<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: كل عيد وأنتم بخير

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

حكايات فلاحية:  كل عيد وأنتم بخير

 

 

صالح حسين

 

 

بمناسبة أعياد الميلاد والسنة الجديدة ( 2014 ) يسرني أن أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات لمن تبقى حياً من العراقيين، والذكر الطيب لشهدائنا على أختلاف معتقداتهم الدينية والآديولوجية، كما أدعو الله بالشفاء لجرحانا أينما وجدوا... هؤلاء أهلنا الطيبون الذي عانوا الأمرين من سوء القيادات الطائفية والعشائرية والحزبية والحكومية على مدى خمسة عقود متتالية ...أنفقنا مالاً وضحينا بشراً وها نحن كما كنا بل وتأخرنا كثيراً عن العالم المتطور وبل أصبحنا من أدنى الدول في الخدمات ... وإذا كان ولابد من أن نقلد الغرب والشرق بالديمقراطية وحقوق الأنسان إذن لابد من أن نطرح سؤلاً وجيهًا هو: ماهي مشكلة الإسلاميين مع الدولة المدنية أو العلمانية التي ينعم الآخرون بخيراتها، رفاهة وأماناً!؟ وبالمختصر: يعني لو أنت مسلم وملتزم في دوله مدنية أو علمانية ماذا ينقصك !؟

-  أكو أحد يمنعك إنك تصلي ؟

- أكو أحد يمنعك إنك تصوم ؟

- أكو أحد يمنعك إنك تقرأ القرآن ؟

- أكو أحد يمنعك إنك تخرج الزكاة ؟

-  أكو أحد يمنعك إنك تحج أو تعتمر؟

- أكو أحد يمنعك إنك تبر بوالديك وتصل رحمك؟

- أكو أحد يمنعك إنك تحسن إلى جيرانك و زملائك ؟

- أكو أحد يمنعك إنك تقول الصدق وتؤدي الأمانه و تتقن عملك ؟

- أكو أحد يجبرك على شرب الخمر ؟

-  أكو أحد يجبرك على الزنى ؟

- أكو أحد يجبرك على لعب القمار ؟

-  أكو أحد يجبرك على التعامل بالربى ؟

- أكو أحد يجبرك على الكذب و الغش و أكل أموال الناس بالباطل ؟

-  أكو أحد يطلب من أولادك في المدارس أنهم يسبوا الدين في طابور الصباح ؟

الأستاذ ( هرمز كوهار) بداية كانون أول / 2013 كتب موضوعاً جميلا تحت عنوان: " شيء من الذاكرة ... وحقا قالوا: شر البليــــة ما يضحك، في كل زمان ومرحلة، لغة سياسية تختلف عن الزمان الآخر، ففي العهد الملكي كنا نتداول مفردات سياسية منها: رجعي، وطني، تقدمي.... الخ، ويُتهم بالرجعية كل من كان يساند ويؤيد الحكومة وحتى في إنجازاتها التي كانت في خدمة الشعب!! أما الشخص الوطني فهو كل من كان ضد الحكومة

" الرجعية "، وينتقدها ويستخف بإنجازها وإن كانت في الصالح العام ! أما التقدمي فكانت تعني الوطني اليساري، ومعارض للحكومة على طول الخط  ! فإذا بنتْ جسرا أو فتحتْ طريقا... كنا نقول: هذه لتسهيل مرور قطعاتها نحو الجماهير المنتفضة !! وإذا أسست مدارسا ومستشفيات كنا نقول: هذه لتغطية جرائمها وهكذا...، لأن القاعدة: ألا نـُحسِن الظن بالرجعية والاستعمار!!! - ولكننا نقول: ما بالك، أن أغلب سياسينا أصبحوا عملاءً للدول الأجنبية - !

أما الرجعية الحقيقية هي التي نعيشها هذه الأيام مع " الأحزاب" الإسلامية والتطرف الإسلامي الذي تحولت إلى عصابات فاشية، والتي تريد أن ترجعنا إلى ما قبل 14 قرنا إلى الوراء... إلى سيرة السلف " الصالح "، هذه هي الرجعية الحقيقية.

 ونعود إلى موضوعنا ومليكنا والكلام لا زال للأستاذ هرمز كوهار، ففي سنة 1956 كنت أحد خريجي كلية التجارة والاقتصاد، كما كان أسمها آنذاك. كان من بين الزملاء الذين تخرجوا معي، ومن المعروفين: الزميل ( حنا رزوقي الصائغ ) وطالبان من القوش، كانا موسى ميخائيل الصفار، وسامي توما، وزميل آخر بعثي، وأصبح من قادة البعث فيما بعد، هو حكمت إبراهيم مزبان أي حكمت العزاوي، ومن الصدف أنه حقق معي أثناء توقيفي بعد جريمة 8 / شباط 63 !!! بتهمة كوني شيوعي، ودليله إنني كنت مرشحا في قائمة الشيوعيين والديمقراطيين ضد قائمة البعثيين والقوميين في جمعية الاقتصاديين العراقيين سنة 62، وبعد جريمتي شباط 63 و69 أصبح العزاوي وزيرا للاقتصاد ومحافظ البنك المركزي. وغيرها من المناصب، وبعد 2003 حكم عليه بالسجن (15) سنة. وقيل انه مات في السجن قبل أشهر.

وأضاف الأستاذ ( كوهار ) في التسعينات تعرفت على شخص أرمني قال لي: لا زلت نادما عندما تجاهلت تحية الملك وهو في سيارته، فقد أدرت وجهي كي لا أرد التحية لأنه ملك رجعي عميل...كم كنا أطفالاً في السياسة...ا الشيوعيون.. كنا نريده ملكا ماركسيا ، والبعث.. كانوا يريدونه ملكا عفلقيا، والقوميون..كانوا يريدونه ملكا ناصريا يقدم العراق هدية لعبد الناصر، ليصنع وحدة عربية بعد أن يـُلقي اليهود في البحر، والأكراد.. أرادوه ملكا يعطيهم حكما ذاتيا أكثر استقلالا من الدولة نفسها أما الإسلاميون .. فكانوا يريدونه ملكا دينيا على منوال وسيرة جده رسول الله .

وأخيراً قال: ذاكرة من أيام كان العراق دولة ونظام واحترام، أما هذه الأيام فلا دولة ولا نظام ولا قانون ولا احترام، و كل الأمور خارج الاهتمام ...ا بل " دولة " المليشيات والعصابات المسلحة والنهب والسلب والتفجيرات دون حساب ولا كتاب... و" دولة " تسن دستورا وقوانينا ولا تحترمها، فهي لا تحترم نفسها، فكيف تريد أن يحترمها الغير...!؟ و" دولة " تتحول التصريحات الرسمية لمسؤوليها إلى نكت ونوادر يتندر بها العراقيون...ما تسمى دولة... " .

مربط الفرس: إذن الدولة المدنية لا تمنعك من طاعة، ولا تجبرك على معصية... تريد تلتزم دينيا أنت حر وجزاؤك عند الله، ما تريد الإلتزام بالدين هم أنت حر وحسابك على الله، وماكو أحد يتحاسب بدل أحد وكل لشه تتعلك من كراعها...أليس كذلك!

 فالدولة المدنية مسؤولة عن توفير الخدمات والأمن لجميع المواطنين وفرض القانون المدني على الناس بالمساواة لكنها ليست مسؤولة عن دخولك الجنة أو النار...

والمنطق يقول دخولك الجنة أو النار مسؤليتك الشخصية...

إذن شنو مشكلتك يا إسلامي وياها ؟

أي مع الدولة العلمانية أو الدولة المدنية، الحقيقية الواضحة التي يخشاها الأسلاميون بجميع فصائلهم وثقافاتهم هي إن الدولة المدنية تمنع الإسلاميين من فرض أنفسهم  باسم الدين، من خلال التخلف الجمعي والقوة على الناس، هذا هو هدفهم وهذه هي مشكلتهم مع الدولة المدنية...لننظر إلى الدول الأوربية التي يتوافد عليها طلابنا، لطلب العلم ومسؤولينا للأستحمام والأستجمام... ألم تكن هذه دول علمانية أو مدنية...

نعم لديهم أديان ومعتقدات وأخلاق ويخافون الله، ولكن كلاً منهم يواجه ربه بطريقته، والآمر الناهي هو قانون الدولة !

وللأسف نقول أن الأغلبية من مسؤولينا أفتهم الديمقراطية على إنها تهريج وتسقيط وكشف ملفات وفوضى خلاقة  !

 

...وكل عام وأنتم بخير 1 / 1 / 2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا