<%@ Language=JavaScript %> بلال فوراني هل صدقَ الله أم سقطَ الله ؟ 

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

هل صدقَ الله أم سقطَ الله ؟ 

 

 

بلال فوراني

 

 

قبل أن تدعو للدين يجب عليك أن تكون انساناً قبل كل شيء لأنك حين تفقد انسانيتك لن تجد ديناً يبرر تصرفاتك وأفعالك تماماً مثل الذي ذبحَ الجندي السوري واستخرجّ قلبه من صدّره ثم بدأ يلوكهُ بأسنانه القذرة مثل الهمجّ وهو يكبّر ويصدّح بكلمة الله أكبر فأنت حين تتخلّى عن انسانيتك وتنقلبّ الى حيوان جائع بريّ همجيّ سعران
لن تجدّ ديانة في الأرض ترضّى أن تفعل هذا باسّمها او تتشرفّ بفعلك هذا لأنّ كل الديانات السماوية على الأرض تبحث دوماً عن معدنّ الانسان وجوهره وحين يسقط الجوهر لا يبقى هناك أي معنى للمظهر..؟؟

 

وكل من تسوّل له نفسه الشيطانية أن يعبثّ بالدين ويشوهه على مزاجه ما هو سوى شيطان من شياطين الانس التي حذرنا الرسول منها يوما   لأنه عقد صلحاُ مع ابليس وصدّق أنه يدافع عن الدين بجرائمه القذرة تماماً مثلما يحدث حين يقول لك الشيطان احرق بيتك كله كي تقتل بعوضة رغم ان البعوضة لا تحتاج الى كل هذا الحريق الهائل كي تقضي عليها  ولكن لان الجاهل لا يملك أي عقل فأنه يمشي وراء كلامه مثل البهائم  وحينها سيصدق أن القتل باسم الله هو جهاد وان الدعارة صارت جهاد نكاح  وأن الله في جنته ينتظره على أبوابها كي يهبّه الحور العين التي وعده بها .

 

قبل أن ترفعوا اسّم الله على أعلام سوداء تشبه قلوبكم المظلمة والظالمة حاولوا أن ترفعوا الله في صدوركم وفي قلوبكم وفي عقولكم لو استطعتم  فالله لا يحتاج الى كتيبة مجرمين يتاجرون باسمه ويبيحون القتل تحت لواءه
والدين الذي لن يدخل العقل لن يدخل القلب ولو بعد ألف ضربة سيف  فحين أرسل الله موسى وأخيه هارون الى فرعون الذي ظنّ نفسه إلهاً لم يقل لهما اقتلوه والعنوه وشردوا عائلته وانهبوا امواله واذبحوا ابنائه بل قال لهم " قولا له قولاً لينا " لأن الله " ربّ "  وليس " مجرم حربّ " .

 

واليوم أشهدُ بعيني وأسمع بأذني وأرى بقلبي ما وصلنا اليه  و أتساءل في نفسي ونفسي توسوس لي

 " أين الله من كل هذا؟"
أين الله من هؤلاء الذين يشوّهون دينه ويتاجرون باسمه ويلعبون بآياته؟ أين الله من الذين يبيحون الدعارة والسفالة والقذارة تحت ستار الدين؟
أين الله من هؤلاء لكي ينتقم منهم شرّ انتقام ويرحمنا من شرورهم وقذارتهم؟
أين الله لكي يدافع عن دينه ودين أنبياءه قبل أن يتحول الى خراب فوق خراب؟
أين الله من كل هذا ولماذا لا يفعل شيء أمام كل هذا السيل العارم من الحقارة؟
أين أجد الله وكيف أعرفه اذا كان من يقتلني ويذبحني وينحرني ينادي باسم الله؟ 
ومتى أناديه أنا اذا كان قاتلي يمسح سكينه من دمائي ثم يقوم كي يتوضأ للصلاة لله؟

 

اليوم نعيش على حافة الأمل لأن عقولنا صارت مؤجرة سلفاً للشيطان وأهواءنا صارت أجيرة حقيرة لشهوتنا في المال والنساء وسفك الدماء وأصبح كل بهلول يحفظ أيه من القرآن يظنّ نفسه عمر بن الخطاب وكل من ربى لحيته شبرين صار من أتباع الصحابة رضوان الله عليهم وكل من اسدلت الخمار على وجهها صارت أسماء ذات النطاقين نحن نعيش اليوم مهزلة الاسلام حين يصير الرب مجرد فكرة نكرة ويصير التاريخ مجرد مسلسل طويل يحذف منه المُشاهد ما يحلو له ويصير الدين لعبة في أيدي تجار لم يعرفوا الدين سوى باللحية والسبحة كي يستعرضوا عضلاتهم الفقهية حسب مزاجهم الجنسي المريض الخائب ويغوصوا بمهارة في قشور الدين مبتعدين عن لبّ الدين وأركان الاسلام

 

اليوم نشهد أن سيوف الدين صارت مكسورة واستبدلوها بسيوف خشبية وأن صلاح الدين الايوبي الذي لم يكن عربيا كان أشرف من كل عربي وأن الذين يتفاخرون بأنهم من سلالة الانبياء ما أشبههم اليوم بأخوة يوسف
وأن أعظم من دافع عن هذا الدين كانوا غرباء عنه لم يولدوا من رحمه وتركوا لنا الساحة نحن الاقزام الذين لا نفقه في علوم الدين مثلما يفقهوا هم كي نحارب بصوتنا وحرفنا ضد المتأسلمين الذين يحرفون الدين عن مساره 
لأن شيوخنا الاكارم والمحترمين جدا قد تخلوا عن دورهم في أنهم ورثة الانبياء فالتصقوا باستديوهات الاعلام المرئي والغير مرئي بحثاً عن الشهرة والمال لكي يتكلموا عن حكم امرأة في محيضها أو طفل احتلم أو الطهارة في دخول الحمام بينما نخوض نحن معركة قذرة مع هؤلاء الذين يعتلون المنابر ويخطبون في أمة لا تقرأ وشيوخنا الكرام الذين كنا نحترمهم ما هم سوى كلاب أسوأ وأوسخ من الشيوخ المتأسلمين لأنهم خانوا ربهم قبل أن يخونوا حرفتهم وخانوا دينهم قبل أن يخونوا عقل المشاهد المسكين لأنهم لم يقولوا قولة حقّ في حين ركضوا الى شاشاتهم كي يقولوا قال الله وقال الرسول

 

لا عتبّ اليوم على كلّ مؤمن أنقلبّ الى كافر ولا على كافر انقلبّ الى مجاهد فنحن اليوم نعيش فوضى الديانات وعبثية الأفكار والسقوط الاخير في مستنقع الجهل ويلومونني حين أتطاول على هؤلاء الشيوخ المتأسلمين بحرفي البذيء أحيانا وبكلامي الغليظ ولكن بربكم أروني واقع أوسخ وأقذر من الذي نعيشه حتى أتجنب الكتابة فيهم بطريقة بذيئة  أروني شيء يدفعني كي اتخلى عن لغة الحوار الدنيئة التي أحاورهم بها وأجلدهم بها لقد وصلوا الى مرحلة الفحشّ في التأويل وفي التحريف وفي التشويه وفي التفسير  وصار الرب عندهم مثل الأرباب في عصر الجاهلية يصنعونه من التمر ومن أفكارهم  ينحتونه على مزاجهم الشخصي ويلونونه حسب ما تقتضي المصلحة الخاصة بهم وأنا لا عندي منبر أقوم عليه ولا برنامج تلفزيوني أجعجع فيه ولا أنا خطيب يوم جمعة
فأنا لا أملك سوى حرفي هذا أشهره في وجوههم القذرة و أمام فتاويهم المريضة المنحلة  ولا أملك سوى الغيرة على هذا الدين الذي جاء به رسوله الكريم ليتممّ مكارم الاخلاق فجاء من بعده قوم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويبيحون الدمّ والقتل والزنا
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (البقرة:11)
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (البقرة :12)
صدق الله العظيم

 

ومن باب العلم وللتنويه فقط للسادة الذين ينتحلون صفة رجال الدين
أنه لا يوجد في ديننا الاسلامي الحنيف شيء اسمه رجل دين 
ولم نقرأ في تاريخ الاسلام أو في السلف الصالح عن هذا الأمر
لأن الدين ليس مهنة ولا حرفة ولا عمل مأجور نقوم به مقابل عائد ما
ففي ديننا الكريم يوجد علماء دين ولا يوجد ما يدعى رجال دين 
لأننا كلنا رجال في الدين ولكن ليس كلنا علماء في الدين

 

على حافة الدين 

الله 
صدق في أقوالهم
ولكنه سقط في أفعالهم

 

بلال فوراني

 

المدونة الشخصية

http://pisces77.wordpress.com/

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا