<%@ Language=JavaScript %>   يوسف علي خان ألمؤتمرون في اربيل واهدافهم المعلنة والخفية

 

 

المؤتمرون في اربيل واهدافهم المعلنة والخفية

 

 

  يوسف علي خان

 

اجتمع بتاريخ 18/12/2014   في اربيل نخبة من السياسيين والوجهاء وزعماء العشائر للمداولة والمناقشة حول ايجاد السبل الكفيلة بمحاربة الارهاب ومعالجة بعض الامور المستجدة على الساحة العراقية وقد ابتني هذا المؤتمر على اخطاء عدة واغراض ذاتية بارزة...  كما تغيب عنه العديد من الشخصيات التي يهمها موضوع واهداف هذا المؤتمر المعلنة والتي كان من الضروري جدا حضورها ... فظهر المؤتمر معوقا وبروتوكوليا ودعائيا اكثر منه مؤتمر عملي فاعل  وذلك للاسباب التالية

 

اولا----  نظم على اساس مكافحة الارهاب ومعالجة اوضاع بعض مناطق العراق وإذ  يفاجأ  قسم  كبير من المدعويين في القاعة والمشاهدين له على شاشات التلفزة  بانه دعوة لتأسيس الاقاليم وإقامة الفدرالية  المجزأة لخلق الاقطاعيات والترويج لها ... يستدل ذلك من طبيعة ومكان  انعقاده  وسيطرة وتزعم بعض المطالبين بالفدرالية  كي يكون لكل رئيس كتلة  من السياسيين  مقاطعة تحت نفوذه وادارته يهيمن على مواردها ويصبح صاحب الوجاهة والزعامة فيها... ونعود الى ظاهرة الاقطاعيات التي سادت العراق أيام الحكم الملكي ولكن بشكل اكثر استقلالية ووضوح وباعتراف دولي كي تفقد  الحكومة المركزية السيطرة على هذه الاقطاعيات بشكل تام .... والتي دعى اليها احد الساسة الكبار  صراحة  والمنظم لهذا المؤتمر.... وخول لنفسه صلاحية  التحدث باسم المناطق المنتفضة  دون اخذ موافقتهم أو اجراء استفتاء شعبي كما جرت العادة على ذلك ... متجاهلا مصلحة العراق الكلية وما ستؤول اليه مثل هذه الدعوات من اذابة للدولة العراقية القائمة وتمزيقها ... وهو اتجاه خطير لتدمير ما بقي من العراق وتحقيقا  للارادة الاجنبية  بتكريس مشروع الشرق اوسط الكبير.. فيما لو تمسك المؤتمرون بهذا الهدف  فعليا وأيدوا  منظمه في تنفيذ ما يطمح له ...

ثانيا ----انطلاقا من الغرض المعلن لهذا المؤتمر وهو التحرير والتصدي للارهاب المنتشر بكل انحاء العراق وبكل صوره وبدعم من جهات اجنبية متعددة ومتناقضة ومتنافسة .. فليس اسلوب المؤتمرات هو الطريق السليم لتحقيق هذه الاهداف.... فالتحرير والتصدي للارهاب يتم في ساحات القتال وداخل المعسكرات  ومن اجل الحفاظ على وحدة البلاد لا تمزيقها كما ينادي بها منظموا المؤتمر ... كما وان  في جميع جيوش العالم التي تقاتل وتروم النصر  يجب أن  يكون قادة تلك الجيوش والمناضلون لتحقيقها في مقدمة الجيوش وبالزي العسكري يقاتلون جنبا الى جنب مع الجنود وليس كما يريد  البعض أن يقاتل من الغرف الفارهة في فنادق سبع نجوم أو من خلال الندوات والتصريحات والمؤتمرات والمجالس التي يعقدها الساسة  بالبستهم المدنية  أو تحت قبة البرلمان وفقا لصفقات مسبقة  أو في مراكز الرئاسات وبحسب التوافقات ....  فلا يوجد جيش انتصر من داخل الغرف المكيفة والمحصنة  معتمدين على الاخرين من المغرر بهم  الذين يدفعون بهم الى المحارق لكي  يحاربوا بالنيابة عنهم..

ثالثا---- تشكيلات الجيوش النظامية الموحدة العقائدية والحرفية  هي الوحيدة التي تحقق النصر ولكن بخطط متنوعة وبتشكيلات تتلائم وطبيعة الحرب التي يزمع الجيش خوضها وأن يكون الهدف وحدوي لا تفكيكي  كما اسلفنا   ومن اجل الدفاع عن عموم العراق  وهو يتم لا عن طريق تشكيل المليشيات والمجاميع المتعددة الولاءات القبلية أو الحزبية أو الكتلوية الجاهلة بفنون القتال  التي تطلق عليها مختلف التسميات ... فلا يمكن أن يتحقق النصر بهذه الطرق على الاطلاق...بل بارادة مركزية وتحت  قيادة  ضباط حرفيين ومؤهلين وكفوئين ومخلصين لتربة هذا الوطن... وبتحرير شامل

 للعراق برمته من جميع الدخلاء بجميع صنوفهم وتوجهاتهم ..  فبوجود الطائفية المنحازة  لا يمكن أن يتم التحرير ولو بعد مائة سنة ... 

رابعا---- الاعتماد على القوة الذاتية الداخلية الوطنية بكل التفاصيل وتهيأة الاسلحة الكافية والكفوءة وهي بحاجة الى اموال طائلة  وارادة مستقلة لاتعتمد على الاجنبي أو على من يريد فرض الشروط  للمساعدة ... بل على التضحية ونكران الذات والعيش المشترك وهو غير متوفر لاسباب معقدة  لا مجال للخوض فيها في الوقت الحاضر.. فليس هناك اجنبي يحرر بلد غيره إلا اذا اراد احتلالها  والسيطرة عليها ونهب مواردها .. وعندها ينعدم مفهوم التحرير او هدف محاربة الارهاب .. وإنما يغدو الامر ضحك على الذقون ومن اجل استعادة سيطرة مجموعة خسرت مواقعها  ومنافعها وتريد  استعادتها بهذه الشعارات ..

خامسا---- الحروب الحديثة تختلف عن اساليب الحروب السابقة او القديمة التي تعتمد على القوة البشرية المطلقة والتي تتميز بصولة الفرسان  وتقابل الجيوش في سوح المعارك ... فهي الان  تعتمد على التقنية الميكانيكية والتكنلوجية والاسلحة الحديثة المتطورة وداخل مراكز العمليات المتواجدة في صالات مليئة بشاشات التلفزة المرتبطة مباشرة بالاقمار الصناعية عن طريق الحاسوب  التي توجه الطائرات المسيرة او الصواريخ المبرمجة العابرة للقارات من داخل تلك الصالات والتي تلاحق الاهداف خلال حيز لا يتجاوز العشرين سنتمتر  دون الحاجة الى الاقتتال المباشر او  السيطرة من قبل الطيار فهناك المئات من هذه الشاشات المخصص كل منها لمنطقة معينة تدير الحرب من خلالها وما واجب قطعات الجيش سوى الامساك بالاراضي والمناطق المحررة بعد ذلك....  وهو ما تفتقد اليه الكتل السياسية التي تعقد مثل هذه المؤتمرات فهو خارج امكانياتها وان ذلك من اختصاص الحكومات المركزية التي بامكانها تهيأة مثل تلك المراكز وغرف العمليات اضافة لعدم رغبة الكتل حتى لو توفر لها المال البذل من جيوبها الخاصة ..... وفوق كل ذلك  إفلاس الخزينة وعدم وجود الاموال حتى لو ارادت الدولة دعم المؤتمرين ومساندتهم كما هي بحاجة  الى التدريب العنيف  والاختصاص النوعي والخبرة العالية والتفوق بنوعية السلاح وبقيادة مركزية..فلا تحسمها المؤتمرات وزج الالاف من العزل في المعارك ليبادوا..

 سادسا --- واهم ما يحتاجه  التحرير.....((( الوطنية الصادقة  والاخلاص والنيات السليمة   والتجرد والايثار والتضحية بالنفس والبذل والعطاء من أجل كل العراق دون تمييز بين شمال وجنوب... فهل كل هذا متحقق في  ذهنية  المؤتمرين وفي ضمائرهم وفي اجواء المؤتمر بشكل عام.....  نتمنى ذلك.... ولكن هل يكفي التمني ...؟؟؟؟ فلو كان كل هذا  متحقق لما حدث كل ما حصل وانهارت المعنويات وتبخرت التبجحات واصبح هكذا حال العراق

وأخيرا أود أن اذكِّر السادة المؤتمرين بعشرات المؤتمرات التي عقدتها المعارضة خارج العراق أو حتى في اربيل  ابان الحكم السابق حيث إإتلف العديد منها واجتمع وأقروا العشرات من القرارات للاطاحة بالنظامالقائم أنذاك.... ورغم بعض المحاولات التي قامت بها بعض فصائلها داخل العراق في حينه فقد باءت جميعها بالفشل وتغلب عليها النظام... فقداكتشفها وانقض عليها واطاح بها بدلا من ان تطيح هي به.... واستمر الحال لاكثر من عشرين سنة الى أن قررت الولا يات المتحدة الامريكية بدوافع مصالحها الاطاحة به.... فزجت بجيوشها واسلحتها الفتاكة واستطاعت ان تقضي عليه  خلال تسعة عشر يوم بينما عحزت المعارضة عن تحقيق أي منجز بمبادراتها الذاتية لعدة عقود .. ورغم كل تلك المؤتمرات الفاشلة  فقد اضطرت فصائل المعارضة  ان تسير خلف الدبابة الامريكية ولا تدخل أي منطقة من العراق إلا بعد ان تمهد الدبابة الامريكية لها الطريق .. كل هذا يؤكد عدم جدوى المؤتمرات العراقية في تقديم أي منجز ولا تتمكن من حسم أي موقف بعيدا عن الدبابة الامريكية وتماشيا مع مصالحها وتنفيذا لارادتها في تحقيق أي هدف إلا إذا كان متوافقا مع ما قد خططت له سيدة العالم امريكا .. ودون ذلك فستبقى الكلمات والخطب  مجرد جعجعات فارغة في الهواء  لاقيمة  لها سوى ترويجا لصورالبعض  وتلميعا لواجهاتهم ...!!!

25/12/2014   يوسف علي خان

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org