<%@ Language=JavaScript %>  جمال محمد تقي اقتحام المنطقة الخضراء بين التوقع والاشاعة !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

اقتحام المنطقة الخضراء بين التوقع والاشاعة !

 

 

 

جمال محمد تقي

 

حالة الطواريء سارية المفعول من دون ان تعلن ، منذ ان اعلنت السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء تعزيز اجراءاتها الاحترازية تحسبا لاي هجوم محتمل ، والمالكي تحوط بتوكيل ابنه ونسيبه مهمة الاشراف على امن مكتبه وسكنه في المنطقة الخضراء بقوات من النخبة المدربة امريكيا ، قوات سوات ، ووزارة الداخلية مهمومة هذه الايام بمشروع منطاد المراقبة الجوي والاستشعار الالكتروني تحت الارض ، والابراج الحصينة حول المنطقة الخضراء ، لتأمين مداخلها البرية الثلاثة ، لتكون التحصينات متكاملة وعصية على اي مباغتة محتملة ومن الابعاد الاربعة ، النهرية والبرية من فوق وتحت الارض اضافة الى الحماية الجوية التي ستكون معززة ولاول مرة بطيارات امريكية بدون طيار كان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد اشار الى العمل لاول مرة على استخدامها في العراق وتحت اشراف امريكي !

المسؤول الاول عما يجري في العراق من حمام دم وفوضى هدامة ، هو سلطته الفاسدة الفاشلة ، ففسادها المشهود بزواج لا طلاق فيه بين المال العام والحكم العام ، بنيوي وهو من النوع السرطاني المستوطن في جينات العملية السياسية القائمة ذاتها ، والذي لا شفاء منه الا بالاستئصال ، لان من يسرق المال العام هو نفسه من يمارس الحكم العام وبالتالي الارهاب العام ، حيث يدور هذا المال ليصب بطاحونة بقاء سلطته وبكل الاساليب المشروعة وغير المشروعة ، بالترغيب والترهيب ، السلطة هنا لا تعني فقط سلطة مجلس الوزراء او البرلمان او رئاسة الجمهورية او حكومة اقليم كردستان او مجالس المحافظات او احزاب العملية السياسية او ميليشياتها او اجهزتها الامنية والمخابراتية انما هي بمجموعها منظومة سلطوية فاسدة مزورة ميكافيلية وهي معقودة القران على ما هندسه المحتل الامريكي من نظام مهلل وفوضوي لا ياخذ من الديمقراطية الا قشورها الممثلة بصناديق الاقتراع الغير مؤسسة فعليا على قاعدة ديمقراطية حقيقية تكون فيها المواطنة الواحدة هي الاساس الاول وليس المكون الذي يفترض مسبقا التقسيم والتحاصص والتباغض والتقاتل والتخلف ،  فالمكونات هي هويات ثانوية في دولة المواطنة وامتها ، لان ثمن التخندقات القبيلية والاثنية والمذهبية هو الفوضى والتشرذم والتقهقر وبالتالي الاستبداد والارهاب وكل هذه مظاهر ملموسة في الحالة العراقية ، ويكفي هنا ان نشير الى رقم فلكي لمجموع ثروة السياسيين المتنفذين في حكم العراق والذي اعلنت عنه لجنة مناقشة اوضاع العراق في الكونغرس الامريكي ، 700 مليار دولار ، يستطيع هؤلاء السياسيين بهذه الاموال المنهوبة تكوين جيوش وميليشيات ومحطات فضائية وصحف وشراء ذمم وتجنيد مرتزقة للحفاظ على نفوذهم ، ناهيك عن حصول البعض منهم على دعم خارجي مالي وعيني وعملياتي من دول متدخلة بالشأن العراقي كايران ودول الخليج وتركيا واسرائيل ، وكل هذا في سياق التنافس على حصة الاسد من السلطة واضعاف المنافسين !

في بغداد وقع 350  شخص بين قتيل وجريح خلال ايام عيد الفطر وحدها وقبلها سقط 3383 شخص بينهم 1057 قتيل و2326 جريح خلال شهر تموز وذلك في عموم انحاء العراق والاحصائية تشمل بغداد ايضا ، لم تحرك هذه الارقام المرعبة حمية مختار العصر ، القائد العام للقوات المسلحة ، ولا القادة الامنيين ولا ازلام المنطقة الخضراء ، ولكن عندما اغلقت السفارة الامريكية ابوابها في المنطقة الخضراء كاجراء احترازي ، ارتعب المالكي ومن معه وحزم البعض ممن في حماية الامريكان حقائبه وراح المالكي يتوعد كعادته بخطط امنية جديدة لا تهادن فيها ، فاخرج قواته من جحورها لتزيد من عذابات البغداديين عذابا تحت يافطة الثأر لشهداء العمليات الارهابية ، فهذه القوات التي تجاوز عددها مئات الالوف لا تحسن سوى التنغيص على اهالي المناطق الساخنة في الاعظمية والدورة وابوغريب ومحيط بغداد ومن دون جدوى امنية لان من يحاصر ويلقى القبض عليه ليس بهو الفاعل الحقيقي ، حيث تجري اغلب الاعتقالات والمداهمات على اسس طائفية وكيدية ، وما حصل قبل ذلك من عمليات اقتحامية لسجني ابو غريب والتاجي واطلاق سراح المئات من السجناء فيهما ، دليل اخر على الفشل المطبق للسلطة الطائفية في توفير الحد الادنى من الامن حتى للسجون التي تضم محكومين خطرين كما يدعي مكتب القائد العام للقوات المسلحة ، والا بماذا نفسر عدم اعتقال المدعو واثق البطاط صاحب ميليشيا جيش المختار والذي خرج على الفضائيات متوعدا طائفة بعينها بالقتل والتشريد بالرغم من صدور امر علني بالقبض عليه؟

من يفجر التركمان في طوز خرماتو هل هي القاعدة والبعث ام مليشيا الاسايش الكردية ؟ من يفجر في البصرة والناصرية ، القاعدة والبعث ام قاعدة ايران ؟ من يغتال ويفخخ في الرمادي والفلوجة القاعدة والبعث ، ام صحوات المالكي والصحوات الخارجة عليه ، من يقتل نشطاء عرب كركوك القاعدة والبعث ام مخابرات الحزبين الكرديين ؟ تنوع الاسئلة يحتم تنوع الاجابات ، التي لابد لها ان تؤشر على المستفيدين مما يجري من غير القاعدة والبعث؟

ان اعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجيرات الاخيرة لا يعفي مكونات السلطة من الارهاب الذي يستبيح دماء العراقيين ، وتهديدات المالكي الاخيرة بسحق اي اعتصامات واحتجاجات يمكن ان يقيمها التيار الصدري في بغداد ومناطق الجنوب اضافة الى نهجه المنكل باحتجاجات المناطق الغربية ،هو ارهاب سياسي منظم يضاف الى الارهاب المبطن الذي تمارسه قواته المتوغلة بالفشل والولاءات الطائفية والحزبية والميليشياوية ، والتي اصبح منظر سيطراتها وهي تحمل جهاز كشف المتفجرات الفاسد محط سخرية لدى عموم المواطنين الذين ذاقوا الامرين من تجاوزاتها !

لقد اعترف العديد من اقطاب السلطة بان الفساد المستشري في كل مفاصل السلطة هو الحاضنة الرئيسية للارهاب ، وبما ان السلطة فاسدة شكلا ومضمونا فان السلطة ذاتها الحاضنة الاولى للارهاب وستكون عملية استبدالها بسلطة انتقالية وطنية مهنية قوامها رجال دولة لا رجال طوائف واثنيات هو السبيل الوحيد لانقاذ شعبنا من نزيف الدم والثروة !

المفارقة ان البرزاني يقترح اعانة قوات البيشمركة لقوات الحكومة المركزية في محاربتها للارهاب في بغداد وضواحيها  ، وهو وقواته ذات التسليح الاسرائيلي ومخابراته المدربة اسرائيليا احد اعمدة الفساد وبالتالي الارهاب في العراق ، فهذه القوات كانت عونا للامريكان في حربهم الاولى والثانية على الفلوجة ، وهذه القوات ذاتها احد مصادر الفوضى الامنية فيما يسمى بالمناطق المتنازع عليها وخاصة كركوك وشمالي ديالى وسهل نينوى ، والبيشمركة غير مرتبطة تنظيميا واداريا وتسليحيا بوزارة الدفاع العراقية وقائدها العام هو البرزاني نفسه الذي اعلن مرارا بان اي جندي عراقي سوف لن يدخل اقليم كردستان الا بموافقة البرلمان الكردستاني ، هذا اضافة للعقيدة العسكرية الانفصالية التي تتمتع بها هذه القوات ، وهي تتعامل مع قوات الجيش المركزي على انه ند ومنافس بل وعدو احيانا ، ومع كل ذلك يسعى البرزاني لانتزاع موافقة الحكومة المركزية على استقطاع ميزانية سنوية خاصة بتسليح وتمويل رواتب البيشمركة من ميزانية الدفاع المركزية !

يبدو ان بيانات العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية ، بواد والواقع بواد اخر ، فهو يؤكد على نجاح قواته بوضع خطة محكمة لسد ثغرات حزام بغداد ، مع استمرار قواته بحالة طواريء قصوى ، انذار جيم ، حتى القضاء على الارهاب ، وحتى نزع زمام المبادرة من يده ، وذلك بعمليات استباقية وتحسين نوعي للعمل الاستخباري ، وفي معرض حديثه عن المنجزات اشار الى اتمام العمل بمشروع المناطيد لمراقبة التحركات المشبوهة من الاعلى وكذلك ابراج عالية للمراقبة الارضية لكنه لم يكشف حقيقة دورها المخصص تحديدا لمراقبة التحركات حول المنطقة الخضراء بسبب تزايد المخاوف من عمليات نوعية مباغتة لاقتحامها كما جرى مع سجون ابوغريب والتاجي ، وسيادة العميد قد تهرب من الاجابة على تساؤلات الشارع البغدادي ، عن كيفية مرور السيارات المفخخة من حواجز التفتيش والسيطرات المنتشرة في كل شوارع بغداد ، ولم يكلف نفسه بالحديث عن كيفية تخفيف معاناة البغداديين من المداهمات الكيدية ومن الاعتقالات الطائفية ، ومن عمليات الاذلال التي تمارسها قواته للمواطنين في حزام بغداد ، غاب عن حديث سيادة العميد غياب ثقة المواطن بقواته لانها بلا عقيدة وطنية ، ولانها غير مهنية ولان هم قياداتها الاول هو حماية المسؤولين في المنطقة الخضراء وليست حياة المواطن في بغداد ! 

لا نهاية حقيقية للفوضى الشاملة والارهاب المعمم في العراق ، الا باسقاط العملية السياسية القائمة واستبدالها بعملية سياسية وطنية لا مكان فيها للطائفية والعنصرية والفساد المشرعن وذلك من خلال ثورة شعبية جامعة تؤدي الى مصالحة وطنية حقيقية خالية من الاقصاء والاجتثاث .

لله درك ياشعب العراق ، لله درك يابغداد ، يا مهجة العباد ، يابهجة مجتثة الابعاد ، بغداد لا الشعراء شعراء ، ولا الصور هي الصور ، لله درك يا شعبي المقتول والمسروق والمعذب والمسجون والمفخخ والمقطع ، ان لصبر شعبي حدود وهو لن يستسلم للقعود ، فبمقدار اوجاعه سيوجع القدر الذي ابتلاه بالاراذل امراء حروب الملل والنحل ومماليك الدولة التي لا تعرف القانون ، والذين يريدوه مطواعا لسلطتهم الفاسدة ، عزاؤنا انه كلما عظم الجرح عظم الثأر ، واذا كان اقتحام المنطقة الخضراء هو اليوم توجس افتراضي واشاعة فان اقتحامها سيكون حقيقة واقعة في الغد المنفجر من شدة كل هذه الضغوط !

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا