<%@ Language=JavaScript %> د.كاظم الموسوي بايدن والفتنة في العراق

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

بايدن والفتنة في العراق

 

 

د.كاظم الموسوي

 

 

لم تخرج قوات الاحتلال الامريكي من العراق قبل التوقيع على معاهدة استراتيجية بين بغداد وواشنطن تؤمن لإدارة الاحتلال انجاز الاهداف التي من اجلها قادت الادارة الامريكية وحلفاؤها جرائم الغزو والحرب والاحتلال على العراق قبل عقد من الزمن. ومن بينها سياسات التدمير والهيمنة على المقدرات والثروات. وتركت خلفها اضافة الى الاتفاقية اكبر سفارة امريكية في العالم، كما تصفها وسائل الاعلام الامريكية ومراكز الدراسات الاستراتيجية قبل غيرها وترددها تابعتها باللغات الاخرى ومنها العربية طبعا. ( ماذا تعني هذه الاكبر في العالم؟ وما مهماتها في العراق والمنطقة؟) ولم تعد هذه العملية مخفية بل اصبحت ظاهرة بارزة حتى لمن فقد بصره وبصيرته بسبب الاحتلال وطغيان قواته ومخططاته والمتعاونين معه من اهل العراق وجيرانهم من كل صنف، لاسيما المتحكمون في المال العربي المهدور لخدمة تلك المخططات والمشاريع.

العراقيون اليوم يكابدون اوضاعا كارثية. شلالات الدم اصبحت دون حساب. تتوزع كل مناطق العراق كل يوم. لا تعرف حرمة او احتراما لمخلوق انساني،  لرجل او امرأة، لشيخ  او طفل، بل تستهدف هؤلاء قبل غيرهم لزيادة المأساة، وتعميم الكارثة. كأنها تقاسيم عزف متوتر على غضب عارم لشعب لم ير راحته بعد، ولم يستفد من كل ما حصل وجرى في بلاده. فلا التغييرات اعانته ولا الثروات صبت في خدماته او في انهاء محنته. بل زادت فيها وتغطرس عليه اكلتها من كل من ساهم في تلك الحروب المستمرة بأشكالها المتعددة عليه.

تصريحات مكتوبة بالدم العراقي وكلام منشور في وسائل الاعلام وتسابق على المجازر، متأثرة بما يحيط بها من مخططات تدمير متسلسل للمنطقة وقواها وأدوارها في حاضرها ومستقبلها. بعد كل كارثة تبدأ افاعي الفتنة والتفتيت والتفرقة في التحرك وتغطية الساحات. وتعمل على نهش الوحدة الوطنية والاستقرار والأمن والأمان. وتكون الادارة الامريكية وحلفاؤها وأدواتها اول من يتبرع للخدمة والتخادم. ولا ينسى الشعب العراقي والعرب وجيرانهم خطة بايدن وصاحبه عن تقسيم العراق قبل ان يتولى مسؤوليته الحالية والملف العراقي بعدها. وكيف هلل له كثيرون من يتصدرون المشهد السياسي اليوم ويتباكون على ما فاتهم منها. ومن بين هذا وذاك تقف خطة بايدن دائما تهديدا معلنا ومرسوما سلفا، ويتوعد بها في الازمات بعض من اهل العراق، وهنا مكمن الخطر الحقيقي، كاشفين بذلك رهاناتهم وارتباطاتهم بها، من قبل ومن بعد، رغم كل الشعارات المعسولة او البيانات الرنانة عن العراق الموحد ووحدة الشعب. ومعلوم ان الخطر كامن في مثل هذه الاحبولات، وما يظهر منها الان هو راس الجليد العائم في بحر الدم العراقي المسفوك.

من بين كل ما حدث وبعد يوم واحد على سقوط أكثر من 280 عراقياً ضحايا تفجيرات استهدفت بغداد ومحيطها، أعترفت الحكومة العراقية بالتدهور الأمني، واكدت على وحدتها بعد صراعاتها وتناقضاتها. وأعلنت عن اتخاذها إجراءات للتصدي للتحديات الأمنية المتصاعدة في البلاد، بينها الدعوة لعقد لقاء مشترك للقوى السياسية لبحث هذه التطورات وتحملها لمسؤولياتها. وفي بيان لها، عزمت على "دعم الأجهزة الأمنية لملاحقة المحرضين والمنفذين للأعمال الإرهابية". وأشار البيان إلى "وحدة موقف مجلس الوزراء ضد الإرهاب وأي إخلال بالأمن"، كما حذرت الحكومة "وسائل الإعلام المحرضة على الفتنة الطائفية من خطورة هذا النهج على الصالح العام، وتنفيذ إجراءات صارمة بحقها في حال تماديها". وكشف رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي في صفحته على موقع فيسبوك، أن "مصادر كثيرة تؤكد أن القيادات في الإقليم تقف مواقف متناغمة مع الإرهاب في العراق من أجل أن لا تكون مناطق الإقليم ضمن نطاق العمليات الإرهابية، ومصادر تمويل الإرهاب الآن في بنوك (أربيل) تحت علم القيادات في كردستان، وأيضاً هناك العشرات من المتورطين في الإرهاب يتخذون من الإقليم مكان إقامة لهم ولعوائلهم، لهذا ندعو الإقليم الى الكف عن مد يد العون لهذه الجماعات".

هنا اسئلة كثيرة تطرح امام الحكومة وأمام القوى الوطنية العراقية وكيفية تعاملها مع ما يجري في العراق ومتى يتحقق ما يصبو له الشعب العراقي بعد كل ما حدث..؟!. فاذا كانت الحكومة في بيانها قد اقرت بما هو عليه الوضع الامني، والجهات التي تقف وراءه وتدعمه، فماذا تنتظر لمعالجته وانهاء دورات العنف والارهاب واسبابها؟!.

بعثة الأمم المتحدة في العراق، دانت موجة التفجيرات وأعمال العنف التي شهدتها بغداد، ووصفتها بأنها "مذابح"، محذرة الزعماء العراقيين من أن البلاد ستنزلق إلى "المجهول" في حال عدم تحركهم سريعا لوقف العنف. ونقل بيان عن رئيسها مارتن كوبلر "مرة أخرى أحث جميع الزعماء العراقيين على القيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين العراقيين، فمسؤولية وقف سفك الدماء تقع على عاتقهم". وأضاف أن "من مسؤولية السياسيين التحرك فورا وبدء حوار يهدف إلى إخراج الأزمة السياسية من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، وألا يجعلوا خلافاتهم السياسية فرصة يستغلها الإرهابيون".

رغم كل ذلك هناك مفارقة سياسية تضاف الى تدخل بعثة الامم المتحدة تكمن في هجوم كتلة "متحدون" التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، على نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن على خلفية الاتصالات التي أجراها مع القادة السياسيين، مشيرة الى أن الحكومة الأمريكية تتصرف وكأنها عادلة مع جميع الشركاء لكنها لا تخفي دعمها لرئيس الوزراء نوري المالكي. وكان بايدن قد اجرى ثلاثة اتصالات هاتفية مع المالكي والنجيفي ومسعود البارزاني، أبدى للأول دعم حكومته لجهود الحكومة في مكافحة الإرهاب، بينما حث الثاني على إدانة الإرهاب ونبذ المتشددين، فيما اتفق مع الثالث على اعتماد مبدأ الحوار لحسم الخلافات السياسية. هذا الهجوم ومصدره يعكس ادوارا متعددة في الفتنة في العراق. والسياسات الامريكية وأتباعها لا يخرجون عنها وشلالات الدم العراقي شاهدة وعلامة استفهام كبيرة امام الجميع!.

 

كاظم الموسوي

04.06.2013

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا