<%@ Language=JavaScript %>  د. عدنان عويّد قضايا التنوير – القضية (الخامسة) في الحرية (1) الليبرالية Liberalism

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

قضايا التنوير – القضية (الخامسة)

في الحرية (1)

الليبرالية

Liberalism 

 

 

  ترجمة : د. عدنان عويّد

Paul Starr

From Wikipedia, the free encyclopedia

 مدخل :

      تشكل الليبرالية التي تعود بجذورها إلى عصر التنوير , مجموعة متميزة من الأفكار المترابطة ونظريات الحكم, التي تعتبر الحرية الفردية منطلقا أساسيا ومهما للهدف السياسي والاجتماعي معا . ففي السياق العام, راحت الليبرالية تؤكد على تحقيق حقوق الفرد والفرص المتساوية للجميع في هذه الحياة. بيد أن هناك صيغا مختلفة من الليبرالية, قامت بعرض خطط وسياسات مختلفة على مستوى حقوق الإنسان أيضا, إلا أن  مجموع هذه السياسات تقف في المحصلة عند نقطة دعمها بكليتها لمجموعة مبادئ شاملة تحوز على مساحات واسعة من حرية التفكير والكلام والممارسة, هذا وأن مجال نشاطها بشكل عام, هو, السلطات الحكومية  وحكم القانون وحرية التغيير الفكري والمعتقد وحرية السوق الاقتصادية ونظام الشفافية للدولة .

     إن القسم الأعظم من الليبراليين, وبعض المناصرين لليبرالية من الأيديولوجيين السياسيين الآخرين أيضا, يدعمون الخلاف أو التنوع الحاصل, أو الذي  يحصل في طبيعة أو صيغ الحكومات المعروفة بالديمقراطية الليبرالية, والدعوة إلى الانفتاح على انتخابات عادلة, ينال فيها كل المواطنين حقوقهم العادلة وفقا للقانون . 

     لقد رفضت الليبرالية في جوهرها العديد من الافتراضات الأساسية التي سادت معظم النظريات المبكرة في حكم المجتمعات, مثل نظرية " الحق الإلهي للملوك " أي نظرية "الحق المقدس " ونظريات "  الوراثة ", أو كل النظريات القائمة على مرجعيات أو أسس دينية, منطلقة في ذلك من إيمانها العميق بأن التقدم الاجتماعي أكد ويؤكد دائما بأن القيم التقليدية الموروثة, لم تستطع أن تحمل معها إلى الحاضر قيما وراثية ايجابية , أو تجارب, أو خبرات اجتماعية قادرة على التأقلم بشكل مستمر مع المنفعة العظيمة للإنسانية التي هي المكوّن المشترك للآيديولوجيا الليبرالية . هذا إضافة إلى أن الليبرالية تشارك أيضا وبقوة في مسألة الاعتقاد بأن المجتمع الإنساني يجب أن يكون دائما منظما, وبما يتفق مع الحقوق الفردية الثابتة والأكيدة للفرد والمجتمع  . 

     توجد هناك مدارس ليبرالية عديدة تؤسس على مفاهيم مختلفة من حقوق الإنسان, ولكن يظل هناك من القواسم المشتركة المتعلقة بحقوق الإنسان ما يلاقي الدعم من كل الليبراليين , وهي التي تشمل حق الحياة  والحرية والتملك .

     بشكل عام, هناك تياران أساسيان من التفكير داخل الليبرالية التقليدية / الكلاسيكية تنافسا على استخدام مفهوم الحرية (liberal  ), ودار بينهما صراع على العديد من القضايا المتعلقة بهذا المفهوم ومنها بشكل رئيس ما يشكله هذا المفهوم بالذات . فالتيار الأول داخل هذه الليبرالية التقليدية يعتقد مثلا, أن الحرية الوحيدة الحقيقية, هي القدرة على التحرر من الإكراه والجبر الذي يفرض على الفرد والمجتمع, وبالتالي فإن تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي ومحاولة التخطيط له يشكل قوة جبرية تحد من حرية الأفراد الاقتصادية, لذلك هم يرفضون تدخل الدولة في هذا الاتجاه, كما أنهم يعارضون " دولة الرفاه " . بينما نجد في التيار الثاني من هذه الليبرالية التقليدية ممن  يدعوا إلى توسيع مجال الحريات الاجتماعية, ويؤكد على ضرورة أن تأخذ الدولة أي دوراً فاعلاً وقادراً على النهوض بحرية المواطنين, كما اعتقدوا بأن الحرية الحقيقية يمكن أن توجد فقط عندما يكون المواطنون في حالات ازدهار اقتصادي وثقافي ومتحررين فعلا من فقرهم المدقع, هذا إضافة إلى تفضيل هذا التيار وتأكيده على تحقيق حقوق التعليم والصحة والأجر المناسب للعامل, كما أنهم يفضلون سن القوانين التي تواجه التمايز في المسكن والعمل, وكذلك سن القوانين التي تواجه التلوث البيئي, والمساعدة على تحقيق الرفاه  الاجتماعي والحد من البطالة وتقديم الإعانات والمنافع المادية للمشردين والمنكوبين من الكوارث البيئية .

الاستخدام اللغوي والتاريخي للمفهوم :

     إن كلمة " حر " ( liberal ), قد اشتقت من اللاتينية ( liber ), ودلالتها اللغوية هي, حر وليس عبدا, هذا وقد تشاركت المفردة مع كلمة "الحرية" (liberty ), ثم مع مفهوم (freedom ) .

      في التاريخ الروماني للمؤرخ "ليفي", (  . Livy) , يذكر في هذا التاريخ بأنه منذ بدء هذا التاريخ, كان النضال يدور فيه من أجل ( الحرية ) بين طبقتي ( العامة ) و ( والخاصة ) , أو ما يسمى الأشراف.

    بعد السكون الذي ساد إلى حد كبير العصور الوسطى في أوربا, عاد الصراع من أجل الحرية ثانية مع عصر ( النهضة ) الايطالية, مجسدا بين مناصري حرية " دول المدن " من جهة, ومناصري  "البابا" أو "الإمبراطورية الرومانية المقدسة " من جهة ثانية, فهذا " نيكولا ميكيافليي "  (  Niccolò Machiavelli ) , في مقال له عن المؤرخ " ليفي " يعرض مبادئ الحكم الشعبي. كما قام " جان لوك " (John Locke ), في بريطانيا, ومفكروا التنوير الفرنسي بتوضيح مجمل حالات النضال من أجل الحرية عبر مفاهيم " حقوق الإنسان " .  

     في القاموس الانكليزي " أكسفورد " ( oed ) , هناك إشارات تبين أن كلمة ( liberal  ) أي " الحر " قد وجدت في اللغة الانكليزية منذ وقت بعيد, وهي تحمل دلالات عدّة تتناسب مع  الحرية, النبل, الكرم ... وكذلك وجدت مع الفنون " الفنون الحرة ", والتحرر من قيود الكلام والممارسة, هذا وقد استخدمت مفردة ( liberal ), لدى الانكليز من قبل  المعارضين للحكم,   وفي فرنسا استخدمت من قبل ما كان يطلق عليهم ( المشاغبون أو الغرباء ) .

     مع حرب الاستقلال الأمريكية, تأسست أول دولة على مفهوم الحكومة الليبرالية, أي أن إدارة الحكومة قامت على الاتفاق الشعبي .

     مع قيام الثورة الفرنسية, الكثير من المبادئ البرجوازية لهذه الثورة جربت لتأسيس حكومة تقوم أو تؤسس على مبادئ الحرية . فالاقتصاديون أمثال " آدم سميث " في كتابه ( ثروة الأمة - 1776 ) , أعلن مبادئ الحرية التجارية . ومحررون الدستور الاسباني عام ( 1812 ) كتبوا أول مرة كلمة ( liberal ) في الدستور, وقد سمى هؤلاء المحررون أنفسهم بـ " الأحرار " معلنين معارضتهم تجاه القوة المطلقة للحكومة الملكية الاسبانية .

     مع بداية القرن الثامن عشر, أصبحت الليبرالية الآيديولوجيا الرئيسة عمليا في كل البلدان المتقدمة المعروفة في عالم اليوم .

ميول ونزعات الليبرالية :

     لاشك أن في نطاق مفهوم الليبرالية ودلالاته, هناك صراعات وجدالات عميقة, وغالبا قاسية بين الليبراليين, أما المنبثق من هذه الجدالات إلى خارج الليبرالية الكلاسيكية, فهو مجموعة من الميول المختلفة, ولكي لاتتشعب وتتعقد علينا الأمور كثيرا, سنحاول أن نتعامل مع  بعض المفاهيم أو الميول الأولية التي تشير أو تدل بمجموعها في نهاية المطاف إلى المعنى العالم لليبرالية .

     ففي السياسة : سنستخدم تعبير " الحرية السياسية " من أجل دعم الديمقراطية التحررية, إما في نطاق (الأنظمة الملكية الدستورية), أو في نطاق ( الدولة الجمهورية ),هذا إلى جانب  (الملكية المطلقة ) أو ( الأنظمة الدكتاتورية ) .

     وفي الثقافة : سنستخدم " الثقافة الليبرالية ", وذلك من أجل دعم ( الحرية الفردية ) إلى جانب  القوانين التي تسمح بالحرية الدينية والفكرية .

     وفي الاقتصاد : " سنستخدم الحرية الاقتصادية ", وذلك من أجل دعم ( الملكية الخاصة ) إلى جانب دعم ( التنظيم الحكومي ) و (الحريات الاجتماعية ) و( المساواة أمام القانون ) والوقوف إلى جانب دعم  (الدولة) لتخفيف آلام الناس الناتجة عن الفقر والكوارث الطبيعية .

     إن الليبرالية في نهاية المطاف إذن تعني, اختلاط أو امتزاج هذه الصيغ من الحرية التي جئنا عليها هنا, والتي راحت تتأسس في معظم العالم المعروف بالمتقدم, أما رهانات هذه الليبرالية فهي الدولة التي تستطيع أن تكون قوية, إلا أنها مقيدة – وقوتها بسبب إكراهها للشعب - , ومع ذلك هي قادرة على تحقيق الكثير من متطلبات الشعب مثل حق التعليم , تكافئ الفرص , الكرامة الشخصية, وكل ما من شأنه أن يحقق نمو ورقي وإبداع وإنتاج الإنسان, الفرد والمجتمع, ولضمان كل هذه المتطلبات أو الحقوق راح الليبراليون يدعمون الدور الواسع للدولة في المجتمع والاقتصاد, أما القوة الموازنة أو المعادلة للدولة, فتأتي هنا عبر الضمانات القوية للحريات المدنية من خلال استقلال الصحافة ,والتعددية الاجتماعية وغيرها من الحريات الفردية والاجتماعية .

كاتب وباحث من سورية

d.owaid50@gmail.com

 

 

  

    

    

                 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا