<%@ Language=JavaScript %> عبد العال الباقوري أوباما يجدد «وعد بوش» لإسرائيل
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

أوباما يجدد «وعد بوش» لإسرائيل

 

 

عبد العال الباقوري

 

ليس رجماً بالغيب القول إن تسوية القضية الفلسطينية لن تحقق غالباً خطوة جادة إلى الأمام في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية. أو في ظل أية حكومة أخرى يتولى رئاستها. وبالمثل لن تتحقق مثل هذه الخطوة غالبا في ظل الولاية الحالية للرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما. والتي تنتهي في العام المقبل أكثر من هذا. إن أوباما «نجح» ـ سواء عن قصد أو بغير قصد ـ في أن يكسب لإسرائيل وقتاً ثميناً. حيث ضمن لها عامين مفصليين دون تسوية. هما العامان 2010 و..2011 وهذه مقدمة ضرورية في التعليق على الخطابات التي أمطرنا بها أوباما ونتنياهو في الأيام الأخيرة، في هذه الأحاديث وفي هذا اللقاء «قطعت جهيزة قول كل خطيب» وأوضح كل منهما مواقفه بما لا مزيد عليه وعليها ولكن بعض من تلقوا هذه المواقف ومن وجهت إليهم هذه الكلمات حاولوا أن يفهموها بمعنى يروق لهم. ولم يكونوا في هذا من الواعين.

في خطابه بمقر وزارة الخارجية الأميركية، قال أوباما: «إن الحدود بين إسرائيل وفلسطين يجب أن تكون مبنية على خطوط 1967 ومع تبادل «للأراضي» يتفق عليه بين الطرفين بحيث يتم التوصل إلى حدود آمنة معترف بها للدولتين». مع هذه الصياغة الواضحة انطلق كثيرون زاعمين لحاجة في أنفسهم أن أوباما يدعو إلى دولة فلسطينية في حدود 1967 ربما كان هذا تسرعا أو نوعا من «التفكير الراغب».

ولكن الأمر بل النص الواضح هو أن أوباما لم يذكر ذلك، من الجدير بالملاحظة هنا أن صحيفة عربية تصدر في لندن نشرت ما سمته «نص خطاب الرئيس أوباما» ولكنه خلا من هذه العبارة. ومن عبارات أخرى مهمة جدد فيها الرئيس الأميركي التزام بلاده «الصلب» بما سماه «أمن إسرائيل» ربما تكون الصحيفة قد نشرت نصا تلقته قبل إلقاء الخطاب. وكان يجدر بها أن تشير إلى ذلك!

إن أهمية خطاب أوباما هذا تبدو على حقيقتها حين نضعه في إطار أحداث أخرى ارتبط بها خطابه بعد ذلك أمام منظمة صهيونية هي «إيباك» أو «لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية» ولقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ثم خطابات هذا الأخير الثلاثة: في الكنيست وخطابه أمام «إيباك» وخطابه «التاريخي» أمام مجلسي الكونغرس الأميركي وربما وجب توسيع إطار الرؤية والتحليل بوضع خطابي أوباما المذكورين في إطار خطبه وأحاديثه وسياسته وتراجعاته منذ 2009 وبالذات منذ خطاب جامعة القاهرة في حزيران/يونيو من ذلك العام.

تراجع وتعديل

والملاحظ هنا أنه في خطاب «الإيباك» عاد أوباما بسرعة ليتراجع عما فهمه البعض أو أساء فهمه من حديثه عن حدود 1967 حيث قال «إنه لم يقل في خطابه» إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وإنما في حدود 1967 وإن حدود 4 حزيران/يونيو لن تبقى كما كانت وإنما سيتم تعديلها من خلال تبادل الأراضي وهو ما تم التفاوض عليه في الماضي.

وقد أوضحت الصحف الإسرائيلية من خلال جداول ومقارنات بين أقوال وكلمات كل من نتنياهو وأوباما أنه لا توجد فوارق كبيرة بينهما واعترفت بأن الكثير من اعتراضات الأول على كلمات الأخير هي مجرد تعليلات أو تماحيك واعترف صحفيون إسرائيليون عديدون بأن نتنياهو هو الأكثر تطرفا ويمينية وأنه لم ولن يتغير وفي مقال بعنوان «مجرد خدعة وإيهام» قال غابيا سترسلر في صحيفة «هآرتس» إن نتنياهو غير مستعد لأي اتفاق وأي تنازل وأي انسحاب فهو يرى أن كل شيء «وطن إسرائيل» من جهة تاريخية ولأسباب أمنية وأكد الكاتب نفسه أن نتنياهو غير مستعد للعودة إلى حدود 1967 وغير مستعد للانسحاب من نهر الأردن وهو يريد أن يعلن الفلسطينيون سلفا التنازل عن حق العودة وأن يعترفوا بإسرائيل دولة يهودية هذا ما كرره وأكده نتنياهو بنفسه في خطبه الثلاث أمام الكنيست وإيباك والكونغرس الذي استقبل خطابه بحماس غير عادي وبتصفيق غير معتاد وبمظهر يخدش الديمقراطية ويجرح الكرامة وسيخطئ العرب جميعا إن لم يستوعبوا كل هذا ولم يقفوا أمام حقيقة العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية والصهيونية ـ الأميركية.

إذن نطوي اليوم صفحة أحاديث نتنياهو ونقف أساساً أمام وعند خطابي أوباما حيث تجاهل عامداً متعمداً حقوقاً أساسية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة والحق في القدس الشرقية وحق إزالة المستوطنات التي كان يصفها الخطاب الرسمي الأميركي بأنها «غير شرعية» وزاد على ذلك بأن اتخذ موقفا غير منصف بل وغير قانوني من المسعى الفلسطيني العلني للحصول من الأمم المتحدة على اعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967. أعلن أوباما أنه يعارض هذا المسعى ـ الحق ـ وقال: إن الجهد الفلسطيني لكسب اعتراف في الأمم المتحدة لن يؤدي لقيام دولة». ثم تعهد ـ وهذا الأخطر ـ بأن أميركا تعارض ذلك وستقاومه.

هذا تطور خطير ليس في موقف أوباما فقط بل في سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي طالما ردد الواهمون أنها تملك 99% من أوراق «اللعبة» في الشرق الأوسط. بهذا التعهد يفرض أوباما حمايته ليس على إسرائيل بل وعلى احتلالها للأراضي الفلسطينية من خلال رفضه حق الشعب الفلسطيني في أن يعلن إقامة دولته في أرضه المحتلة بكل ما سيترتب على هذه الخطوة من نتائج فلسطينية وتبعات إسرائيلية وتبدو الأبعاد الحقيقية لهذا الموقف المتعنت الذي أعلنه أوباما بنوع من التحدي الصَّلف من أن كثيرا من التوقعات يشير إلى أن هذا المشروع الفلسطيني سيحظى غالبا بتأييد غالبية كاسحة من أعضاء الأمم المتحدة قد تصل إلى 140 دولة. أما السعي إلى «نزع شرعية إسرائيل» فقد سبقت الإشارة إليه أكثر من مرة في خواطر سابقة. وسيتكرر هذا في الأسابيع المقبلة. والإشارة هنا مهمة إلى ما ذكره نيرجسون في صحيفة «هآرتس» في 13 أيار/ مايو الحالي من أن معظم خبراء القانون الدولي يتفقون على أن هذا القانون سيعترف بفلسطين دولة «لأنها تستجيب للشروط الأربعة اللازمة للدولة. أرض محددة. سكان دائمون. حكم ناجع.. وقدرة على إقامة العلاقات مع دول أخرى». ولعل هذه الكلمات من كاتب إسرائيلي تشير إلى مدى ما يرتكبه الرئيس الأميركي من إهدار لحق الشعب الفلسطيني في السعي للحصول على حقه في إقامة دولة إنه مؤهل لذلك أكثر من إسرائيل نفسها فهي لم تعين إلى اليوم حدودها ولا سكانها!!

تبقى نقطة أخرى ـ وليست بالأخيرة ـ في خطابي أوباما وهي تبرز من خلال بيان سارع مكتب نتنياهو إلى إصداره فور حديث الرئيس الأميركي في مقر الخارجية الأميركية ومجرد حديثه عن «حدود 1967» وجاء في هذا البيان نصاً:

وسرعان ما عاد أوباما في خطابه أمام «إيباك» لتوضيح موقفه وقال: إنه لا عودة إلى حدود 1967 وعاد ليردد ما سبق أن قدمه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في 14 نيسان/أبريل 2004 وعلى رأسها عدم إزالة الكتل الاستيطانية في الضفة والقدس مع إهدار الحق الفلسطيني في العودة إلى أراضي 1948 وهي عودة يضمنها قرار الأمم المتحدة 194 في كانون الأول/ديسمبر 1948.

لقد جرى التركيز هنا على الجانب الفلسطيني في خطابي أوباما من منطلق الإيمان بأن فلسطين جوهر الصراع في المنطقة دون أن يعني هذا تجاهل حديث الرئيس الأميركي عن الثورات العربية خاصة في تونس ومصر وهذا حديث غالى كثيرون في أهميته وانحرف آخرون عن فهم حقيقته وكونه محاولة للالتفاف حول هذه الثورات بما يضمن مصالح أميركا أولاً وأخيرا.

وهذا بالطبع حق لأميركا يجب الاعتراف به كما يجب فهم طبيعته وحدوده دون أن نضفي على أي حديث ما ليس فيه ولكي نصل إلى جوهر الأمور على أن نلتفت إلى ما يلقاه أوباما من ردود فعل إسرائيلية. فردا على خطاب أوباما في وزارة الخارجية الأميركية قال عضو الكنيست ميخائيل بن آري إن «شعب الهامبرغر» الذي ولد أمس لن يقرر مصير «الشعب الخالد» أما موشيه ارينز وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق فقال في المناسبة نفسها إن أوباما هو «المفسد الأكبر». جاء هذا في وقت يقدم فيه الرئيس الأميركي للإسرائيليين ما لم يقدمه من قبل علنا بوش الابن حيث يردد ما تعهد به بوش من قبل. وهو تعهد وصفناه من قبل بأنه «وعد بلفور الجديد» وها هو أوباما يجدد الوعد ويبقي السؤال: ماذا أنتم فاعلون يا أيها العرب؟ واسلمي يا مصر.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا