<%@ Language=JavaScript %> شاكر فريد حسن " لن تقبروا شعباً فجر المقابر وانبعث عملاقاً "..!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

" لن تقبروا شعباً فجر المقابر وانبعث عملاقاً "..!

 

 

شاكر فريد حسن

  

ليست المرة الأولى التي تقترف فيها قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة دامية وبشعة بحجم مجزرة حي الشجاعية في غزة ، فسياسة القتل والذبح والتصفيات الجسدية الجماعية فن تحترفه وتتقنه الصهيونية ، وتاريخها الطويل حافل بالجرائم والمجازر الدموية التي لا تنسى ضد الفلسطينيين ، بدءاً بدير ياسين وقبية والدوايمة مروراً بكفر قاسم وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين وصولاً إلى مجزرة الشجاعية ، عدا الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين العزل خلال عدوانها البربري الغاشم المتواصل ضد قطاع غزة . ولكن هذه المجزرة الدموية التي يندى لها الجبين ، هي تتويج للجرائم الصهيونية ضد الإنسانية ، وقد فاقت في فظاعتها وهمجيتها ما يعجز القلم عن وصفه والتعبير عنه .

إن حي الشجاعية على الدوام كان حاضراً في قلب المعارك وخضم الحروب التي شنتها المؤسسة الإسرائيلية ، إنه يتصدر الأحداث ، ويتقدم صفوف المقاومة والتصدي للغزاة ، ويقدم أروع آيات وملاحم الصمود والتحدي والقتال . وهو الآن يعيش مأساة حقيقية بعد المجزرة الدموية البشعة التي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والضحايا والجرحى ودفعت بأهله الخروج والنزوح عنه خوفاً من اقتراف مجزرة أخرى بحقهم . ومن الملاحظ أن قوات الاحتلال تعمد استهداف المدنيين الأبرياء والعزل ، واستهداف المستشفيات ومساكن ذوي الاحتياجات الخاصة ودور العبادة وبيوت السكان دون أي وازع أخلاقي وإنساني وقانوني ، وذلك كأداة ضغط على قوى وفصائل المقاومة لرفع راية لاستسلام .

لقد تحولت غزة العزة والإباء إلى مقبرة للغزاة ، وهي عصية على الكسر ، لن تنهزم ، ولن تموت . إنها تعرف الزمن العربي الأخرس ، وتعرف العواصم وملوك وحكام العرب المتخاذلين المتآمرين والمتأمركين ، وتعرف أنها هدفاً للتصفيات الإقليمية ، وأن لا خيار أمام شعبها سوى الصمود في المعركة دفاعاً عن الكرامة والمستقبل والمشروع الوطني الفلسطيني . فمهما تمادوا وارتكبوا من مجازر وجرائم "فلن يقبروا شعباً فجر المقابر وانبعث عملاقاً "، ويا إله الحرب قف على بحر غزة وخذ معك كل المهزومين وكل الرداحين ، وابصق على كل المتطاولين ، وارم حذائك بوجه توفيق عكاشة وجوقة المحرضين . ولنصرخ جميعاً : أوقفوا المجازر ، أوقفوا الحرب والعدوان ، أوقفوا شلالات الدم القاني، ارفعوا أيديكم عن شعبنا المحاصر، اجنحوا للسلام والخيار السياسي وانسحبوا من الوطن الفلسطيني ، فلن تجنوا شيئاً من هذه الحرب الخاسرة سوى الخيبة ، وكما قال شاعرنا سميح القاسم :

كل سماء فوقكم جهنم

وكل ارض تحتكم جهنم

يموت فينا الطفل والشيخ

ولا يستسلم

وتسقط الأم على أبنائها القتلى

ولا تستسلم

لن تكسروا أعماقنا

لن تهزموا أشواقنا

نحن قضاء مبرم . 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا