<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الاحلام انعكاسات مواقف وإرهاصات  دفينة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الاحلام انعكاسات مواقف وإرهاصات  دفينة

 

 

 يوسف علي خان

 

 

 

تكلمت عن الاحلام وحقيقة تواردها في عقل الانسان خلال نومه المتنوع بين الخفيف والعميق وبينت لماذا تترائى كاطياف هلامية تستمر لبعض الوقت وتتغير بشكل مشوش غير منتظم وقد تظهر المشاهد بصورة عشوائية طبيعية منطقية معقولة ومرة باشكال مشوهة غير متجانسة وبصورة كوابيس لا تتوافق والواقع الذي نعيش فيه .. وقد تبناها البعض واتخذ منها علما وخبرة راح يضع لها التحاليل والتفاسير كل بدرجة ثقافته وادراكه أو تو جهاته الفكرية الوضعية أو الدينية ...  فاهل العلم والمعرفة حاولوا ان يلجوا عالمها المجهول باعتبارها مجرد رؤى ليس لها ملمس مادي فهي تختفي  حالما  يستيقظ النائم وقد ينسى الكثير منها وقد يتذكر البعض فيقصها على اهله ومعارفه أو قد يلجأ الى من إتخذ من تحليل وتفسير هذه الاحلام  حرفة يترزق منها بما يقدمه من تعليلات تطيب خاطر الحالم وتهديء من روعه أو تسعده بتحقيق امنياته... ومنهم اتخذها وسيلة للتسلية والضحك على الذقون بما يطلقه من تفسيرات للتندر...  ومنهم من نسبها للروحانيات واعتبرها نوع من الغيبيات التي تتخصص بها الملائكة والجان وسكان السماء ...ثم استلمها علماء النفس وهم يحاولون ربط ما يراه المرء في احلامه بما يعيشه في حياته اليومية أو ما جرى له في الماضي البعيد  ومنذ ولا  دته بل قد يرجعها البعض حتى عندما كان المرء في بطن امه وما يرثه في جيناته .. والجميع يتخبطون من خلال هذا المجهول الخفي الخارج من المخ والمرتبط به ارتباطا وثيقا... فالمخ لا تزال اكثرية اسراره في طي المجهول وقد يحتاج حتى  تكشف اسراره لربما لعدة قرون .. كل هذا التخبط يحدث بسبب جهل الجميع بحقيقة كنهها....  وبالطبع أنا واحد منهم .. حيث لا زال الجوهر غامض فيها مع ما توصل اليه اهل العلم من ثوابت المخ وما اخترعوا من اجهزة الكترونية لفحصه والتعرف على تلافيف عقده .... لكن كل ما استطاعه  العلم الحديث أن يؤكده بكونها مشاهد تنتج في الدماغ.. كما واكدوا  من ان احد اسباب رؤيتها تتعلق بحياة الانسان وما تراكم في دماغه خلال فترات حياته المديدة ولا زالوا هم في اول الطريق يبحثون عن المزيد من معرفة هذا السر الغامض  الناشط داخل الجمجمة  والتي لا  تمس لا من قريب او بعيد كل هذه الخزعبلات التي يروج لها المشعوذون وانما هي اختلاط واشتباك لما هو مدون في الدماغ من مؤثرات واحداث ومشاهد يومية لاي انسان فليست بحاجة الى عبد الحليم حافظ بقارئة فنجان أو الى خطوط الكف وابراج السماء والكواكب والنجوم او درب التبان .. فقد جائني صديق يحكي لي ما شاهده في المنام --- بانه كان  يقود سيارته فدخل محطة للبنزين واخذ  صاحبها يملأ له الخزان .. فادخل يده في جيبه لاخراج النقود فلم يجد فيه فلس واحد فقال لصاحب المحطة لقد ظهر باني قد نسيت نقودي في البيت فسوف اذهب لاجلب لك الثمن واعود فامسك صاحب المحطة بتلابيبه و رفض أن يطلق سراحه وقال له لن ادعك تذهب إلا بعد دفع قيمة الوقود وكان صديقي ضعيف البصر يلبس النظارات ولا يستطيع المشي دونها فانتزع صاحب المحطة نظارته رهينة وافرغ جيوبه مما فيها من اشياء ايضا حتى ساعة يده فظل صاحبي حائرا فهو بدون النظارة لا يستطيع سياقة السيارة أو حتى المشي بسبب ضعف بصره وقد اصبح في حالة حرج واستفزاز شديد... ومن شدة الخوف والهلع  من الموقف  استيقظ من نومه مرعوبا  فقد كان كابوس ثقيل.. وقد اخبرني صاحبي بانه قد ذهب الى رجل دين يستفسر منه عن هذا الحلم المخيف فقال له لا بد وأنك قد اخطأت  فعليك بالكفارة صوم ثلاثة ايام وتوزيع مالا لعشرة ايتام فهذا يعني غضب الملائكة من عمل قد قمت به مخالف لارادة الله .. فقلت له بعد أن هدأت من روعه إذ جائني مرتبك من حقيقة ما قاله له رجل الدين... لا تكترث لمثل هذا الكلام فهو امر لا يتعلق بالدين ولا بالغيبيات وإنما نتيجة حدث معين اقلقك خلال حياتك اليومية فترائى لك رمزيا عن ما صادفك بهذا الحلم معبرا عن ذلك الضيق والحرج بما شاهدته من اضغاث  احلام .... كما يذكر عن نابليون بونابارت بأنه كان يوميا وهو في معتقله في جزيرة البا يحلم بالعودة الى حكم فرنسا من جديد وان هذا الحلم كان لا يفارقه يوميا حتى اصبح كابوس مدمر لم يعد يستطيع النوم بسببه... وهي حقيقة ثابتة ... فإن الملوك والقادة لا يبالون أو يقيّمون الكثير مما بيدهم من ملك أوسلطة فيستخفون بها  حتى يفتقدوها عندها يصبح ما خسروه من ملك او مناطق او بلدان كابوس ثقيل يمنعهم من النوم إذ يصبح الشاغل لهم حتى اثناء المنام  وهم عاجزون عن استرداده  فيستيقضون مرتعبين .... ومن الملاحظ أن النساء هن اكثر اهتماما بالاحلام وتفسيراتها الباطلة

 من الرجال اضعاف المرات... يؤمنون بكونها تعبيرات عن ضروف واحداث مستقبلية أكيدة  اسوة بالابراج التي يتلهفون بمتابعتها ويرون احلامهم من منطلقاتها .... وهو ما كان يدور في المجالس والقبولات فينشط النقاش بين رافضة  للتفسير وموافقة عليه وقد يحتدم الجدال ويصل حد الخصام في بعض الاحيان بسبب حلم تافه .. فهذه تقول للحالمة سوف ياتيك مال كثير والاخرى تقول سوف تحل ((   الجبسة)) أي عقدتها و تنتهي ازمتها وتحصل على ما تتمناه أو تحلم به ... وتتعدد التفسيرات وتتشعب الاجابات وتنقضي في ذلك الساعات .. ولن تذكراو تدرك واحدة منهن بانه تفاعل في المخ لا علاقة له

 بكل ما يفترون .. فالانسان اسير الوهم والتخيلات والتصورات التي في معظمها لا اساس لها على ارض الواقع وهي شبيهة بالاحلام .. وقد تترسخ في ذاكرة  الكثيرين فتصبح حقيقة ثابتة غير قابلة للجدال ..فالانسان المفروض أن يكون له عقل يفكر داخل مخه غير انه لا يعيش في حلم فقط اثناء النوم بل انه يعيش في حلم وهو في يقضته واثناء النهار وهو ما قد يكون سبب كل هذه المشاكل التي يعيشها العالم في هذه الايام ....!!!

 

 يوسف علي خان

 

20.11.2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا