<%@ Language=JavaScript %>

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

((ليسوا إخوانا وليسوا مسلمبن))

 هاشم عبود الموسوي

 

     أحيانا يذهب خيالي  و تمنياتي الى أشياء لا تحدث ، ولكنها تساعدني على النظر والتمعن في الواقع المعاش ، لربما أجد إجابات لأسئلة قد تكون عصية على الإجابة . . اليوم مثلا تخيلت لو عاد الشيخ حسن البنا الى الحياة لينظر الى عيون من تربعوا في غرور و زهو ، على عرش الجماعة التي كافح ومات في سبيل تأسيسها لقال لهم : ضيعتموني  وهو يعيد جملته القديمة التي أطلقها في وجه التنظيم الخاص الدموي الذي إنحرف بالدعوة عن مسارها الصحيح :

 

((ليسوا إخوانا وليسوا مسلمبن))

 

 

      من قرأ الأحداث في مصر العزيزة علينا بعين متفحصة ، يجد أنه  في ظل إنشغال الأخوان ( منذ تسلمهم للسلطة قبل عام ) بالإجابة على سؤالهم الملح والقاطع والغارق في الأنانية  و الإنتهازية ، متى نهيمن على كل مفاصل الدولة ؟  إنشغل كثيرون بالرد على سؤال أشد وقعا  و وطأة مفاده : هل يخرج الأخوان من التاريخ ؟ ليولوا وجوههم شطر معطيات حقيقية على الأرض ، نقول بلا مواربة أن الجماعة كانوا على محك تاريخي ، وإن إستمرار تماسكها  وتواصل نفوذها وحضورها السياسي  والأجتماعي الطاغي و المتحكم لم يعد قضية موضع تسليم ، وأن الآتي سيكون أعظم من الذي أتى  . لقد وقف السلفيون معهم ، بعد أن كانوا يتهموهم بجني مكاسب الثورة على حساب الثوار ، وإستخدام دماء الشهداء والمصابين أوراقا للتفاوض مع العسكر ، ثم إصطفوا معهم ضد فزاعة العلمانية و

أما القوى المنفتحة والتي صوتت لهم ، للتخلص من تأثيرات بقايا تابعي نظام حسني

، فإن الأخوان وتاريخهم يشهد لهم بذلك ويقول بصراحة إنهم يبدأون عقب تمكنهم مباشرة بأكل حلفائهم ، وهذا   ما فعلوه حقا . وهذه التصرفات هي ما كان يعلمها رجل مثل الشيخ ياسر برهامي  ، وحسبما كانت تنم عن ذلك كل تصريحاته  و أحاديثه . وحالة التململ وعدم الأقتناع بوضع شباب الجماعة  إزدادت في وجه الناس .والحيرة سكنت نفوس شباب الجماعة وإستعر أوارها , والشكوك أخذت تساور بعض القيادات في أن رحلتهم الطويلة قد بلغت " التمكن المريح ، بعد عقود عجاف  من التمسكن "مثلما إعتقدوا بعد الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية ، فمشروعهم بدا للناس مفلسا ، وقدرتهم على مواجهة الواقع ضعيفة ، وخبرتهم في إدارة الدولة ضئيلة ، ورئيسهم لم يستطع مخاطبة الشعب بمنطق مقبول ،  وأصبح خصومهم ، يوما بعد يوم في إزدياد ، وأصبح ليس أمامهم  من سبيل  سوى    " التغلب بأي شكل من الأشكال " وكانت هذه هي بداية الخسران المبين . إنه الغرور الذي دفع أصحابه الى النهاية المحتومة ، مما أدى الى أن تصوب السهام الى أجسادهم من كل صوب  ، وذهبوا غير مأسوف عليهم ،. بعد أن كان مؤسس الجماعة يراهن على أن حب الناس لهم هو الذي سيدفعهم الى القيادة ، وأن جميعهم سيقبلون يد المرشد أو يبجلونه ، بدلا من أن يتهكموا عليه وعلى كل من حوله . ووجد الشعب المصري قبل الثورة أن الأخواني كان يتحدث إليهم بفخر عن أنتمائه السياسي مدركا أنه يراه مناضلا  أو ضحية أو مشروع إستشهادي . ولكن الذي إستجد في الأمر هو أن الشباب عندما يأتون الى ساحة التحرير أو يعلقون على ما كتب بصفحات التواصل الإجتماعي على شبكة الأنترنيت بادئين كلامهم ، " أنا لست إخوانيا ولكن ...   ...  " وإذا إعترف واحد منهم بإنتمائه للجماعة يقر  بسهولة إن القيادات تخطئ وإن المخاوف كانت لديهم تزداد حيال المستقبل المنظور و البعيد .

    لقد أخطأ رموز النظام الخاص ، وأتباع التفكير "القطبي" ، ممن مسكوا برقبة الأخوان ، في تقدير الموقف  فتوهموا أن المصريين صوتوا لمشروع الجماعة  ، وأن إستلامهم للسلطة أصبح حكما نهائيا و أبديا ، وأن العسكر لا خبرة  سياسية لهم ، والقوى المدنية مبعثرة ومتناحرة ، ولم تستطع أي قوة أن توقف تقدم الجماعة . فجاهروا في الداخل بالإستغناء و الإستعلاء ، وأرسلوا الى الخارج  وفودا لطمأنة العالم حيال نظام حكمهم الذي إعتبروه أبديا ، وقدموا التنازلات على مصلحة الشعب المصري ، مثلما جرى في "هدنة غزة " .. لكن كل تصوراتهم هذه كانت خاطئة  ، فالمدنيون ظلوا فاعلين رغم تشرذمهم  ، والعسكر لم يخرجوا من الساحة بل إحتفظوا بكل شئ . و بعد سقوط أخلاقي واضح ل(( الأخوان )) لمسه وعرفه  القاصي والداني  ، لكل هذا ثار شعب مصر وأذاق الأخوة مر الهزيمة ، وجعلهم أثرا بعد عين ، وحكايات تروى وذكريات يتم إستدعاؤها للأعتبار والتندر . فطوبى لهذا الشعب الأبي ، الذي فتح الباب للشعوب العربية ، للتخلص من مخاطر التعصب و التطرف الطائفي والإثني و تأثيرات أوهام كل السلفين، الذين حولوا الدين الى دعوات إنتقامية

والدين أصلا براء منهم  .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا