%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
إلى ثوار مصر الكنانة
إحذروا ( فئران الأنابيب)
د.عدنان عويَد
إذا كان هناك ثورة حقيقية من بين كل ما جرى في الساحة العربية من حراك سمي بالربيع العربي, فإن ما جرى في مصر الكنانة يوم 30/ حزيران / 2013/, هو الأحق بأن يسمى ثورة, وهو الأحق بأن يسمى ربيعاً , أما كل ما سبق ذلك فلم يكن ثورة, ولم يكن ربيعاً. لا في سورية ولا في مصر ولا في تونس أو ليبيا. إن ما جرى فبل 30/ حزيران, هو حراك سياسيي ساهم في قيامه قوى تطمح إلى الحرية, والعدالة في تقسيم الثروة الوطنية, والتعددية, والمساواة, غير انه استغل من قبل قوى رجعية ضلامية تريد أن ترجع التاريخ إلى الوراء, يدعمها قوى سياسية عربية أكثر رجعية, لازالت تنتمي في أنظمتها السياسية إلى القرون الوسطى, وهي دول الغنيمة ممثلة بحكام الخليج, (فئران الأنابيب) الذين حاولوا استغلال هذا الحراك وتسخيره لمصلحتهم خوفا من أن يمتد لهيبه إلى ديارهم, يساعدهم في ذلك قوى الغرب الاستعماري وأمريكا, إضافة إلى الكيان الصهيوني الذي اخذ يشعر بخطورة أن يتحول هذا الحراك إلى حراك ثوري يهدد وجوده بالكامل.
نعم لقد تحركك (فئران الأنابيب) ومعهم كل المركب الرجعي العربي والعالمي من اجل مصادرة هذا الحراك, فسخروا كل إمكاناتهم المادية والمعنوية من أجل ذلك, فكانت قنوات الجزيرة والعربية والـ bbc ومن لف لفهم, يعملون ليل نهار من أجل تغيير مسار هذا الحراك وتسخيره لمصلحة حكام الخليج والغرب وأمريكا وإسرائيل. فكان الكذب والتشويش والتزوير الإعلامي, مثلما سخر البترودولار أيضاً والسلاح, من أجل دعم القوى الأصولية التكفيرية وتحويلهم إلى أدوات رخيصة بيدهم, يساعدهم كل من باع ضميره ووجدانه وكرامته من اجل الدولار, لتتحول ساحات سورية وليبيا إلى مستنقع من الدماء, ولم تزل هذه الدماء قابلة للسيلان دون مقابل سوى خسارة الوطن والمواطن معاً من أجل أن يبقى آل سعود وآل ثاني وآل نهيان.... إلخ.
في شهر نيسان من عام 2012 نشر لي العديد من المواقع الالكترونية مقالاً بعنوان (التوضيف السياسوي للدين في ثورات الربيع العربي) كنت قد بينت فيه كيف يقوم (فئران الأنابيب) حكام الخليج باستغلال الدين وتوظيفه من اجل مصلحتهم, وقد جاءت الأحداث اليوم بعد ثورة 30/ حزيران 2013/ / المجيدة في مصر لتثبت ذلك.
لقد قلت يومها إن حكام الخليج يحاولون عبر الدين اليوم أن يحققوا في المشرق العربي الفوضى خلاقة التي لم تستطع أمريكا وإسرائيل والغرب أن يحققوها عندما فشلوا في تحقيق مشروع الشرق الوسط الجديد. لقد تقاسم أل سعود وآل نهيان وآل ثاني الأدوار التي رسمتها لهم أمريكا من أجل استغلال هذا الحراك العربي الذي حولوه إلى شتاء, ففي الوقت الذي يقوم فيه أل ثاني بدعم الأخوان عبر قناة الجزيرة والبترودولار, يقوم آل نهيان بمحاربة الإخوان ودعم القوى المناوئة لهم, بينما يقوم آل سعود بدعم القوى السلفية المناوئة للجميع. وهكذا تختلط الأوراق ويمسك (فئران الأنابيب) بخيوط اللعبة كلها ويسخرونها لمصلحتهم, فإذا نجح الأخوان تكون قطر أول من يحاول دعمهم وتقديم العون لهم, كما حدث في مصر عند سيطرة الإخوان على السلطة, وكذلك في ليبيا وتونس. في الوقت الذي تلعب فيه السعودية والإمارات أدواراً أخرى تتمثل في دعم القوى المعادية للإخوان, وهذا ما جرى ويجري اليوم. لذلك مع سقوط الإخوان اليوم في مصر, سارع آل سعود وآل نهيان وآل لصباح لدعم القوى الثورية الجديدة من أجل شرائها من جهة, ومن جهة أخرى خلق حالة من الفوضى بفعل رد الفعل الذي سيمارسه الأخوان والسلفية من جهة أخرى. وهذا ما بدأنا نلمسه في مصر, والدليل على ذلك أن القوى السلفية في مصر التي تدعمها السعودية كانت مع الثورة في أول الأمر ضد الإخوان, وها هي تنسحب من الثورة اليوم تحت ذرائع وحجج واهية, والسبب هو تنفيذ أوامر أسيادها من اجل خلق حالة من الفوضى السياسية, بينما آل سعود يبدون مواقف أخرى تجاه الثورة, وهي تقديمهم الدعم المالي والسياسي لهذه الثورة ضد الإخوان.
إذاً إن كل ما جئنا عليه هنا يجعلنا نعلن بأعلى صوتنا محذرين ثوار مصر, ثوار ثورة 30/ حزيران المجيدة التي سطرت لأول مرة في التاريخ العربي ثورة شعبية حقيقة التحم فيها الجيش مع الشعب من اجل إعادة المسار الحقيقي ليس لتاريخ مصر وشعب مصر الأبي فحسب, بل ولكل الشعب العربي الذي سيتعلم كيف تكون الثورات الحقيقية ومن هم قادتها الحقيقيون.
من هنا نقول لإخوتنا وأخواتنا ثورا مصر: أحذروا بترودولار فئران الأنابيب, وتذكروا كيف استطاع هذا البترودولار نفسه الذي قدمه آل سعود إلى مصر بعد حرب 1973/ / , أن يجر مصر إلى الانفتاح ,وفقر الشعب المصري وربط مصر بالمعسكر الأمريكي, الذي جره إلى اتفاقية الكامب وما ترتب عليها من ذل ومهانة للشعب المصري, الذي لم يزل يعاني من نتائجها السيئة حتى هذا التاريخ. يجب على الشعب المصري وحكومته الحالية, أن يدركوا أن فئران الأنابيب لا يقدمون شيئاً لوجه الله, وأن كل ما يقدمونه من مساعدات لأحد يجب أن يصب من اجل بقائهم في الحكم ومص دماء شعوبهم, وتكريس التخلف العربي. وهم لا يستطيعون أن يستمروا في الحكم إلا إذا قضوا على كل حركة تحرر عربية يشعرون ولو من بعيد أنها تشكل خطراً على وجودهم, هذا ما فعلوه مع عبد الناصر, وما يفعلونه اليوم في سورية, وضد قوى المقاومة. إن المليارات التي يقدمها فئران الأنابيب اليوم لمصر هي من أجل التحكم بمسار ثورتها من جهة, ومن جهة ثانية, أن يمنعوا الحكومة المصرية الخروج من عالم كامب ديفيد والمركب الرجعي في الساحة لعربية والإقليمية, وأخيرا محاولتهم إبعاد مصر عن إيران وعن محور المقاومة.
إن شعب مصر وحكومة مصر اليوم هم أوعى من أن يحولوا مصر العربية إلى لعبة مرة أخرى بيد فئران الأنابيب, هؤلاء الذين علينا اليوم أن نواجههم بكل ما نملك من وعي وشجاعة....إنهم سرطان هذه الأمة الذي يجب أن يقتلع من جذوره
كاتب وباحث من سوريا
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|