<%@ Language=JavaScript %> حميد  الحريزي (حكاية الميمك الحزين ) تنـــــــــوع الاغراض  وجمالية المعنـــــــــــى               

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

(حكاية الميمك الحزين )

 

تنـــــــــوع الاغراض  وجمالية المعنـــــــــــى

 

 

حميد  الحريزي

 

              

th (2).jpg  IMAG0007.JPG

 

 

مجموعة  شعرية  للشاعر  المبدع ((جواد كاظم غلوم ))  صادرة عن دار العربية  للعلوم  ناشرون.  تضم  (129) نصا شعريا  منوعا  بين  قصيدة النثر والتفعيلة  والعمودي .... المجموعة مكونة من  ((134)) صفحة  من الحجم المتوسط .

تناول الشاعر  المبدع مختلف  الاغراض الشعرية  موزعة بين الغزل ، والوطني   وهموم الغربة   والغرض   التحريضي  التنويري ، الشاعر  كاغلب   ابناء العراق  من  المثقفين اللذين لم  يرفعوا  الراية البيضاء  بوجه  السلطة الديكتاتورية ، تعرض  هو وعائلته  للاضطهاد  والظلم  والملاحقة  والتشرد  في  بلدان  الغربة  والمنافي .....

((طائر الميمك الجبلي

زارني في الصباح

نقر الباب نقرا خفيضاً

كمن يستحي في الدخول

يستحي ان يقول  الكلام المباح

فاستراح ثواني

وانشدني مقطعا من اللحن )) ص 7 حكاية الميمك الحزين.

يتوجع الشعر  في وصف  ما وصل اليه الحال في بلده من خراب والم وقهر وزيف  وروح  اللامبالاة  والسلبية  التي تهيمن  على  الجمع  العام   في وطن  استباحته  الديكتاتورية  وتمكنت  من تدجين  وترويض  الشخصية  العراقية   بمختلف  الاساليب  ومنها  اشاعة ثقافة   ندب الحظ  وجلد الذات   والبكاء على الحظ العاثر   حيث  يقول :-

(( ونتلوا التسابيح والصلوات

نرتلُ ادعية العهر والفسق للميتين

نرتدي عِّمة الزيف للنائحين

وجلبابنا من مخيط الشياطين والمارقين

هكذا سنغدو معا سيدين

من دعاة الصلاح

نجيد البكاء  والنواح )).

وفي خضم هذه الالام لا ينسى الشاعر عاشق الحياة  ، لا ينسى حياته الشخصية ، العائلية  وعلاقاته الحميمية مع  ابناءه  واحفاده ، فمن لا  يحب الحياة   ومن لا يرتبط  مع   الناس  بعلاقات  المحبة  والتكافل  والتضامن لا يمكن ان  يكون ثائرا  ومحبا  للجمال  ، مقاوما وكارها  للقبح  والغربة ، وهذا  هو شاعرنا   يصف   سعادته    بكركرات  الاطفال  وبرائتهم  وطيبتهم ، مما  يفرح  الروح   ويسعد  القلب

(( يا لهذي الكركرات المؤنسات

تسلب الهم وتهديني الحياة

تفرح القلب ، تنبت الشجو الحاناً

واذكارا، دعاءً وصلاة)) ص65

بشوق الشاعر  العارم ، وتعلقه الذي  لا تحده حدود بارضه بوطنه بمدينته ببغداد الحبيبة  التي  دنستها اقدام  الطغاة والغزاة  يصف  الشاعر عبر صور   رائعة  مدى تعلقه   بمدينته   هذه  الدرة الضائعة  تحت اقدام الغزاة  والمحتليين  بعد  سحقتها    اقدام  الديكتاتور  ..

(( اتوق حتى  للتراب العالق في نعلك

 آه، لو كان بيدي

لأطرتك في  حائط قلبي

كي يراه القاصي والداني

لكم احبك ايتها الدرة الضائعة

تحت اقدام الغزاة

وعتاة  المنطقة الصفراء ))  ص 70 ((حضن بغداد و ... وجع المنفى )).

لايغفل الشاعر عن   وصف   اخلاقية  وسلوكيات  الديكتاتور  الذي  اذاق  احرار العراق   مر العذاب  ، انه  الاول  والاخر  ، لايخاف الله  ، لايعرف معنى   الحزن ولايتحسس   ردة فعل قلبه   وهو يقتل  ويعذب ويشرد  ومصاص  دماء ابناء شعبه  ووطنه

صدأ الديكتـــــــــــــــــــاتور

(( انا  لا  اخشى  ربي

لايغمرني الحزن

ولا استفتي قلبي

أنا من جاء  بمرتزق يقتل  شعبي

انا  مصاص الدم وخفاش الليل

وانا وشم العار  وزيت  الفسقِ)) ص83

الوطن

 بالم  واضح  يصف  الشاعر  حال وطنه  الذي  اصبح حاله  لا يسر الصديق  ، وطن  حرم  المباهج  واحتفى  بالحزن  والقهر  والبؤس

((غفران الوطن  أثم)) 85ص

(( انا  وطن  لا يسر  الصديق

لا يبيح الترنم  بالمبهجات ))

(( لقد بلغ السام حد الزبى

ايها القاتلون الزناة

اساخت وجوهكم ؟؟

مسخت

صرتم كالوحوش

وتسأاسدون على الملأ المنهك )) ص50

الفرح المؤجــــــــــــــــل

الامل   والفرح  المؤجل  دوما  في  واقع   تحفه  المخاطر  وتهيمن عليه  ثقافة المقابر ، الفرح  المؤود دوما ، الفرح  المختطف  من قبل   السلطات  ، من قبل قوى التخلف   والجهل ، من قبل   العادات  والتقاليد  والاعراف   المقيدة للحرية    وتطلعات  الحب  والعشق  والفرح

(( كلما تزينت

وشديت شعري

واكتسبت احلى ما عندي

مترقيا طلتك  الغائبة

تؤجل مجيئك حتى اشعار آخر)) ص60

هذا  الوضع والواقع  البائس   للمجتمع  المقهور  ،  مستلب الذات  ، تنتشر ثقافة القردنة والتسول  والضحالة  حتى تشمل   المثقف  الاديب   ليتحول  البعض  الى بوق  للسلطة  ،مداح  للملك  ومتزلف  للسلطان ، فتتكاثر طحالب   وهوام طفيلية  في الوسط الادبي  ومنهم الشعراء

((تأبيـــــــــــــــن )) ص62

(( دجل  وتسول ونفاق الشعراء

ازف  الوقت

تنادى النخاسون الى  حفل

لقراءات ذابلة  من شعر الكَ

علقت القاعة

اسدلت الاستار

ما  هذا؟؟؟

خصية شاعر

ام عورة  داعر )).

وبدلا من  ((ايها المدثر  قم وبشر )) الشاعر  المدثر  اللامبالي المتكاسل  الخامل   الذي  يعتزل  مجتمعه  ويستنكف  حراكه  الاجتماعي   ويتعالى  على هموم   طبقته وشعبه  قائلا :-

(( انت ايها المدثر  بغطائك الثقيل

الملتحف بالخمول

نم هانئا مسترخيا باحلامك الغائمة)) ص22.

  لا  يمكن  ان يوصف   الشخص  بانه   شاعرا   وهو لا يعرف  الحب  ،  ولايغويه  الجمال  ،  الانثى دوما  مثار   ملكته  الشعرية   وسقل   ذائقته  الجمالية  ومموسقة    قصائده  الغزلية  وهي   تتلو  اناشيد  الحب   والعشق  والهيام يسوح الشاعر  في عالم الحب والجمال ،  للشاعر  باع طويل  في   كتابة النص  الايروسي  حد الانكشاف  الكامل   ،  قول المسكوت  عنه  ، معلما   لمطارحة الغرام وفن  العشق  ومنادمة الحبيب   ، والذوبان في   متعة الجسد  ،  حيث   امواج اللذة  وعبق  القبلات   ،  واشتهاء  اللقاء  والتزلج الحر على  نعومة  الجسد  الطافح  بعلامات ودلالات  الاشتهاء والارتواء  والمتعة ، يعدد الكتب  وصايا   ويقدم  تعليمات   ويكشف  عن  معاني  سحر الجسد

(( اسفح بكاء على فيض  انوثتها ))  ص12

((سادخل كهفك الغائم بالالغاز

لعلك تغويني بملمسك المغزول

من حرير الاله

.........

شغفي لم يكتمل

الاب اخاديد انوثتك))

**********

 (( طوبى لمن لمس خدا اسيلا

وغازل طرفا كحيلا

وجس صدرا جميلا

وضم خصرا  نحيلا

وركب ردفا  ثقيلا

طوبى لمن عبأ امرأته فيضا

واخذ بعناقها قبل رفع ساقها

وبلل  ريقها قبل الوطء فوقها

واستحم بموسيقى جيدها

قبل التماس  نهدها

طوبى لمن تعلم الاصغاء لعزف  الجسد )) ص90 فصل متهتك في ((الهوى)).

 وصايا الجسد العشر  ص115

(( اريدك صافية كالمرايا

صادقة كالنبيين

ناعمة مثل ملمسك الحرير

مشتعلة كفورة النار

جريئة كصلف  الثائرين

هنا  ((اريد ان ارضع من قيحك )) *

 (( فزمهريره يجمد العصب والدم

وفردوسه يطيل الامد ويصلب العظم

وسعيره يذيب الشحم واللحم)) ص118

·        لا ادري هنا  كيف  انزلق   الشاعر   في بركة القبح  المقزز   بحيث  خلط الشهد  بالقيح  ،  خلط   شذى العطر  بالعفونة ،  خلط العتمة بالشفافية ،   الغلظة  بالرقة ....  تمنيت  ان  لا اقرء  كلمة (( القيح))  مرتين  وهي في  غير محلها   في  مجموعة  الشاعر  (( الميمك الحزين )).....

يطالب الوطن الحبيب الذي  لا  يغيب عن  نظر ابناءه في  المنافي وبلدان الغربة

(( الاتون الان  نجاتي

الباقون الان سراة القوم بناتي

فاهزج ياوطني جذلا

وامرح

قد جاء بنوك اليك )).  الاتون في الوقت الضائع  ص21.

(( واني واياه لمحترقان

الشاعر يصرخ بوجه الحزن والاكتئاب والقنوط ، لانها رديف الموت لاتأنسه سوى العناكب

(( حين يجيء الحزن بعكازيه المنخورين

تهلل العناكب  فرحا

تغادر زواياها العالية

وتفرش  شباكها

لاصطياد الاماني العريضة ))  احايين  ص25.

بمرارة كبيرة  وانعكاس  لمعاناة   لايحسها  الا من  عانى منها    من  احرار العراق  في ظل  الانظمة التولتارية   الفاشية  لعقود  من  الزمان  ؟، وخصوصا  في  ظل حكم الديكتاتور  البعثي  وزبانيته  ، حيث  قتل كل    جميل  الندى ،  الزهور  ،   المحبة  ،   قتل  الذائقة الانسانية    واشتهى كل  ما  هو قبيح  ومر   ودموي ، وقد غاب الود   والحنان  والحميمية   في  علاقات   الناس

(( يبز التلاحين، يبصق في الورد والغانيات

يحيل  الندى ادمعا باكيات

يشتهي المر والغث والموبقات

انا وطن مثقل بالجراد

غادر الفجر والسحر والخير

من امهات البلاد

فلا من حنو ولا من وداد )) ص86- غفران لوطن آثم .

دائما  خائبة مرتدة  مرفوضة مسروقة احلام  الشاعر  الانسان   المعذب   بجهنم   الجهل  والقهر والحرمان

 ((  اكلما يحقق قلبي هدفا في مرماك

بضربة عقربٍ نافذةٍ

يعده  صناع التصفيق  تسللاً)) وقيد هدفي تسللا  ص125

الناسخ والمنسوخ ص99

الثورة  الطموح بالتحرر   يهيمن عليها  الحاكم  يوجهها   حيثما يريد   يغتصب  الاحلام  ويكمم الافواه  ويصادر الاقلام  ، نثور نحلم  ولكن  وفق  مايشتهي   السيد المطلق

(( نشيد ثورتنا الغافية

بصحو جديد

ونسخ جديد

مثلما يشتهي  سيدي

لا كما  يشتهي

هؤلاء العبيد)).

وهنا   يبدو ان  الشاعر الواعي مرهف  الحس  يتنبأ   بمستقبل   وطنه   وبلده    اذ  ستهب عليه  رياح مدمرة  عاصفة   ستعمل  على تديره  ونهب ثرواته   ومصادرة  حريات  اهله  ،  فيقول  الكاتب  لا اريدك بمرارة من  يرى   بعيني  العارف  المصير الذي   ينتظر وطنه  وشعبه    لرياح  الشمال  الزاحفة  نحو  المنطقة بكاملها ....

الف تحية حب  وتقدير    للشاعر الكبير المبدع    جواد كاظم غلوم   ونحن نسبح في   بحر جمال  نصوصه  الرائعة ،   مع  اعتذارنا  الشديد  ان لم نوفق   في  القاء الضوء  او اغفال  جواهره ودرره   الرائعة  رغم  بريقها  وجمالها  الباذخ  ،  فقر  الخبرة   للعوم  في  مثل  هذا  البحر   الزاخر بالجمال  لابد  ان  تؤدي  الى  التقصير  في  احصاء   وتامل  الجواهر ..... ضيق  الوقت وحصار   توافه الحياة  تسلب منا  فرصة   التامل   والتفكر في    واحات  الابداع   ولاتتيح  لنا  الاستمتاع  بعطر كل  الزهور ولا بتذوق   طعم كل  الثمار  في مثل  هذه  الرياض  مترامية الاطراف ..    

 لااريدك  ص 103

 (( ستاتي الرياح اليك تبيدك

 لا انا بكل  امتنان نقول معا :

انا سيدي لا اريدك)) ص 105

عموما  اسعدنا    ((ميمك))  جواد كاظم غلوم    بجمال ريشه  وعذوبة  صوته  ورشاقة حركته  وجرأة  وغنى  شدوه

 

بقلم :- حميد  الحريزي

تموز 2013

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا