%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
اليوم العالمي للغة العربية والمنظمة العربية للترجمة
د. كاظم الموسوي
صار للغة العربية يوم عالمي، هو 18 من كانون الاول/ ديسمبر من كل عام. هذا يعني ان العالم ينشغل باللغة العربية بينما لا نرى مثل ذلك عند اهلها. مرت المناسبة، هذا العام مثلا، اشبه بخجل العروس. المفروض ان كل وسائل الاعلام بأنواعها وكل الحكومات العربية وإداراتها، أُم العروس والولد، تحوّل هذا اليوم الى يوم وطني واحتفالات شعبية، واغتنام الاحتفاء العالمي في تحفيز كل الامكانات لتصنع منها لغة القول والكتابة والحديث اليومي. أليست اللغة عنوان الهوية ولسان الامة؟. لا تكفي كلمات عنها في يوم الاحتفال وحسب، بل المنشود هو في الافعال كل يوم، ورد على السؤال، ماذا بعد؟. هنا معضلة. كيف يهتم بها مسؤول لا يستطيع قراءة نص صحيح وواضح في اجتماع عام؟.
المهم احتفلت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) هذا العام بندوة موضوعها (دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية) ومناقشة دور اللغة العربية في اثراء العالم ومدلولاتها الحضارية. وقيل فيها: "الاحتفال باللغة العربية هو مناسبة مهمة لتأكيد الجوانب الحضارية للغتنا العريقة". وإنها "مناسبة ايضا لتأكيد التواصل الحضاري خصوصا في ظل عولمة ثقافية تقتحم العالم قد تضعف لغتنا الحضارية". و"هناك جهود كبيرة تبذل لتعزيز دور اللغة في ثقافتنا كي تمنحنا الثقة بان اللغة العربية لها تاريخها العريق وعلينا الحفاظ على مكوناتها الثقافية التي تميزنا ثقافيا وحضاريا". واعتبر ان اللغة العربية تشهد في السنوات الاخيرة تراجعا في استخدامها بين الناطقين بها بعد ادخال مفردات تشكل خليطا ثقافيا يضعف اللغة العربية وتأكيد اهمية تبني وزارات التعليم في الدول العربية سياسات تعليمية رصينة تحفظ مكانة اللغة بين الاجيال. اما لماذا هذه الظاهرة؟ فلا جواب شاف بعد. بل ان من بين من وصفها قد يكون من بين اسبابها.
تواصل منظمة اليونسكو جهودها في تعزيز استخدام اللغة العربية في أنشطتها من خلال مشروعات محددة، منها تطوير النسخة العربية لموقع اليونسكو الالكتروني وترجمة مصطلحات المنظمة إلى العربية وتشجيع الترجمة إليها ونشرها وتوزيعها. وأنشأت منظمة اليونسكو هيئة استشارية لتنمية الثقافة العربية (ارابيا) في عام 1999 بهدف توفير إطار يمكن فيه للبلدان العربية تنمية تراثها الثقافي بحيث يصان الماضي مع التركيز بوجه خاص على المستقبل وفتح المجال للعالم العربي على التأثيرات والتقنية الجديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربي. هل تتمكن هذه المنظمة ان تعوّض عن الحكومات العربية وجامعتها بمثل ما سبق ذكره، والى متى تستطيع ذلك؟.
تسجل الامم المتحدة في موقعها بالمناسبة ما يلي: العربية أكثر لغات المجموعة السامية متحدثين، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي .. اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.. وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. كما أنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي. العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي (وبلدان اخرى). وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
فما هو واقع اللغة العربية في هذا الكم الهائل من الارقام والدول؟. وماذا يتوجب العمل من اجل ان تتصدى للتحديات والمعوقات التي تواجه انتشارها وحمايتها، سواء في محيطها وحاضنتها او خارج ذلك؟.
داخل الوطن العربي نفسه تكابد اللغة العربية صعوبات كثيرة، يحاصرها بعض اهلها بالتباهي باستبدالها بلغات أجنبية، وتموّل حكومات "عربية" وسائل اعلام ومنظمات تعمل على التضيق على انتشارها. "وللعلم فقط لا تمثل اللغة العربية في شبكة الأنترنت إلا %3.0 من مجموع اللغات الحاضرة على هذه الشبكة مقابل %54.9 للإنجليزية و%6.1 للروسية و%5.3 للالمانية و%4.8 للإسبانية و4.4% للصينية و4.3% للفرنسية و4.2% لليابانية" (الموسوعة الحرة، نيسان/ ابريل 2013). هذا فضلا عن حجم الترجمة والاستخدام والتداول واعتماد اللغة العربية السليمة والواضحة في مفردات المناهج التدريسية والتعليم والتدريس والتعريب والإعلام وكل ما يتصل باللغة، ثقافة وتراثا وهوية.
امام كل ما يعترض تقدم اللغة العربية وتطورها لابد من التفكير ببرامج استراتيجية تواكب أهميتها، رسميا وشعبيا، تبدأ من العائلة والمدرسة ودور العبادة ووسائل الاعلام والمنظمات والفعاليات الاخرى. وتيسير نشرها عبر ثورة التقنية والاتصالات والمعلومات، وضرورة التأكيد على ان اللغة العربية من اسس بناء التعليم والبحث العلمي والتحديث العام للأمة، وعلى تقدير ما تنهض به في تعزيز الهوية وتثبيت الشعور بالانتماء لها وسط تهديد العولمة المتوحشة للهويات والخصوصيات الثقافية، بما في ذلك لغة الأم.
كما تفيد الترجمة الى اللغة العربية في قياس دورها والتواصل الحضاري والتثاقف المطلوب. من بين كل ما يمكن ذكره في هذا الشأن، ان جهودا غير حكومية أسست المنظمة العربية للترجمة يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 1999، ببيروت، باعتبار الترجمة سندا نهضويا، سواء من حيث نقل المعارف ونشر الفكر العلمي أو من حيث تطوير اللغة العربية ذاتها.. وتقوم هذه المنظمة الان بتحقيق ما وعدت برامجها ولعلها تستكمل ما قررته منظمات اخرى واعتبرته مهمات لها وللغة الام.
كاظم الموسوي
30.12.2013
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|