<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي الاستاذ هيكل وشباب تمرد

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

الاستاذ هيكل وشباب تمرد

 

 

د. كاظم الموسوي

 

يحتفل الاستاذ محمد حسنين هيكل في 23 ايلول/ سبتمبر 2013 القادم بعبوره العقد التاسع من العمر، قاضيا تسعين حولا، جلها في مهنة البحث عن المتاعب، والتفكير بجغراستراتيجية ما يحصل في بلده مصر والأكبر العالم العربي وما يحيط به من تحولات وتطورات وتغيرات. وفي كل الاحوال فان ما يحصل الان في بلده موضوع الساعة بالنسبة له ولغيره من المنشغلين بهموم السياسة وما يصنعه الحدثان فيها. وتطورات الحدث في مصر شاغلة الناس، وهو الاولى بها والمفكر الاعمق في تحليلها وحساب متغيراتها. وبلاشك لم يبتعد عن المجريات وأصحاب القرار فيها. ولم يتفرج عليها رغم عمره ومشاغله الشخصية وموقعه غير الرسمي الان، وهو برجاحة عقل وذاكرة ثرية منفعل بما يحصل، ومشترك بخبرة عميقة بما يجري ومتواصل بتجربة طويلة مع الاحداث، فكرا وتحليلا، نصحا واستشارة، تقديرا وحرصا. ولمكانته الكبيرة يقوم بدوره المطلوب.

يسهم الاستاذ عضويا مع الشارع المصري ومع النخب السياسية والقوات المسلحة، ومع من يهمه ما يحصل في مصر، داخل وخارج مصر، عربا وغيرهم، مع هؤلاء جميعا في حوار مفتوح وتبادل رؤى ومواقف واجتهادات، رغم عمره المديد وحقه الطبيعي ومتاعب الزمن العربي مرة أخرى وأخرى.

هناك اخبار مؤكدة عن علاقات له مع قيادة القوات المسلحة ولقاءات مستمرة مع رموزها وشخصياتها الفاعلة والمؤثرة. وهناك اتصالات مباشرة ومعلنة مع شباب حركة تمرد. هذه الحركة التي تمكنت من تجميع اكثر من 22 مليون توقيع يطالب بتنحي الرئيس وانتخابات مبكرة. جمعت باختيار شخصي وتبرع فردي وحماس جمعي، مجموعات شبابية تحمل الطلبات ويوقع عليها من يرغب ويعبر عن نفسه باسمه وبهويته الشخصية وعنوانه، دون ضغوط عليه او شحن مستتر او ارغام تنظيمي او موجه بشعارات مخادعة. ولما لم يستجب الرئيس وجماعته يوم 30 حزيران/ يونيو لخروج اكثر من 30 مليون مواطن مصري في الميادين والشوارع في المدن والأرياف، تحقق لهذه الملايين مطلبها وهدف الشعب وخياره. واستعاد الشباب ثورتهم وغضبهم وحلمهم المشروع بالثورة والعهد والوعد، وأوفوا لدماء الشهداء، الذين رووا ارض الميادين الثائرة، التي علمت العالم مثالها ونموذجها الثوري وإرادة الشعب العربي.

هذا المشهد الجديد لم يتركه الاستاذ هيكل دون ان يذكره، يؤرخه ويشير اليه بعظمته، عظمة شعب مصر، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية CBC، والذي نشر وانتشر ايضا عبر وسائل الاعلام الاخرى، إلى أنه شاهد حشود المصريين الذين خرجوا في 30 حزيران/ يونيو وما بعدها من شرفة مكتبه، مؤكدا أن هذه الجحافل الشبابية وحركة الشباب شكلت موجة هائلة من البشر وكتلا استيقظت ووجدت أن شيئا ما قد سُرق منها، وبالتالي ذهبت كي تسترده، قائلا: حقيقة إن حجم الحشد قد فاجأني جدا، وسعدت به.. وحينما كنت أنظر إلى المشهد كان الجميع يحدثونني باستمرار من كافة الدول العربية والأجنبية، لا يستطيعون أن يُصدقوا ما حدث بالفعل، لدرجة أن أحد الشخصيات العربية قال لي: لقد عادت مصر التي نعرفها!. وتابع: الشباب المصري كسر كل القيود، وحقق مطلبا عزيزا، إذ خرجوا بقوة متخطين كافة الحدود، وكل الحسابات، وبالتالي قد نجح في أن يحاول استعادة وطنه، واستعادة روح هذه البلد، وخاصة أنه كان هناك فارقا بين ما كانوا يتمنون وبين ما كانوا يرون على الواقع الفعلي.. كما أن العالم العربي كله يرى أن مصر تنسحب خارج التاريخ والجغرافيا، بعد أن كانت قائدة الفكر والفعل على الأقل خلال القرنين الماضيين. واستطرد قائلا: "نجح الشباب في كسر كل القيود وكل الثوابت، فمن عقود طويلة السياسة المصرية انتهجت منهجا يعتمد على الولايات المتحدة الأميركية بصورة مباشرة، وظل الاعتماد طيلة السنوات الماضية على أميركا بسبب الوضع الاستراتيجي والمعونة العسكرية والاقتصادية، لكن الشباب تجاوزوا ذلك".

هذا هو بعض السر الذي جمع بين الاستاذ والشباب، لاسيما شباب حركة تمرد. عقل وخبرة وموقف مبدأي وحماس شباب واندفاع خيارات وعزيمة ارادات. حدد منسق الحركة الشاب الصحافي محمود بدر في كلمته في افتتاح المؤتمر القومي العربي في القاهرة يوم الاول من حزيران/ يونيو، الهدف، ممثلا عن شباب مصر، وثورة 25 كانون الثاني/ يناير، انهم ثاروا على حكم مبارك لأنه عميل للولايات المتحدة الامريكية، ومشاريعها في اذلال الشعب المصري عبر البنك الدولي والتعامل مع الكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولان الرئيس الذي جاء بعده، عميل مثله، ينفذ اجندة الصديق الوفي، بيريز، والادارة الامريكية. صفق له الحضور إلا ممثلو حركة حماس الفلسطينية حاولوا صناعة مشهد مسرحي، ورغم ذلك كان هو جريئا لدرجة قوله عند انسحابهم التمثيلي، بان ما حصل هو تنظيف للمؤتمر من المندسين وكلمات اخرى مسجلة في يوميات المؤتمر وحضوره الاعلامي المعروف.

كشف الاستاذ ايضاح أحد الزعماء الأتراك له أنه ضمن محادثات "رفع الفيتو الأميركي عن مشاركة الإسلاميين بالسلطة في الشرق الأوسط تلقت الإدارة الأميركية إشارات من الإخوان أكدوا خلالها أنهم سوف يكونون أكثر "مباركية" من مبارك نفسه، ما يعني أنهم سوف يخدمون المصالح الأميركية" (!).

وأضاف: إنه أمام هذه الوضع من الدعم الأميركي للإخوان، وأمام موقف راهن يؤكد أن كل مسؤول أو صانع قرار في مصر يأخذ في اعتباره الأميركيين وجملة من التحديات أبرزها المساعدات والمعونة، وأمام هذا الوضع الذي يأتي أي إطار في خارجه شبه مستحيل، جاء تحرك الشباب المصري في 30 حزيران/ يونيو، وجاءت حشود بطريقة غير مسبوقة في السياسة الإنسانية المعاصرة، رغم أننا شاهدنا حشودا كبيرة في فرنسا وانجلترا، تفوقت عليها حشود الشباب المصري مؤخرا.. قائلا: "حتى الإخوان والعالم الخارجي وحتى الولايات المتحدة والأتراك الذين كانوا يعتقدون أن القاعدة التصويتية للإخوان تتمركز في الريف والصعيد، انكسر ذلك الاعتقاد بالحشود الهائلة التي خرجت".

شباب ثورة مصر، فتيات وفتيان، عمال وفلاحون، مثقفون من كل الطبقات والفئات الاجتماعية اعلنوا تمردهم ويعملون نحو الامل والتغيير.

كاظم الموسوي

09.07.2013

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا