<%@ Language=JavaScript %> حسن حاتم المذكور الفدرالية : رحمة للعراق ام نقمة عليه .. ؟؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الفدرالية : رحمة للعراق ام نقمة عليه .. ؟؟

 

 

حسن حاتم المذكور

 

نحن الذين عايشنا تجارب الشعوب في ممارسة العلاقات الفدرالية بين مكوناتها كجزء من النموذج المتقدم للديمقراطية, باركنا لشعبنا في الداخل, والذي خرج تواً من محرقة البعث مخنوقاً , وفسر الأحتلال في حينه تحريراً , وامريكا تعض على اصبعها لغلطتها ( ولا نقول جريمتها ) في تسليط الطغم البعثية لأربعة عقود عجاف على شعب عريق بتاريخ انجازاته وحضاراته والمتآلف بمكوناته والمميز بجمالية جغرافيته ووفرة ثرواته , انه الآن يستحق التحرير والتمتع بديمقراطية وتعددية وفدرالية كأمريكا والعالم , ( جميل ) .

العراقيون لم يصدقوا , ان الذي حررهم , نصب لهم فخاً لأربعة عقود قادمة من الفوضى الذكية والموت المنظم, وفوق هذا كله , وضعت مرحلة ما بعد التحرير بآياد امينة !!! كانت يوماً احزاب اسلامية معارضة شديدة التدين والتقوى والنهي عن المنكر, مؤطرة بأحزاب على هامش العلمنة , العراقيون خرجوا بملايينهم ( على الثقة وحسن النوايا ) لأنتخابات لا يعرفون مرشحيها وائتلافاتها وتحالفاتها وارتباطاتها الدولية والأقليمية , فأنجزوا ما عليهم رغم المخاطر الأمنية , وبملايينهم ايضاً خرجوا للأستفتاء على دستور لم يطلعوا على مضمونه ولا يعرفون من كتبه وفصل مواده , انها الثقة بيقضة الضمير الأمريكي !!! والتاريخ الجهادي لرموز الأحزاب التي تجمعت حول طاولة التحرير !!! .

بعد ثلاثة انتخابات تشريعية واخرى لمجالس المحافظات واستفتاء على الدستور , فرخ التحرير ومعه الرموز الجهادية !!! , مؤسسات مرعبة للفساد تهدد بأبتلاع الدولة وثروات الوطن وارزاق الناس, ومليشيات وشبكات مخابراتية واستخباراتية , علنية وسرية تعيد قتل المتواضع مما تبقى للمواطن من مظاهر الحياة السوية الأمنة , واشعال حرائق الفتن والقتل على الهوية, ومصادرة حلم العراقيين, واخذت صدمة الأحباط مآخذها من فرح العراقيين بسقوط النظام البعثي وثقتهم بأحزاب الوصفة الأمريكية الوريثة, فكان مؤس المقارنة بين نظام دموي سابق ( صناعة امريكية ) ووصفتها الجديدة , يعمق الجرح ويزيده نزفاً مميتاً لحاضر العراقيين ومستقبل اجيالهم وبدلاً من المقابر الجماعية التي تركها البعث ارثاً بغيضاً فالحرائق الجماعية لما بعد التحرير , غطت جغرافية العراق بالمتفحم من اجساد العراقيين .

بعد الأنهاك المدمر للوطنية العراقية , وخيبة الأمل التي افقدت العراقيين توازنهم والأبادة المنظمة للمتبقي من العقل العراقي , وتغييب وعي الرأي العام , ولا نقول ( فوات الأوان ), ادرك العراقيون , ان الطائفية والتعنصر القومي والتمترس المذهبي والمناطقي العشائري , جاءت واكثر منها مع الأحتلال حصراً , وان الكيانات التي صنّعت من داخل المنطقة الخضراء, ما كانت يوماً معارضة , وان التاريخ الجهادي دفن مع من ضحوا واستشهدوا صدقاً وايمانا , والدستور مصيدة اوقعت الأمة في شباك مواده , والمزعوم من الفدراليات والأقاليم كانت مسرحية لتمرير مشروع تقطيع اوصال العراق واعادة توزيعها على الكيانات الطائفية العرقية الموكلة اقليمياً ودولياً للتوقيع على شهادة وفاته, والغاء هوية الأنتماء للوطن والأنسان .

ـــ هل هناك من شاهد وعايش فدراليات واقاليم وحتى محافظات في العالم كما هي قائمة في العراق .. لا تعرف الدولة ولا يحق لها ان تعرف مافي داخلها وخارجها  ؟؟؟ .

ـــ محافظات تضع الدولة امام خيارين, اما الأقليم واما الحرب ... واي فدراليات واقاليم تلك التي تتشكل عبر حربها وانتصارها على الدولة والوطن .. ؟؟؟ .

ـــ واذا كانت الأقاليم والفدراليات تعني التقسيم والأنفصال الناجز عن الدولة , فبأي حق تمتلك حرية فرهدة المتبقي من الثروات الوطنية .. واي مبرر للحديث عن وطن اسمه العراق لا يمتلك حدوداً دولية لجغرافيته ... ؟؟؟ .

ـــ اي دستور هذا الذي تستطيع فيه ثلاثة محافظات تعطيل ومصادرة ارادة شعب بكامله لـ ( 18 ) محافظة ... ؟؟؟ .

لا نشك اطلاقاً, برغبة المكونات العراقية دون استثناء , في ان تتسامح وتتعايش مع بعضها صدقاً ومحبة وامناً ورفاهية , وهي على يقين , ان الثروات الوطنية تغطي حاجاتها , مؤهلة ان تصنع لها حاضراً مزدهراً ومستقبلاً يتمتع بضمانات اجتماعية واقتصادية وبيئية وصحية وخدمية وافرة .

العراقيون يمرون الآن بازمة سياسية واجتماعية وكذلك نفسية وروحية وحالة ارباك غير عادية , انهم بصبرهم واملهم والمتبقي من ارادتهم , يواكحون ما جلبته اقدار التحرير من تعقيدات الفوضى التي تخلق اقل مما تدمر .

نتسائل فقط :

1 ـــ هل في امريكا فدراليات واقاليم وديمقراطية ونظام للتحاصص والتوافقات والسلال الموحدة, وكذلك فساد وارهاب كالذي اختارته وخصت به العراق ..؟؟ .

2  ــــ هل لديها دستور معوق , يمتلكه ويرفضه الجميع في آن , يشرعن تجزأة وتقاسم وتوزيع امريكا, مفصلاً على مقاس مواد ترفض وتحتال على بعضها كالذي استعجلوه للعراقيين ... ؟؟؟ .

3 ــــ ولديها فوضى خلاقة للدمار, تشترك في ادارتها مخابرات واستخبارات اقليمية ودولية , تتحكم بالأدوار التي تلعبها ( عمالة ) الأدوات المحلية كالتي فرضتها على العراق ... ؟؟؟ .

وليس اخيراً : نشأل كتاب سلاطين النفط, الذين تجاوزت اعدادهم عدد القراء , هل شاهدوا مثل هذا الذي يحدث في العراق , وكارثة الفدرلة والأقليمة تهدد كيانه .. ؟؟؟ , ندعوهم فقط ان يرخوا قليلاً توتر استقطاباتهم التي افرغت اغلبهم من بقايا المضامين الوطنية الأنسانية , وينصفوا الوطن قليلاً .. ؟؟؟ .

فرحنا واستبشرنا وهنئنا انفسنا والوطن , اصبح لدينا دستور ادخل العراق ــ رحمة ـــ الفدرالية , خاب الأمل وانقلب المواطن على سذاجته , عندما شاهد العراق وقد وقع ضحية ـــ نقمة ـــ الفدرلة والأقلمة التي ولدت من رحم دستور فصل من اجزاء استقطعت من اشلاء الوطنية العراقية . 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا