<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي العراق: البعبع!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

العراق: البعبع! *

 

 

د. كاظم الموسوي

 

منذ أن جال شبح الشيوعية في أوروبا، وقفت الطبقات الاجتماعية المستغلة ضده، وبعد انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا عام 1917، وقيام الاتحاد السوفييتي، جمع أركان الرجعية الأوربية نشاطهم "لسحق البيوض قبل أن تفقس وتنتشر في أرجاء العالم" كما صرح الزعيم البريطاني ونستون تشرشل، ايام عز بلاده.

قدمت الرأسمالية الاحتكارية كل مساعداتها لصعود الفاشية والنازية، وبهدف غزو الاتحاد السوفيتي ومحاربة الشيوعية. بسقوط النازية والفاشية، وتضعضع الدول الإمبريالية المشاركة في الحرب العالمية الثانية، تسلمت الولايات المتحدة الأمريكية مهمة محاربة الشيوعية، باعتبارها بعبعا، لا بد من القضاء عليه وإرهاب العالم به، والهيمنة على العالم من خلال إشهاره كخطر مرعب. وظل ونستون تشرشل كاهنا ينظر للحملة المسعورة ضد الشيوعية (1)، رغم تحالفه مع الاتحاد السوفيتي ضد دول المحور، معتبرا الحملة "جزءا من أعمال بريطانيا وحياتها.."(2).

بذل الإمبرياليون - البريطانيون والفرنسيون والأمريكيون والألمان - جهودا كبيرة بهدف تخويف العالم العربي والإسلامي من البعبع - الشيوعية، وإشاعة عدم الثقة بالاتحاد السوفييتي، كصديق للشعوب العربية وتطلعاتها التحررية. وانشغل سفراؤهم ومندوبوهم الساميون وموظفو وكالات مخابراتهم ووزارات مستعمراتهم وأمنهم ومراسلو صحفهم وهيئات إذاعتهم الموجهة للعالم العربي بهذه المهمة، ومارسها خصيصا "مكتب مكافحة البلشفية" الذي أسسه البريطانيون في الشرق الأوسط (3).

منذ العشرينات حذر الحاكم البريطاني في كركوك أسياده في لندن من انتشار مبادئ البلشفية في العراق، التي أصبحت معروفة، كما حذرت الصحافة الحكومة والرأي العام ورجال الدين في العراق من خطر انتشار الشيوعية ودعت إلى محاربتها (4)، وقد سجل هذا كنشاط للسفارة البريطانية وعملائها في الصحافة والحكومة.

وسعى الإمبرياليون بعد النصر الذي حققته شعوب الاتحاد السوفييتي وجيشها الأحمر والحركة الثورية العالمية من جهة وانحسار مواقع الاستعمار من جهة أخرى، إلى التضييق على شعوب البلدان المستعمرة ومحاولة عزلها عن الاتحاد السوفيتي وتأثيره، موعزين للأنظمة الموالية لإصدار القوانين المحرمة للشيوعية، وللعلاقات مع الاتحاد السوفييتي، ولفتح المجال أمام القوى والأحزاب "القومية والدينية" خاصة التي رفعت شعار معاداة الشيوعية، للعمل ضد النشاط الشيوعي والحركة الشيوعية في العالم العربي. ولم تكن بريطانيا في سياستها الجديدة هذه تسير لوحدها، بل ساندتها الولايات المتحدة الأمريكية في موقفها هذا، ودعا ترومان إلى "منع كل ما هو غير شيوعي أن يصبح شيوعيا"، واشار إلى انه "لكي يكون أي شعب راضيا يكفيه ان يمارس الديمقراطية على طريقة العالم الحر" (5).

وتحت عنوان "الدعاية السوفيتية وإجراءات مكافحتها" أنجز الدبلوماسيون الإنجليز ورجال مخابراتهم ملفا ضخما، حللوا فيه أسباب تعاظم نفوذ الاتحاد السوفييتي، وقدموا المقترحات وأساليب الوقوف أمامه، وخلصوا إلى "ضرورة نشر الإشاعات والأضاليل، خاصة حول اضطهاد المسلمين في الاتحاد السوفييتي، ومنع طبع الآثار الثقافية الشرقية بما فيها العربية.."(6).

كشفت تقارير السفارة البريطانية في بغداد ومراسلاتها سعي بريطانيا ومخططاتها في العشرينات والثلاثينات في بث الدعاية السوداء، ونشر الإشاعات بهدف حجب أفكار ثورة أكتوبر الاشتراكية من الوصول إلى العراق أو انتشارها فيه، وكانت السلطات البريطانية والعراقية تقوم بمراقبة السفن السوفيتية في الخليج العربي، وتحاول بث الإشاعات ضد السوفييت تحت غطاء الإسلام، وتخويف التجار المحليين من إقامة علاقات تجارية مع الاتحاد السوفييتي، "بلد الكفار"!

حفل عمل المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني "تاريخ الوزارات العراقية" بأجزائه العشرة، بنصوص الوثائق الحكومية والمراسلات وتصريحات ممثلي السلطات الحاكمة ومداخلاتهم في البرلمان، الزاخرة بالتحريض والعمل ضد البعبع الشيوعي محليا ودوليا. ومن بين وسائل الإمبريالية في هذا المجال عقد المعاهدات الأمنية، الثنائية والمشتركة التي توقعها مع البلدان المستعمرة والتابعة، وبين البلدان نفسها، ففي العراق أقرت الحكومة العراقية معاهدة أمنية مشتركة بينها والحكومات السورية والفلسطينية والمصرية، في جلستها في 27/4/1926، جاء فيها:

  ·  ستشترك دائرة شرطة العراق في الترتيبات المتفق عليها في القاهرة بتاريخ 13/1/1926، بين ممثلي دوائر شرطة مصر وفلسطين وسورية.

  ·  سيزود العراق بالأسلوب الذي يضعه المستر برود هرست التابع إلى دائرة التحقيقات الجنائية في فلسطين، وانه سوف يستعمل البلاغات التي تصدر وفق هذه الترتيبات.

  ·  إذا دخل العراق أشخاص مشبوهون بكونهم شيوعيين، وذلك في طريقهم إلى سورية فان دائرة التحقيقات الجنائية تخبر دائرة الأمن السورية لاسلكيا، مبينة اسم الشخص المشتبه به والطريق إلى سلكه.

    ·    ...

    ·    توجه البرقيات اللاسلكية إلى المستر فانجو في دائرة الأمن في بيروت والى دائرة التحقيقات الجنائية في بغداد.

  ·  يفهم ألا يشار أبدا إلى الشيوعية في البرقيات المكشوفة المتبادلة بين دائرتي شرطة سوريا والعراق وانه يجب استعمال اسم مخصوص يدل على أن الشخص المنوه عنه مشتبه به"(7).

وذكرت جريدة ألف باء الدمشقية في عددها الصادر في 15/7/1930، إن اتفاقا جرى بين المستعمرين الفرنسيين والإنجليز لمكافحة الشيوعية وقعه مدير الأمن العام في فلسطين المستر اوروتور داتو وقنصل فرنسا في يافا مسيو برتران (8).

إضافة إلى المعاهدات والقوانين، استخدمت دوائر الإمبريالية عملاءها في أجهزة الحكم والإدارة والإعلام، في الدعوة والتحريض ضد الشيوعية، مستغلة مواقعهم ومنابرهم في نشر مشاريعها وأفكارها المعادية للشيوعية والسوفييت. وقد أوكلت هذه المهمة في العراق، ليس على الحكومة وأجهزتها وحسب، وإنما على النواب والصحفيين والكتاب المرتبطين بالبلاط والسفارات الإمبريالية، للقيام في تولي المهمة صراحة في البرلمان، والخطب الرسمية والنشر وغيرها، بمناسبة أو بدونها، وبسبب أو بدونه، وحتى المحسوبين على قوى معارضة علنية أو غير الراضين على الأوضاع القائمة سياسيا. مثلا دعا داود السعدي "نائب من حزب الاستقلال" في البرلمان إلى القضاء على الشيوعية "لأنها لا تبقي ولا تذر، تهدد العراق بدولته واستقلاله وملكه ودينه وعائلته وماله وشرفه وجميع مقدساته فيجب أن نتكاتف بحزم لمحوها" وأكد.."يجب محو كل من يحمل فكرة الشيوعية"(9).

زعم الجنرال بكر صدقي، زعيم اول انقلاب عسكري عام 1936، في تصريحات إلى جريدة البلاد "إن تربة العراق غير صالحة للشيوعية، وان الشيوعية لا تتماشى مع الحكومة الملكية، وان الجيش مستعد لمقاومة كل حركة تضر عرش قائده الملك المعظم والقضاء عليها سواء أكانت الحركة شيوعية أم غيرها.."(10).

مع انتشار الفكر الشيوعي في العراق واتساع تنظيم الحزب الشيوعي، تصاعدت حملة الرجعية الحاكمة، وتنوعت أساليبها في تشويه الشيوعية ونعتها بمختلف النعوت، وإصدار القوانين المحرمة لها. ففي 9/5/1938، نشرت جريدة الوقائع العراقية قانون رقم 51 لسنة 1938، الذي نص في الفقرة الأولى من المادة الأولى على ما يلي: "يعاقب بالأشغال الشاقة أو الحبس مدة لا تزيد على سبع سنين أو بالغرامة أو بهما، كل من حبذ أو روج بإحدى وسائل النشر مع النصوص عليها في المادة 78 من هذا القانون، أيا من المذاهب الاشتراكية أو البلشفية أو الفوضوية أو الإباحية وما يماثلها التي ترمي إلى تغيير النظام والمبادئ والأوضاع السياسية.."(11).

وضح نص القانون ولغته هدف السياسة الحاكمة ومخططاتها في تكميم الأفواه وقمع المواطنين وسلب إرادة الجماهير ووعيها لواقعها ومحاولة التمرد عليه. وكشف الارتباط بين نهج الحكم وما تخططه السفارة البريطانية في بغداد، حيث بين تقرير مفصل من عشر نقاط، أرسلته السفارة البريطانية في بغداد إلى وزارة الخارجية البريطانية في 13/12/1940، متابعتها لما سمته "الدعاية السوفيتية في العراق" وأشارت فيه إلى انتشار الأفكار الماركسية في صفوف الطبقة العاملة العراقية في المدن الكبيرة، وحذرت فيه من ذلك. وفي النقطة العاشرة من التقرير شرحت مهماتها اليومية التي قامت بها عبر مركز استعلاماتها وعملائها في وسائل الاعلام في الدعاية ضد الشيوعية والسوفييت. وهذا التقرير واحد من الواجبات اليومية للسفارة ومركز استعلامها والمرتبطين به من الكتاب والصحفيين العراقيين خاصة (12)، وهو وان جاء بعد حوالي عامين من القانون المذكر إلا انه أشار إلى الدور الذي لم يكن سرا للسفارة البريطانية في رسم مناهج الحكومة، والذي لا يكتفي بالتخطيط والنشاط الذاتي، بل والإيعاز إلى السلطات الحاكمة لاتخاذ الإجراءات وما يلزم من تعقيبات ومتابعات بوليسية وحملات إرهابية، وقد وجدت السفارة البريطانية بأشخاص الحكام العراقيين نماذج فريدة في استلهام قراراتها، وخاصة المعادية للشيوعية والحزب الشيوعي.

ذكر السفير الأمريكي في بغداد غولمن في كتابه عن نوري السعيد، طبيعة هذا الحاكم الذي تولى الحكم في العراق اكثر من مرة منذ 23 أيار/ مايو 1930، وحتى مقتله في ثورة تموز/ يوليو 1958، بتمسكه برأيه، وذكره الصهيونية والشيوعية معا، واعتباره الاتحاد السوفيتي اعظم تهديد وخطرا قريب الوقوع، وقد سمع عنه انه قال إن "95% من الرأي العام العراقي يعتبر خطر إسرائيل اعظم من خطر الاتحاد السوفيتي، ومع ذلك وقف هو مع الأقلية التي لا ترى ذلك، وفي هذا كما في شؤون أخرى كانت لنوري الشجاعة للتمسك برأيه" (13).

وقد تمكنت السلطات الحاكمة من توجيه ضربات مؤلمة لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وقيادته وللحركة العمالية قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية، وبعيد فترة النهوض الوطني بعد الحرب، حيث شنت حملات جديدة تنفيذا للمقررات التي اتخذها مؤتمر ورؤساء الدول العربية في أيار 1946، ودورة الجامعة العربية في بلودان في تموز 1946 (14). فأغلقت جريدة "العصبة" في 6/6/1946، واعتقلت قادة حزب التحرر الوطني وعصبة مكافحة الصهيونية، وتتوجت الحملة المسعورة ضد الشيوعية، باعتقال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي فهد في 18/1/1947، وعدد من قادة الحزب وكوادره.

لقد برهنت الحملات البوليسية ضد الشيوعية، التي كان يقوم بها الحكام في العراق والمنطقة، على أنها مقدمة مطلوبة أو شرط تمهيدي لمعاهدة جائرة أو حلف استعماري، يربط تلك الأنظمة بعجلة الإمبريالية ويكبل الشعوب وينهب خيراتها وقدراتها ويخنق حرياتها ويشيع الإرهاب والطغيان.

في تموز/ يوليو العام نفسه جرت محاكمة قادة الحزب الشيوعي كجزء ومواصلة للحملة السافرة ضد البعبع. وبالرغم من أجواء الديكتاتورية البوليسية تمكن القادة الشيوعيون من تحويل المحاكمة إلى محاكمة للنظام نفسه، فقد اعترف يوسف سلمان (فهد) بأنه سكرتير الحزب الشيوعي ودافع عن الشيوعية، وشعارات الحزب وأهدافه والتضامن الاممي، وعرى شعار مكافحة الشيوعية باعتباره شعارا فاشيا موجها ضد الحركة الوطنية، مؤكدا أن الشيوعيين هم اكثر الوطنيين شعورا بالمسؤولية إزاء أوطانهم وشعوبهم. وكانت الصحف تنشر نصوص المحاكمات ضمن حملتها المعادية للشيوعية حيث أتاحت للرأي العام الاطلاع على نشاط الحزب الشيوعي وأفكار قادته والدفاع عنها وتوضيحها (15).

أرغم ضغط مختلف الأوساط العالمية والحركة الشيوعية، والحركة الوطنية العراقية والعربية، السلطات الحاكمة على إبدال أحكام الإعدام إلى السجن المؤبد (16).

بعد محاكمة صورية، في 14 شباط/ فبراير 1949، أعدمت السلطات الحاكمة قادة الحزب الشيوعي العراقي، بقرار من الحكومة البريطانية، موجهة ضربة قاسية إلى الحزب و "عرضت نضاله إلى نكسة كبيرة وتنظيماته إلى محنة أليمة ولم تذع أحكام الإعدام إلا بعد تنفيذها خوفا من غضبة الشعب والرأي العام العالمي ومحاولة إنقاذهم ثانية، فأذاع مدير الشرطة العام في اليوم الثاني لإعدامهم بيانا رسميا أعلن فيه أن قادة الحزب الشيوعي يوسف سلمان يوسف ) فهد) وزكي بسيم وحسين الشبيبي قد اعدموا، وان تنظيمه قد ابيد، ولم يعد للحزب من اثر.."(17).

اصدر الحزب الشيوعي في نفس اليوم بيانا وضح فيه حجم الجريمة وندد بها، فاضحا أسبابها ومؤكدا على أن هذه المؤامرة السافلة التي فضحها حزبنا الشيوعي منذ بدئها لم تأت عفوا، وانما جاءت نتيجة حتمية للإرهاب الأسود الفاشستي الذي يسود العراق والشرق الأوسط منذ أن أعلنت الأحكام العرفية والحرب الفلسطينية الاستعمارية.. وكانت معركة شرسة بين الشيوعيين والسلطات الحاكمة، معركة إثبات وجود وتحد. فقد اثبت الشيوعيون صمودهم إزاء مخطط تصفيتهم، رغم الاعدامات والاعتقالات وسقوط عدد من قياداتهم بأيدي العدو الطبقي وانهيارات بعضها. ولم تكن هذه الحملة الدموية التصفوية مجردة من نهج المخططات الامبريالية المرسومة للعراق والمنطقة.

كتب مراسل وكالة يونايتد برس مقالا بعنوان "سلسلة تحالفات لصد الشيوعية" أشار فيه إلى هذه المخططات والى أهدافها في ربط الدول المستعمرة من قبل الإمبريالية بتحالفات إقليمية ضد الشيوعية (18). كما نقلت الصحافة العراقية عن وسائل الاعلام البريطانية خبر اجتماع الدبلوماسيين البريطانيين العاملين في الشرق الأوسط، الذي ناقش مشروع تشكيل تكتل عسكري من العراق والأردن و "القسم العربي" من فلسطين لمنع الخطر الشيوعي والصهيوني (19)، هكذا نشرته الصحافة العراقية. ولم تكتف الإمبريالية وحكومات بغداد وعمان وأنقرة بالمعاهدات الثنائية الأمنية التي ضمت بنودا للتعاون والتنسيق على محاربة الشيوعية والاتحاد السوفييتي، بل وسعت إلى ارتباطات أخرى أوسع ضد الأحزاب الشيوعية  والديمقراطية في بلدانها، وضد الحركة العمالية والجماهيرية ونشاطاتها، لإضعافها وزرع الفرقة بين فصائلها ودق إسفين في الحركة الوطنية وشل تحالفاتها أو أعمالها المشتركة، واستغلال كل إمكانية لتصفية الشيوعية أو ضربها.

فضحت الصحافة الحكومية والموالية هذه الارتباطات والمشاريع من خلال ما نشرته من لقاءات ومقابلات مع موظفي السفارة البريطانية وأركان الحكم تستطلع آراءهم حول السياسة التي يجب اتباعها في البلاد العربية لمكافحة الشيوعية. ففي 17/3/1949، استطلعت جريدة الزمان البغدادية أرشد العمري، (رئيس وزراء ووزير في عدد من الحكومات) الذي قال: "اعتقد ان الشيوعية خطر جسيم يهدد الحضارة، كما هي خصم قوي للحريات وللتمدن البشري". وأدلى جلال بابان (وزير): "من رأيي ان نكافح الشيوعية بلا هوادة" واعتقد صادق البصام (وزير): "أن الشيوعية هي الصهيونية، والصهيونية هي الشيوعية ذاتها، لذلك فالمكافحة يجب أن تقوم على هذا المبدأ" (20). وهذه الأفكار نفسها صرح بها نوري السعيد، وزاد عليها، أثناء مؤتمر صحفي له حيث صرح انه "يحارب الشيوعيين لأنهم يعادون الإنجليز، واليهود في فلسطين يعادون الإنجليز". وقصة السعيد مع الشيوعية منشورة في اكثر من كتاب للدبلوماسيين الغربيين الذين عايشوه. ولم تفتر همة نوري السعيد في إعلانه العداء للبعبع الشيوعي الذي اقض مضجعه. ففي مجلس النواب لم يخف مشاعره إذ أكد: "أن الحكومة ستصفي حساب الشيوعيين وتكافح الشيوعية حتى النفس الأخير في هذه البلاد" (21).

وادخل بند مكافحة الشيوعية في برامج الأحزاب، وفي سياسات معلنة لقوى وطنية معارضة للحكم، إلا أنها وضمن احباطات الحركة الوطنية وانتكاساتها، تسير في هذا الركب غير الوطني، وتقع في أحابيل السلطات الديكتاتورية وفي خدمة أغراضها، وتعود بعد فترة إلى الصف الوطني وعماده الحزب الشيوعي، والى التعاون والتنسيق معه. وقد حصل هذا مع حزب الاستقلال الذي رفع إلى نوري السعيد برنامجه محتويا فقرة مكافحة الشيوعية وإبعاد خطرها من البلاد (22). ووسعت جريدته ضمن الحملة المسعورة هجومها خارج العراق أيضا، إذ شنت في عدد من المقالات هجوما ضد الاتحاد السوفييتي والحركة الشيوعية، وهي الصحيفة الوحيدة التي أعلنت اسفها لانتصار الجيش الأحمر في الصين (23).

إن نوري السعيد وموقفه من الشيوعية لم يعد بحاجة إلى توضيح، إذ عرف بطبعه ونشأته كرهه للشيوعية، وهو يدشن كل مرة يستلم فيها رئاسة الحكومة حملة على الشيوعيين. وقضى في الحكم أطول فترة من غيره، بل كان هو الحاكم في كل الفترة الملكية، سواء في رئاسة الحكومة أو خارجها. وقد اشترط في 31/7/1954، حين كلف لتشكيل وزارة جديدة، السماح له بسياسة جديدة تختلف عن نهجه السابق، لخصها في السياسة الداخلية بحملة مراسيم معادية بشكل سافر للديمقراطية والحرية التي ادعاها في ديباجة شروطه، حتى سميت فترته تلك بسياسة المراسيم. منها المرسوم رقم 16 لسنة 1954 الذي أضاف فقرة إلى قانون تعديل قانون العقوبات البغدادي رقم 51 لسنة 1938 نصها ما يلي: "سواء كان ذلك مباشرا أو بواسطة هيئات أو منظمات تهدف إلى خدمة أغراض المذهب المذكور تحت ستار أي اسم كان، كأنصار السلام، والشبيبة الديمقراطية، وما شاكل ذلك"(24). وكذلك المرسوم رقم 17 لسنة 1954 الذي خول مجلس الوزراء إسقاط الجنسية العراقية عن العراقي المحكوم وفق المرسوم 16، واعطى وزير الداخلية صلاحية اعتقال الشخص المسقط عنه الجنسية. وبينت الأسباب الموجبة لإصدار هذا المرسوم بان الشيوعية ومنظماتها تستوحي توجيهاتها من المراكز الشيوعية خارج العراق وتلتزم بها مخالفة نص المادة 15 من قانون الجنسية العراقية رقم 18 و 19 على إغلاق الأحزاب والنقابات والجمعيات إلا بترخيص من الحكومة. واثناء مناقشة المرسوم 17 في مجلس النواب اعترض نواب فرد عليهم نوري السعيد بقوله: "إن هذا المرسوم هو قسم من مكافحة الشيوعية في العراق"(25).

صراحة نوري السعيد لا تخفي نهجا أو وحيا في سياسته. كان مدار بحث أيضا بينه وبين وزير الإرشاد المصري لتوحيد المخطط بين العراق ومصر على "مكافحة المبادئ الهدامة بكل الوسائل الممكنة"، وتوحيد الخطط لمكافحة الشيوعية وتنظيم برامج خاصة في الإذاعات العربية تخدم هذا الغرض (26).

عاوّن السعيد في عمله هذا ضد البعبع في شمال العراق متصرف لواء السليمانية وقتها الزعيم عمر علي، حيث كتب السفير الأمريكي في بغداد، إن جهاز موظفي السفارة الأمريكية في كركوك كانوا على اتصال جدي به، وانه قد زاره مرتين، "وكان عمر علي يقدر تمام التقدير إلحاح نوري السعيد على أهمية استتباب الأمن، وحافظ على ذلك بيد قوية، ولم يقف عند ذلك الحد، ولم يقنع بكبح الفعاليات الشيوعية، بل قام أيضا بتوزيع معلومات تفضح الأساليب الشيوعية وآراءها بين المتعلمين. وكان يدعو شيوخ الدين "الملالي" من القرى إلى مقر عمله في السليمانية في فترات معينة، ليثقفهم ضد الشيوعية" كما كانت وزارة المعارف تقوم بأعداد محاضرات عن سبل محاربة البعبع في المخيمات والفعاليات المدرسية في مختلف أنحاء البلاد (27).

اثر تغلغل الإمبريالية الأمريكية في شؤون العراق، وتكليف فاضل الجمالي برئاسة الحكومة، نشطت السفارة الأمريكية وأجهزتها المخابراتية والإعلامية في حملات هستيرية ضد الشيوعية والاتحاد السوفيتي في العراق. قدم فاضل الجمالي خدمة كبيرة في هذا المجال، حيث كان امتدادا أمريكيا لسياسة نوري السعيد البريطانية، في خطاب له في مؤتمر باندونغ عام 1955، وكان وزير خارجية نوري السعيد، هاجم فكرة الحياد، وذكر أن هناك قوى تهدد العالم، وهي الاستعمار القديم والصهيونية والشيوعية. وصف الاستعمار القديم والصهيونية في طريق الزوال، "أما الثالثة فهي سبب القلق والاضطراب في العالم، وان الشيوعيين جاؤوا إلى العالم بنوع جديد من الاستعمار اشد فتكا والعن أثرا من الاستعمار القديم". وكرر ذلك في خطابه في مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة في 22/1/1955، محذرا من خطر البعبع الذي يغزو البلاد من الداخل ومن الخارج، واقترح إقامة حلف بوجه هذا الخطر، شبهه بالسد المنيع الذي يحمي من الفيضان، "وما لم يكن هذا السد محكما، ووجدت فيه ثغرة فانه سينهار، وان العالم الحر سيصبح عرضة للغزو الشيوعي"(28).

كشف الجمالي في خطبه المذكورة المخطط الإمبريالي المطلوب تنفيذه في العراق والمنطقة، والذي أفصحت عنه المشاريع الأمريكية والبريطانية حول الأحلاف الأمنية والعسكرية والدفاعية. وفي عهده امتلأ العراق بأعضاء وكالة المخابرات الأمريكية الذين كانوا يجوبون البلاد بصفة خبراء النقطة الرابعة فينشرون الدعايات المضللة ضد الحركة الوطنية والشيوعية.

وساهم السفيران الأمريكي والبريطاني في هذه الحملة ضد الشيوعية بنفسيهما، إذ قصدا مدينة النجف الاشرف والتقيا العلماء المسلمين فيها، حيث تقيم المرجعية الدينية الأعلى للشيعة في العالم، بهدف حث رجال الدين والعلماء والمرجعية على التعاون وإصدار الفتاوى ضد الشيوعية والشيوعيين في العراق (29).

صار بعبع الشيوعية مؤرقا لفاضل الجمالي والسفارة الأمريكية أيضا، ففي كل تصريح أو خطاب يحمل الجمالي على الشيوعيين. وينسب كل عمل معارض لسياسته إلى خدمة الصهيونية وانصار السلام الشيوعيين. وقد رجا الجمالي الصحفيين في مؤتمر صحفي له لحماية الشعب من الشيوعية وهاجم الحركة الطلابية والعمالية ورجال السياسة والصحافة "الذين يشجعون عناصر الفوضى ويجعلون من أنفسهم بعلم أو بدون أدوات الشيوعية الهدامة"(30).

قبل التوقيع على حلف بغداد وإعلانه، وبعد عودته من زيارته لتركيا، اغلق نوري السعيد المفوضية العراقية في موسكو بحجة "اقتصاد في النفقات" واثر خطاب مطول له في 13/1/1955، أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي التي أقيمت في 25/8/1944، متهما البعثة الدبلوماسية السوفييتية "بتمويل الهدامين والمخربين وتنظيم المذكرات وإشاعة الفوضى وبث الرعب في قلوب السكان الآمنين، وأنها وكر للمؤامرات واعمال الهدم والتخريب"(31).

 

لم تكن هذه الخطوات التي اتخذها السعيد غريبة عن نهجه وارتباطها بالمخطط البريطاني والأمريكي في الحرب الباردة ضد المعسكر الاشتراكي، والاتحاد السوفيتي خاصة، وانما هي استمرار ضمن خط التبعية الشاملة متوجة بحلف بغداد، الذي كان مشروعا مرسوما، لا بد له من مقدمات داخلية وخارجية تبدأ بقمع الحركة الوطنية وإسكاتها، وإشهار البعبع وخطره، وتنتهي بتكبيل البلاد بالحلف وملحقاته.

كل الاتهامات التي أطلقها السعيد من ترسانة الدعاية الإمبريالية الموجهة للاتحاد السوفيتي نفذها في العراق حيث حوّل البلاد إلى وكر للمؤامرات والنشاط الاستعماري العدواني ضد شعوب البلدان المتحررة، ورصد ملايين الدنانير للدعاية السوداء وتوسيع أجهزتها ووسائل نشرها وشراء الصحف والجواسيس والمرتزقة للعمل ضد البعبع والبلدان العربية المتحررة. كما شكل أجهزة معينة مرتبطة بالجهاز المتخصص لمكافحة الشيوعية في العراق بالتنسيق مع حلف بغداد، معززا دور الشرطة والاستخبارات والتحقيقات الجنائية في محاربة الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية ليس في العراق وحده، بل وفي البلدان المتحررة المجاورة، وتشير وثائق السفارة البريطانية والأمريكية إلى هذا الارتباط، والعلاقة الوثيقة والتنسيق المشترك.

اثر هزيمة الإمبرياليتين البريطانية والفرنسية في عدوانهما على مصر عام 1956، استغلت الإمبريالية الأمريكية ضعف حليفتيها فتقدمت بمشروع ايزنهاور لتشغل "الفراغ" وتواصل المهمة. وقد لخصت جريدة "اتحاد الشعب" السرية المشروع بانه محاولة تجديد العدوان الإمبريالي وتمزيق حركة التحرر الوطني العربية، وجعل إسرائيل رأس حربة للعدوان الإمبريالي المستمر في المنطقة. كما فضحت ذرائعه التي سعت الولايات المتحدة الأمريكية من ورائها إلى شق طرقها وهي: صد الخطر الشيوعي أولا، وثانيا تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وأكدت الجريدة "على إن مصير المشروع لن يجد افضل من مصير حلف بغداد"(32).

واصلت الإمبرياليتان، الأمريكية والبريطانية، إضافة إلى المخططات والمشاريع والنشاطات التي ذكرت، مساعيهما لاحلاف جديدة أخرى، تعكس مصالحهما وتناقضاتهما. إذ أن دوائرهما والأنظمة الحاكمة لم تستفد من دروس وخبرة التاريخ، فعقدت تجمع الهلال الخصيب، والاتحاد الهاشمي وغيرهما من التجمعات العربية، والعربية الأجنبية. وكلها تتضمن تحالفا رجعيا ضد البعبع ـ الشيوعية والسوفييت.

نجاح ثورة 14 تموز/ يوليو 1958 في العراق، كان ختام تلك السلسلة من المشاريع والأحلاف والمؤامرات، وما أن انتصرت الثورة وقف الاتحاد الهاشمي بشقه الأردني داعيا إلى القضاء عليها والى التدخل العسكري في العراق، مستنجدا بالإمبريالية والرجعية في المنطقة، مخاطبا إيران وغيرها إلى تقديم جميع المساعدات العسكرية والسياسية، ومعتبرا الثورة فتنة حدثت بناء على تدخل الجمهورية العربية المتحدة ومساعدة الشيوعية العالمية (33).

لقد نجحت ثورة الشعب العراقي عام 1958، إلا أن تلك المخططات الاستراتيجية لم تنته، بل طويت لزمن آخر وتتواصل بأشكال وأساليب أخرى ومن خلال ما سجل فيما سبق حتى الثورة نلاحظ شراسة العداء الطبقي للشيوعية، واستماتة الإمبرياليين وأذنابهم في استخدام كل الأشكال والمصادر والعوامل الدافعة لها أو المحفزة والمحركة لمعاداتها، وكانت ما زالت تعتبر مكافحتها مبدأ أساسيا للحكومات والقوى والأحزاب اليمينية السافرة في عدائها للتقدم والفكر الإنساني.

لعبت العوامل الخارجية أدوارا متميزة في تصعيد وسائل عملية، من مشاريع وأحلاف ومواثيق واتفاقيات أمنية وعسكرية وسياسية، استهدفت ربط بلدان المنطقة في أحزمة عدوانية ضد الشيوعية والسوفييت خدمة للإستراتيجية الإمبريالية في حربها السافرة. ولهذا قامت سفارات ألمانيا وبريطانيا وأمريكا في بغداد بدور صارخ في تصعيد معاداة الشيوعية في العراق، مستغلة شتى الإمكانات والظروف والمجالات والمراكز الإعلامية والدينية والتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب والحركات السياسية وإقامة النوادي تحت واجهات ثقافية أو دينية، ولكنها تعمل لتنفيذ تلك السياسة الإمبريالية المعروفة. وقامت تلك الأوساط بحث الحكام والعملاء وأذنابهم واتخاذ مواقف مكشوفة، علنية، ضد الحزب الشيوعي والشيوعية في العراق. وهيأت بالضغط والممارسات المختلفة العوامل الداخلية لمعاداة الشيوعية، من إصدار قوانين ومراسيم وتشريعات ضدها إلى تعريض المنتمين لها إلى أقسى الإجراءات اللا قانونية، بما فيها الإعدام والسجن المؤبد، وكذلك تطوير أجهزة القمع البوليسية والأمن والمخابرات، وبتبذير الأموال الوطنية في إعدادها وتدريبها لمكافحة الشيوعية والشيوعيين في العراق.

كشفت معاداة الشيوعية نهج الحكام والتبعية السافرة، وصرحت بأنها شعار كل خطوة إرهابية ورمز لكل سياسة ديكتاتورية، استهدفت فيها الحركة الوطنية والديمقراطية ومكاسبها. وقد تعرضت جراءها الحركة العمالية والوطنية إلى ظروف بالغة الصعوبة والى تصفيات جسدية.

وكما أشير إلى نوري السعيد، وفاضل الجمالي اللذين قدما خدمة متميزة في تنفيذ هذه السياسة، كشفا أيضا الرعب الذي استحوذ عليهما من البعبع الذي نصبه أمامهما أسيادهما في خارج العراق. في الوقت نفسه، عكست تلك التدابير والإجراءات قوة النشاط الشيوعي والديمقراطي والوطني بين صفوف الجماهير، وتضحيات الشعب العراقي ونضاله من اجل مثله وقيمه الإنسانية.

 

الهوامش

   1.   ينظر في خيري، زكي/ مقالته في كتاب معاداة الشيوعية في العالم العربي/ ص 44.

   2.   تشرشل، ونستون/ مذكراته../ ص 1094.

   3.   بونداريفسكي/ سياستان إزاء العالم العربي/ص 139.

   4.   مثلا، جريدة العالم العربي/ عدد 7/1/ 1920.

   5.   ديجول، شارل/ مذكراته، الخلاص/ ص 301.

   6.   د. شعبان، عبد الحسين/ الصراع الايديولوجي في العلاقات الدولية/ ص 172.

   7.   الحسني، عبد الرزاق/ مصدر سابق/ ج 4 ص 56.

   8.   د. حنا، عبد الله/ مقاله في مجلة الطريق اللبنانية/  ع 2- 3 حزيران 1984.

   9.   محاضر مجلس النواب/ جلسة 29/12/1937.

 10. جريدة البلاد عدد 18/3/1937.

 11. جريدة الوقائع العراقية عدد 9/5/1938.

 12. F.O. 371, 93- 848.848E

 13. غولمن، ولدمار/ عراق نوري السعيد/ ص57.

 14. مجموعة مؤلفين/ تاريخ الأقطار العربية المعاصر/ ج 1/ ص 313.

 15. جريدة الزمان أعداد 5 - 15 تموز 1947.

 16. F.O 371, 61664, 75130

 17. خيري، سعاد وزكي/ دراسات../ ص183.

"وفي وثائق الخارجية البريطانية، الملف الخاص بحياة وإعدام سكرتير الحزب الشيوعي فهد مغلق خلاف غيره من الملفات، وخلاف المعمول به رسميا في فتح الملفات بعد مرور ثلاثين عاما عليها، ويثير هذا الغلق السؤال عن دور الحكومة البريطانية وإعدام الخالد فهد."

 18. جريدة الحوادث عدد 18/4/ 1949.

 19. ن.م عدد 21/7/ 1949.

 20. جريدة الزمان عدد 3/5/ 1949ـ أي بعد اشهر من الاستطلاع.

 21. ن.م عدد 13/2/1949.

 22. الحسني/ مصدر سابق/ ج 8/ ص 101.

 23. الياسري، قيس عبد الحسين/ الصحافة العراقية والحركة الوطنية/ ص 130.                                      

 24. الوقائع العراقية/ عدد 1/9/ 1954.

 25. محاضر مجلس النواب لسنة 54 ـ 1955/ ص 691.

 26. حميدي، جعفر عباس/ مصدر سابق/ ص 106.

 27.  غولمن/ مصدر سابق/ ص 206 وص 211.

 28. الياسري/ المصدر السابق/ ص281.

 29. كاشف الغطاء، محمد حسين/ مع السفيرين، وكذلك المصدر السابق/ ص 282.

 30. ينظر وقائع المؤتمرين الصحفيين في صحف 25/2/1954 و 13/4/1954.

 31. F.O. 371, 67089, 75295, 15295, 1592, 98743, 75939

وتشير هذه الوثائق إلى الضغوط البريطانية المتكررة على الحكومة العراقية التي تطلب فيها عدم إقامة علاقات مع الاتحاد السوفييتي، ومن ضمنها وثيقة عن حياة السفير العراقي المعين في موسكو وتوصية للسفير البريطاني هناك للاتصال به والتنسيق معه.

وكذلك حميدي/ مصدر سابق/ ص121.

 32. جريدة اتحاد الشعب/ العدد 1/ أواسط شباط/ فبراير 1957.

 33. ينظر في جريدة التيار الجديد  العدد 2 - في 12/7/1984.

 

* بحث كتب اواسط الثمانينيات من القرن الماضي لمتطلبات الدراسة، عن الحركة العمالية في العراق من الحرب العالمية الثانية والى ثورة الرابع عشر من تموز/ يوليو 1958، ونشر في كتاب بعنوان، العراق: صفحات من التاريخ السياسي، ط1، السويد 1992، ط2 دمشق 1998، ط3 القاهرة 2008.

- اعادة نشره بهدف تعميم الفائدة وخدمة التاريخ السياسي في العراق، وربط الحاضر بالماضي للمستقبل.

 

 

كاظم الموسوي

31.08.2013

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا