<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر   أهو هبوط آمن ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

أهو هبوط آمن ؟

 

 

صباح علي الشاهر

 

أعجب لشخص يُنقل من الهامش، ثم يُوضع في صدارة الأحداث، يجوب العالم من شرقه لغربه، مُسترخياً في مقاعد الدرجات الخاصة، ومُتمدداً على أسرة الفنادق خمس نجوم، ومُتلاعباً بأموال المعونات التي هطلت عليه كالمطر، وهو لا يُدرك أو يعي أنه مُستأجر لمهمة خاصة، لا يتحكم بها هو بل يتحكم بها أولئك الذين إنتشلوه من الهامش أو العدم، ثم وضعوه تحت هذه الأضواء، وأنفقوا عليه ما أنفقوا، وإنه مثلما جاء من الهامش سيعود إلى الهامش بعد إسدال الستار على نهاية المسرحية، أو إنتفاء الحاجة إليه.

في كل زمان ومكان، هناك أشخاص يُستأجرون لإداء مهمات، وهناك دوماً من يستأجر، ودائماً من يحدد حدود اللعبة، بداياتها ونهاياتها، هو المُستأجِر وليس المُستأجَر، فالمُستأجِر لا ينفق الأموال لتحقيق أهداف المُستأجَر، بل لتحقيق أهدافه هو، أما أهداف المُستأجَر فهي آخر ما يمكن أن يفكر فيه، هذا أن فكر فيها اصلاً.

تتصور المعارضة السورية، ومعها بعض المُتخمين بالمال من العرب، إنها هي من أصعد أوباما إلى أعلى الشجرة، وهي من سينزله من الشجرة بعد تحقيق الهدف أو الأهداف التي تصورت أن كل هذه الجعجعة والتحشيد والتهريج من أجل تحقيقيها. هذا على الأقل ما يُفسر لنا هذا الخبال المزدوج إلذى شمل قوى المعارضة، و مسانديها وداعميها في المنطقة.

رأس البلية أن هؤلاء تصوروا أنهم هم الذين يحركون الخيوط، وهم لم يحركوا بارجه، ولا هددوا بقصف، ولا فتلوا عضلة، وإن كانوا قد فتحوا خزائنهم لتسديد الفواتير، وهم مُسدديها في مطلق الأحوال، ولسبب أو لدونما سبب .

مشكلتهم أنهم لن يعوا بعد أن العالم تغيّر، وإنه لم يعد كما كان، وأن دور الصغار ليس محدوداً فقط، وليس تابعاً فقط، وإنما لا يُشار ولا يُستشار، وبتعبير دقيق ( لا في العير ولا في النفير) .

وإن أوباما إن كان قد صعد الشجره، فهو يعرف كيف يهبط منها، وهناك من سيساعده في الهبوط الآمن، ولا يهم إن كان هذا المساعد، من نسيج نظامه كالكونكرس، أو  صديق كمجلس العموم البريطاني، أو منافس وخصم، لكنه شريك في إقتسام النفوذ، كروسيا،  ولكن مالكم أنتم ترتقون أعالي الشجر، من دون أن تفكروا بالعاقبة؟

من سيضمن لكم النزول الآمن، وقد حرقتم كل مراكبكم، وليس لديكم برلماناً لتنزلوا على ظهر قرارته، ولم تتركوا أي مجال لكي يكون منافسكم وخصمكم شريكا لكم، فقد توهمتم أن الكعكة كلها أصبحت في متناولكم، ودونما منافس؟

من المؤكد أن هبوط أوباما من أعلى الشجرة سيكون آمناً، ولو إلى حين، ولكن من يضمن أن يكون هبوط الآخرين كذلك؟

من يضمن أن لا تكسر رقبة أو رقاب في هبوط الآخرين الذي يبدو إنه سوف لن يكون آمناً، خصوصاً إن من تسلق، تسلق من دونما دراية، ومن دونما حسابات  دقيقة، لحالتي النجاح والفشل، لقد وضع البعض كل أوراقه على المنضدة، تماماً كالمقامر الغشيم، أو الذي يأمل بضربة حظ حاسمة .   

هل كان هدف المعارضة السورية التخلص من السلاح الكيمياوي؟ وهل هدف عرب البترودولار التخلص من هذا السلاح أيضاً، أم أن هذا الهدف هدف إسرائيلي بإمتياز؟

إذن في كل هذه الهلمّة من وضّف من؟ هل وضّف العرب أمريكا من أجل مصالحهم، أم أن أمريكا وضّفت العرب من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل ؟

أليس من حقنا - نحن العرب المُهمشين - أن نسأل من يُسمون بقادة العرب إلى أين تأخذون الأمة يا من أبتليت بهم الأمة ؟

الكل يعرف أن الترسانه الكيمياوية السورية قبال السلاح الذري الإسرائيلي، وهو وإن لم يكن مساوٍ له في الأهمية والتأثير، إلا إنه سلاح ردعي، هكذا يُنظر إليه، وهذا ما أريد منه عبر حلم لم يحققه العرب إلى اليوم، وهو حلم التوازن، الذي كان وما يزال وسيبقى مختلاً لمصلحة إسرائيل .

العديد من المُحللين، وكاتب السطور منهم، كانوا يتوقعون صفقة، صفقة اللحظات الأخيرة، فأمريكا وروسيا لن يحرقا المعبد على الجميع،  وهذه الصفقة إيذاناً بنهاية حقبة وولادة حقبة أخرى، لقد إنتهت حقبة القطب الأوحد، وأضحى العالم اليوم متعدد الأقطاب فعلاً وعملاً، وكما تم تحديد نفوذ القوى الأعظم في كل حقبة، فقد تم تحديد نفوذ العملاقين في منطقتنا، أضحت روسيا هي المتحدث والمفاوض باسم سوريا، وبذا لم تعد ثمة أهمية للسلاح الكيمياوي، طالما أصبحت سوريا تحت حماية المظلة الذرية الروسية، وهذا ليس إنتصاراً لإسرائيل كما يتوقع البعض، وليس هزيمة لسوريا كما يطنطن البعض الآخر، فسحب الصواريخ من كوبا، لم يقضي على النظام، بل أبقاه حتى الآن، وهذا ما على الآخرين تدبره، والعمل بمقتضاه. سوريا الأسد باقية إلى حين، على الأقل حتى إجراء الإنتخابات عام 2014، حيث سيترشح الأسد شأنه شأن غيره، وستحدد الصناديق من سيقود سوريا في المرحلة القادمة، فالسلاح الكيمياوي السوري لم يسلّم من دونما مقابل ، ويخطيء من يتصور غير هذا.

مع الأيام ستتضح أكثر فأكثر طبيعة الصفقة التي ستتعدى آثارها سوريا، وستشمل المنطقة، سوف لن نفاجأ عندما نسمع عن إتفاق إيراني أمريكي حول تخصيب الذرة عبر الوسيط الروسي، وربما سنشهد تخفيف الحظر الإقتصادي على أيران، وصولاً إلى رفعه،  وسوف لن يكون لبنان بمعزل عن تداعيات الصفقة، وسيعمل على جعل المنطقة خالية من السلاح الكيمياوي، تمهيداً لجعلها خالية من السلاح الذري، وسيكون الهدف الأراس هو قضية المنطقة المركزية، وهي القضية الفلسطينية، وإلى هنا تبدو الأمور جيدة عموماً ، لكن غير الجيد، هو أن القضية الفلسطينية ستضحى مجدداً بيد غير أهلها، فتوافق الأجانب كائن من كان، لن يلبي المتطلبات الحقيقية للشعب الصابر، الذي ظلمة الأقربون قبل الأبعدون ، عندما أقالوا أنفسهم من قضيته التي طالما زعموا أنها قضيتهم المركزية.   

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا