<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي تشويه المفاهيم هدف مرسوم

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

تشويه المفاهيم هدف مرسوم

 

د. كاظم الموسوي

 

لماذا السعي الى تشويه المفاهيم المعروفة وتخريب مدلولاتها؟.

 وما الهدف من التشويه؟.

هل هذه ممارسات عفوية او ضيق افق او غباء مشهود؟.

ام انها مدروسة ولغايات واضحة مرسومة بدقة، وعمل يراد منه ان يؤثر بكل بساطة في المقصود منه؟.

 إذا كان هذا بهذا الشكل والأسلوب فهل يمرر بسهولة ويسر الى من يهمه الامر ويستهدف عقله وكيانه؟.

التشويه كما يبدو مطلوب للمفاهيم بكل الاساليب واستغلال كل وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمقروءة والتواصل الاجتماعي والإصرار عليه لتسفيه الوعي الاجتماعي الانساني وتزييف الاهتمام البشري وتشتيت الإدراك الحسي بتلك المفاهيم ودلالاتها التي وجدت من اجلها او في سبيلها. كما ان استخدام وسائل اعلام العار الرسمي العربي المتعددة والمتنوعة وشراء شخصيات عرفت يوما من دعاة هذه المفاهيم لا يعني غير ذلك، وانه تكليف لها او مخطط القيام به والتمويه له، وهذا ما ينبغي الالتفات له والانتباه والتحذير منه.. اذ ان هذه المفاهيم معروفة بمعانيها ومدلولاتها وأي تحريف لها يغير منها او يفقدها المعاني الدالة عليها او وصفها الحقيقي. وهو كما يلاحظ بديهيا ما تسعى وتعمل عليه هذه الوسائل والقائمون عليها. فلا يمكن ان يكون وضعها في غير محلها بدون قصد مدروس بعناية وجدية كبيرة لتمريره وتحقيق ما تصبو اليه الجهات الساعية وراءه. وتقع المسؤولية بالتالي على كل من يسهم في هذه الوسائل ويستخدمها ضمن مساعيه او اجندته المنظمة له ولأمثاله، اذ لا يمكن ان يقبل راضيا وموافقا ضمنا ومدعيا القابا كبيرة للتعريف به بعد هذا التشويه، والفذلكة والحذلقة "المثقفاتية" لتغطية هذه الاعمال، فهو هنا  متواطئ  ومنافق فكريا وسياسيا ومشترك في كل المسار المشبوه ويزيدها طبعا استخدامه لها كغيره ممن عرفوا باسمها او تمنطقوا بها في حين من الزمن او في فترة ما، وصارت اليوم وسيلة او مدخلا لتلك المخططات الخطيرة. هذا بمعنى اخر سلوك مخز وعار حقيقي، وإلا ماذا تسمى مثل هكذا تصرفات ومساع مبذولة؟. ان قيمة اية وسيلة اعلامية تكمن في اساليبها واستخداماتها وتقديرها للمهنية والموضوعية. ولهذا فان تشويه هذه المفاهيم لا يمكن إلا ان يكون مخططا له ومطلوبا كما يبدو ليس لها وحسب وإنما لحالات التعبير عنها، وهو ما يتطابق مع وقائع حال مصادرها والجهات الموجهة لها.

توضح تلك الاساليب ان اصحابها يقومون بها ضمن اطارات مقرة وتتخادم مع جهات وقوى الاستعمار الصهيو امريكية التي تخوض صراعاتها وتشن حروبها العدوانية في عالمنا العربي خصوصا، فتمارس ذلك وتعمل في سبيل تحقيق الاهداف منها. أي انها تحولها الى جزء من اساليب حربها المفتوحة العدوانية. وتترك لمستخدميها الفعليين ما يمكنهم من التعبير بوسائلهم المتبجحة والضالعة في خدمة اهدافها. حيث ان هذا التشويه، كما سبق الذكر، يشمل الوعي والذاكرة والتأريخ وصفحات النضال والشهداء والأجيال، ولا يعني المفاهيم ووحدها فقط بل ويتضمن ايضا قيمتها الفعلية وآثارها العملية.

بين هذه المفاهيم مفهوم الثورة. الذي يجب ان يجل ويحترم تاريخيا وواقعيا وعملا وخبرة ودروسا. بينما تضع وسائل الاعلام  المذكورة هذا المفهوم عنوانا لحلقات وبرامج تقدمها كل يوم بما لا يتوافق مع دلالاته ومعانيه وصورته وسجلاته، فيكشف الاهداف والمساهمات المطلوبة منها. فهي من جهة لا تؤمن مطلقا، وبحكم موقعها ومموليها، بمعنى هذا المفهوم ولا تقر بدلالاته. كما لا يعبر، كل ما يعرف عن مشاريع وخطط اصحابها ومموليها، عن حرص وصدق له. فما تقدمه وتبشر به وتروج له وبهذه الاشكال والأهداف يجعلها ضالعة ومشاركة فعلية، وما يزيد عليه تفاصيل فيما يخطط بعده وما يلحقه من تطورات اخرى. ومن الجهل اعتبار هذه الوسائل لا تعي ما تقوم به وتسهم فيه. يضاف له وهو امر معلن وليس سرا ان هذه الوسائل مملوكة لأصحابها الذين لا يعرف عنهم انهم يؤمنون بهذا المفهوم او بأي معنى له. كما انهم يمنعون استخدامه في بلدانهم ويحرمون شعوبهم من حقهم فيه. بل انهم يتهيبون منه كما يرعبون من اسمه وذكره. فكيف اصبح معزوفة مكررة، وحديثا يوميا؟. كيف يمكن فهم ان مصدر ومحرك وممول هذه الوسائل يعترف بالمفهوم ودلالاته؟. وأصبح مسموحا له ان يتم بهذا الاسلوب وبالغايات التي يوضع فيها والتي يمارسها بعض الدعاة الذين يتسابقون في ترسيخ تشويهه وتدمير فكرته وهدفه. ولعل ما يجري من تشويه مقصود يخدم اصحابه ومخططاتهم ولكن، وهذا المهم، لا يعني انه سيتغير في هذه الاساليب والممارسات. فتاريخ المفهوم وبمعناه الايجابي يظل هو هو.. بل يصبح اكثر تجديدا وإلهاما للشعوب المكافحة ضد التسلط والدكتاتورية والقمع والتخادم مع الاستعمار والقواعد الاستعمارية والأحلاف والنهب والفساد. وهو يعني بكل المعاني تغييرا جذريا في كل الصعد والمستويات، وإنهاء مرحلة تاريخية كاملة وإعداد صفحات جديدة لمرحلة تاريخية جديدة. هذا ما عناه المدلول وبناه مفهومه. وكل من تصرف بخلافه لا يعمل إلا لزيادة ابعاد الشعوب عنه وتدمير الانتفاضات الشعبية المكافحة من اجل الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد والعدالة والتنمية الشعبية وحرمانها منها.

هذا مفهوم واحد تطرقنا اليه لما استهدف به وقصد من ورائه. يعكس خوف تلك الوسائل وأصحابها ودعاتها المروجين لها والناكرين للتاريخ وعبره، والكاذبين لتاريخهم ودروسه. وهو اذ يعني ما يعني ان هذه الوسائل اذ تستهدف هذا المفهوم بحد ذاته فهي تمارس ذلك مع غيره وربما مع كل ما يعنيه ان يكون. وهي في تشويهها وتخريبها تمارس دورا كبيرا في خدمة اعداء الشعوب ومصالح الامة والوطن. وبهذا العمل تشارك هذه الوسائل كما اصحابها في الحرب والعدوان، في دور او ادوار لم تعد مخفية ولن تنطلي على أحد، تمنحها شهادة سوداء لها في التاريخ العربي المعاصر لن تنساها الشعوب وقواها الوطنية والتقدمية.

 

كاظم الموسوي

10.10.2013

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا