البيان الختامي لمؤتمر الأحزاب العربية : رؤية الرئيس الأسد بالغة الأهمية
لاستنهاض الأمة • خيار المقاومة استراتيجي
دمشق
صحيفة تشرين
الصفحة الأولى
السبت 14 تشرين الثاني 2009
اختتم المؤتمر الخامس للأحزاب العربية مساء أمس فعاليات اعمال دورته التي حملت
شعار القرار العربي المستقل بحضور الدكتور هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية-
رئيس مكتب الثقافة والاعداد والاعلام وشهناز فاكوش عضو القيادة القطرية- رئيسة
مكتب المنظمات الشعبية.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر: انه بعد بحث الشؤون السياسية والتحديات المختلفة فانه يسجل الاهمية البالغة للرؤية التي عرضها السيد الرئيس بشار الأسد في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي اتسمت بالصراحة والعمق ووضع اليد على مكامن الخلل والقصور وسبل استنهاض الامة ومواجهة التحديات التي تطرحها الاوضاع الراهنة.
واكد البيان انه على الرغم من الانجازات التي حققتها المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان بدعم واحتضان من سورية والجوار الاسلامي الايراني التركي ومن جماهير الامة وأحرار العالم من خلال التضامن مع المقاومة فان ذلك لا ينبغي أن يحجب عنا صورة الوضع العربي الذي تسوده الانقسامات والاختلافات نتيجة عدم ترتيب الاولويات في القضايا الاستراتيجية للأمة.
لافتا الى ان اعتماد المؤتمر لشعار القرار العربي المستقل يشكل أساسا للضغط الجماهيري للخلاص من مشروع الارتهان الاجنبي في وطننا العربي الذي تسعى من خلاله القوى الصهيونية الامريكية الى خلق الفتنة الطائفية والمذهبية وتكريس التجزئة وتأبيد الحدود المصطنعة وزج المنطقة في أتون حروب أهلية تبدأ ولا تنتهي.
كما أكد المؤتمر ضرورة استمرار النضال باعتباره يمثل أولوية وجودية لامتنا لاستنهاض قدراتها الهائلة بما يجعل من الديمقراطية مصدرا أساسيا من مصادر تحرير الارادة العربية وتجسيد شعار القرار العربي المستقل واقعا راسخا يترجم طموحات الامة في الحرية والكرامة والوحدة بعيدا عن الارتباط بالاجنبي ومشاريعه المعادية.
وأدان المؤتمر ازدواجية المعايير لدى قوى الهيمنة التي ترفع شعار الاصلاح للتدخل في شؤوننا الداخلية وترفض بموازاة ذلك نتائج الديمقراطية اذا أفرزت خيارات لا تخدم مصالحها.
وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة حماية المقاومة وتوفير سبل المناعة لها الى حين تحرير كل الاراضي العربية المحتلة: فلسطين والعراق والجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا, والافراج عن الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني- الامريكي منوهاً بصوابية خيار الممانعة والصمود الذي أكد دور سورية الاقليمي الريادي الفاعل عربيا ودوليا ومطالبا باعتماد خيار المقاومة خيارا استراتيجيا في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الاجنبي.. واحتضان قواها ونشر ثقافتها وتعميقها في الوجدان العربي على مستوى البيت والمدرسة والمجتمع ومرافقه جميعا.
وأعلن المؤتمر يوم 16 أيار من كل عام يوما للقرار العربي المستقل تؤكد فيه اصرارها على محاربة مشاريع التقسيم وعلى طريق استعادة وحدة الامة أرضا وشعبا.
وحيا المؤتمر الدول التي صوتت بنعم على تقرير غولدستون الذي فضح وادان مجازر العدو وجرائمه ضد الانسانية في حق الشعب الفلسطيني في غزة مطالبا بمتابعة هذا الملف حتى سوق مجرمي الكيان الصهيوني الى العدالة الدولية داعيا الى اعادة طرح قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية القرار 3379 لعام 1975 جمعية الامم المتحدة ومتابعة سائر ملفات الجرائم الصهيونية في هيئة الامم المتحدة وسواها من المحافل الدولية.
وحيا المؤتمر الشعب العربي في فلسطين المحتلة على صموده المتواصل في مواجهة المشروع الاستيطاني الاسرائيلي والتصدي لمسلسل تهويد القدس وممارسات الاحتلال البشعة التي تهدف الى السيطرة على المسجد الاقصى وتغيير معالمه والقضاء على المقدسات العربية الاسلامية والمسيحية داعيا بالوقت ذاته الشعب الفلسطيني بأطيافه المختلفة لاعتماد الحوار وسيلة لاستعادة الوحدة الوطنية واعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الديمقراطية والمقاومة التي يجسدها ميثاقها التأسيسي لمواجهة الاحتلال في رفضه ايقاف الاستيطان وتشديد الحصار على أهلنا في قطاع غزة.
وجدد المؤتمرون تأكيدهم على أن القدس ستبقى عصية على الاحتلال وعاصمة دولة فلسطين الابدية رغم سعي سلطة الاحتلال إلى الاعتراف بكيانه الارهابي دولة يهودية عنصرية ما يؤسس لنكبة جديدة تطول فلسطينيي 48 وتقضي على حق اللاجئين في العودة لارضهم وديارهم التي هجروا منها عملاً بالقرار 194.
وحيا المؤتمر العام للاحزاب العربية صمود الشعب الفلسطيني في غزة وكل أحرار العالم الذين تحركوا لفك الحصار مؤكدا دعوته لمواصلة التحركات التضامنية لانهاء هذا الحصار الظالم وجدد مطالبته لجمهورية مصر العربية بفتح معبر رفح دون أي ابطاء والافراج عن المعتقلين الذين اخترقوا الحصار.
وأكد المؤتمر تضامنه مع اهلنا في الجولان السوري المحتل وحيا أسراهم وصمودهم وتمسكهم بالهوية العربية التي لا بديل منها.
وجاء في البيان: إن التماهي الامريكي مع المشروع الاسرائيلي من خلال ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مؤخرا يكشف زيف الرؤية التي بشرت بها الادارة الامريكية الجديدة في خطاب أوباما للعالم الاسلامي في القاهرة ويؤكد أنه لا يعدو أن يكون جزءا من حملة علاقات عامة لتحسين صورة أمريكا دون احداث أي تغيير في السياسات الاستعمارية للادارات الامريكية المتعاقبة.
وهنأ المؤتمر اللبنانيين بتجاوز أزمتهم السياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تجسد قيم الشراكة والتوافق بين مكونات المجتمع اللبناني لاستئناف لبنان دوره في مواجهة التحديات والتصدي لمخاطر الاستهداف الاسرائيلي له بجواسيسه وأجهزته مؤكدا أن المقاومة حاجة ضرورية للبنان لمواجهة التربص الاسرائيلي وحماية أمنه واسترجاع أرضه المحتلة استكمالا لنجاح المقاومة في اسقاط المشروع الاسرائيلي في لبنان بتحريرها معظم الجنوب وانتصارها على عدوان تموز 2006.
وجدد المؤتمر دعمه الكامل لحق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وأدواته ومشاريعه داعيا الفصائل الوطنية المقاومة الى بناء استراتيجية نضالية تستكمل مهام التحرير وتحفظ وحدة العراق وثرواته وانتماءه العربي الاسلامي مؤكدا ضرورة جلاء قوات الاحتلال من العراق واغلاق القواعد العسكرية الاجنبية داخله.
واكد المشاركون في المؤتمر أن الوحدة اليمنية المرتكزة على الديمقراطية ثابت لا يقبل المساس به ومكسب لابناء الشعب العربي كافة داعين الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية للجلوس الى طاولة الحوار لتعزيز العمل بالدستور والتعددية وحماية المكتسبات اليمنية ومواجهة الازمات والمخاطر والتحديات التي تواجه اليمن.
وجدد المؤتمر وقوفه الى جانب السودان في سعيه الدؤوب لحماية وصون هويته العربية الاسلامية والمحافظة على وحدة ترابه الوطني معتبرا اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, مدخلا لحل الاشكالات العالقة داعيا الاحزاب والقوى السياسية الى بذل الجهود من أجل انجاح العملية الانتخابية كخطوة هامة في طريق تعزيز الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة مطالبا جميع الاطراف بالعمل المخلص من أجل حل أزمة دارفور بعيدا عن الاجندة الاجنبية.
وأكد المؤتمر ضرورة العمل المشترك لتوحيد الوطن العربي رافضا أي نزوع نحو الانفصال في أي دولة عربية كما يعتبر الدعوات الانفصالية دعوات هدامة تخدم مصلحة المستعمر وتفتت الامة العربية هوية وأرضا وانسانا مع ضرورة وجوب اعتماد الحوار حلا أساسيا لكافة المشاكل في أي قطر عربي بما يؤدي الى قطع الطريق على التدخل الاجنبي الخارجي والاستقواء به.
ودعا المؤتمر فئات الشعب الصومالي الى انهاء خلافاتهم بالحوار على قاعدة رفض التدخل الاجنبي وعدم استخدام السلاح وسيلة تحت أي ظرف وتحمل العرب مسؤولياتهم لإنهاء المأساة الصومالية واعارة الاهتمام الكافي للاقطار العربية بشرق افريقيا.
وطالب المؤتمرون القوى الاستعمارية التي سيطرت على البلدان العربية عقودا طويلة بالاعتذار والتعويض للاجيال الحاضرة والقادمة عما ألحقته من أضرار جسام مادية ومعنوية.
وأشاد المؤتمر بالتقارب بين سورية وتركيا وايران لبناء فضاء مشترك لتبادل المصالح لما يشكله من نواة لعمق اقليمي مجاور داعم لقضايا الامة في مواجهة المشروع الصهيوني والغطرسة الامريكية داعيا الى تعزيزه ببناء مشروع نهضوي عربي يجسد القرار العربي المستقل ويتصدى للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف الامة العربية وجودا وثقافة وثروات ومقومات.
وجدد المؤتمر دعمه لحق المغرب وجزر القمر في استعادة اراضيهما المحتلة وتصفية الاستعمار في الاراضي العربية بافريقيا.
وأكد المؤتمر دعم الاعلام المقاوم كشكل من اشكال مواجهة التهديدات وكشف زيف ادعاءات العدو وعدوانيته وجرائمه التي تتعرض لها الامة ورفض المضايقات والضغوطات التي تستهدف حرية الاعلام.
وحيا المؤتمر الاسرى والمعتقلين العرب في سجون العدو الصهيوني وفي مقدمتهم المناضل أحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمناضل مروان البرغوثي والمناضل ابراهيم أبو حجلة وسائر أعضاء المجلسين التشريعي والوطني الفلسطيني مطالبا بالافراج عنهم دون قيد أو شرط.
كما حيا الاسرى في سجون الاحتلال الامريكي في العراق وفي مقدمتهم الاسيرات المحكومات بالاعدام مطالبا بالافراج عنهن دون قيد أو شرط.
وقال عبد العزيز السيد الامين العام لمؤتمر الاحزاب العربية في تصريح لـ(سانا): إن المؤتمر اتسم بشعور عال بالمسؤولية من جميع اعضائه الذين انطلقوا من القيمة التاريخية للشعار الذي رفعه المؤتمر: (القرار العربي المستقل) وهذا ما تجلى في النقاشات وفي البيان الختامي الذي تضمن جديدا عن كل البيانات التي صدرت في كل المؤتمرات السابقة بانه وضع ملامح لمرحلة مقبلة من العمل السياسي والحزبي.
وكان المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام ناقش قضايا عديدة توزعت على ست لجان تضمنت لجنة للقضايا الاستراتيجية ولجنة للمرأة والشباب واللجنة التنظيمية والتنمية المالية ولجنة للمقاومة ومقاومة التطبيع واللجنة الثقافية والاعلامية ولجنة فلسطين (القدس والحصار).
ومن ضمن نحو 107 أحزاب شاركوا في المؤتمر شاركت لاول مرة أحزاب خارجية بصفة مراقبين كحزب الخضر السويدي وحزب المؤتلفة الايراني اضافة الى اتساع مشاركة الشباب والمرأة في المؤتمر الذي وصل الى 50 بالمئة.
الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
---|
مقالات مختارة |
صوت اليسار العراقي صحيفة تصدرها نخبة من المثقفين والكتاب اليساريين العراقيين |
|
---|