<%@ Language=JavaScript %>  جمال محمد تقي رئيس كردستان العراق باق بالانتخابات او بغيرها !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

رئيس كردستان العراق باق بالانتخابات او بغيرها !

 

 

 

جمال محمد تقي

 

كل المؤشرات تؤكد سعي البرزاني وحزبه للهيمنة على مقاليد الحكم في الاقليم المندفع باتجاه الاستقلال الكامل عن الدولة العراقية ، من قبل وبعد الانتخابات الاخيرة التي عكست حجم الابتزاز الصارخ لكل ادوات السلطة والثروة التي يحتكم عليها ، وكلها تعيد التذكير بفلسفته ذات المنطوق التسلطي ، والقائلة بأن قيام اي كيان كردي في العراق من دون قيادة برزانية ، سيحاربه البرزانيون حتى يتمكنوا من حكمه ، الان نجح البرزاني وحزبه بالاستحواذ على اكبر نسبة من اصوات المقترعين في الاقليم ، وبالتالي قطع اكثر من نصف الطريق باتجاه احتكار السلطة ، وان كانت بالانتخابات!

فقد حزب الطالباني مؤهلات الندية مع البرزاني وحزبه ، وعليه لم تعد المناصفة بالحكم مقبولة من جهة حزب البرزاني ، فالرئيس جلال الطالباني وحزبه ، بحالة غيبوبة وانحسار امام صعود نجم معارضه الممثل بحركة ، كوران ، التغيير والتي يقودها ، نوشيروان مصطفى ، وهو احد ابرز القادة المنشقين عن الطالباني ، حيث حقق في الانتخابات الاخيرة تفوقا يؤهله ليكون الحزب الثاني بالترتيب البرلماني بعد حزب البرزاني ، وهذا يعني ان البرزاني سينجح بتجديد تحالفه مع الطالباني وحزبه المريض ولكن بشروطه هو وبالتالي بقيادة شبه مطلقة منه . 

قال صفاء الموسوي الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، ان انتخابات اقليم كردستان بنسخة  21 / 9 / 2013  ستكون نموذجية ومتميزة عن سابقاتها في كل العراق ، كنتيجة للتنقيحات والتحسينات التي اجرتها المفوضية على عملها واستعدادها المبكر وايضا كنتيجة لادخال جهاز الترقيم الالكتروني على عمل مراكزها الانتخابية في الاقليم والتي بلغت 1245 مركزا ، بحيث يكون لكل صوت انتخابي منجز رقم الكتروني مقرون بوقت التصويت ، منعا لاي تزوير ومعالجة لاي اخطاء محتملة في العد والفرز .

كلام السيد صفاء الموسوي يمكن ان يكون صحيحا جملة وتفصيلا اذا اعتبرت الجوانب الفنية الخاصة بعملية وصول الصوت وتسجيله ثم طريقة حسابه منفصلة تماما عن العوامل السياسية والاقتصادية والفكرية والنفسية والقانونية كبيئة حاضنة للمؤثرات التي توجه الصوت نحو هذا المرشح او ذاك وبارادة حرة او مسلوبة ، لان عمل المفوضية غير معني بالبنية التحتية الواجب توفرها في اي انتخابات نموذجية في ديمقراطيتها ، وانما عملها مقتصر على التعامل مع معطيات البنية الفوقية التي تقتصر في حالة المفوضية على تأمين وصول الصوت وفرزه وحسابه ومن ثم اعلانه ، وحتى لو حاولت المفوضية وببراءة مهنية من جعل عملها ذاعمق مؤسسي ديمقراطي ، وحاث باستشعاراته ومتطلباته القضاء والنزاهة واجهزة الدولة الاخرى ، وليس مجرد جهاز لتحصيل الحاصل في حساب الاصوات المدفوعة باتجاه مراكزها ، فانها ستنسف نفسها بنفسها ، لان اختيار اعضائها وطريقة اتخاذها للقرارات مبني على اسس غير ديمقراطية ، لانها ذاتها ليست خارج دائرة نظام المحاصصة الفئوية السائدة في البنية التحتية للسلطة القائمة ، فتشكيلتها لا تخرج عن السياق الطائفي والاثني السائد بين القوى المتحكمة اصلا بالعملية السياسية برمتها بما فيها العملية الانتخابية ، ثم ان وصف المفوضية بالمستقلة عن الجهاز التنفيذي للسلطة الحاكمة ، استغباء مكشوف لتضليل الناس ويراد به ايهامهم بوجود فصل للسلطات وبالتالي بشرعية ومشروعية النتائج المعلنة ، ولنا هنا في قرار نوري المالكي بحبس فرج الحيدري رئيس المفوضية السابق خير دليل على تدخل الجهات التنفيذية الحاكمة في عمل هذه المفوضية ، كتدخلها الساري بباقي الاجهزة ذات الاستقلال الشكلي مثل هيئة الاعلام والنزاهة والبنك المركزي والقضاء !

كان الحكم يسيرفي اقليم كردستان على قاعدة ، الففتي ففتي ، بين الحزبين الرئيسيين فيها ، الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود برزاني ، وحزب الاتحاد الوطني بقيادة جلال طالباني ، حيث تقاسما السلطة مناصفة ، مع احتفاظ كل منهما باجهزته الخاصة لادارة المناطق الخاضعة له اصلا فبقيت دهوك ومركز اربيل تحت هيمنة البرزاني وعشيرته ، ومحافظة السليمانية واطراف من اربيل تحت هيمنة الطالباني واتباعه ، ولم تتوحد حتى الان قواتهما الامنية والعسكرية ، وباحسن الحالات كانت هناك ادارة مشتركة للمؤسسات العامة ، اما الموارد المالية المستحدثة فبقيت مقسمة ، يديرها كل حزب على طريقته وبمنافع لا تعود الا لمصلحة العوائل الطفيلية المتحكمة السلطة والثروة ، مما جعل قيادات الحزبين تنغمسان بالاعمال المالية وهم الان من اكبر رجالات السلطة والمال في الاقليم والعراق ، فقط حصت الاقليم من الميزانية الاتحادية تخضع للادارة العامة من قبل الحزبين والممثلة بحكومة الاقليم في اربيل ، التي يتناوب على رئاستها كلاهما والتي تطلع البرلمان على مجالات صرفها

لقد فتحت الابواب على مصراعيها امام الاستثمارات الداخلية والخارجية في الاقليم خاصة بعد احتلال العراق وصارت مجالات النفط والسياحة والعقارات والمواصالات والاتصالات ، خاصة شركات المحمول ، من اهم نوافذ الاستثمار المحببة لدى القائمين على الامر لما لريع عمولاتها وصفقاتها ورسوم حمايتها من اثر عظيم في تغول ممتلكاتهم التي تجاوزت الارقام الفلكية والتي تشبعت بها بنوك سويسرا والمانيا وامريكا  .

جرت في الاقليم ثلاث انتخابات برلمانية ، اعوام 92 ، 2005 ، 2009 ، كان الحزبين خلالها يدخلان الانتخابات بقوائم مشتركة على قاعدة المناصفة والمناوبة دون غالب ومغلوب ، وقد جرى مناصفة حتى المناصب الاتحادية المخصصة لممثلي الاقليم ، وكان التوافق شاملا ايضا للقوائم الخاصة بانتخابات البرلمان الاتحادي في بغداد ، واصبحت كتلة الحزبين في بغداد احد عوامل الهيمنة والمنفعة المتبدالة للحزبين بين بغداد والاقليم ، ففي الوقت الذي اصبح فيه الطالباني رئيسا لجمهورية العراق صار البرزاني رئيسا لاقليم كردستان وبصلاحيات متميزة سطرها في مسودة الدستور الكردستاني الذي باركه الطالباني ، مادام الاول متفق استراتيجيا معه على قطع الطريق امام اي قوى اخرى تريد تغيير خارطة التقاسم هذه مما يعني دعما من البرزاني للطالباني وجماعته بالضد من جماعة نو شيروان مصطفى قائد حركة التغيير في السليمانية ودعم جماعة الطالباني للبرزاني بوجه الاسلاميين وهكذا !

اي نموذج انتخابي هذا الذي يجري في ظل غياب قانون ديمقراطي للاحزاب ، وفي ظل غياب متعمد لدستور ديمقراطي يمثل ارادة الشعب؟ فمسعود برزاني رئيس الاقليم وبصلاحيات تجعله ملكا وهو الرئيس وهو القائد العام للقوات المسلحة وابنه سرور رئيس جهاز المخابرات والامن الخاص ، وابن اخيه نيشرفان رئيس مزمن لوزراء الاقليم بالمناوبة ، وخاله هوشيار زيباري وزير خارجية العراق ، وبنفس الروح والكيفية نجد عائلة طالباني وحاشيتها تكوش على الكثير من مفاصل حزب الرئيس حزب السلطة والثروة في السليمانية ، والاسماء عديدة منها قباد طالباني ابن الرئيس ، وهيرو ابراهيم زوجة الرئيس ، اي نموذج انتخابي في ظل سياسة شراء الذمام والافساد واحتكار الاعلام وملاحقة اصحاب الاراء المغايرة وكتم اصوات المناوئين بالترهيب والترغيب ؟

سينتج عن الانتخابات الاخيرة ولاول مرة منذ عام 92 تغير في معادلة الففتي فففتي باتجاه معادلة جديدة اخذت ملامحها تتشكل ولم تكتمل بعد ، فحزب الرئيس طالباني بورطة لا يحسد عليها ، بسبب من تعاظم شأن حركة التغيير ، كوران ، التي افسدت عليه تفرده بالساحة السورانية ، وبسبب شيخوخة الرئيس وغيابه عن الساحة وبسبب تمدد حزب البرزاني على حسابه نتيجة استثماره الامثل لاجهزة سلطة الاقليم بعملية التمدد تلك ، الان حزب البرزاني بقائمة انتخابية منفردة ، ويتوقع لها الحصول على 40 مقعدا من اصل 111 مقعد يتكون منها برلمان كردستان ، اما حزب الطالباني فهو قد لا يصل الى 20 مقعدا اي نصف مقاعد البرزاني ، لان حركة التغيير المنافسة له في عقر داره قد تنتزع الرقم 30 من المقاعد السورانية التي لا تساير المقاعد البهدينية بسهولة الطالباني ورهطه ، وهناك طرف رابع قد يقصم ظهر المعادلة القائمة ويعيد تشكيلها وايضا على حساب حزب الطالباني ونفوذه ، انها الاحزاب الاسلامية الثلاثة والتي اذا تحالفت برلمانيا قد تشكل ثقلا لا يقل عن 14 مقعدا .

تؤشر نسبة المشاركة بانتخابات برلمان اقليم كردستان الاخيرة وبحسب المفوضية على ارتفاع ملحوظ يعكس شدة التصارع السياسي على السلطة بين القوى المتنفذة والقوى المنافسة ، ودفعها وبكل الوسائل المتاحة للجمهور من اجل التصويت لها ، فنسبة الاقتراع بالانتخاب العام كانت 74 بالمئة وفي الاقتراع الخاص كانت 93 بالمئة ، ومن الواضح ان مشاركة اكثر من 150 الف ناخب في الاقتراع الخاص واغلبهم من قوات الامن والجيش هو تأكيد على ولاء هذه الفئة لقادتهم العسكريين والحزبيين اي الى حزبي البرزاني والطالباني ، اما اكثرية ناخبي دهوك البالغ عددهم 615 الف ناخب ، واكثرية ناخبي اربيل البالغ عددهم 991 الف ناخب فانهم سيصوتون للبرزاني بحكم الهيمنة المناطقية والعشائرية ، واما السليمانية صاحبة اكبر عدد من المصوتين ، مليون و195 الف ناخب ، فان الاكثرية منهم ستصوت لحركة التغيير والاحزاب الاسلامية ، والاقلية ستصوت لحزب الطالباني.

البرزاني سيعزز مكاسبه على حساب شريكه القديم لكنه سيصطدم بجدار جديد لا مفر من المجابهة معه ، وفي كل الاحوال فان البرزاني لن يمنح الفرصة لانتزاع السلطة منه حتى لو اضطر الى تفصيل انتخابات جديدة تكون على مقاساته وبلا مشارك او منازع ، طبعا لا يجري هذا الا بعد ان يجرب كل وسائل الترويض والاحتواء والاستدراج !

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا