<%@ Language=JavaScript %> رند احمد الجادرجي  العراق الجديد بلد خلاعي بلباس اسلامي 

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

العراق الجديد بلد خلاعي بلباس اسلامي 

 

 

 

رند احمد الجادرجي

 

في 2003/4/9 امطرت السماء بعد جفاف عنيد وأشرقت الشمس بعد ليل طويل وسقط الصنم وتناثرت أشلاؤه تحت القدم  وبكينا من شدة الفرح وهربت عصابة  الاعوج ابن العوجة الذين تعدوا على كرامة كل العراقيين بدون استثناء وصفقنا للمحتل الأمريكي راعي الديمقراطية و الإنسانية وجاءنا من مدينة تمثال الحرية لنشر الحرية في بلاد الرافدين حسب وعد الرئيس الأمريكي بوش في عدة مناسبات انه سيجعل من العراق الجديد بلد يحتذى به بالشرق الاوسط.

وتسارعت الاحداث وأسس مجلس الحكم وجلسوا في مجلس الحكم كل  المضطهدين والمظلومين الذي هربوا من بطش وظلم النظام السابق لينشروا ثقافة الحرية والديمقراطية والانسانية ويأسسوا دولة مدنية تحترم جميع المواطنين وبقية القصة معروفة للجميع .

 وفي بداية الامر ابلغونا السياسيين ان الفوضى الحاصلة في البلاد هي الام الشفاء فقررنا الانتظار من اجل انتهاء الام الشفاء لكي نلملم اغراضنا ونعود نحن المغتربين الغير سياسيين الى وطننا لكي نعيش فيه كباقي الخلق.

لكن تفاجئنا نحن المغتربين الغير سياسيين بأن صدام الاعوج ابن العوجة الذي جوع شعبنا وأهان كرامتنا ودمر بلدنا لم يكن الا تلميذ بسيط لدى المدرس المحتل الأمريكي الذي صفقتا له وخدعنا باسم الحرية والانسانية والديمقراطية  .

اتى المحتل وكانت له أولويات لا تقبل الشك وهي تفتيت البلد وتدميره والاستيلاء على مقدارته فباشر بتأمين وزارة االنفط وترك باقي الوزارات للنهب والسلب وتم حل الجيش العراقي جملة وتفصيلا ونزع كل مقومات العراق سياسيا وعسكريا، بحيث تحول البلد الى جثة هامدة ممزقة ولا يشكل اي مظهر من مظاهر الدولة ،بعد ان كان بلدا مهابا اقليميا ودوليا منذ تأسيس الدولة العراقية . 

ونحن مازلنا ننتظر البلد الذي يحتذي به بالشرق الاوسط !!! وفي غفلة من الزمن  واثناء عمليات الاختطاف الأجرامية واغتيال العلماء وصدى المفخخات تم الاستفتاء على الدستور وولد الدستور العراقي ولد يتما بين ايدي الميليشات الجهلاء والسياسيون اللقطاء فهذا الدستور ساقط من رحم السقوط وملفوفا بكفن ساقطي الهمة و فاقدي الذمة.

ومن جهتنا نحن المغتربين  بعنا املاكنا وسيارتنا وذكرياتنا وهجرنا اوطاننا الى مختلف دول العالم واليوم اكملنا 10 سنوات كاملة بلا دكتاتور، ولكن لدقائق يجب ان نقيم البلد الذي سيحتذي به بالشرق الأوسط الذي وعدنا به الرئيس الأمريكي  جورج بوش بعد عشر سنوات .

 

1- بغداد اقذر عاصمة بالشرق الأوسط والثامنة على مستوى العالم (حسب تقرير الامم المتحدة 2012)

2- بغداد اخطر عاصمة بالشرق الاوسط  و ضمن أخطر 10 مدن علي مستوي العالم.

3- مليون ونيف عدد المقتولين العراقيين في الاحداث العراقية خلال 10 سنوات «تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش»

4- مليون ومائتين الف ارملة  ( 215 الف منهم يتسلمون معونات اجتماعية من الدولة والباقيين بدون اي معونة ) 

5- خمسة ملايين طفل يتيم في العراق حسب تقرير منظمة اليونيسيف  واغلبهم حسب تقرير المنظمة يواجهون الحرمان والعمل القسري والعنف.

6- اربعة ملايين شخص عدد العراقيين المهاجرين في العالم ولاننسى ان العالم كله يدير ظهره للاجئين العراقيين .

7- مليونين شخص عدد العراقيين المهجرين داخل العراق .

8- ثلاثة ملايين شخص لا يقرأون ولا يكتبون (أميين) في العراق هي نتيجة الحروب الدامية والاقتتال الطائفي التي مر بها العراق. 

9- صنف العراق أسوأ البلدان التي عجزت حكوماتها عن التوصل للجناة في جرائم قتل الصحفيين، وذلك وفق مؤشر لجنة حماية الصحفيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 2012

10-العراق يحتل المرتبة الخامسة في الفساد بين دول العالم والثاني الأكثر فسادًا على مستوى الشرق الاوسط والعالم العربي بعد الصومال (تقرير منظمة الشفافية الدولية 2012).

اقسم بالله العظيم فعلا بلد يحتذي به بالشرق الأوسط وبل بالعالم كله بمستوى الخراب والتفكك والانحطاط..... شكرا يا سيادة الرئيس الأمريكي لقد نفذت وعدك وكفيت ووفيت فأصبح العراق الجديد  بلا هوية وطنية جامعة ،وانما هويات عرقية وطائفية متعددة ومتصارعة في وطن مفكك ممزق، بعد ان كان بلدا موحدا مهابا اقليميا ودوليا.

العراق الذي توقعنا بأنه سيعوض العراقيين عن سنوات المعاناة والظلم اصبح تختلط فيه المجاري بمياه الشرب، وتنقطع فيه الكهرباء عشرين ساعة في اليوم، والبطالة في اعلى مستوياتها، والمتسولون يتراكمون في  العاصمة، وثلاثة ملايين برميل من النفط يصدر من العراق يوميا ومع ذلك لا يجد المواطن العراقي رغيف الخبز الذي يسد رمق اطفاله، ولا يجد الأمان، ولا يعرف متى ستنفجر فيه قنبلة، او سيارة مفخخة، يسير في الشوارع حاملا روحه على كفه ومسلما أمره الى العلي القدير وينتظر اي فرصة للهجرة الى اي بلد يستطيع فيه ان يحمي عائلته ويربي اطفاله وينام بأمان كباقي الخلق.

في العراق الجديد  وزراء تقلدوا مناصبهم لأشهر اصبحوا يتنقلون بطائرات خاصة، وقادة ميليشيات اشتروا العمارات الفخمة في اوروبا، ومليارت تختفى بأعتراف الحكومة القائمة .

عراق اليوم دكتاتوري بأمتياز وفيه رئيس حكومه معتوه  ومتشبث بالسلطة  وملوحا بالحرب الأهلية اذا ترك السلطة والحكومة تتسابق في بناء السجون وتوسيع المعتقلات، واختراع انواع جديدة من ادوات التعذيب، وتقتل اي صحفي ينتقدها.

 عراق اليوم  فيه رئيس جمهورية  مريض  خارج العراق ونائب رئيس جمهوريه  محكوم عليه بالاعدام وهارب ووزارة داخلية تدار بالوكالة وتدار من قبل وكيل اقدم مهنته الاساسية مضمد في مستشفى حكومي  ووزارة دفاع تدار بالوكالة  ووزارة خارجية معلق وزيرها  الحضور لمجلس الوزراء لأنه زعلان  ووزير ماليه مستقيل ومتهم بالارهاب والقائمة تطول في كل انواع الوزارات ومؤسسات الدولة.

وبعد ما تآمرت الحكومات على مدى عقود وهجرت المكون اليهودي وهو مكون اساسي من مكونات المجتمع العراقي اليوم هناك خطة منظمة على تهجير المكون المسيحي والذي تعايشنا معه في العراق على مدى الاف السنين وكذلك قتلاليزيدين أمام رجال الأمن وفي وضح النهار وتهجير العلماء واغتيال الكفاءات وتدﻤﻴر اﻟﻬوﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌراﻗﻴﺔ و في عراق اليوم يمنع بيع المشروبات بأغلب المحافظات الجنوبية بأسم الدين وبأسم الدين كذلك هناك انتشارمخيف للمخدرات في كل انحاء العراق بعدما كانت شبه معدومة.

واخيرا في عراق اليوم بيع اطفال وغلمان في وسط بغداد وبيع نساء قاصرات بأسم الدين بمختلف انحاء  العراق واصبح  البلد خلاعي بلباس اسلامي.

والحل يا ايها العراقيون صعب جدا وبسيط جدا وهو ان تعود للعراق كل مكوناته الاجتماعية من اليهود والمسيحين والصائبة والاسلام واليزيدين والاشوريين والصابئة وكل من يملك الجنسية العراقية وانا عادوا هؤلاء المواطنون العراقيون سيستمع الشعب بالتعايش السلمي وسينهض العراق الجريح من بين الركام شامخا اصيلا ومشرقاً كشروق شمس.

وقبل الختام لابد ان اشير ان كردستان العراق تعيش اليوم حالة نموذجية من التعايش السلمي بجميع مكونات الشعب العراقي بما فيهم اخواننا من الطائفة اليهودية فاننا نحيي من هنا الرئيس(مسعود البرزاني ) ولو انه (برأينا دكتاتور) ولكنه دكتاتورعادل وغيور ومنصف وانتهز الفرصة في الوقت الصحيح واصبحت كردتستان نموذج يحتذي به في المنطقة بالتعايش السلمي بكل مكونات الشعب العراقي وندعوا من الله العلي القدير ان يديم هذه النعمة عليهم وان تعم  هذه التجربة الطيبة في جميع عموم العراق .



 


رند احمد الجادرجي 
صحفية عراقية مستقلة

rand_london@hotmail.com

Toronto 25/5/2013

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا