<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي مجرمان غربيان في الاعلام العربي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مجرمان غربيان في الاعلام العربي

 

 

     د. كاظم الموسوي

 

يحاول كثير من الاعلام الناطق او المكتوب بالعربية ان يروّج لما يقوله اهل الغرب المعادي للعرب، دون رد او نقد او مجرد استفهام!. وأحيانا يتعمد اخراج ذلك ويتفنن في تكراره لغايات باتت معروفة في مشاريع وخطط اهل الاعلام. وتثير مثل هذه الحالات اسئلة كثيرة عن مهمات الإعلام ووظائفه، وعن مواثيق شرفه ومهنيته!. ولكن كما يبدو ان هذا الاعلام، لاسيما المموّل من حكومات وأجهزة امنية خليجية، سواء الذي ينشر ويصدر من الخليج نفسه او من عواصم عربية او اوروبية، اصبح بكل وضوح طرفا تنفيذيا للمشاريع المعادية لآمال العرب وطموحات الشعوب، بل وشريكا في الحرب الدائرة والمعلنة من قبل حكومات الغرب على العرب. وللأسف اقول ان بعض العاملين " الشاكين" في هذه المؤسسات الاعلامية "العربية" يبررون دوامهم فيها بانهم مهنيون ولا يهمهم التوجهات المسيرة للوسيلة الاعلامية، ووجودهم فيها من اجل العيش. وآخرون يتبجحون بان هذه الوسائل هي الموجودة وليس هناك من فرص اخرى، وهناك تبريرات وتفسيرات لا تعد ولا تحصى، اكثرها ينطبق عليها المثل القائل: عذر اقبح من ذنب. وليس هنا الكلام من باب التقريع وإنما من باب التنبيه والتذكير بمكانة كلمة الحق امام طغيان جائر. وتحمّل ما يتوجب، كما تتكبد شعوب هذا العالم العربي الحرب عليها منذ عقود طويلة ومازالت متصاعدة وبأشكال اخرى، ومنها تلك التي يساهم فيها هؤلاء بكل اصنافهم.

يأتي هذا الكلام بمناسبة اعادة صورتي مجرمي حرب غربيين في وسائل اعلام عربية مؤخرا، وإحياء نشر ارائهما وتقبل ما يقولانه او يكتبانه منقولا الى اللغة العربية، دون التنبيه منهما، ودورهما، وموقعهما من الكوارث التي اسهما فيها صراحة، بل يفتخران بكل ما قاما به ضد العرب عموما، ومازالت الدماء العربية التي شاركا في سفكها لم تجف بعد. فلا جرائم غزو العراق انتهت، ولا القضية الفلسطينية استردت حقوق شعبها المشروعة والعادلة. فإذا كان هذان المجرمان قانونيا، مختفيين بسبب ذلك، فلماذا يستعيد اعلام عربي صورتهما ويسوّق لهما برحابة صدر وكرم عربيين؟!. هل يتباهى بهما؟!. وهما المعروفان بما قاما به، ولولا تنكر الغرب وهيمنة امبرياليته وغياب العدالة الانسانية دوليا والمحكمة المنصفة اخلاقيا لكانا خلف القضبان وفي السجون الآن. فلماذا هذا التنسيق مع هذا الوضع المؤسف وتزكيتهما؟، هل جرائمهما توقفت ودورهما اختفى ومواقفهما تبدلت وتغيرت؟.

يلاحظ ايضا سباق الاعلام العربي بكل صلافة مع وسائل اعلام العدو الصهيو امريكي ويتنافس معه في ابراز كل ما يحارب طموحات الشعوب العربية للعيش مثل بقية الشعوب على هذه المعمورة. اما عن هذين المقصودين فهما لا يحتاجان الى اعادة تعريف وإشهار، يكفي ذكر اسميهما ليعرف من يهمه الأمر، او لا يهمه، مَن هما وماذا عملا ضد العرب وقضاياهم. هذان هما توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذي طرده حزبه و شعبه من الاستمرار في رئاسة الحكومة، وسمّته وسائل اعلام بلاده بالكلب التابع للرئيس الامريكي المشابه له في التهمة والإدانة، جورج بوش الثاني، والذي كُلف وكوفئ غربيا بمهمة تصفية القضية الفلسطينية واستمر فيها لحد الان، وهذا ما حصل للقضية الفلسطينية وما تتعرض له حاليا. اضافة الى اختياره مستشارا عند عدد من الحكام العرب والبنوك الغربية والعربية، لتكون وصمة عار لا تمحى وتظل لأولئك الذين مازالوا في انتقامهم يتعاملون معه ومع بوش ويكرمونه دون احترام لأية مشاعر إنسانية، دع عنك عربية او اسلامية، كما يدعون ويزعمون!.. والآخر جون بولتون، المندوب الامريكي السابق في الامم المتحدة، الذي اشترك مع بلير في الحرب على العراق وغزوه. وافتخر بصهيونيته، وبأنه الذي الغى قرار الامم المتحدة 3379، القائل بان الحركة الصهيونية حركة عنصرية وتمييز عنصري. فهل يحتاج أي منهما تعريفا اكثر من ذلك، وبعد كل هذا لماذا يتشرف بعض الاعلام العربي بهما؟. وما هو الهدف المرسوم من اعادة احياء هذين الرجلين؟ وهل هكذا ينتج الحقد على الشعوب العربية؟!

لا يمكن تصور ان من قام بمثل هذه الاعمال في بعض وسائل الاعلام  لم يكن عارفا او غافلا عن عمله، ولا جاهلا بمن يستضيف ودوره. ولا يمكن اعتبار ذلك تنويعا او رأيا آخر من جانب واحد. فمثل هذه الوسائل وخططها وطبيعتها وضعت ونظمت لخدمة هذه التوجهات وتمريرها على جرعات لأهداف ابعد منها وأعمال اخرى يأتي وقتها او دورها المنشود منها او الموضوع لها سلفا وبكل اعتماد وتقصد، كما حصل مع محطة فضائية كسبت جمهورا واسعا دون ان تكشف عن هويتها الحقيقية، بل العكس مررت اهدافها ودخلت بيوت المشاهدين العرب ومن ثم الاجانب في توسعها، بسهولة ويسر، مستغلة غفلة العموم وتهالك الواقع الرسمي وضعف الوعي والفراغ الاعلامي والسياسي حينها. حتى جاء اليوم الذي بانت فيه عورتها وتحولت الى بوق واضح لمخططي برامجها ومنظمي خططها ومشاركتها الفعلية في العدوان على العرب وأهدافهم والأوطان ومستقبلهم. ان الخدمات التي تقدمها بعض هذه الوسائل الاعلامية هي اكبر مما يقال عنها، واخطر مما يتصوره انسان عادي لها.

التأكيد على هذين المجرمين قانونيا لا يعني ان بعض وسائل الاعلام لا تروج لغيرهما، ولكن هذين الرجلين مفضوحان الى درجة عالية، ولا يحتاجان كغيرهما الى ما يحصل ويتحقق.

كما ان بعض وسائل الاعلام العربي، وفي ابسط متابعة له، يتكشف الكثير من غثه وسمه ودوره الخبيث في تعميق تشويه الوعي وتخريب المشاعر وتدمير الاحاسيس والضغط والتهديد بصور الرعب والصدمة للعقل العربي والوحدة الوطنية وبناء الانسان الحر الديمقراطي الواعي لموقعه ومكانه في المشهد السياسي ومستقبله على ارضه وبين ابناء بلاده. وقد تكون هذه اشارة واحدة فقط، وهناك اشارات كثيرة وأخرى اكثر، ولابد من الانتباه منها جميعا.

 

كاظم الموسوي

10.09.2013

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا