<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي الاستاذ هيكل بين كوارث مصر والأمل بالشباب

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الاستاذ هيكل بين كوارث مصر والأمل بالشباب

 

 

د. كاظم الموسوي

 

استأذن الاستاذ محمد حسنين هيكل (أيلول/ سبتمبر 1923) عام 2003 قبيل ان يبلغ الثمانين من العمر للانصراف عن الكتابة، وكتب رسالة ورجاء وتقريرا ختاميا ( طبع في كتاب ووزع وموجود على الشبكة العنكبوتية) وترك اصداء وأسئلة لدى الكثيرين من المتابعين له والمراقبين لآرائه. إلا انه رغم ذلك عاد الى الشاشة والتقى المشاهدين في حلقات اسبوعية وأعطى ما لديه من معلومات وآراء في سيرته وحياته التي عاشها. وتوقف بعد ذلك لموقف منه كان اضطراريا وضروريا، فالوسيلة التي اختارها لم تف بعهدها الاخلاقي والتزاماتها الاعلامية والمهنية ولم يكن من اللائق لمثله الاستمرار فيها. وظل بين فترة وأخرى يطل عبر شاشة محلية او على صفحات الصحف المصرية، فتنتشر نصا او مقتطفات منها في اغلب الصحف العربية ويعاد نشرها كثيرا في المواقع الاعلامية، وتتوزع عبر الفضاءات الالكترونية وغيرها.

الاستاذ هيكل صحافي (جورنالجي) عاش التجربة بكل تفاصيلها وأدارها بتفوق وتميز، وأثار عبرها الكثير من الحوارات والتساؤلات بما قام به وما طرحه خلال رحلته الاعلامية والثقافية. وهو مفكر استراتيجي بامتياز في الشؤون المصرية والعربية والقضايا التي تهمهما. وله حضوره الكبير في المجالات التي اختارها وبرع فيها، فكان سيدها ومازال رائدها، أُتفق معه فيها أو اختلف، لا يمكن انكار براعته في الغوص فيها وجمع ما يتعلق بها من معلومات ووثائق وسجلات. لم ينصرف او يطالب ذلك للتخفي، كما علق حينها، وإنما ليبتعد قليلا ويعيد ترتيب اوراقه ويتبحر فيها لينقلها بموضوعيته ومهنيته وقراءته لما حصل، وما يجري وما لابد من ادراكه والتنبيه له. وكان هذا الحال فرصة ومجالا له للتواصل بعد ان سهر الليالي وجال العالم من اجل نقل المعلومة والخبر والرأي، كما رآه او تصوره.

ما يحدث في مصر المحروسة اليوم يتطلب استشارته. وهو ما قامت به الاعلامية لميس الحديدي ونقلته الوكالات والصحف والبريد الالكتروني. صرح الاستاذ هيكل إن الأسابيع الماضية اثبتت بيقين أن نظام الرئيس محمد مرسي غير قادر، إن لم يكن غير صالح، مضيفا أن شهر حزيران/ يونيو شهد ثلاث كوارث "كل واحدة منها تسقط النظام لوحدها". وأوضح أن أولى ما سماها الكوارث هي الاجتماع الذي بث على الهواء في الأسبوع الاول من يونيو والذي تحدث فيه مرسي مع عدد من السياسيين بشأن قرار إثيوبيا بناء سد النهضة مما قد يهدد حصة مصر المائية في نهر النيل.

وأضاف: إذا كان مبارك أخذ البلد لحالة من التجريف فهذه الأوضاع أخذت البلد لحالة من التعرية الكاملة. وإن الخطأ الثاني هو إعلانه في الأسبوع الثاني من يونيو في قاعة المؤتمرات أن جميع الخيارات مفتوحة في الأزمة مع إثيوبيا وهو نوع من الإنذار .. "يجب ألا يقولها أحد ولا يملك أحد في العالم أن يقوله ولا حتى أمريكا". اما الخطأ الثالث فهو إعلانه في الأسبوع الأخير عن قطع العلاقات مع سورية، مشيرا أن "الرئيس مرسي تجاوز فيه الخطوط المسموح بها لأي رئيس". وأضاف هيكل "لا يملك أي رئيس أن يتجاوز حدود الأمن القومي المصري الذي يستند على العلاقة بسورية وهي لا تقبل المناقشة.. وإذا خرجت مصر من التأثير على الوضع في سورية تكون خرجت من آسيا بالكامل وانحصرت في أفريقيا وهي محاطة فيها بمشاكل لا حد لها". ثلاث كوارث كبرى اوقع الرئيس المصري وجماعته مصر بها، وكان لابد ان يشير اليها الاستاذ وينبه عنها، لأهميتها ولضرورة التوقف عندها وحساب السياسة واستراتيجية الدولة. حيث موقف مصر ودورها وسياستها ومكانتها، داخليا وخارجيا. وما يقوله الان الاستاذ هيكل ناقدا ومعترضا له اهميته، لأسباب ولضرورات يمليها عليه ضميره الوطني والإنساني والأخلاقي، كما يتوجب ان يقال ذلك بعد عام من حكم حركة الاخوان المسلمين وفوزها في انتخابات جرت بعد الثورة الشعبية التي اطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك وقادته الى المحاكمة وما تزال رهن التحقيق والمحاسبة.

تراكم غضب الشعب وشباب الثورة في حركة تمرد وقرارها في جمع خمسة عشر مليون توقيع يطالب بتنحي الرئيس وانتخابات رئاسية مبكرة ( بلغ اكثر من 22 مليونا قبل يوم التحرك المقرر)، سبقه الرئيس بخطاب استفزازي آخر، وجد الاستاذ هيكل فيه انه تعبير عن حيرة الرئيس بسبب ضغوط جماعته والأزمات التى تواجهه، وأن كل كلمة وردت فيه كانت بمثابة دق لطبول الحرب. وأشار، إلى أن العالم قلق على مصر، وجريدة الحرية والعدالة تخرج بعنوان (إعلان الحرب على محطات الثورة المضادة)، وسبق الخطاب شائعات كثيرة مقصود تسريبها وكان طبيعيا فيه غياب شيخ الأزهر والبابا، بينما أدهشنى حضور السيسي (وزير الدفاع)، وأنه لم يكن من المفروض دعوة قائد القوات المسلحة فى اجتماع حزبي لأن القوات المسلحة مؤسسة دولة لا يجب أن تكون فى اجتماع حزبي. لافتاً إلى أنه لا يجوز لرئيس دولة أن يتحدث عن أشخاص ويوجه لهم تهما مرسلة، موضحا أنه دافع عن مرسي كثيرا والتيارات الإسلامية لأنه لا يحب الإقصاء، وأنه كان يجب على مرسي أن يراعي أنه رئيس دولة، ولكنه تحدث كرئيس حزب. وقال هيكل، أن الرئيس محمد مرسي قدم في خطابه وعيدا ولم يقدم وعدا، وتابع قائلا "أتعجب من رئيس تحدث عن ديون السابقين بينما هو استدان 12 مليار دولار"، واختتم الاستاذ: أنه لا يجب الاستشهاد بآيات قرآنية فى الخطب السياسية، لافتاً إلى أن أوروبا وصلت إلى الصندوق بعد أن فصلت الكنيسة عن الدولة، بينما خطاب الرئيس حرّض مؤسسات الدولة ضد بعضها البعض، وفيه حساسية واضحة ضد القضاء، ونسب المشاكل التى تمر بها البلاد إلى الإعلام (!). واكمل: أن الشباب المصري الذي هو أمل المستقبل كانوا فى حاجة إلى المصارحة.

بعد كل ما حصل من تراكم الاخطاء أو الكوارث، فالأمل معقود على الشباب في ارض الكنانة ليرد الحق ويجدد العهد.

كاظم الموسوي

04.07.2013

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا