<%@ Language=JavaScript %> خالد حسين سلطان الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي / 3

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي

 

3

 

 

خالد حسين سلطان

 

 

حاول جاسم الحلوائي الاساءة للكثير من رفاقه بالحزب بسبب حقده الشخصي لموقف ما أو من باب الخبث السياسي لقادة في الحزب لم يتمكن الحلوائي من الوصول الى مكانتهم الفكرية والسياسية او الكتابية او لشعبيتهم في الوسط والقاعدة الحزبية بعد ان اشتهر هو بالحزب بلقب المجنون على اثر حالة الجنون التي تعرض لها خلال ارهاصات انشقاق القيادة المركزية 1967، لذلك حاول افراغ هذا الحقد والخبث في مذكراته وسوف نستعرض بعضا من تلك المحطات ليطلع الانتهازيون والطبالون والمزمرون علهم يعرفون مدى تملقهم او قراءتهم السطحية للمذكرات .

الحلوائي وعزيز محمد

اختير الحلوائي عضوا مرشحا للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ولأول مرة في اجتماع اب 1964،  وهو نفس الاجتماع الذي اختير فيه عزيز محمد سكرتيرا للجنة المركزية للحزب، والذي جاء بعد احداث 8 شباط السوداء والدامية والتي فقد الحزب فيها عناصر قيادية اساسية ومهمة وصاحبة خبرة سياسية وتنظيمية لا تعوض بسهولة وعلى رأسهم الشهيد الخالد سلام عادل، بالإضافة الى حالة التسقيط والانهيارات وكذلك التفكك والتشظي والتخفي التي اصابت ما تبقى من تنظيمات الشيوعيين في الداخل ممن تمكنوا من الافلات من قبضة البعث والحرس القومي، وبالتالي لم يكن من السهل اختيار عناصر قيادية جديدة تعويضا للنقص الذي حصل إلا من الرفاق والكوادر الذين كانوا في خارج العراق عند حدوث كارثة 8 شباط، ومن هذا الباب وتماشيا مع المثل الشعبي العراقي ( من قلة الخيل شدو ... ) جاء اختيار الحلوائي كعضو مرشح للجنة المركزية في ذلك الاجتماع لأنه كان في خارج العراق خلال احداث 8 شباط، وقد تمسك الحلوائي بمركزه الحزبي هذا باعتباره فرصة قد لا يمكن تكرار ظروفها ثانية وخصوصا وهو صاحب عاهات مستديمة ومتوارثة ( الجنون والطرش ) ، ودعما لهذا التمسك قرر الحلوائي رفع شعار الولاء المطلق لسكرتير الحزب والتقرب والتزلف له في مراحل لاحقة وبعد عودة عزيز محمد للعراق، وقد احسن عزيز محمد استغلال وضع الحلوائي هذا ليجعل منه عينا له على رفاقه في القيادة وخصوصا وعزيز يعاني من احساس عدم كفاءته لمنصب السكرتير قياسا الى بقية القادة المحيطين به وبكل المقاييس باستثناء امكانياته التوافيقية والتملص من ابداء موقف او رأي في قضية ما الا بعد الاستماع للآخرين وكذلك تظاهره بالتواضع والخجل، وهكذا تحول الحلوائي الى تابع ذيلي وذليل لعزيز محمد. وبعد مرور الكثير من المياه ووصولا الى المؤتمر الرابع ( سيء الصيت ) تشرين الثاني 1985 والذي قال فيه عزيز محمد قولته الشهيرة : ( اجتمعنا ليلغي نصفنا النصف الآخر ) ليدفع بخيرة القادة والمناضلين والكوادر الى خارج الحزب بعملية دقيقة ومنظمة ومحسوبة بخبث ومكر سياسي واخلاقي بعيدا عن اي ضوابط متعارف عليها حزبيا وتنظيميا ومبدئيا وخلافا لأي نظام داخلي، وتفاجأ الحلوائي لكونه من ضمن من شملهم الاقصاء رغم كل ما قدم من خدمات شخصية، وذلك لانتفاء الحاجة الى خدماته بعد ان تخلص عزيز وبطانته من كل الخصوم حزبيا وشخصيا وبالتالي فهو لا يحتاج الى خدمات شخص مجنون واطرش في قمة الهرم القيادي، وقد حاول الحلوائي تبرير ابعاده بمبررات تافهة بعيدة عن الواقع حفاظا على ماء وجهه ان تبقى شيء من ذلك الماء، لذلك كتب في مذكراته ص 246 ـ 247 :

 [ خروجي من اللجنة المركزية

 لم أتمكن من حضور المؤتمر الوطني الرابع للحزب الذي انعقد في تشرين الثاني 1985، فقد كنت في دور النقاهة الذي يتطلب، حسب توصيات الطبيب، أن لا أمشي بدون مرافق، ويجب أن أرتاح إذا ما مشيت كيلو مترا واحدا، في حين كان الوصول الى مكان المؤتمر في كردستان يتطلب بضع ساعات مشيا على الأقدام في طرق جبلي .

كان اسمي في قائمة المرشحين للجنة المركزية " أبو سمير " ولم يعرفني بهذا الاسم، الذي أستخدمه في ايران فقط، سوى عدد محدود من المؤتمرين ولم انتخب للجنة المركزية. لا استبعد بأن ترشيحي بهذا الاسم كان له دور سلبي في عدم انتخابي ... ] وتطرق الحلوائي الى حادثة لم يتطرق اليها احدا غيره في محاولة للإساءة  لعزيز محمد، وهي تخص شقيق زوجته السيد ( سعيد ابراهيم رشيد ) والذي اعتقل في هجمة البعث على الحزب في ربيع 1970 ويبدوا انه لم يتمكن من الصمود، وبعد اطلاق سراحه ابعد الى كردستان ليتولى الحلوائي التحقيق مع المعتقلين ممن لم يتمكنوا من الصمود او لديهم مواقف ضعف او مؤشرات سلبية حول طريقة اعتقالهم واطلاق سراحهم ومنهم نسيب عزيز محمد فكتب في ص 131 ـ 132 : [ كان اللاجئون الى كردستان من المنطقة العربية قسمين، الأول : رفاق مرسلون من قبل الحزب للصيانة والثاني، معتقلون وأطلق سراحهم لتأييدهم الاعترافات أو لاعترافهم جزئيا، ويخشون اعتقالهم مرة أخرى. وكان من واجبي التحقيق مع القسم الثاني لمعرفة حقيقة وضعهم قبل تنسيبهم الى احدى القواعد ولتجنب الاندساس ...

كنت أحقق مع الرفاق ونحن نتمشى في الهواء الطلق على سفح الجبل. وكان أحد هؤلاء الذين حققت معهم هو الرفيق سعيد ابراهيم رشيد الكادر العمالي والعضو المرشح للجنة منطقة بغداد ونسيب الرفيق عزيز محمد ( شقيق زوجته ) ... ] .

الحلوائي وكاظم حبيب

هم ابناء مدينة واحدة، كربلاء المقدسة، وبأعمار متقاربة وانضموا للحزب الشيوعي العرافي في نفس الفترة تقريبا لذلك نشأت بينهم علاقة صداقة ورفقة متينة على مدى أكثر من نصف قرن تخللتها الكثير من المواقف الحرجة والصعبة وكثيرا ما جمعتهم معتقلات مشتركة وحتى جامعات يدوية ( كلبجات ) مشتركة ومع هذا لم ينجوا كاظم حبيب من الخبث السياسي للحلوائي. تطرق الحلوائي وبشكل عرضي وعلى طريقة تقديم السم بملعقة من ذهب الى محطة من الحياة الحزبية لكاظم حبيب لم يتطرق لها احد قبله وقليل عدد الذين يعرفون تلك المحطة حتى على مستوى القادة، وهي مسألة المحاضرات التي ألقاها حبيب على مجموعة من ضباط ورؤساء شعب واقسام في مديرية الامن العامة خلال فترة العمل الجبهوي مع البعث، في وقت كان رفاقه الشيوعيين يعذبون بقسوة تحت سياط منتسبي دائرة الأمن العامة، وهي بالتأكيد ومهما كانت المبررات تشكل مثلبة او حتى سقطة في تاريخ كاظم حبيب، واليكم ما كتبه الحلوائي حول ذلك في حديث عرضي له مع احد الرفاق من اصحاب المواقف الضعيفة عند اعتقاله في فترة 78 ـ 79 في ص 171 من مذكراته :

 [ * في مقر الجريدة بالتأكيد، ولكن قبل أم بعد العفو العام، هذا ما لا أتذكره، لا حظت أحد الرفاق من كوادر الحزب يروي لعدد من الرفاق المسؤولين في أحد مكاتب الجريدة حكاية والآخرون يصغون له باهتمام. شاهدت ذلك وأنا مار من أمام باب المكتب المذكور، فسلمت عليهم. كان المفترض في هذه الحالة أن يدعوني الراوي للجلوس لسماع الحكاية، إلا شيئا من هذا القبيل لم يحصل. فتوجست خيفة. عندما خرج الرفاق عرفت بان الكادر المذكور كان قد أستدعى للأمن العام. ولأن من واجبي أن أعرف مواقف الرفاق، دخلت على الرفيق وقلت له: " يفداك من راعك ". فروى لي قصة استدعائه من قبل الجلادين في الأمن ... وكيف انه قال لهم " إنني رجل علم وهاي رگبتي مثل الشعرة گدامكم إذا جنت أكذب عليكم. وحني كتفه ومد عنقه إلى الأمام ممثلا الحركة التي قام بها في الأمن. وإنهم طلبوا منه أن يكتب لهم بحوثا في مجال اختصاصه يحتاجونها. فوقع لهم تعهدا بذلك. بعد أن أنهى كلامه قلت له :

" رفيقي العزيز أبو ... كيف تبيح لنفسك وأنت رجل علم ورفيق متقدم في الحزب الشيوعي العراقي ولديك تجربة كبيرة في المعتقلات والسجون أن تتحدث بهذا الأسلوب أمام الجلادين؟ لماذا تحني رقبتك أمامهم ؟ من الذي قال لك بأننا يجب أن نقول الصدق أمام هؤلاء ؟ وكيف توقع تعهدا للأمن بمساعدتهم حتى ولو كان ذلك في مجال اختصاصك ؟ "

ـ ولكن ألم يلق الرفيق د. كاظم حبيب محاضرات في الأمن في ميدان اختصاصه  ؟

ـ صحيح، لقد جرى ذلك، ولكن بموافقة المكتب السياسي، وفي ظروف أخرى غير هذه الظروف، التي حطموا لنا فيها جميع تنظيمات الحزب. وتعهدك سيكون الخطوة الأولى، ولن يتركوك وفي آخر المطاف سيطلبون منك تنفيذ كل ما يرغبون ... ] وقد خلق هذا العرض ارباكا لكاظم حبيب مما اضطره وبعد تردد للكتابة عن الموضوع وبالتفصيل الممل وبمقال مطول وبعنوان ( حول المحاضرات التي ألقيتها في دورة تثقيفية لأجهزة الأمن العراقية )  وبعدد من مواقع النت، وهذا رابط لأحد تلك المواقع :  (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=160422 )

ختاما اتمنى ان لا يحسب ما كتب اعلاه كدفاع عن عزيز محمد وكاظم حبيب، وانما عرض لأحداث بقدر تعلقها بعنوان الموضوع، وعلى كل حال فهم ليس بحاجة الى اي دفاع في زمن العهر السياسي والأخلاقي والسقوط في المستنقع الأنكلوأمريكي، بعد أن تحولوا الى عرَابين للقضية الكردية بقضها وقضيضها والثمن مقبوض مقدما كوزراء متقاعدين في حكومة اقليم كردستان على حساب دماء رفاقهم الذين سقطوا في بشت آشان 1983 وقوت الكادحين من فقراء شعبنا الكردي .

بغداد

 20 / 11 / 2013                             

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا