟ وهل الجولة التالية هي الخاتمة ؟ وهل ستكون بالضربة القاضية ؟؟ أم أنها جولة من جولات ، وحجم الخسائر يصبح هو المؤشر لنوع الخاتمة ؟؟

  • 4) أم نحن أمام مفترق تاريخي ، أمام خاتمة ، ليس لها إلا أحد أحد احتمالين : مفرحة أو محزنة ؟؟ والفرح أوالحزن متعلق بمستقبل هذا الوجود السوري ومصيره ؟؟

بالنظر إلى الأسئلة السابقة ، أعتقد أنه من الظلم الكبير بحق الشعب السوري ، أن يدّعي أحد ما ، كائناً من كان ، أنه يستطيع وحيداً ، أن يقرر النتيجة النهائية التي ستفضي إليها الأحداث المصيرية الحالية التي تمر بها سوريا ، إنها مغالاة كبرى أن يعيدنا أحدٌ ما إلى ما كنّا عليه ، لكن مع معاناة أكبر وعجز أكبر ، أو يقودنا إلى مفترق طرق يقودنا ، في أحسن الأحوال ، ليس إلى أحسن ما يرام ، فيفوت علينا فرصة تاريخية كبرى . أو يقودنا إلى جولة ملاكمة قادمة يُخشى أن ُتستعمل فيها الضربة القاضية ، ومن أي طرف كان ، حيث أن ما يُقال عن الوعي السوري ، وعن قدرة الشعب السوري على التحليل ثم المواجهة ، يبدو أن هذا صار أمراً مشكوكاً به ، إذ أن الأيام الأخيرة ، صارت تفرز الناس - إن استثنينا كل ما هو عنفي - إلى موالاة ومعارضة فقط ، أي أن الموضوع سيصبح انحيازاً لأحد مشروعين ، وربما ينتج عن المشروعين - إذا جرى ما يدعى بالحوار - مشروع تسوية ، وبالتالي هل هذا يعني بالضرورة ، الوصول إلى المشروع الوطني الأمثل ، الذي تتمناه الغالبية الساحقة من الشعب السوري ، أي الوصول إلى الخاتمة المفرحة ، إلى اللحظة التاريخية المفرحة ؟؟

ليس مسموحاً لنا ، إلا أن نتجه إلى الخاتمة المفرحة ...... لأن غير ذلك من الاحتمالات ، لن يقودنا في المستقبل ، وربما القريب ، إلا إلى الخاتمة المحزنة ..... فـ ( ما ) و ( من ) الذي يمنع وصولنا إلى الخاتمة المفرحة ؟؟

فيما كتبناه سابقاً ، رأينا أن هناك عدم تمييز بين الحوار السياسي الوطني ، وبين الحراك الوطني السياسي ، واليوم يبدو لي أننا سنخلط معهما أيضاً ، البحث السياسي الوطني ( التشاوري ... التشاركي .... ) .... أعتقد أنه من المؤكد ، أنّ الحراك الوطني السياسي ، يتضمن البحث والحوار السياسيين الوطنيين ، لكن ليس بالضرورة على الإطلاق ، اعتبار أي حوار سياسي وطني ، أنه يتضمن حراكاً سياسياً وطنياً ، وكذا الأمر ينطبق على البحث السياسي الوطني ! ساحة الحراك مفتوحة ، أما ساحة الحوار أو البحث ، فليس بالضرورة أن تكون مفتوحة ، ونعتقد أنه ليس بالمقدور ولا المقدّر ، إملاء الخواء السياسي الذي نحن فيه ، إلا بفتح كل الساحات بل و( تشريعها ) أيضاً .

هل نحن اليوم ، جميعاً متطرفون ؟؟ فإن قلتَ مثلاً : أن ما كنّا عليه ، ليس بالمطلق سيئاً ، ألن تُصنّف أنك مع النظام ؟؟ أو قلتَ أنّ ما كنّا عليه ليس بالمطلق جيداً ، ألن تُصنّف أنك معارض ؟؟ إن قبلت الدعوة إلى الحوار فإنك مع النظام ، وإن رفضت هذه الدعوة فإنك معارض ..... وقس على ذلك .... وهل هذا هو الموضوع : مع من أنت ، أم أنّ الموضوع سوريا ومصلحة سوريا ومصير سوريا ؟؟

في الحوارات بين الأفراد العاديين ، أليست كل الدروب مسدودة ؟؟ فهل هذا دليل وعي أم العكس ؟؟ ألا يعني هذا ، أن العقل وناتج وظيفته الأولى ( المنطق ) مفقودان ؟؟ أليس من الظلم الهائل دفع الناس إلى الشارع ليكونوا إما موالاة أو معارضة ؟؟ وكأن الهدف أن ُتوالي أو أن ُتعارض ؟؟

هل تكرار الحديث والأسئلة من مثل : ( هل هذه هي الحرية ؟ ) ..... مع بعض ما يظهر من سلوك من بعض أطراف السلطة ، أو من بعض المتظاهرين ، من إشاعات مقصودة ، وتحريض أعمى ، أو هتافات أو كتابات أو .. أو..... ، ألا يعني هذا أننا ندفع الشعب السوري ، إلى التراجع عن قيمه ، والتعود مع الوقت على التراجع مرة بعد مرة عن تلك القيم ؟؟ ألا يشغل هذا بال أحد ؟؟ هل ستبقى الحسابات السياسية الإعتيادية ( المتدنية ) هي العامل الرئيسي في قيادة الراهن الخطير ؟؟

مدعوٌ الشعب السوري ، ألا تكون الموالاة هدفاً بحدّ ذاتها ، بل مشروع الموالاة الوطني الخالص ، وألا تكون المعارضة هدفاً بحدّ ذاتها ، بل مشروع المعارضة الوطني الخالص ، مدعوٌ الشعب السوري أن ينسى السلطة ، وأن ينسى المعارضة ، وأن يخرج من هذه اللعبة الجهنمية ، إنّ مسألة مع أو ضد ، ستنسينا ما نريد ، فأن تكون أيها المواطن مع أو ضد ، ليس هذا هو الموضوع ، الموضوع : هو مصلحة سوريا ، مستقبل سوريا ، مدعوٌ الشعب السوري ، بقواه الاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية ..... أن يقوم بحراكه الوطني : حواراً وبحثاً وتأسيس أحزاب وجمعيات أهلية وكل ما يفيد التقاء الناس ...... وبغض النظر إن كانت هناك قوانين تسمح أو لا تسمح ، وإن كانت ستصدر أو لن تصدر ، فليس من المعقول أو الجائز ، أن يكون التخريب والقتل والتنكيل ، والتظاهر ضد ، أو التظاهر مع ، بدون الخضوع للقوانين ، كل ذلك يصبح أمراً مفعولاً ومقبولاً ، أما العمل على إملاء خواء هائل ، بحراك يقوم على القواعد الوطنية الراقية ، والأخلاق والأعراف السورية الأصيلة ، من بحث وحوار ومشاركة وتشاور .... كل ذلك يصبح منسياً أو ممنوعاً !!

حين لا يكون للسلطة مشروع وطني وقومي متكامل ، فهذا يعني أن السلطة لها هدف بحد ذاته ، هو القضاء على المعارضة ليس إلاّ . وحين لا يكون للمعارضة مشروع وطني وقومي متكامل ، فهذا يعني أن المعارضة لها هدف بحد ذاته ، هو إسقاط السلطة ليس إلاّ بل الدولة , وحين نقول ( ليس إلاّ ) فإننا نشير بكل وضوح ، إلى أي منزلق خطير سنصل إليه ، لذلك يجب أن تعلن السلطة وتعلن المعارضة ، كل عن مشرعه دون مواربة ، ودون أية مبررات للتلكؤ ، ودون أية شروط مسبقة ، ولتعلن التشكيلات السياسية الجديدة عن نفسها وعن مشروعها الوطني والقومي ، فالخطر الحقيقي اليوم ، هو خطر الانهيار الاقتصادي .

ليوقف الضغط عن مؤسسة الحكومة ، ليس كحماية للحكومة ، بل دفعاً لأي احتمال انهيار كارثي ، ولتخرج الأحزاب الجديدة إلى العلن ، ولتظهر عضلاتها التمثيلية أو التعبيرية عن الناس ، ولتعد الأحزاب القائمة إلى نفسها ، وتعيد النظر بتجربتها المريرة ، فإما أن تكون قادرة على العودة إلى الحياة الصحيّة الصحيحة ، أو فلتختف إلى الأبد ، نعتقد أن هذا السبيل للوصول إلى الجمهورية السورية الثانية ، فليس من حياة سياسية معافاة صالحة ، بدون مؤسسات سياسية معافاة صالحة .

إنّ هروب جندي أو ضابط من الجيش ، لا يعني بأي حال من الأحوال انشقاقَ الجيش ، تماماً كمَثَل كتابة مثقف لمقالة أو أكثر ، ينتقد فيها السلطة ، فهذه ليست معارضة ، كذلك فإن خروج الناس إلى الشارع تأييداً للسلطة ، فإن هذه ليست موالاة . الموالاة أو المعارضة هي قوى سياسية منظمة واسعة الانتشار لها برامج وطنية وقومية واضحة محددة ، ومن سيشتكي مما يحتاجه هذا العمل من وقت ، نسأله كم أضعنا من وقت بدون مبرر ؟؟ كما أننا نعتقد أن الأعمال العظيمة بحاجة إلى وقت وجهد عظيم . من هنا فإن تشكيل القوام السياسي للبلاد ، هو المخرج الوحيد مما نحن فيه من تخبط وفوضى وشك ، إلى ما هو محدد وواضح وجلي ، وهذه هي النهضة ، ونعتقد أنّ هذا هو الطريق الآمن إلى الجمهورية الثانية ، إلى سوريا الحلم الجميل.

المصدر : سورية الغد

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا