<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان ((ألكيل)) الصابون الطبيعي الذي اغفله الناس

 

 

(ألكيل) الصابون الطبيعي الذي اغفله الناس

 

 

يوسف علي خان

 

 قد يستغرب البعض لماذا كان العراق او ما كان يطلق عليه بلاد ما بين النهرين محط انظار العديد من الاقوام التي وفدت اليه واستقرت فيه لان هذا البعض لا يعلم بان هذا البلد مليء بالخيرات  والموارد الطبيعية  فقد اكتشف النفط اخيرا وخلال القرنين الماضيين بينما النفط متواجد في هذه الارض منذ ملايين السنين ظل مجهولا او ربما لم يتنبه لمكنوناته احد اضافة لالاف الموارد الطبيعية الاخرى التي يزخر بها هذا البلد المعطاء التي لم تكتشف كنوزه او اخفى وجودها الاستعمار او بعض العلماء الغربيين الذين توافدوا على العراق على شكل حملات استكشافية او منقبين عن  الاثار حيث وجدوه عامر بالنفائس  غير انهم لم يلفتوا نظر اهله الى هذا الكنز الدفين في ارضه والذي سبقهم باكتشافه سكان الموصل المحلييون إذ انبثقت عين ماء على شاطيء نهر دجلة والتي اطلق عليها ((عين كبريت)) لان مياهها مليئة بعنصر الكبريت ومركباته واكتشفوا لربما عن طريق الصدفة فائدة هذه المياه لمعالجة الامراض الجلدية المختلفة التي انتشرت في العهد العثماني لانعدام الرعاية الصحية من قبل العثمانيين المحتلين.. ثم وجدوا بان الجدران الملاصقة لهذه العين تحدث رغوة عند اصدامها بمياه النهر شبيهة برغوة الصابون فاخذوا يقتطعون بعض الاحجار منها  فيفركون اجسادهم عند الاستحمام بمياه هذه العين فتغدوا نظيفة خالية من الاوساخ والدهون فاستمروا يستعملونها عوضا عن الصوابين الغالية الاثمان حيث انتشر استعمالها في البيوت ومن قبل العوائل الموصلية  خاصة بين الطبقات الفقيرة وهي الشريحة الغالبة في ذلك الوقت والذي اطلق عليه ((بالكيل )) واستمروا باستعماله لعدة قرون حتى االخمسينات من القرن الماضي إذ انتشر الصابون المصنع في شركة الزيوت النباتية التي كان يمتلكها ويديرها محمد حديد وزير المالية في عهد عبد الكريم قاسم فلربما كان له التاثير في اغفال هذه المادة المنظفة لانعاش انتاج شركته أو  هناك اسباب اخرى لا علم لي بها مع ان هذه المادة التي استعملتها انا نفسي لعدة سنوات فوجدتها افضل من جميع الصوابين التي انتجتها المصانع المحلية او المصانع الاجنبية واكثر كفاءة في التنظيف عشرات المرات وهي رخيصة الثمن ولا تحتاج الى أي تصنيع فهي جاهزة للاستعمال فور اقتطاعها من التلة المشرفة على عين كبريت ..وهو امر يؤسف له ان يترك مثل هذه المادة المنظفة التي فاقت بقدرتها على التنظيف كل المساحيق وقوالب الصابون المصنعة وهي لا تحتاج سوى الى قطع من هذه التلة المتوفرة فيها فتصبح كما هي جاهزة للاستعمال كما يمكن ان تتقولب بقوالب بسيطة كي  يضفي عليها شيء من الجمالية وتعرض كاحسن منظف عرفه العالم في الوقت الحاضركذلك يمكن احالتها الى مساحيق أو معاجين بمجرد وضعها في الماء فتتحول الى مستحلب وحسب الطلب  فيدهن به جسم الانسان ثم يغسل بالماء الدافيء فيغدو نظيفا ليس فيه شيء من الاوساخ او الدهون التي يفرزها الجسم بشكل معتاد .. غير انه وللاسف الشديد هناك مثل معروف يقول ( تراب البعيد دواء للعيون ) فالمعروف ان الاتربة والرمال هي سبب معظم امراض العيون غير ان المستورد منها من بلاد بعيدة ستصبح دواء للعيون كما يعتقد الجهلة والمتخلفون .. وهو ما ينطبق على مادة ((الكيل)) فلانها متوفرة  في الارض وبامكان اي شخص استخراج ما يحتاجه من الارض ويستعمله بشكل مباشر او يبيعه في الاسواق فهي لا تجد لها سوق رائجة وينصرف الناس عنها لاستعمال الصوابين المستوردة المصنعة ويهملون صوابين بلدهم الطبيعية الاشد فعالية من اطنان الصوابين المستوردوة التي تستنزف اموال العراقيين بسبب استخفافهم بما تمتلكه بلدهكم من موارد تفوق ما لدى الغرب او غيره من الدول في هذا العالم  وهي تختلف عما يطلق عليه (( طين خاوة )) فلا علاقة لها به فهي شيء مختلف  فطبن خاوة مجرد طين عادي خال من المواصفات التي يتحلى بها الكيل الازرق اللون ذو الرغوة الصابونية  الكثيفة  .. والغريب العجيب انه لم يلتفت الى هذه الصوابين الطبيعية احد من المستثمرين الاذكياء فيستخرج من هذه التلة اطنان من الكيل ويعالجها بصبها بقوالب كي يبيعها كاحسن منظف عرفهه العالم في الوقت الحاضر.. ويربح منه ملايين الدولارات دون أي عناء... كما اننا لا نأمل من الحكومات العراقية المتعاقبة ان تلتفت الى هذه الصوابين الطبيعية وتستخرجها من التلة بسهولة فتحصل على موارد من ارض بلادها فكثير من الموارد الهائلة تركتها الحكومات مثل الغاز الطبيعي الذي يحرق دون ان تستفيد منه والعالم بامس الحاجة اليه وهكذا يتم الهدر في كل ناحية ويصبح  العراق مفلسا رغم كل هذه الموارد التي لو استغلت لدرت على العراق مليارات الدولارات ولكن اين المخلصين ؟؟؟؟؟

 

يوسف علي خان

27.11.2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                             

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -