<%@ Language=JavaScript %>  خالد حسين سلطان الديالأمريك و البروليطانيا

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الديالأمريك و البروليطانيا *

 

 

 خالد حسين سلطان

 

عند احتلال أي بلد فان المقياس الأساسي للوطنية هو الموقف من هذا الاحتلال، التعاون معه أو مقاومته أو الوقوف كمتفرج ومحاولة الصيد في الماء العكر والكسب في الوقت الضائع. وفي حالة بلادنا هنالك عدد من الأحزاب والكتل السياسية التي تدعي بأصالة وطنيتها ومعارضتها للنظام السابق وبعضها قدم قوافل من الشهداء على طريق النضال ومع هذا تختار طريق التعاون مع المحتل وتحت حجج واهيه ( تحرير العراق لا احتلاله، العراق الأنموذج المثالي للنظام العالمي الجديد، ... ) وتحاول تبرير جرائم المحتلين ضد أبناء شعبنا وتهميشها .

بعض تلك الأحزاب والتجمعات ولدت من رحم المحتل وترعرعت في أحضانه وهي تعلن ذلك صراحة وبلا خجل فهي بلا قاعدة جماهيرية أو شعبية حقيقية وقاعدتها الوحيدة هي الدعم الأنكلوأمريكي لها، سواء قبل الاحتلال أو بعده ومنطقياً انها تلبي أوامر داعمها في كل الأوقات وتحت كل الظروف ولا غرابة في ذلك. لكن الغريب ان البعض من تلك الأحزاب له تاريخ في النشاط السياسي العراقي منذ أمد بعيد وأحد الأسباب الرئيسية لنشوء تلك الأحزاب واكتسابها لشعبيتها هو النضال ضد الاستعمار والامبريالية وعملائهم في العراق والوطن العربي والعالم.

وأكثر تلك المواقف غرابة هو موقف أقدم تلك الأحزاب الذي جاوز عمره (70 ) عاما وأسس تحت اسم ( لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار ) وأشهر دولة استعمارية في ذلك الزمان هي بريطانيا وورثتها فيما بعد أمريكا. وقد أعدم مؤسس الحزب وقادته الاساسيون على يد عملاء الاستعمار وأبدوا هؤلاء القادة شجاعة وبطولة فائقة مشهود لها أثناء محاكمتهم وإعدامهم ويمكن التذكير بها من خلال مقولة شهيد الحزب ومؤسسه في وجه جلاديه ( اننا أبدان وأفكار فان قضيتم على أبداننا فلن تقضوا على أفكارنا ). واستمر نشاط الحزب رغم هذه الانتكاسة وما تبعها من اعتقالات لقادة الحزب وكوادره ليكون أحد المسهمين في ثورة 14 تموز المجيدة ضد النظام الملكي .

والغريب في الأمر ان قيادة الحزب لاتزال تفتخر بمقولة مؤسسه وترفعها كشعار دائم كونها جزءا من الارث النضالي لهذا الحزب فضلا عن قوائم طويلة لشهداء الحزب محاولة استغلال هذا الإرث والمتاجرة به للكسب الرخيص وللحفاظ على ما تبقى لهم من مؤيدين وأنصار. بعد أن أصبح قادة الحزب عمليا من أتباع النظام العالمي الجديد وبعد أن أدركت دوائر الاستعمار ( القديم ــ الجديد ) الدرس جيداً من مؤسس هذا الحزب بعد إعدامه بان القضاء على الأفكار والبقاء على الأبدان كدمى خيوطها في أيدي تلك الدوائر أفضل من القضاء على الأبدان وبقاء الأفكار .

وجسدوا هؤلاء القادة إيمانهم بالنظام الجديد بشكل صارخ من خلال الاحتفال بيوم الشهيد ذكرى يوم إعدام مؤسس حزبهم ولكن تحت علم وحماية من أصدروا أوامر الإعدام . وبالتالي فانهم تخلوا فعلياً عن كل ما يرتبط بأفكار ومبادئ حزبهم وتعاليم مؤسسه ليمسخوها بحجة التطوير والتحديث الى أفكار ومفاهيم تتماشى مع مفاهيم العولمة والنظام العالمي الجديد ، فمثلاً أسقطوا كلمة المقاومة من قاموسهم التي كانت ضمن الاسم التأسيسي لحزبهم ( مكافحة الاستعمار ) ولو حتى من باب أضعف الأيمان ( المقاومة السلمية ) فهم لم يتحدثوا في أدبياتهم عن الاحتلال لأنهم يعلمون جيدا ان لكل احتلال مهما كان نوعه أو ظروفه في أي بلد بالعالم هنالك مقاومة لذلك يتهربون من الوقوع في مطب المقاومة وعندما يشعرون بالحرج من ذلك يبدأوون بالحديث بشكل لا يخدش مشاعر المحتل ( استعادة السيادة الكاملة وتهيئة مستلزمات إنهاء الوجود العسكري الأجنبي ) أو (الاسراع في إنهاء وجود القوات الأجنبية على أرض الوطن واحراز الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملين ) .

وغالباً ما يخلطوا الاوراق لتهميش مفهوم المقاومة تحت مظلة الإرهاب . وهنا تذكرت المرحوم ( أبو كاطع ) المعروف بصراحته فهم بأمس الحاجه لها ليصارحهم بما هم إليه سائرون .

 

وبعد كل هذا أقترح عليهم ضمن هذا الجري السريع وراء السراب ليرفعوا هدفهم بطريقة جديدة ( وطن محتل و شعب مهدد ) وليحدثوا مـفاهيم الديالكتيك والبروليتاريا الشهيرة في فكرهم الى( الديالأمريك والبروليطانيا ) لتعني الولاء المطلق للقطب الموحد للنظام العالمي الجديد ، والعودة الى اسم الحزب القديم وباطار جديد ( لجنة مكافحة جدولة الانسحاب ) وخصوصاً بعد أن طرحوا للنقاش مسألة تغيير اسم الحزب بعدة مناسبات وذلك منذ مؤتمرهم الخامس 1993 والذي سمي بمؤتمر ( الديمقراطية والتجديد ) وأثبت الواقع العملي بعد ذلك ان المقصود بتلك التسمية هـو ( التجذيف نحو الأمريكان وديمقراطية الانكليز بعيدا عن الثوابت والمبادئ ) .                  

 

                      (( وجيب ليل    و   خذ عتابة ))    ! ! !

* الموضوع كتب في اذار 2006 ولم يحالفه الحظ في النشر وقتها .

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا