<%@ Language=JavaScript %> حسن حاتم المذكور مـشـيخـة الـواويـة !!!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

مـشـيخـة الـواويـة !!!

 

 

حسن حاتم المذكور

 

 

بعد فشل انتفاضة الزيرج عام 1952 في جنوب العمارة واستشهاد كثر من اربعة عشر فلاحاً وجرح البعض , تم اعتقال عشرة من قيادييها , كان من بينهم جدي ووالدي حاتم الحاج مذكور , استدعى متصرف العمارة المعتقلين وبحضور الشيخ كاظم الشيخ حبيب ممثلاً عن مرجعية النجف , وبعد موعظتة بأسم المرجعية مكفراً انتفاضتهم ( عصيانهم ) على اولياء امورهم "واطيعوا اللـه والرسول واولياء الأمر منكم ", علق المتصرف " ماذا تقولون برأي مراجعنا العظام ..؟؟؟ " , اجاب والدي : " سعادة المتصرف : ( فـد ) يوم كثرت فيه الواوية وزاد رزقهم وكثرت خلافاتهم حول عدالة توزيع صيدهم , فطرحوا الأمر على ــ حكيمهم ــ .

فكر الحكيم في الأمر ... وبما ان لون الواوية رصاصي ( املـح ) , قرر الحكيم ان يختلف الرئيس ( القائد ) عنهم بلونه , فأستدعي احدهم ـــ اشطرهم واشرسهم ( لوتي ) ـــ وصبغه باللون الأخضر واعلنه رئيساً حاكماً ومرجعية لشؤونهم , غير من مظهره وشرعن له بعض الألقاب التي تليق بمركزه الجديد , اقتنعت الواوية وامنت بقدسية لونه ومظهره والقابه وقيادته ايضاً .

جلس فخامة القائد ( الواوي ) الأخضر على عرشه لتمشية امور الرعية , وضع دستور وسن قوانيين وشريعة واحكام , وفرض ضرائب وبني سجون ومعتقلات ولجان تحقيق واسس جيشاً وشرطة واجهزة امنية وحبربشية من الدعاة ( اعلاميين ) , ومع الوقت تحول الواوي الأملح الى طاغية اخضر, دكتاتور شمولي , كثرت مظالمه, اغتصب حريات الواوية وحقوقهم وغيب العدالة والمساواة في توزيع صيدهم , وتعسفت سراكيله ووكلائه ومأموريه والمقربين من عرشه , ضاق الأمر بالواوية , فذهبوا مرة اخرى يطلبون من الحكيم مساعدتهم على الخلاص .

طلب منهم الحكيم ( مهلة ) للتفكير في اصلاح الأمر , ثم نصحهم ان يتجمعوا في فترة نزهته على النهر , فيرمون به الى الماء , حينها سيسقط لونه ليظهر ( املح ) وينتهي امره ومشاكله مع ( طيحان صبغه ) .

مشكلتنا يا سعادة المتصرف , صبغنا احدنا , فصدق وظلم وتجبر , نهب ارزاقنا واغتصب حرياتنا واهان كرامتنا , ولم يكن امامنا الا ان نرميه في النهر وكما ترى ( طاح صبغه ) وعاد كالأخرين , انه صبغ وقد فقده يا سعادة المتصرف , ان رحمة اللـه وحكمة الرسل والأنبياء والأئئمة تقول " الأرض لمن يزرعها " وهذا الأمر لا يتفق ومصلح مراجعنا , لأن الأقطاع يدفع خمسهم من خبز اطفالنا , ولا نحتاج الآن الى قيادات ومراجع ,( نصبغهه ونطيح صبغهه ) اننا نريد ارضنا التي نزرعها بعرق جبيننا , ونترك امرنا الى عدالة السماء .

رباط سالفتنه : امريكا ـــ الحكيمة ـــ , صبغت صدام حسين , ثم رمته في مستنقعها  فــ ( طاح صبغـه ),  صبغت غيره ثم مسحته , وهكذا الآن مع فلان وعلان وفلتان , تصبغه وتغير مظهره وتضيف اليه القاباً , ثم ترميه في مستنقعها للفساد والرذائل فيسقط صبغه , ولا نريد ان نقدم امثلة حية على الواقع العراقي الراهن ومن الذي سيسقط صبغه , فجميع الذين اصطبغوا في مصبغة المنطقة الخضراء , عاجلاً او اجلاً سيسقط صبغهم ومعه حظهم , كما طاح صبغ وحظ صدام حسين .

المضحك في الأمر , جميعهم كانوا معنا في دول اللجؤ في اوربا وامريكا وايران وسوريا وليبيا والخليج, لاجئون ينتظرون الأعاناة الأجتماعية, او يمارسون اعمالاً متواضة مضنية , او يستلمون مكرمات اضافية مقابل التزامات وخدمات يقدموها لبعض اجهزة الأنظمة المستضيفة , فجمعت امريكا منهم من هو على استعداد لأخذ دور الواوي الأخضر حول طاولة الـ ( 97 ) مليون دولار لقانون تحرير العراق بكل شروطه وتفاصيله السرية والعلنية المذلة , ثم وبعد سقوط النظام البعثي عام 2003 قامت امريكا بصبغهم تباعاً كرئيس جمهورية شهري داخل مصبغة مجلس الحكم الموقت للمنطقة الخضراء , فصدق السذج , على انهم فعلاً فخامات وسعادات وسماحات خضراء , يتبطروا ويتعنتروا يتورموا وينتفخوا من المسروق والمهرب من ثروات الوطن وارزاق الناس , بعد ان اصطبغوا وتلمعوا من شعر رأسهم حتى اخمص ذيولهم , مغفلون سيستيقظوا تباعاً عندما يرميهم العراق ـــ وليس ــ امريكا , من جرف المستنقع الى اعماقه لـــ ( يطيح صبغهم وحظهم معه ) هذا بعد ان يؤدي كل وظيفته وضرورته ومرحلته طائفياً وقومياً حتى نهايتهم قبل نهايتها . ثم يجدون انفسهم في قبضة العراق تهرسهم حتى يتقيئوا آخر ما هو ليس لهم .

روزخونية ( واوية ) القرن الواحد والعشرون , استورثوا كل ما ابتكرته العقائد البعثية , ندوباً بشعة في الجسد العراقي , وادوات وخبرة فائقة التدمير للعقل العراقي وتشويه الوعي المجتمعي , واظافوا اليه الأخطر من مقدسات الموروثات التاريخية في عملية اجتثاث منظم للمتبقي من الثقافة الوطنية , تيار مخيف يجرف الموهوم من ديمقراطية التلاحم والتكامل لواوية الطائفة ’ وكما قال المثل :

بين واوي ... و واوي ــــ شافت الديره البلاوي

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا