<%@ Language=JavaScript %> يوسف  علي خان انهيار اسعار النفط في العالم اسبابه ودوافعه

 

 

 

انهيار اسعار النفط في العالم اسبابه ودوافعه

 

 

يوسف علي خان

 

 

قد تحدث قضايا في هذا الزمن خلاف كل التوقعات والقوانين والحسابات والنظريات العلمية وخلاف العقل والمنطق ومع ذلك فهي تحدث.... فنحن نعلم بان النفط هو نوع من الوقود الذي يولد الدفيء للانسان اضافة لكونه الطاقة التي تدير عجلة  المصانع في الوقت الحاضر ..واهميته الكبرى  بنظري هو خلق الدفيء خلال فترة الشتاء القارص البرودة لأن حياة الانسان هي اثمن من عجلة المصنع.... وعليه فاكثر ما تكون الحاجة له خو بهذا الفصل من كل سنة... وقد تؤدي شحته الى ازمة خطيرة تثير الراي العام وتؤجج احتجاجه إذا ما شح في الدول الاوربية التي تنخفض فيها درجة الحرارة الى  مستويات كبيرة تحت الصفر ... فيزداد الطلب عليه وترتفع اسعاره بشكل مذهل ... وهو ما قد يحدث في معظم السنين فتضطر الحكومات الاوربية  الى تحمل عبىء هذه الزيادة من اجل توفيره لمواطنيها و عبور هذه الاجواء القاسية وتوفير الدفيء لهم ...أما ما حدث هذه السنة فعلى عكس كل التوقعات وخلاف كل الحسابات وبالمقلوب.... فقد انخفض سعر هذه المادة المهمة انخفاضا كبيرا والى النصف تقريبا وهو بانخفاض مستمر في نفس الوقت الذي يزداد فيه البرد شدة وهو امر محير وغير منطقي لفت انظار العالم واصابه بالذهول من هول هذه الصدمة الغير متوقعة ...غير أن المتفحص للامور سوف  يكتشف سبب هذا الانخفاض الغير منطقي.... فهي مؤامرة ولعبة جهنمية  ذكية مارستها الادارة الامريكية من اجل تركيع بعض الدول واحراجها تجاه مواطنيها لا ثارتهم عليها .. ولكن كيف تمكنت هذه الادارة أن تلعب هذه اللعبة بهذا النجاح المنقطع النظير وتقلب الطاولة على هذه الدول وتربك كل حساباتها وتصيب ميزانياتها بالشلل التام ... فالامر بسيط (( فإذا عرف السبب بطل العجب )) فيما لو علمنا بأن الولايات المتحدة تمتلك اضخم خزين  احتياطي نفطي في العالم كما انها صاحبة اكبر الشركات الاقتصادية والمالية في نفس الوقت التي استطاعت أن تشتري وتخزن كل هذه الكميات  الهائلة بما يكفي احتياجات العالم لمدة عشرين سنة قادمة... فهي اولا قارة منتجة للنفط اضافة لما تشتريه  من نفوط العالم خاصة من السعودية ودول الخليج والعراق  ونفوط شمال افريقيا  وتخزينه لاستغلاله كسلاح فيما لو شح تواجده في أي وقت من الاوقات او لغير ذلك من الاسباب  فلديها خزانات تتسع لمليارات البراميل من النفط  ... فاضحت الدولة الوحيدة القادرة على التحكم بهذه المادة المهمة وبالتالي التحكم باسعارها عن طريق العرض والطلب بما تمتلكه من خزين يمكنها ان تضخه باي وقت تشاء  فتخفض الاسعار كما تفعله الان لاحراج بعض الدول التي تشعر بانها تخرج عن  ارادتها أو تقف مواقف ضد مصالحها .. وقد أن الاوان كي تبرز عضلاتها اليوم وتثبت قدراتها بالتحكم باقتصاديات الدول خاصة بعض دول الخليج أو دول شمال افريقيا ..فقد كان للضربة القاصمة التي وجهتها مصر لها بعرقلة مشروعها الشرق اوسطي اثره البالغ الذي اثار حفيضتها .. وما ترتب عن موقف حكومة السيسي من تغير بمواقف العدديد من دول المنطقة ما ادى الى شل حركتها في تنفيذ مشروعها الذي خططت له منذ اكثر من ثلاثين سنة وسارت به من نجاح الى نجاح... فجاء الموقف المصري المفاجيء الذي دفع بعض الدول العربية النفطية للوقوف معه مثل السعودية والامارات .... اضافة لما  اتخذته مصر بمساعدة بعض الفصائل الليبية وتوحيدها بزعامة اللواء حفتر والتي كان من المؤمل تجزأتها الى دويلات عشائرية متنازعة ... فاستطاعت مصر أن تسيطر على الوضع وتعرقل مساعي امريكا بالسيطرة على المراكز النفطية هناك  بعد تفتيتها .. كما أن ما اتخذته الادارة الامريكية من اجراءات لتخفيض اسعار النفط العالمي ايضا  هو اضعاف الاقتصاد الروسي الذي يعتمد معظم اقتصاده على تصدير الغاز الى اوربا والحصول على الموارد الذي تصلح به اقتصادها المهتز ..فقد استطاعت الادارة الامريكية ضعضعة الوضع الاقتصادي للعديد من هذه الدول التي شعرت بانها خارجة عن  ارادتها أوانها تمردت عليها باتخاذها اجراءات ضد مصالحها.... فكان لا بد لها من اجراء معاكس تضغط به على هذه الدول لاعادة الهيمنة عليها فقد حركت بعض فصائلها المسلحة  الخفية  ودفعتها للسيطرة على المنابع النفطية لبعض الدول في منطقة الشرق الاوسط وقيامها ببيع النفط المستولى عليه باسعار مخفظة جدا اضافة للخزين الذي هياته لطرح كميات كبيرة بحسب حاجة الاسواق العالمية إذا اقتضى الامر ..فاثر كل ذلك وفقا لقانون العرض والطلب الى انخفاض كبير رغم برودة الشتاء الذي اتخذ فيه هذا الاجراء فزعزعت العديد من ميزانيات الدول وشلت حركة نشاطاتها في مختلف  الميادين ..ووضعت العديد من الدول في حرج شديد ومنها العراق الذي كان قد وضع مشروع ميزانيته لهذا العام على تقديرات اكبر بكثير مما وصل اليه سعر النفط في الاسواق العالمية والتي قدرت باكثر من مائة دولار للبرميل الواحد  ما ادى الى تعطيل الكثير من المشاريع النظرية والغير حقيقية بالطبع فهو امر اخر لا مجال للبحث فيه .. والمهم هو هل بامكان الدول المنتجة للنفط ايقاف انتاج النفط فهو امر غير ممكن لارتباط الدول بعقود مختلفة مع العديد من الشركات الاجنبية التي لا توافق على ايقاف الانتاج اضافة لتعذر ذلك تقنيا كما لا يمكنها تخزين المنتج لعدم وجود  مخازن تتسع للكميات التي تنتجها خلال فترات التوقف التي قد تطول الى عدة اشهر او اكثر  وليس  كما هي الحال بالنسبة  للولا يات المتحدة  القادرة على التحكم بالامور... اما هذه الدول فليس بمقدورها  بيعه باسعار مخفضة من اجل تقليل العرض فمعظم الدول المنتجة مرتبطة بمنظمة اوبك... واعضائها غير متفقون على سياسة موحدة بهذا الخصوص... كما ان الدول  بحاجة الى المال فمعظمها دول ريعية معتمدة على بيع النفط مما يجعلها مضطرة للبيع باي سعر تصل اليه الاسواق مع كل ما يلحقها من خسائر بسبب اضطرارها لخفض الاسعار تماشيا مع الاسواق العالمية الحالية لهذه المادة

 وسوف تكون الادارة الامريكية مستعدة لشراء النفط باسعاره المخفضة مما يفيض عن حاجة السوق الاوربية وخزنه في مخازنها الواسعة ... فتكون قد ربحت من هذه الاجراءات بصور واشكال متعددة ...  بعد أن ترغم  الدول النفطية  في نهاية المطاف للخضوع لارادتها وفرض كلمتها عليها   بعدم السير بالسياسة التي تتبعها مصر والتخلي عنها لاضعافها ... لحاجة مصر الى الدعم المالي الذي هي بامس الحاجة اليه لضعف مواردها وكثافتها السكانية التي تزيد على التسعين مليون نسمة .. وبنفس الوقت الضغط على ايران التي هي الاخرى بورطة اقتصادية كبيرة بسبب مشاريعها النووية التي

 كلفتها اموالا طائلة وهي بحاجة الى المزيدولربما تريد أن تلعب معها نفس اللعبة التي لعبتها مع صدام واستطاعت بالتالي الى اسقاطه ... وكذلك الضغط على روسيا وارباك اقتصادها التعبان اصلا بسبب ما اتخذته من اجراءات وهو السيطرة على شبه جزيرة القرم وهو الاجراء الذي اتخذته خلافا لارادة الادارة الامريكية والغرب بصورة عامة ... وما اثارته من قلاقل في اوكرانيا وغيرها من المواقف التي اتخذتها روسيا ضد الغرب ومصالحه المعروفة... فهي أي امريكا تريد كبح جماح روسيا بكل الطرق المتاحة ومنها حرب النفط هذه...  كل هذه الامور مجتمعة دفعت الادارة الامريكية الى  خلق هذه الازمة التي هي اشبه ما تكون  بحرب غير معلنة على المتمردين ....!!!

 

يوسف  علي خان

21.12.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -