<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان ذكريات وألام أبو مهدي

 

 

ذكريات وآلآم أبو مهدي

 

 

يوسف علي خان

 

زارني صديقي ابو مهدي بعد الاحتلال سنة 2003 مباشرة وهو فرح مستبشر وقال لي لقد تحررنا وتخلصنا من الظلم والاستبداد والتخلف وسوف يجعلنا التحالف كما وعدونا مثل الامارات برخائها وتطورها وما تتمتع به اليوم من حضارة و رقي وعمارات فهي لؤلؤة الشرق بحق وحقيق... ...

فقلت له مهلا مهلا يا ابا مهدي انك تستشهد بالمنجزات التي أقامها الغرب في الامارات وتتكلم عن التطور العظيم الذي اضحت به الان... فهو وهم وسراب وانت مخطيء كبير... فنظر لي مندهشا مستغربا من كلامي وقال هل تشك بما هو موجود الان وما فعله الغرب في الامارات من تطور وتقدم ....اليست هذه النخلة التي  انشأوها في وسط البحر  هي اعظم انجاز و اعظم دليل على ما اذكره لك .؟؟؟ فأجبته عن أي انجاز تتحدث وأي تقدم وتطور تتكلم ---- يا ابا مهدي هل تعتبر هذه النخلة التي شيد وها وسط البحر تقدم وتطور.... إن هذه النخلة التي تتحدث عنها قد جلبوا لها الرمال من استراليا كي يكونوا هذه الاراضي التي قذفوها في البحر وشيدوها على هيئة نخلة فكلفت الامارات مليارات الدولارات  فهل ينقص الامارات رمالا واراضيهم هي نفسها بحر من الرمال  ما يمكنها أن  تنشيء مليون نخلة مثل التي اشتروا لها الرمال  من استراليا ولديهم اراضي شاسعة خالية تعج فيها الرمال هي بحاجة الى تعمير  وبناء كي يتخلصوا من هذه الرمال المتحركة التي تثير الغبار لدى هبوب العواصف فتلوث الاجواء  ...  فهل هم  بحاجة الى اراضي كي يشيدون عليها العمارات مثل اليابان مثلا وغيرها من دول شرق اسيا المكتضة بالسكان إذ اضطرت اليابان لانشاء المطار وسط البحر وتورطت مع ذلك فيه... لان رماله تزحف الى الاسفل سنويا بضع سنتمترات ولربما ما سيحل بالعمارات التي شيدت على اراضي هذه النخلة سوف تبتلعها مياه البحر بعد عدة سنوات فيعيدوا بناء النخلة من جديد  وتبقى  اراضيهم خالية من البشر وتبقى  بحاجة الى بناء و اعمار كي يتخلصوا من عواصف الصحراء والرمال المتحركة

 وهياج الغبار... الم يكن من الاجدر لو اراد الغرب مساعدتهم ان تشيد لهم تلك الفنادق والعمارات  التي اقاموها في هذه النخلة القلقة والتي كلفت مليارات الدولارات في اراضي الرمال المتحركة والخالية من السكان  أن يشيدوها على الاراضي الشايعة الخالية في الامارات والتي هي بحاجة ماسة لمن يشيد عليها البناء وينقذ سكان الامارات من العواصف الرملية التي تسببها بين الحين والحين ...اضافة أن   لديهم الاف الكيلومترات من السواحل والشواطيء الرائعة  التي كان بالامكان ان تعوض عن كل هذه الاراضي التي صنعوها داخل البحر.... ولكن الغرض كان نهب مليارات

 الدولارات واستحواذ شركاتهم عليها عن طريق  بيع مليارات الاطنان من الرمال التي ظلت البواخر تنقل بها لمدة سنة كاملة  فهو ضحك على الذقون وهدر لاموال الامارات.. واين هو التطور والتقدم الذي تدعيه؟؟؟ ألم يكن من الاجدر أن يبنون مصانع للطائرات والدبابات والمدافع او السيارات والثلاجات ومعامل  لصناعة الحاسوب الذي اضحى عماد هذه الحياة أو  غيرها من المعدات والمعامل المنتجة كما فعلوا في بلدانهم وما يمتلكون من الالاف الصناعات  في مختلف الاتجاهات .. فلا تفرح كثيرا يا ابا مهدي لمجي ء الحلفاء الى بلدك مدعين بكونهم جاؤا محررين  فانتظر ولا تستعجل  الامور  بما سيفعلوه في العراق بعد عدة اشهر  إن لم يكن بعد عدة ايام ...  وهو ما حصل وما كان من تدمير وخراب فإن كانوا قد بنوا النخلة في الامارات فقد سحبوا ببناءها  موارد الامارات لاكثر من عشر سنين... غير أن الشيخ زايد رحمه الله  شعر بهذه النيات السوداء تجاه كل الدول النفطية  فاخلاصه دفعه أن  يقدم شيء لبلاده مقابل ما ينهب من مليارات ... فقد تأكد بأن الاموال منهوبة  لا محال من قبل الامبريالية  فقبل بتشييد النخلة  وبناء العمارات  خير من ان تذهب هباء  فعلى الاقل تكون معلما سياحيا يجلب السواح  ...أما نحن خسرنا موارد بلادنا  دون ان يستفيد منها  المواطن لتحسين حاله او تُقدم له الخدمات...  فقط استفادت منها  شلة قليلة جاءت مع الاحتلال.. قذف اليهم المحتل  فتات المال ونهب القسم الاعظم  وسوف يسحبها منهم ويعيدهم الى ما كانوا عليه خاوين الوفاض ... ومع إني اجد ما فعله الاجنبي في الامارات ليس بذي جدوى حقيقية تتوازى مع موارد البلاد فهو على اية حال صنعوا فيها شيء مفيد بفضل زعيمها المخلص ابن مهيان أما نحن فلم نجني من الاحتلال غير الخراب والدمار ولم نبني حتى شجرة او ميناء أو عمارة يسكنها المشردون من ابناء هذا الشعب الذي لا يجد ماوى ولا سكن ولا ماء او كهرباء بل طيور ابابيل تتساقط فوق  الرؤوس ودخان يتصاعد الى عنان السماء... وبالنهاية هجر حتى من ملك دارا تأويه فشرد هو الاخر في المخيمات  ...فقد جاء  أبو مهدي لزيارتي قبل عدة ايام وجلسنا نتحدث ونعيد الذكريات  فقلت له .... أفلا يجب أن تعيد حساباتك بعد أن شاهدت بأم عينك كل ما حل بالعراق الان ؟؟؟....وهل ستقول نفس ما قلته لي في الايام الاولى من الاحتلال . إذ بعد مضي كل تلك السنين العجاف واكتوائه بسعير النيران  واحتراق بيته وتشرذم عائلته فقد احنى رأسه خجلا مما قاله لي عند بدء الاحتلال فبدى مكسور الخاطر حزينا مهموما ... وهو  يقول لقد صدقت يا ابا فلان ... فلقد استعجلتُ الحكم على ما  سيكون فحدث مالم يكن بالحسبان...  فقد خاب ظني وقد ادركت الان بانه لا خير ياتي من الاحتلال ومن أعوانه... وكما يقول المثل ما حك جلدك مثل ظفرك ....ولكن للاسف لا زال هناك من يعول على الاجنبي ويطلب مساعدته والعون منه ويؤمن بالعملاء  وسوف يندم لا محال ....!!! 

 

يوسف علي خان

04.12.2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                             

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -