<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان  القصخون وتنابلة السلطان

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

القصخون وتنابلة السلطان

 

 

يوسف علي خان

 

الكثير من هذا الجيل الحالي من الشباب لم يسمع عن القسطخون فقد اضحى من التراث القديم عندما لم يكن في العراق ولا في اية دولة عربية شكل من اشكال الحضارة نا هيك عن الثقافة في ذلك الزمان.... التي يجب أن لا ناتي على ذكرها فالدولة العثمانية لم تعرف الثقافة في جميع عهود نشأتها وحكمها للبلدان ... فقد غزت الرومان واسقطت امبراطوريتهم واستولت على البلدان العربية... باعتبارها عشائر منغولية شبيهة بغزوات التتار التي سبق ان غزت هي الاخرى البلدان العربية ومنطقة الشرق الاوسط قبلها ببضع قرون ...فقد احتلت هذه البلدان بقوة السلاح وحكمتها بقبضتها الحديدية واستمرت في حكمها باجواء مظلمة متخلفة سادتها الامية وعمها الجهل فلم يكن هناك من يقرأ او يكتب سوى قلة تعلموا ذلك في الملالي وفي الحلقات التي كانت تعقد في المساجد ولم يكونوا يتجاوزون عدد اصابع اليد يستغلون قدراتهم الكتابية فيمتهنون مهنة مربحة إما يصبحون ارضحالجية أو يمتهنون مهنة مربحة اخرى اطلقوا على انفسهم من خلالها (((بالقسطخون  ))) فكان احد هؤلاء يحضر الى احدى المقاهي التي كانت هي سلوة الرجال ومحل تجمعهم ولقاء بعضهم البعض لقضاء الوقت يتبادلون اطراف الحديث ويستريحون ويشربون القهوة والشاي او النركيلة ويستمعون الى قصص هذا ((القسطخون)) الذي ياتي به صاحب المقهى للترويج لمقهاه حيث يعتلي القسطخون المنبر الذي يجهزه صاحب المقهى له وهو منضدة وكرسي مرتفعة بعض الشيء كي يتمكن الرواد من مشاهدته وسماع حكاياته فيبدأ بسرد القصص والروايات من كتاب يمسكه بيده ويلتف حوله الرواد بكل شغف وقد كان من ابرز قصصه هي قصص ابو زيد الهلالي او قصص تنابلة السلطان أو قصص الف ليلة وليلة أو قصص ابن المقفع في كتابه كليلة ودمنة  التي تدور على لسان الحيوانات  وغيرها من القصص الخرافية المختلقة ...وأنا ساتطرق الى موضوع واحد مما كان يقصه القسطخون واترك الحديث عن بقية المواضيع الى وقت اخر .... فما يهمني الان هي قصص تنابلة السلطان وهي قصص مختلقة وملفقة ايضا كتبها العديد من الكتاب الاعاجم نكاية ببعض السلاطين وامراء العرب ...وكذلك السخرية من اوضاع  الشعوب التي كانت سائدة قبل عدة قرون تأكيدا لما يروجه بعض المستشرقين كما يعتقد بعض المفكرين والمؤرخين حيث عارضوا مانشر عن حياة الاولين وكذبوه وفندوه وادعوا بان العرب لم يكونوا عاجزين أو كسالى بل انهم هم من بنوا هذه الحضارة العظيمة التي شهدها العالم العربي في العصرين الاموي والعباسي ومهما يكن من صحة ما نشروه فإن ما نشاهده اليوم من عجز وكسل وتقاعس يدلل على صحة ما ادعاه اؤلائك الاعاجم وما ذكروه من تجمع اعدادا غفيرة من الناس في قصور السلاطين يقضون معظم اوقاتهم في النوم دون أن يعملوا بل ويصل عجزهم الى الدرجة التي لا يستطيعون أن يحركوا ايدديهم لتناول طعامهم فيطلبون من الاخرين وضعه في افواههم وهم مستلقون منبطحون على اسرتهم يقضون كل وقتهم في التثائب والنوم .. وهو امر قد يجده الكثيرون مبالغ فيه ومجانب للواقع والحقيقة... إذ لا يمكن أن يكون هناك انسان لا يستطيع ان يحرك يداه حتى لتناول طعامه ... ولكن أود أن ارد على المحتجين  المستغربين والمنكرين لوجود امثال هؤلاء التنابلة.. فاقول لهم للاسف هناك الملايين كانوا موجودين ولا زالوا وهم ليس في قصور السلاطين كما اوردته الروايات وكما كان يقصه علينا القسطخون.... فليس هناك تنابلة في قصور السلاطين وإلا كانوا قد قد جزوا رؤوسهم وتخلصوا منهم فالسلاطين لايطعمون المتقاعسين والعاجزين النائمين فهم بحاجة لمن يخدمهم ويدافع عن عروشهم ويقف دروعا في وجوه اعدائهم ويكون مستعد لتقديم التضحيات كي يستمروا متسلطين الى ابد الابدين... فهم منبوذون في كل زمان.. فليس هناك مكان في الحياة للتنابلة الكسالى المتقاعسين فهم سيسحقون وتكون نهايتهم الموت الزئام ... فالتنابلة لا وجود لهم سوى في روايات القسطخون فمن لا يعمل لا طعام له ولا شراب وأن ما تفعله الملايين في القرى والارياف مما لا تعمل سوى ستة ايام او عشرة في السنة ثلاثة ايام تحرث الارض وتبذرها وتنتظر كي تهل عليهم نعم السماء بامطارها الوفيرة كي تسقي بذارهم وينتظروها سبعة اشهر كي تنمو وتكتمل في الشهر السادس من  السنة ليحصدوها بثلاثة ايام اخر وياخذوها للسايلوات ليقبضوا ثمنها تلك الملاين بصكوك الحكومة فيهدروا ثلاثمائة وخمسين يوما نائمين مثل تنابلة السلطان لا هم لهم سوى النوم العميق دون أن يستغلوا بقية ايام السنة بعمل مفيد حتى إذا قبضوا الملايين من ريع ما درت عليه به السماء راحوا يزيدوا عدد زوجاتهم مثنى وثلاث ورباع وما ملكت الايمان فترى كل فلاح قد حوى في مملكته المسيجة ما يزيد على الخمسة او الستىة زوجات أو يزيد... وإن بقي له من مال ذهب ليشتري به سلاح فيتورط بقتل واحد من اهل القرية فيدفع لهم الفدية من تلك الملايين فتضيع جهود كان بالامكان استغلالها في شتى المشاريع.... ففي الارياف نعم لا حصر لها ولا تتوقف على ما تستعطف عليهم به الاجواء فإن شح المطر راح جهدهم كله هباء وخسروا حتى الحبوب التي بذروها فهم فعلا تنابلة السلطان لا يفكرون في ايجاد وسائل السقي الحديثة ويحفروا الابار او يمدوا الانابيب او يشقوا الانهر كي يضمنوا الانتاج الاكيد فلا ينشؤا المشاريع من تربية الدواجن  أو قطعان الابقار.....  فتتوقفت صناعة الالبان واصبح العراق بلد مستورد حتى حليب الاطفال الذي يغرق بقدرة قادر وسط البحار ولا ينتجوا القصب السكر او البنجر فيستوردوا السكر الذي تتفجر به البواخر فتتسرب اليه المياه ... ويكون بالطبع مدفوع الثمن وهكذا يجتمع الكل مع الكل لتدمير البلاد ويصبح كل شيء استيراد... كل ذلك بسبب تنابلة السلطان الذين لايعملون ولا يستطيعون أن يحموا انفسهم من عواتي الزمن ومن الخونة العملاء الذين هدروا حقوقهم واغفلوا وجودهم وتركوهم في قراهم جاهلين جائعين ينتظرون رحمة من السلاطين...ولكن ليس هناك خدام للسلاطين كي تزق افواههم بشيء من الطعام فهي مجرد خيالات واوهام فاصحوا يانائمين يا تنابلة السلطان ...!!!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا