<%@ Language=JavaScript %> محمد السعدي سنوات الجمر والرماد ... كتابا وفيلما

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

سنوات الجمر والرماد ... كتابا وفيلما

 

 

محمد السعدي

 

 

أقدم النصير علي الرفيق ( ابو ليث ) في تصديه لفيلمه الوثائقي عن تجربة حركة الانصار الشيوعيين من باكورة أنطلاقها في نهايه السبعينيات الى عام 1988 الى أخر أنفال حكومي بعد توقف صفارة الحرب العراقية الايرانية . لتطوى بها صفحة مجيدة ومأثرة بطوليه في تاريخ الشيوعيين العراقيين .. حيث بها أجترحوا البطولات والمواقف وقاوموا قساوة الطبيعة بل تألفوا مع جبالها وتضاريسها ووديانها وعواصفها وثلوجها وجوعها وحتى مع سمومها المنثورة أينما تواجدوا ورحلوا من فوهات المدافع وطيران الاباتشي ودس السم وزرع العملاء                                                                     .

تجربة الانصار الشيوعيين ... لم تكن خيارا سهلا في ذلك الزمان والمكان المحددين , ولم تكن  قرارا سهلا ولا حتى ملائما قياسا مع تلك التطورات السياسية  والاقليمية  وموقف حركات التحرر والمنظومة الاشتراكيه من النظام العراقي , كانوا يعدونه ركيزة مهمة لهم في التوازنات الدوليه والمصالح الاقتصادية ولا حتى منسجما ولا مواكبا مع تطورات العراق العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية من عائدات النفط والتنمية والتي أنعكست تماما على تفكير الناس في تعاملهم السلبي مع السياسة وأشكالها  . ألقت تلك البحبوحة الاقتصاديه ظلالها بالامتيازات مقرونة بقسوة النظام الشديدة مع معارضيه وخصومه أرضية لم تكن خصبة ولا حتى سهلة  لنا نحن الشيوعيين في التحرك وأعادة التنظيم والعلاقات في العمل المعارض . لا يمكن أن نقارن ولا حتى هناك قربا ولا شبها بين  السياسي المطارد من الشرطة  في الخمسينيات من القرن الماضي وبيوت الناس كانت مفتوحه له على مصارعيها ويأوه ويخفوه ويتحملون تبعاتها مهما تكن نتائجها وتداعياتها   ... أما في نهاية السبعينيات فالامر مختلف تماما  وهذا ما لمسناه وعشناه في مواجهتنا لاساليب النظام في عقر دارة , لم يعد هناك بابا مفتوحا أمامنا تكاد تكون أغلبها مقفلا, بل هناك من تعرض حتى في التهديد لتسلميه الى أجهزة السلطة , وفعلا هناك من سلم وغدر به . أذن ... فالقرار تاريخي ووطني وشجاع في تلك الظروف والمرحلة التاريخية من عمر العراق                                           .                                                                                                                      .

  ألتقيت لاول مرة بالنصير ابو ليث مع زوجته عام 1986 في موقع بربينان .. منطقة جبلية في شريط حدودي بين العراق وايران وتركيا حيث مقر القيادة الجديد  . كنت قادما مع ابو ناصر من مناطق  بهدينان باتجاه قاطع سليمانية للبحث عن منافذ جديدة تسهل مهامنا لتنظيمات الداخل بعد أن سدت أمامنا طرق قاطع بهدينان لاسياب عدة في مقدمتها الامنية والتطورات العسكرية  , ولكثرة الثلوج المتساقطة على قمم الجبال ووديانها  أخرت عبورنا لشهور الى الاراضي الايرانية عبر مدينة زيوة باتجاه اراضي وجبال مدينة سليمانية بعد أن هدأت وديان القتال بيننا وبين تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني ( أوك ) . هنا تعرفت على مجموعة رفاق رائعين تقاسمت معهم وجع الوطن وبرد الشتاء وتقطيع الخشب  وحنين الاهل والاحبة وذكرياتهم . وجدت النصير ابو ليث مثابرا ودوؤبا في التقاط وتوثيق وأرشفة  كل شاردة وواردة عن يوميات الانصار في كامرته المحموله .                                                         

في بربينان .... مات الرفيق مهدي عبد الكريم , وفي اليوم التالي جرى له تشيع مهيب وسط عاصفة ثلجية وأبنه رحيم عجينه في كلمة مؤثرة على الحاضرين . وكانت كاميرة ابو ليث رغم الثلوج وغزارتها سباقة في التقاط كل التفاصيل من موقع المقر الى مقبرة القرية في ذلك الوادي الموحش.                 .

تجربة الانصار ... ملك الجميع وتاريخنا محفور في مسيرتها الوطنية , فلابد من المخرج أن يعطيها حقها في توثيقها بعيدا عن المجاملات وأرضاء الخواطر والدوس على التاريخ  . أذن فلابد من المرور على جميع الانصار , الذين خاضوا غمارها حتى وان اختلفوا بعضهم ولهم مواقف معارضه مع مايسمى رابطة الانصار والتي همشت وأبعدت كوكبه لامعه من مناضليها الابطال . فالراتب التقاعدي الممنوح لهم فهو استحقاق تاريخي ونضالي للانصار , لكن هناك من أعترض على منابع مصادره وألية منحه وهذا في تقديري حق طبيعي , ومازال هناك تلطيش حول الرواتب بين الحكومة والاقليم , وهذا واحدة من التوترات القائمة حاليا بينهما .  ايضا أغفل المخرج ركيزة مهمة في حركة الانصار هم أهالي القرى الكردية , والذين تحملوا صعاب جمة , كانت فوق المألوف من اسلحة كيمياوية وتهجير وجوع بسبب مفارزنا المتنقله والمحتمية في قراهم المفتوحة أبواب بيوتها لنا ليلا ونهارا                                                                             .

سرني رفيق عزيز ... في بدايه منح الرواتب طرح أسمي كنصير لمدة ستة اعوام تخللتها مرات عديدة تسلل عبر الربايا والمفارز الحكومية الى بغداد الحبيبة بايصال منشور حزبي وخبر يلم شمل من تقطعت به السبل للاتصال بالحزب ... وقام محمد البان ( ابو فلاح ) في حذف أسمي ولم يكن غريبا لي هذا الموقف بحكم علاقتي السابقة مع البان وقدرته العقلية في حوك المقالب والنفاق والطعن برفاقه وخاصة أولياء نعمته في تقدمه الحزبي  والمواقف عديدة ويقرها أكثر الرفاق .                                      .

على النصير ابو ليث لايغفل الرفاق الذين عملوا وتسللوا الى الداخل في ظروف غاية من الصعوبة والمخاطر لانهم يشكلون أساسا مهما وحيويا في مسيرة التجربة . انا في موضوعي هذا لم اناقش بناء الاحداث وتسلسلها التاريخي والتوثيقي  وملل التكرار والجانب الاحادي في تصوير وثائقي للحدث بعيدا عن مشاهد درامية وفنية وواقعية تترك للمتلقي عمق التجربة التاريخي والثوري  ومخاضها في الصراعات الفكرية والسياسية والتنظمية                               .                                                                                               

وهمل ممن لم يرغب وله موقف سياسي واخلاقي تجاه سياسة التهميش والاقصاء والتقاعد , لانها ستبقى الوثيقة ناقصة وبعيده عن الهدف والمضمون في توثيقها كتجربة تاريخية ووطنية وفريده من نوعها في المنطقة , ومما يزيدها بريقا ونضالا وموقف الظروف الصعبة المحيطة في انطلاقتها الثورية وفي مواجهة نظام شرس وقاسي , كنا في الامس  يدنا في يده تحت شعار المؤتمر الثالث للشيوعيين العراقيين نحو توطيد وترسيخ المسيرة الثوريه وتوجه العراق صوب الاشتراكية عبر التطور اللارأسمالي .     .

يقر الباحث والبعثي السابق حسن العلوي في بحوثه التاريخية . يقول ... في يوم توقيع ميثاق العمل الوطني بين عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي واحمد حسن البكر رئيس جمهورية العراق في 16 تموز عام 1973 .. وزع الجهاز الحزبي البعثي تعميم على كوادره لمناقشته , كيف يتم تفتيت تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ؟                      .                                                                          

تنويه ........ لقد كتبت المادة قبل عدة شهور وحفظتها في ملفي الشخصي والوثائقي , لكن مما حفزني على سحبها من ملفي ونشرها مقال رفيقي العزيز صباح كنجي في تناوله الشجاع لاحداث الفيلم

كنصير ومتابع .. أدعوا النصير ابو ليث التوقف وبأمانه تاريخية ووطنيه لاخذ بنظر الاعتبار مجريات التجربة بكل ملفاتها ومحطاتها وشخوصها , لتكن درسا تاريخيا للاجيال القادمة في نطق الحقيقة .                                                                       .

محمد السعدي  ( لطيف )                                                                                        

مالمو \ السويدية                                                                                                 

                                                                                                         20130105

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا