<%@ Language=JavaScript %>  د. كاظم الموسوي اتحاد سوارقيا

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

اتحاد سوراقيا

 

 

 د. كاظم الموسوي

 

 

يركز د. كمال خلف الطويل، الطبيب والمفكر والموثق في التاريخ السياسي، المقيم في الولايات المتحدة الامريكية، في كتابات له وإشارات، ويعلق على مقالات، حول اهمية اتحاد سوراقيا، بين العراق وسوريا، ودور الاتحاد في جغراستراتيجية المنطقة والعالم العربي عموما. اذ انه من المقتنعين بصوابه وضرورته الموضوعية، ومن هنا فهو من المتحمسين له، كما هو الامر عند عدد اخر من الشخصيات السورية والعراقية خصوصا، التي لم تبرح ان تسجل حرصها على مثل هذا الرأي، كحالة انقاذ لما يعيشه البلدان والمنطقة من ازمات وتحديات مصيرية. ومن بين ما يوزعه د. الطويل الكترونيا مع التعليق كتابات لكاتب من سوريا، يوقع تحت اسم هاني وينشر اراءه في مدونته التي تحمل اسم مدونة هاني. (ويعاد نشرها في عدد اخر من المواقع ألالكترونية واغلبها عراقية، ثوابتنا، صوت اليسار العراقي، ساحة التحرير وغيرها). سجل هاني في عدد من المقالات موقفه الواضح والجاد في اصطفافه الثقافي لمثل هذه الاطروحة وأهميتها ووضعها في مقام رئيس في مواجهة المخططات العدوانية التي تريد ان تتحكم في المنطقة، لاسيما في العراق وسوريا، مضيفا لها جرأة صريحة في دعوته الى ضرورة التصدي بحزم لمصادر الخطر على هذا الاتحاد، منطلقا من البدء بها قبل العمل على الاتحاد او لإنجاحه اساسا..

في مذكرات موسى الشابندر، ذكريات بغدادية، (الصادر عن دار رياض الريس، لندن - قبرص، الطبعة الاولى 1993) وهو وزير خارجية ودبلوماسي خدم العراق في عدد من المؤسسات والبعثات الدبلوماسية العراقية الخارجية في العهد الملكي من تاريخ العراق، ومن بينها وزير مفوض في دمشق في الفترة التي جرى الحديث فيها عن الاتحاد بين العاصمتين، بغداد - دمشق، (1949- 1952) اشارات كثيرة ومهمة في الاطلاع عليها الان ومعرفة صفحات التاريخ ودور القوى التي لعبت دورها المعادي للاتحاد، والتي مازالت تسهم في تخريب هذا الاتحاد المصغر للوحدة العربية، او حجر الاساس لها. كما كشفت ادوراها في تخريب الوحدة التي قامت بين دمشق والقاهرة، وغيرها.

المهم ان السيد الشابندر بذل جهوده في هذا المجال، وكان من المقتنعين بفكرة الاتحاد وأهميته. وله اجتهاداته ايضا. كما تقاطعت قناعته مع توجهات السياسي العراقي المعروف بارتباطاته ودهائه السياسي نوري السعيد نحو هذه الفكرة، وكذلك الوصي عبد الاله الحاكم الرسمي حينها في العراق. وقد نشر رأيه هذا في مقال له في صحيفة الزمان العراقية، وأعاد الفكرة والبحث فيها عند لقائه بالوصي بعد اطلاق سراحه وتبرئته من التهم التي حكم بها وإعادة الاعتبار له سياسيا، لاسيما وقد التقاه في مطار دمشق قبلها وعلى مائدة رئيس الجمهورية السورية حينها هاشم الاتاسي. "وجاءت اخبار الجامعة العربية من القاهرة في 22 تشرين الاول/ اكتوبر (1949) مهبطة للعزائم اذ وقف العرب كلهم ما عدا العراق وسوريا ضد الاتحاد بينهما وكانت ضربة للعروبة من قبل الطغاة والراكضين وراء منافعهم الشخصية والزعامات الفارغة. وابتكر العرب فكرة "الضمان الجماعي" للحيلولة دون الاتحاد العراقي السوري فاستبدلوا قوة بضعف وحقيقة مفيدة بخيال وهاج لا يغني ولا يسمن.." ص 490.

وكانت بداية الاشارات ما كتبه: "في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1949 دعاني نوري باشا بعد الظهر الى بيته وفاجاني بان الحكومة ترغب في ذهابي الى الشام لان قضية الاتحاد دخلت في مأزق وانقلبت رأسا على عقب وان وزيرنا المفوض في الشام ابراهيم عاكف الالوسي، بالرغم من حسن نيته وإيمانه لم يوفق لتوحيد الكلمة بل وقع في بعض الاخطاء التي سببت البلبلة الخ.. وأضاف الباشا انه كلم الوصي في هذا الشأن وتم الاتفاق بينهما على اختياري لحل المشكلة. شكرت نوري السعيد على اعتماده وصرنا نتداول في الامر، ثم ذهبنا معا الى طه الهاشمي فأكد ان الوضع في سوريا غير حسن وان السعوديين والمصريين والفرنسيين واليهود قاموا بدعاية واسعة وصرفوا مبالغ ضخمة ضد فكرة الاتحاد مع العراق. وهنا سالني نوري السعيد فيما اذا كنت لا ازال مؤمنا بفكرة الاتحاد، وعندما اجبته بأنني لا ازال مؤمنا قال فما عليك إلا ان تقبل باقتراحنا وتساهم في هذا المشروع القومي" ص495.

أضاف الشابندر: "سررت بالعودة الى الخارجية لأنها تزيل اثقال الماضي.. ولكني لم اكن مرتاحا بهذه المهمة الجديدة.. مهمة الاتحاد العراقي السوري.. بعد كل هذه الملابسات والارتباكات والمداخلات.. نعم اني كنت ولا ازال من المؤمنين باتحاد العرب عامة، واتحاد العراق وسوريا بشكل خاص، لان قوة العرب ستأتي من ذلك الاتحاد، لاسيما بعد ما حل بفلسطين وما مر بالعرب.. ولكن غاية الاتحاد، وسبل الوصول اليه، لم تكن واضحة، وكانت سببا للمقولات والادعاءات: ضم سوريا الى العراق، ايجاد عرش جديد للأمير عبد الاله. توسيع النفوذ البريطاني في منطقة الشرق الاوسط، الى غير ذلك من الامور التي لا يمكن ان اكون آلة لتنفيذها، ولا ارغب في حصولها، لإرضاء زيد او عمرو. ولذلك رأيت من الضروري بان اتصارح وأتفاهم مع رئيس الوزراء كي لا يحصل سوء تفاهم، وعندما كلمت نوري السعيد امام وزير الخارجية شاكر الوادي اعلمني كل منهما بان ليس هناك ما يستوجب التردد، اذ ان العراق لا يريد إلا صالح سوريا والعراق. وان الاتحاد يجب ان يتم برضى الطرفين بواسطة المجالس التشريعية، على ان يبقى النظام العراقي الملكي والنظام الجمهوري السوري على حاليهما، ويشكل مجلس الاتحاد من وزراء الخارجية والمالية والدفاع للحكومتين، ويترأس الاتحاد بالمناوبة كل من ملك العراق ورئيس الجمهورية السورية للمدة التي يتفق عليها عند وضع الاسس والمبادئ" ص496.

 عمليا وجد الشابندر اثناء ممارسة مهامه، ألا خطة هناك مدروسة معينة، لا لدى العراق ولا لدى سوريا، وان المسالة كما يقول المثل البغدادي "شليلة وضائع رأسها". وحاول بذل جهوده في اللقاءات والعلاقات والاتصالات. إلا ان الانقلابات العسكرية في دمشق والاغتيالات تركت اثارها  وتداعياتها. ورغم كل ذلك اصر الشابندر والقادة العراقيون على تكرار المساعي والعمل من اجل الاتحاد، إلا ان ما احاط بالقضية كثرة المساعي المقابلة ـ المحبطة والمعادية للفكرة برمتها. وعلق بان الرغبة كانت موجودة لدى الجميع، في البلدين الشقيقين، ولكن بغداد كانت في واد ودمشق في واد اخر، الامر الذي جعل حتى العلاقات الدبلوماسية البسيطة من اشق الامور. ورأى ان السبب يكمن في عدم وجود سياسة ثابتة معينة في بغداد وعدم وجود حكومة شرعية مستقرة في الشام. حيث ازدادت الاوضاع في الشام سوءً وفوضى واغتيالات. واثبت التحقيق في محاولة اغتيال الشيشكلي، ان "السعوديين كانوا يمولون العصابة بواسطة المشاغب الاكبر الدكتور امين رويحة". ص501. وثبّت الشابندر موقفه من عمل الجامعة العربية التي مازالت كما يبدو على منهجها ذاك. "في 29 كانون الثاني/ يناير (1951) افتتح الامير فيصل ال سعود مجلس الجامعة ورحب مصطفى النحاس بالوفود وتبودلت الخطب والمجاملات وهي اهم اعمال الجامعة العربية. وفي 31 منه دعانا صلاح الدين بك وزير الخارجية المصرية الى حفلة عشاء فخمة في قصر الزعفران.. أكل وشرب وأحاديث.. واهم ما حدث ان نوري السعيد وقع على معاهدة الضمان الجماعي في 2 شباط/ فبراير وانتهت بذلك اعمال مجلس الجامعة. وقضى العرب ووفودهم اكثر من اسبوعين يأكلون ويشربون ويتجادلون دون ان يصلوا الى نتيجة حاسمة وسياسة قوية في مثل هذه الاجتماعات الخاوية وهي ثالث مرة كنت احضر القاهرة لأساهم فيها.. والعرب امام مستقبل مظلم ولكن الملوك والرؤساء والوزراء ومساعديهم بخير". ورأى الشابندر ان الاجواء السياسية بين البلدين افسدها الدهر، و"العطارون" من البلدين، الذين كانت لهم غايات شخصية ومقاصد شتى. وكذلك ارتباطات قيادات الاحزاب السياسية باتفاقات او مواقف خارجية.

ذكر الشابندر: "في 18 نيسان/ ابريل 1951 زرت وزير المالية السوري الجديد عبد الرحمن العظم وتكلمنا عن هذا وذاك وتطرقنا الى حديث الاتحاد وكم دهشت عندما قال لي انه بلغه من مصدر موثوق بان ناظم القدسي (رئيس الوزراء ووزير الخارجية حينها) عند زيارته الاخيرة للملك ابن سعود اعطاه تعهدا خطيا ضد الاتحاد العراقي - السوري، وأنا شخصيا اميل الى الاعتقاد بمثل هذا الامر..." ص506.  "وفي 9 آب/ اغسطس (1951) قام سامي الحكيم بتأليف وزارة جديدة وأكثرها من حزب الشعب وعاد اديب الشيشكلي من الرياض يحمل صكا برصيد القرض السعودي وصندوقا مملوءً بالذهب لشخصه وعهدا جديدا من ابن سعود بعرقلة الاتحاد مع العراق.. مع ان سامي الحكيم معروف بولائه للهاشميين وعقيدته الخالصة في الاتحاد" ص507.

اشارات كثيرة اخرى للسيد موسى الشابندر عن سير الفكرة واختمارها لدى البعض وخلافها عند آخرين طرحها في صفحات عديدة من مذكراته. ولكن المؤشر الاكبر فيها ان دولة عربية كانت تلعب دورا كبيرا بأموالها في تخريب الفكرة ومحاربة حملتها والعداء لها من بواكيرها.. ولعل ما يحصل اليوم من محاولات وحتى الاراء التي تطرح بهذا الشأن تواجه العداء ذاته من المصدر ذاته. حيث لابد من الربط بين مصائر تلك الاحلام وخطط المستعمرين والتابعين لهم والمنفذين لها التي تصب كلها في تدمير الاوطان وتبذير الثروات وتخريب الوعي العربي وتحطيم الارادات الخيرة، ووأد تلك الاحلام المشروعة، والانتباه الى المآلات التي تتحكم في الواقع العربي وترسم خارطته ومسارات العمل السياسي واتجاهاته.

ما طرحه السيد الشابندر قد يكون رأي رجل خبر الامور وعكس ما رآه او مارسه مقتنعا به وبالتفكير به وفي تسجيله في مذكرات بقيت له ولتأريخه ولكن الذي حصل بعده يؤكد ما ذهب اليه وأشار له. وهنا المعضلة التي يتوجب معرفتها وإدراكها والعمل ببصيرة لتحديدها ومواجهتها، بشتى السبل والوسائل، بما فيها ما طرحه هاني وما يقر به الآخرون، حتى ولو لم يصرحوا به علنا. اين الخطر ومصدره والى متى يبقى لاعبا هذا الدور التدميري في هذا العالم العربي؟.

 

كاظم الموسوي

12.09.2013

www.kadhimmousawi.blogspot.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا