<%@ Language=JavaScript %>  جمال محمد تقي يصلون العراق بماء النار ويصلون عليه !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

يصلون العراق بماء النار ويصلون عليه !

 

 

جمال محمد تقي

 

لا يمر يوما على العراق باقل من 10 قتلى وعشرات الجرحى والمعوقين ، لا يمر باقل من رتل من السيارات المفخخة ، وباقل من 50 عملية تهجير متقابلة ، لا يمر باقل من 50 مليون دولار من المسروقات المنقولة وغير المنقولة ، لا يمر يوم باقل من عشرات الولادات المشوهة والمعوقة والمسرطنة ، لا يمر يوم من دون اعدامات ومن دون اعتقالات ومن دون انتزاع لاعترافات ملفقة ، لا يمر يوم من دون ان تعطي الطغمة الحاكمة درسا جديدا يقول لكل عراقي بانه اولا واخيرا اما شيعي او سني او كردي ، وعليه فهي تدفعه دفعا نحو التباغض !

معدلات التفجير والتفخيخ والقتل بكواتم الصوت والاعدامات وتسعير حمية الثارات ، والخطف والاعتقال والتعذيب ، والتجويع والفساد والتمييز والتمزيق ، ارتفعت الى عنان سماء العراق مع ارتفاع وتيرة الانخراط الشامل لاصحاب السلطة في المشروع الطائفي المعد للمنطقة باشملها منذ احتلال العراق !

بالامس عندما كانت فضائح القصف باليورانيوم المنضب والفسفور الابيض ، واجتثاث العقيدة الوطنية من اطلال الدولة العراقية التي اقام عليها المحتلون كيانا مسخا وبتذكرة لا تصل براكبها الا الى طريق التقسيم المتتالي الابعاد ، كنا نقول انه المحتل وهذه افاعيله المبرهنة بسجن ابوغريب ومذابح حديثة وساحة النسور وغيرها ، واليوم ماذا سنقول عندما تجري الامور على نحو متمم لما شرعنه ذلك المحتل وباكثر شراسة واستماتة وبنفس اطول يتقمص الاسم العراقي ليس لتكريسه وانما لتكسيره ؟

ماذا نقول وقد جعلوا من كل العراق كربلاء ؟ ماذا نقول وهم يعيدون قتل الحسين مع كل قطرة دم مزهوقة باسمه ؟

لم يكن السيد ابراهيم الجعفري ، وهو احد اقطاب التحالف الشيعي الحاكم في العراق ، مخطئا عندما قال اثناء توقيع ممثلي الرئاسات الثلاث والكتل السياسية المؤثرة في العملية السياسية القائمة ، على اتفاقية ، وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي ، ان جميع المشتركين في العملية السياسية مسؤولين عما يجري في العراق ، وبأنهم جميعا يتحملون وزر تحول الفساد الى ثقافة سائدة ، وايضا لم يكن تساؤل السيد اياد السامرائي وهو الرئيس الحالي للحزب الاسلامي العراقي  ، في غير محله ، عندما قال في كلمته امام المؤتمرين ، الى متى نبقى نبادر ونوقع على الاتفاقات ومواثيق الشرف ومن دون نتيجة تذكر ؟

نعم ليس المالكي وحزبه وحدهما المسؤولين عما جرى ويجري في العراق من جحيم نوعي وكمي ومن انحدار فوضوي نحو هاوية الخراب والقتل الجماعي واللصوصية والتشظي ، والتي ارتسمت صورته في ذهن المحتلين مبكرا ، حتى وجدوا الفرصة السانحة لترجمته على ارض الواقع ،  فليس المالكي وحده من اندمج بالمشروع الشيطاني الذي توافقت عليه امريكا وايران واسرائيل ، لاسقاط الدولة العراقية واستبدالها بنظام كارتوني قابل للقسمة على نفسه وبمتواليات متوالدة حاضنتها التهتك الافقي والعمودي للهوية الوطنية ولحساب هويات بدائية ، العشائرية والطائفية والاثنية والمناطقية ، كل التكتلات والشخصيات والاحزاب المندمجة بالمشروع اياه مسؤولة عما جرى ويجري ، كتلة اياد علاوي مسؤولة ايضا ، وكذا الحال بالنسبة لكتلة البرزاني والطالباني ، وكتلة الحكيم ، وكتلة الحزب الاسلامي ، حتى ذيل القائمة المختومة بختم الحزب الشيوعي العراقي ، فهو الاخر هرول للمشروع الاحتلالي كمضلة يحتمي بها من الانقراض ، بل وحتى الذين اندمجوا بالمشروع متاخرا ، يتحملون قسطا وافرا من المسؤولية ، اي حتى التيار الصدري وجماعة المطلك والنجيفي وكل من ركب قطار العملية السياسية لاحقا ، قطار السكة الواحدة والتذكرة الواحدة التي لا تقطع الا ويقطع معها حلم العودة الى حضن الوطنية العراقية الجامعة !

لكن من يتحمل المسؤولية الاولى من بين كل هؤلاء هو من يتربع على المقعد الاول في السلطة المتنفذة ، والمالكي وحزبه وتحالفه الطائفي يتحملون المسؤولية الاولى الى جانب كتلة البرزاني والطالباني ، خاصة وان هناك فسحة ممكنة لتحجيم متواليات الجحيم الدائر ، من خلال الحد من نزعة عسكرة المجتمع ، والانفكاك المتدرج من اسر النفوذين الايراني والامريكي ، والكف عن التهييج الطائفي والاثني ، وتفعيل دور السلطات المفترض استقلالها بحسب الدستور ساري المفعول كالسلطة القضائية ومؤسسات النزاهة والاعلام ومفوضية الانتخابات والبنك المركزي .

القول بان ما يجري في سوريا هو الباعث على الانحدار الشامل للاوضاع في العراق هو مغالطة سياسية غرضها براءة ذمة قائلها ، لان الوضع العراقي منحدر اصلا ، صحيح ان مايجري في سوريا يزيد من مخاوف ايران واتباعها في العراق وبالتالي يجعلهم يحتاطون ويتدخلون ويستبقون الاحداث باحداث مضادة وبنفس طائفي يزيد الطين بلة لما يرافقه من ردود فعل مضادة ، لكن الانحدار اعمق ، فالكل يعرف بان لكل دورة انتخابية في العراق دورة دموية اضافية تصب في ساقية المتنافسين وتتعاكس مع اتجاهات بعضهم لبعض ، وتلك الدوامة على الابواب ، فلا يفصلنا عن الانتخابات التي يريدها المالكي نصرا ساحقا له ويريدها منافسوه مناسبة مؤاتية لازاحته الا اشهرا معدودة ، وهم منشغلون بالتناحر على تفاصيلها التي يريدوها منسجمة مع مقاساتهم ، قانون الانتخابات مسير لمصلحة الكتل المتنفذة وهو مايزال يخضع للتداول ، اما قانون الاحزاب فقد اجل لما بعد الانتخابات ، وكل كتلة تريد مكاسبا لها من اي توافق اضطراري ، الفشل في عملية المصالحات السياسية مع القوى الرافضة للعملية السياسية مطبق قبل الازمة السورية وبعدها ، وقد حلت محلها المصالحات بين القوى الداخلة في العملية السياسية وحتى هذه الاخيرة غير حقيقية كما في حالة مبادرة نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، ميثاق الشرف ، ومثلها تفاهمات البرزاني والمالكي والتي لم تكن سوى تأجيل متبادل للمواجهات المحتمة !

اعلن البرزاني مؤخرا بان الوضع العراقي معقد جدا ومشاكله لا تنتهي والحرب الاهلية مازالت احتمالا قائما ، وهو من جانبه يجد ان مصلحة الاكراد تكمن بالمكاسب التي سيحققوها من الصراعات القائمة ولا مصلحة لهم بالانخراط بها الا اذا كانت اطراف تلك الصراعات تريد  النيل من مكاسبهم المحققة !

المالكي يتوعد بتصعيد عمليات ، ثأر الشهداء ، ولا يريد الاعتراف بالفشل ، وهو يجاهر برفع وتيرة تنفيذ احكام الاعدام الصادرة اعتباطا ومن جهاز قضائي غير مؤهل  بحق المتهمين بالارهاب وتوابعه وهذا التقييم بحسب منظمات حقوق الانسان الدولية ومنظمة العفو الدولية ، حمامات الدم تتواصل باسم القانون تارة وباسم الطائفة تارة اخرى مثلما تتواصل باقنعة الاجرام المنظم بكواتم الصوت والمفخخات  والاحزمة الناسفة من جهات ارهابية فعلا او مخابراتية او ميليشياوية مدفوعة الثمن !

يقول عزت الشابندر وهو احد المقربين من المالكي ان سبب تزايد التفجيرات في بغداد يعود لتحول مناطق حزام بغداد الى عدو للدولة وذلك لانها تزج بالمئات من ابنائها في السجون ، وفي حديث اخر له يقول ان اعتقال امام جامع ابي حنيفة الشيخ عبد الستار عبد الجبار واحد مساعديه لمجرد كسر شوكتهما ومن ثم تدخل النجيفي والمطلك لاطلاق سراحهما هو مؤشر اخر على هشاشة ورعونة وطائفية الحالة العامة في العراق وتحديدا في بغداد والمناطق المختلطة طائفيا ، وقد لمح الشابندر بان عمليات التهجير الطائفي التي تقوم بها جماعات مسلحة موالية لايران في مناطق البصرة والناصرية كما حصل مع عشائر السعدون هو مؤشر خطير على عجز الدولة لتكون راعية لجميع سكانها !

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا