<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان التضخم النقدي الذي حدث قبل الاحتلال وما بعده وما سببه من خراب

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

التضخم النقدي الذي حدث قبل الاحتلال وما بعده

 

وما سببه من خراب

 

 

 يوسف علي خان

 

عند نشوب الحرب الايرانية العراقية كانت قيمة الدينار العراقي يساوي    777 / 3 دولار أي ثلاثة دولا رات و 77 سنت.... واستمرالدينار فترة من الزمن قويا  على هذه الحال ثم بدأت تنخفض قيمته شيئا فشيئا لِما كانت حكومة صدام تُنفقه من اموال لشراء السلاح والعتاد بعد ان امتدت الحرب لاكثر مما كان متوقع لها... إذ توقع صدام القضاء على الحكم الاسلامي في ايران خلال مدة لا تتجاوز ستة اشهر.... غير انها تعدت هذا الزمن واستمرت لاكثر من سنة وهي لا زالت متأججة وايران تقاوم القوات العراقية بكل شراسة وباكبر التضحيات ولم تستسلم كما تأمل ذلك...  ولم يحدث كما توقع لها من انهيار سريع بسبب حداثة الثورة انذاك وعدم قدرتها على الصمود لما حدث فيها من تناحرات داخلية بين عناصرها المختلفة والتفجيرات المتكررة حتى داخل برلمانها و بعد انتصارها على الشاه بفترات قصيرة بسبب وجود الخصوم الكثيرون لها.... لكن الامر لم يكن كما توقعه صدام فقد حدث العكس واخذ الحكم الاسلامي فيها يقوى ويتوحد اكثر فاكثر كلما طالت رحا الحرب وتأجج اشتعالها... بل اخذ الدينار العراقي يتراجع وظهرت بوادر التضخم النقدي  تبدو بارزة للعيان  حيث غدى سعر الدولار بعد فترة وجيزة من نشوبها  مساويا للدينار العراقي... ثم بدا الانهيار الكبير يتلاحق بعد ان امتدت الحرب لاكثر من سنتين  نفذ خلالها المخزون من  الاحتياطي النقدي في البنك المركزي.... فاخذ صدام يبيع ما هو متجمع لديه من ذهب كان عبد الكريم قد وفره اضافة للمدخول الكبير الذي تجمع للعراق من موارد النفط كل ذلك لم يكن يكفي لسداد نفقات تلك الحرب ..فقد كانت بحاجة الى تكاليف كبيرة ابتلعت كل ما للعراق من خزين استراتيجي عام وشامل  بعد أن نفذ كل احتياطيه من العملات الاجنبية او من السبائك الذهبية المخزونة  وفشلت كل محاولات اصدار السندات التي خدع  بها الشعب العراقي وسرق اموالهم عن طريقها.... غير انها كلها احترقت باتون الحرب حتى افلس العراق وانهار الدينار انهيارا هائلا وصل سعره في اخر المطاف الى 3000 دبنار للدولار الواحد خاصة بعد أن عمد ((حسين كامل)) بطبع العملة الورقية المكشوفة وما رافقها من قيام عمليت التزوير الهائلة والتي كان يُشك بمساهمة بعض رجال الدولة فيها .... وعجزت الحكومة عن مواكبة الاسعارالعالمية  السائدة  للسلع فارتفعت الاسعار بشكل مريع في الوقت الذي بقيت فيه الرواتب على ماكانت عليه وغدت لا تكفي مصروف يوم واحد على الاطلاق مع كل التقتير وشد الاحزمة كما كان يدعون له ... وهكذا انهار الاقتصاد العراقي وصدام مستمر بحربه وعناده يرغم الناس على دفع مالديهم من اموال وذخائر واخذ كل ما لدى العوائل من ذهب ولكنها لم تكن تكفي سدادا لنفقات الحرب الباهضة فاخذ يبتز بعض الدول العربية بحجة الدفاع عن البوابة الشرقية فدفعت له الكويت والسعودية وغيرها من الدول النفطيه تجنبا من الدخول معه بنزاعات وتحت الضغوط الامريكية... ومع أن اسعار النفط بدأت ترتفع عن سعرها قبل الحرب الذي لم يتجاوز الثمانية دولارات للبرميل الى عشرين وثلاثين بقفزات سريعة فاربعين ومع كل ذلك التحسن بالاسعار فقد كانت الحرب تبتلع كل تلك الموارد وقدأضطر الى انشاء  الحصة التموينية كي يسد افواه الناس ويؤمن لهم معيشة يومهم ومن اجل تامين موادها خصص نسبة من اموال الحرب لها... كذلك استطاع الشعب تمشية اموره بما كانت تحتويه تلك الحصة من مواد تشبع العائلة نسبيا وتسد حاجتها من الطعام خلال حربه مع ايران... غير انها ساءت بعد ذلك عند الحصار بعد احتلاله لدولة الكويت ..حيث تعذر عليه استيراد المواد من الخارج فاطعم الشعب العراقي علف الحيوانات من نوى التمر او بذور الزيتون مخلوطة مع الشعير والجص وافرازات الفئران كما استولى على مصانع الزيوت النباتية التي كان يمتلكها وزير المالية الاسبق محمد حديد واخذ يوَزع منتجاتها من الزيوت والصوابين على الشعب العراقي واعتمد على الاعانات الخيرية من حليب الاطفال التي توزعها بعض الدول والمؤسسات العالمية واجبر الشعب العراقي على قبول ذلك الواقع.... وقد قلنا وإعتقدنا في حينه بانها اسوأ فترة يمر فيها شعب على الاطلاق ولم نكن نتصور بان هناك وضع هو اسوأ منها بكثير حتى ذقنا طعم الاحتلال  المباشر .أإذ أن الحصة التموينية اليوم لم تعد سوى بعض المواد القليلة المتفرقة الرديئة المتعثرة الغير منتظمة حيث ساءت الى ابعد الحدود ....  فقد  وقع العراق  في المصيدة منذ بداية عهد صدام  ودمر اقتصاده تدميرا شاملا وكانت الناس تصفق له وتشجعه على الامعان في تخريب بلادهم حتى احالها القائد الضرورة  الى خراب..... والتاريخ يعيد نفسه في الوقت الحاضرمن جديد فقد حل الاحتلال وغاب صدام عن الانظار وقلنا قد حل الفرج .. ولربما اراد الشعب العراقي ان يعيد نفس الهوسة التي اخذ يرقص عليها وهو يرددها سنة 1917 ((( جا الانكليزي وجابلنه تمر ))) ولم يدرك بان التمر كان موجودا في بلاده منذ الاف السنين... فالجهلة من ابناء الشعب جاهزون للتصفيق لكل من هب ودب دون معرفة ما سيؤول اليه المصيروفي كل المناسبات  ...فبعد أن اذاقنا الامريكان بمعرفة صدام الامرين خلال الحصار المشؤوم تم الاحتلال من قبلهم بشكل مباشر  لكي يكونوا فوق رؤسنا دون الحاجة الى وسيط.... وهكذا جاؤا وجاء معهم الاعوان فاذاقونا اضعاف ما كان يذيقنا صدام . فالدينار لم يرتفع سعره رغم الموارد الهائلة التي دخلت خزائن العراق والتي جاوزت الثمانمائة مليار دولار فإن الدينار لا زال سعره 2/260 دينار للدولار الواحد... كما توقفت جميع المعامل التي كانت لا زالت تعمل وتنتج بعض المواد للشعب العراقي....فهم لم يكتفوا باجاعتنا واشقائنا  وتخريب اقتصادنا  بل زادوها قتلا ورعبا وارهاب وكانهم يريدون ان يقولوا لنا (( ما ارضيتم بجزة جئناكم بجزة وخروف )) فمع أن الرواتب قد تضاعفت ظاهريا عما كانت عليه في زمن صدام ولجزء صغير من الشعب العراقي فقط... غير ان اسعار المواد واجور السكن واسعار الاراضي قد تضاعفت اضعاف اضعاف المرات عما تضاعفت عليه الرواتب... كما بقي الملايين من ابناء الشعب عاطلين عن العمل مما دفعهم للجوء الى اية جهة تمنحهم بعض المال ليقتلوا ويدمروا وينتقموا من ابناء شعبهم.... فالكراهية قد عمت الجميع... ومع هذا الارتفاع الكبير باسعار النفط فقد ظلت موارده بعيدة عن متناول المواطن وحكرا على فئة من الناس وبقي المواطن العراقي فقيرا معدما لايملك شروة نقير... ولم يتبقى  أي مظهر من مظاهر الحضارة في البلاد..كما وعدنا به ((جيمس بيكر)) فصدق. وليس هناك من يستطيع الاصلاح واضحى العراق مستهلِكا مع توفر كل اسباب التنمية الصناعية والزراعية بل و فرص التطور والتقدم متوفرة لكنها سجينة الارادات الخارجية  التي لا تسمح بانطلاقها للاسف الشديد... وعوامل التخريب التي يتعذر عليّ ذكرها او شرحها للمحاذير الكثيرة التي لا طاقة لي بالتصدي لها... إذ كان بالامكان تحريك عجلة الاقتصاد لو وجد المخلصون.غير أننا لا زلنا نتمسك بوجهة نظر قائدنا الضرورة حينما صرح (( انا بامكاني أن أجعل العراق احسن من سويسرا ولكن اريد ان اعلم الشعب العراقي على الكونة – أي الحرب  )).. فالعراق يملك كل مقومات التطور والتقدم فهو ليس فقيرا بل أغنى من كثير من الدول التي تنعم بالرخاء في الوقت الحاضر... بينما نجد الاقتصاد منهار ومدمر ولم اجد حتى الان ايدي صادقة تريد إنتشال العراق وتحسين احواله واعادته الى ما كان عليه قبل صدام... فالفترة ما بين سنة 1980 وحتى اليوم فترة مترابطة ومستمرة ولا زالت قائمة لم تتغير وليس هناك في الافق ما يشير الى تغيُيرها عن قريب.... فالجيل الحالي من الشباب يعتقد بان الوضع الان هو الوضع الطبيعي الذي عاشه العراق منذ عهد الاستقلال سنة 1921 وهو اعتقاد خاطيء...فمع كل ما قيل عن فترة  نوري السعيد من مساويء وأنا عشتها ... فقد غير وطوروأنشأ المدارس ونشر الثقافة الحقيقية  وعاش الشعب العراقي فترة راحة واستقرار امتدت لاكثر من خمسين  سنة حتى جاء صدام فقلب كل الموازين وغير كل الاوضاع واحال العراق الى خراب... فاكمل مسيرته اعوان الاحتلال .... وليس  لدينا سوى السخرية....وهو ما يبدو على اسلوب مقالاتي  الذي أَتبعه في الوقت الحاضرمن اسلوب ساخر... فهذا  الزمن لا يستحق سوى السخرية  منه... فقد فقدَ العراق الكثيرمن مقومات الدولة... واهمها الامان..... وان لله وان اليه راجعون ....!!!!  

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا